حائط البراق.. إرث إسلامي يُدنسه المستوطنون بزعم أنه "مقدسًا يهوديًا"
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
القدس المحتلة - رنا شمعة- صفا
عند حائط البراق غربي المسجد الأقصى المبارك، يتجمع آلاف المستوطنين لأداء صلاة ما يُسمى "بركة الكهنة" احتفالًا بـ "عيد العرش" اليهودي، من أجل تقديم الرواية التلمودية المزعومة، ولإثبات أن "هذا المكان يهوديًا وليس إرثًا إسلاميًا".
ولتأمين اقتحامات المستوطنين لحائط البراق، عززت شرطة الاحتلال من تواجد عناصرها وقواتها الخاصة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة ومحيطها، وسط تضييقات مشددة على المقدسيين، أعاقت حركة تنقلهم، وفاقمت من معاناتهم.
و"بركة الكهنة" طقس يختص في الأصل بطبقة "كهنة الهيكل" بحسب الرؤية التوراتية، وهو "يؤدى برفع الأيدي المبسوطة مع قراءة مقاطع من التوراة ليمنح بها الكاهن البركة الموعودة على لسان النبي هارون للمصلين اليهود بحسب التوراة".
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن "بركة الكهنة" هي مناسبة اخترعها أحد الكهنة الإسرائيليين عام 1970 على خلفية أحداث جسام عصفت بالاحتلال خلال ما عرف بـ"حرب الاستنزاف"، وبحثوا لها عن مرجعيات دينية تلمودية، وهي بالأساس تجمّع يدعو إلى "الحفاظ على دولة إسرائيل وشعبها أمام عاتيات ومصائب الزمان"، وفق ادعائهم.
قوة الاحتلال
نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة ناجح بكيرات يقول: "إن قوات الاحتلال فرضت بعد احتلالها القدس عام 1967، بعض المتغيرات ووقائع جديدة في المدينة وبمحيط المسجد الأقصى، عندما هدمت حارتي المغاربة والشرف وأنشأت ساحة أمام حائط البراق لاستباحته من قبل المستوطنين".
ويوضح بكيرات، في حديث لوكالة "صفا"، أن هذا المتغير حصل بقوة الاحتلال وبقرار عسكري، حتى بدأ يتدرج يومًا بعد يوم عبر دعمه من خلال إنشاء ما يسمى "لجنة إرث حائط المبكى"، و"صندوق ترميم حائط المبكى"، إذ تم تقديم كل الدعم اللوجستي والمالي حفاظًا على هذا المتغير.
وفي 11 حزيران/ يونيو 1967، هدمت سلطات الاحتلال حارة المغاربة الملاصقة للجدار الغربي للمسجد الأقصى وشرد أهلها وحولها إلى ساحة أسمها "ساحة المبكى"، لصلاة اليهود، وذلك بدعوى أن منطقة الحائط ملك لليهود منذ ثلاثة آلاف عام.
ويشير بكيرات إلى أن سلطات الاحتلال أنشأت أكثر من جسم كي يبقى حائط البراق "مكانًا يهوديًا وليس إسلاميًا"، ومن ثم بدأت بتشجيع اليهود على اقتحامه بالآلاف وأداء الطقوس والصلوات التلمودية فيه، بما فيها "بركة الكهنة".
ويضيف أن "الاحتلال يعمل على تقديم روايته التوراتية في حائط البراق، لإثبات أنه مكانًا تعبديًا لليهود، رُغم أن ذلك مخالفًا للقانون الدولي وكل الاتفاقيات الدولية".
ويؤكد أن حائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، سيطر عليه الاحتلال بعد احتلاله المدينة، ويسعى إلى تهويده بالكامل وتزوير هويته الإسلامية.
ووفقًا لبكيرات، فإن "الاحتلال عمل من خلال مراكزه الإعلامية والكنس والأبنية والمدارس الدينية اليهودية على تقديم ساحة البراق وحارتي المغاربة والشرف على أنها ملك لليهود وحدهم وليس للمسلمين".
بناء الهيكل
ويبين أن أداء طقوس "بركة الكهنة" في ساحة البراق بمثابة موضع قدم لبداية اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى، ولتغيير الهوية الإسلامية والرواية الحقيقية في القدس والأقصى.
وتعمل عدة مؤسسات احتلالية، هي "بلدية الاحتلال في القدس، سلطة الآثار الإسرائيلية، وزارة شؤون القدس، لجنة إرث المبكى، وصندوق تطوير المبكى، وغيرها"، على تهويد حائط البراق.
وفي 18 تشرين أول /أكتوبر 2016، تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" خلال اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس، قرارًا ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالأقصى وحائط البراق، واعتبرهما تراثًا إسلاميًا خالصًا.
ويعتبر نائب مدير عام الأوقاف، أداء "بركة الكهنة" مرحلة من مراحل بناء "الهيكل" المزعوم مكان المسجد الأقصى، باعتبار أن "حائط البراق أصبح جزءًا من الهيكل".
ويضيف "واضح جدًا أن الاحتلال خلق قوة جاذبة للمستوطنين إلى الأقصى وساحة البراق، وسهل لهم الدخول من كل أبواب البلدة القديمة، وتحديدًا بابي الخليل والعامود".
وفي المقابل، يوضح بكيرات أن الاحتلال خلق قوة طاردة للمقدسيين وللتجار ومحالهم التجارية، في محاولة لتأمين اقتحامات هؤلاء المتطرفين واحتفالهم بعيد العرش في ساحة البراق".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: القدس البراق تهويد الأقصى المسجد الأقصى حائط البراق
إقرأ أيضاً:
40 ألف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
أدى آلاف المواطنين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى المسجد، وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 40 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى.
وحسب وكالة "وفا" بأن قوات الاحتلال عرقلت وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة عبر باب الأسباط، ودققت في هوياتهم، وأوقفت عددا من الشبان ومنعتهم من الدخول إلى المسجد.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت صحن قبة الصخرة بالمسجد الأقصى تزامنا مع خطبة الجمعة.
وأدى عدد من الشبان صلاة الجمعة في محيط المسجد الأقصى بعد أن منعهم الاحتلال من الدخول إلى باحات المسجد.
وتواصل قوات الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خاصة خلال أيام الجمعة.
محافظات الضفة الغربية
وتحرم سلطات الاحتلال آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، حيث تشترط استصدار تصاريح خاصة لعبور حواجزها العسكرية التي تحيط بالمدينة المقدسة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة.