مجزرة فض الإعتصام وتبادل الإتهامات
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
وائل محجوب
• إنزلقت حرب الإتهامات المتبادلة بين قائدي الجيش والدعم السريع، لفض اعتصامات القيادة العامة والولايات صبيحة ٣ يونيو ٢٠١٩م، ففي رد فعل على إتهامات قائد الدعم السريع ونائبه، للبرهان بالتورط في فض الإعتصامات تخطيطا وتدبيرا، وتنفيذها بواسطة القوات النظامية المختلفة، بجانب أجهزة أمنية وعسكرية تابعة للحزب المحلول.
• خرج البرهان للمرة الأولى ليوجه الإتهام مباشرة للدعم السريع، بالتورط في فض الإعتصامات وقتل المحتجين السلميين، ذلك اليوم أمام القيادة وبالولايات، وهو الذي برأ من قبل المكون العسكري بكل قواته من تنفيذ تلك الجريمة، وإتهم “طرفا ثالثا” بالتورط فيها.
• لقد قلنا من قبل إن هذه المجزرة البشعة خالف توصيفها القانوني طبيعة وقائعها الدموية، فهي تعد من الجرائم ضد الانسانية، بحسب توصيف القانون الدولي والجنائي السوداني لها، فهذه الجرائم بحسب تعريفها في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية المعتمد في ١٧ يوليو ١٩٩٨م، قد نصت على الآتي في المادة (١/٧) في تعريفها:
“لغرض هذا النظام الأساسي، يشكل أي فعل من الأفعال التالية “جريمة ضد الإنسانية”، متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين، وعن علم بالهجوم،وهذه الأفعال هي:
أ- القتل العمد: قتل المتهم شخصا أو أكثر، وأن يرتكب السلوك كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي، موجَّه ضد سكان مدنيين، إضافة إلى أن يعلم مرتكب الجريمة، بأن السلوك جزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي، موجه ضد سكان مدنيين أو أن ينوي أن يكون هذا السلوك جزءا من ذلك الهجوم”.
• حينما وقعت جريمة فض الإعتصامات كان من يتبادلان الإتهامات حاليا، يحتلان أعلى درجات المسئولية، من خلال منصب الرئيس ونائب الرئيس في المجلس العسكري، الذي آلت اليه المسئولية عن كافة القوات النظامية بالبلاد، في اعقاب اسقاط نظام المؤتمر الوطني في ابريل ٢٠١٩م، وبالتالي هما في موقع المسئولية المباشرة، ويتحملان تبعا لذلك مسئولية كل الأفعال التي تقوم بها القوات التابعة لهم والخاضعة لسلطتهم، وبما أن ما وقع صبيحة ذلك اليوم، كان عملا مدبرا ومخططا، وتم تنفيذه بهجوم منهجي وواسع النطاق، شاركت فيه مختلف القوات النظامية الرسمية، وفق ما شاهد أهل السودان وجميع العالم، فإن اعترافاتهما الأخيرة تصلح دليل إدانه لكليهما، ولا مجال لإفتراض ايا منهما ان فيها ما يبرئ ساحته من تلك المجزرة البشعة.
• وفي ذلك الإطار أورد التصريح الذي أدلى به القانوني المتميز الأستاذ معز حضرة لراديو دبنقا حول هذه التصريحات؛
(اعتبر المحامي المعز حضرة اتهام البرهان للدعم السريع بالتورط في فض اعتصام القيادة العامة في ٣ يونيو ٢٠١٩م ، اعتراف شخصي قوي يمكن أن يدين قائد الجيش، داعياً لجنة التحقيق في جريمة فض الاعتصام لفتح بلاغ جنائي في مواجه البرهان والاخرين، لان هذا الاعتراف شبه كاف.
وأوضح حضرة ان البرهان كان رئيسا للمجلس العسكري عند ارتكاب الجريمة، ويمثل أعلى سلطة في الدولة، بالإضافة إلى ان الجريمة تمت امام ناظريه، كما أنه نفى أكثر من مرة صلة قادة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بجريمة فض الاعتصام، وتساءل لماذا صمت البرهان طيلة الأربع سنوات الماضية عن هذه المعلومة؟ وهل أدلى البرهان بهذه المعلومة امام لجنة التحقيق التي كونت لهذا الغرض؟
وأشار حضرة إلى فض عدد من الاعتصامات بالتزامن مع فض اعتصام القيادة العامة.
وأكد المحامي المعز حضرة إن تصريح البرهان لا يعفيه من المسئولية الجنائية، بل يورطه بصفته رأس الدولة في ذلك الوقت وقائد القوات المسلحة، مبيناً إنه يخضع للمساءلة عن أي أفعال قام بها افراد الجيش.
وأكد إن تصريحات البرهان لا يمكن تكييفها على أنها آراء شخصية او اتهامات شخصية، بل هي تصريحات يمكن ان تشكل شبهة اثبات قوية جدا، لإدانة كل أطراف المكون العسكري الذي ارتكب جريمة فض الاعتصام امام القيادة العامة ومناطق أخرى من البلاد، وأكد إنها يمكن ان تشكل قرائن قوية في التحقيق) انتهى.
• إن واحدة من الأسباب المؤكدة لإندلاع هذه الحرب، بكل ما صاحبها من جرائم حرب بشعة وجرائم ضد الإنسانية، هي نتيجة لسيادة ثقافة الإفلات من العقاب وإهدار قيم العدالة، والحصانات التي تمتع بها مرتكبو الجرائم، والحماية التي ظلوا يجدونها من أعلى مستويات السلطة، منذ عهد سيئة الذكر الإنقاذ وفي عهد سلطة لجنتها الأمنية، وهذه الجرائم وسابقاتها، وجرائم هذه الحرب الدائرة، هي من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم.
• وإلى أن يحين موعد حسابها، ينبغي القول إن هولاء الذين قفزوا للسلطة، وأشقوا البلاد بأفعالهم ومؤامراتهم وحروبهم، يفتقرون لحس القيادة الذي يقوم أول ما يقوم على التحلي بالمسئولية، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح والمنافع الشخصية والذاتية والحزبية، وسيتحملون نتائج أفعالهم طال الزمان أم قصر، وينبغي أن توثق هذه الإتهامات المتبادلة والأقوال حتى يحين موعد حسابها.
الوسوموائل محجوبالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: القیادة العامة بالتورط فی
إقرأ أيضاً:
"معرض الشارقة الدولي للكتاب" يستقطب آلاف الكتّاب والناشرين حول العالم لتعزيز الحوار الثقافي وتبادل الأفكار
◄ العامري: نسعى لتعزيز التعاون الثقافي والمعرفي مع سلطنة عمان
الشارقة- فيصل السعدي
شهدت الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب إطلاق أكثر من 1500 كتاب جديد، وسط مشاركة واسعة من أكثر من 300 دار نشر إماراتية.
وقال سعادة أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: "نحن دائما في تحدٍ مع ذاتنا، حيث يعد معرض الشارقة الدولي للكتاب هو الأول على مستوى العالم في بيع وشراء حقوق النشر لأربع سنوات متتالية، وهذا ما يلزمنا بمواكبة كل متغيرات عالم سوق النشر".
وأضاف: "يشارك في معرض الشارقة 112 دولة و2500 دار نشر، ونجاح المعرض ليس نجاحًا للإمارات وحدها بل هو نجاح لجميع الدول العربية، إذ يضم المعرض 1000 ضيف من المغرب وأكثر من 20 دار نشر مغربية، باعتبارها ضيف شرف المعرض لهذا العام، كما يقدم المعرض أكثر من 1300 فعالية، بمشاركة أكثر من 250 ضيفًا".
وتابع العامري قائلا: "نسعد ونفخر بزيارة الأشقاء من سلطنة عمان لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث تعكس الزيارات مدى العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين، كما نسعى إلى تعزيز التعاون الثقافي والمعرفي بين البلدين الشقيقين".
وأعلنت هيئة الشارقة للكتاب إعفاء دور النشر في فلسطين ولبنان والسودان من رسوم المشاركة لهذه الدورة من المعرض.
ومن أبرز إنجازات هذه الدورة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب إطلاق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المعجم التاريخي للغة العربية، والذي يتألف من 127 مجلدًا ليضيف نحو مليوني مفردة جديدة. ويمثل هذا المشروع الضخم خطوة مهمة في توثيق وتطوير اللغة العربية، ويقدم مرجعًا شاملًا لتاريخ الكلمات وتطورها عبر العصور. وقد تم العمل على هذا المعجم بدقة وعناية من قبل فريق من اللغويين والباحثين المتخصصين.
وشهد المعرض مشاركة واسعة من دور النشر حول العالم، مما يعكس النمو المستمر في صناعة النشر في المنطقة وتُظهر التنوع الكبير في الأعمال المقدمة، من الروايات والكتب الأدبية إلى الأعمال العلمية والتقنية، كما قدمت دور النشر العديد من الفعاليات الثقافية والندوات التي جذبت الزوار من مختلف الأعمار والاهتمامات.
وتشارك سلطنة عمان في محفل معرض الشارقة الدولي للكتاب متمثلة في وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، حيث تعرض مجموعة واسعة من الإصدارات الثقافية والأدبية التي تعكس غنى التراث العماني وتاريخه العريق، وتأتي هذه المشاركة في إطار تعزيز التواصل الثقافي العربي والدولي، وتوطيد العلاقات الأدبية بين الكتاب والمثقفين من مختلف أنحاء العالم.
وشارك ما يزيد عن 12 دار نشر ومكتبة عمانية بعرض كتب في الأدب والتاريخ والفنون والعلوم، لتسلط الضوء على الجهود المبذولة في دعم الحركة الأدبية في السلطنة، من خلال تقديم إصدارات جديدة لكتّاب عمانيين معروفين ومواهب شابة واعدة.
وتضمن جدول الفعاليات المصاحبة للمعرض مشاركة العديد من الأسماء العمانية في تقديمها، منها الأمسية الشعرية التي نظمتها مؤسسة دارة الشعر العربي بمشاركة الشاعر يوسف الكمالي، والتي تنوعت قصائده بين الغزلية والاجتماعية والوطنية مقتطفًا من ديوانه الأول "الصادق المفضوح" وديوانه الآخر "مسائيون"، كما شاركت الدكتورة وفاء الشامسي بتقديم ورشة في أدب الطفل استمرت عدة أيام خلال المعرض.
وحرص معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام على دمج التكنولوجيا الحديثة في فعالياته، حيث تم تقديم تطبيقات ذكية تسهل على الزوار استكشاف الكتب والتعرف على مواعيد الفعاليات، كما تم استخدام تقنيات الواقع المعزز في بعض الأجنحة لعرض تجارب قراءة مبتكرة.
ومن أهداف المعرض دعم المواهب الأدبية الشابة، حيث تم تخصيص مساحة لعرض أعمال الكتّاب الناشئين، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات أدبية تهدف إلى اكتشاف وتشجيع الجيل الجديد من المبدعين.
ويستضيف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ43 لاعب كرة القدم العالمي محمد صلاح اليوم الأحد 17 نوفمبر وذلك بقاعة الاحتفالات. وسيشارك صلاح الجمهور تفاصيل رحلته إلى العالمية، ويكشف عن علاقته بالكتب ودورها في مسيرته الرياضية.
وفي أمسية تجمع بين الرياضة والمعرفة، يتحدث صلاح عن مسيرته، بدءًا من بداياته حتى النجومية العالمية، ويلقي الضوء على التحديات التي واجهها والدروس المستفادة، كما يشارك الكتب التي ألهمته وأثرت في رؤيته للحياة، ليكشف للجمهور جوانب جديدة من شخصيته تتجاوز حدود الملاعب.
ويُعتبر معرض الشارقة الدولي للكتاب منبرًا لتعزيز الثقافة العربية ودعم صناعة النشر في المنطقة، ومن خلال استقطابه للكتاب والناشرين من مختلف أنحاء العالم، يساهم المعرض في تعزيز الحوار الثقافي وتبادل الأفكار، مما يدعم الجهود نحو بناء مجتمع معرفي متكامل.