لجريدة عمان:
2024-09-30@15:41:35 GMT

الغرغرينا..هاجس مخيف يطارد مرضى السكري

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

الغرغرينا..هاجس مخيف يطارد مرضى السكري

مع الارتفاع المستمر لحالات مرضى السكري في سلطنة عمان، تتزايد معدلات الإصابة بـ" الغرغرينا"، وما ينتج عنها من مضاعفات خطيرة قد تستدعي في بعض الحالات بتر الأطراف المصابة.

وقال الدكتور فيصل بن محمد شاه علم استشاري ورئيس قسم جراحة الأوعية في المستشفى السلطاني: ينشأ الالتهاب البكتيري للقدم السكري عندما يصاب المريض بتقرحات أو جروح في القدم وذلك نتيجة للارتفاع المزمن للسكر في الدم والإهمال في تنظيف والعناية الدورية للقدم، وقد يتسبب الالتهاب البكتيري في الغرغرينا التي تؤدي أحيانا إلى الوفاة إذا تأخر العلاج.

ويوضح الدكتور أن غرغرينا القدم السكري هي أحد مضاعفات مرض السكر، وتعني موت أنسجة الجسم نتيجة لتوقف تدفق الدم للأنسجة أو بسبب إصابتها بعدوى بكتيرية حادة نتيجة للإصابة بالقدم السكري، وتزداد فرصة تلوث الجروح في القدم السكري بالبكتيريا مع تأخر العلاج وضعف المناعة.

ويشير الدكتور إلى أنه لا توجد إحصائيات دقيقة بحالات القدم السكري في سلطنة عمان حاليا، ولكن تشير الإحصائيات العالمية إلى وجود احتمالية بنسبة ٢٠ إلى ٣٠ % لتقرح القدم في مرضى السكري المزمن على مدى حياة المريض، وتبلغ نسبة مرض السكري في منطقتنا وفي سلطنة عمان تقريبا ١٥ % وهي أكثر من النسبة العالمية البالغة ٨% تقريبا، لذا من المؤكد أن النسبة السنوية للقدم السكري لدينا أكثر من النسب العالمية أيضا.

الأسباب أنواع الغرغرينا

وأشار الدكتور فيصل إلى اختلاف أنواع الإصابة بالغرغرينا من شخص لآخر، فهناك الغرغرينا الجافة وهي النوع الأكثر شيوعًا، وتصيب عادةً اليدين والقدمين، وتحدث عندما يقل تدفق الدم إلى منطقة معينة أو يضعف تمامًا، فيجف النسيج المصاب، ويتغير لونه إلى الأزرق ومن ثم إلى اللون الأسود، وأيضا الغرغرينا الرطبة والتي تحدث نتيجة إصابة أنسجة الجسم ببعض أنواع البكتيريا، وعند الإصابة بالغرغرينا الرطبة يتوقف تدفق الدم بشكل كلي للمنطقة المصابة، مما يسبب موت الأنسجة، وتعد الغرغرينا الرطبة أكثر خطورة لأنه من المحتمل أن تنتشر العدوى إلى أجزاء أخرى إذا لم يتم العلاج سريعا، وهناك الغرغرينا الغازية والتي تحدث نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية من نوع خاص تفرز الغازات وذات سمية خطيرة وهذه العدوى البكتيرية تؤدي إلى احتباس الغازات والسموم داخل الأنسجة، وهذا النوع خطير، إذ يمكن أن يسبب الوفاة في غضون 48 ساعة إذا لم يتم علاجه.

وتتمثل أعراض الالتهاب البكتيري وغرغرينا القدم السكري، في تغير لون الجلد إلى الأسود أو الأحمر، الشعور بالتنميل في القدمين، وحدوث تورم في القدم المصابة، وظهور بثور في المنطقة المصابة، وخروج إفرازات ذات رائحة كريهة من قرحة القدم، وقد يصاحب كل ذلك ارتفاع في درجة حرارة الجسم.

العلاج

وتطرق الدكتور فيصل إلى عدة طرق للعلاج منها إزالة الأنسجة الميتة، حيث يضطر الأطباء أحيانا إلى إزالة الأنسجة الميتة لمنع انتشار الغرغرينا، عن طريق عملية جراحية، وغالبا عند الالتهاب البكتيري الحاد في القدم السكري يكون الضرر الحاصل تحت الجلد في العمق أكبر بكثير مما هو ظاهر في الخارج، لذلك يضطر الطبيب إلى فتح جرح واسع كي يتسنى التخلص من الأنسجة الميتة ووقف الانتشار البكتيري، وقد يلزم أحيانا إجراء عمليات تنظيف جراحي متعددة حتى يتم التأكد من التخلص من جميع الأنسجة الميتة، وفي بعض الحالات المتقدمة والحرجة يكون الحل الوحيد هو البتر وإزالة المنطقة المصابة مثل إصبع قدم.

ويضيف الدكتور: يتم علاج الالتهاب البكتيري والغرغرينا الرطبة للقدم السكرى عن طريق استخدام المضادات الحيوية في صورة حقن أو عن طريق الفم، والعلاج بالمضاد يكون مع عملية التنظيف الجراحي أو بدونها، ويستمر لفترات مختلفة يحددها الطبيب المعالج حسب طبيعة الالتهاب وانتشارها.

وأحيانا يتم علاج الجروح الناتجة ما بعد البتر أو التنظيف الجراحي بالأكسيجين الضاغط للتسريع في عملية التئام الجرح، ويتم علاج القصور في الدورة الدموية وتصلب الشرايين إن وجد في نفس الطرف المصاب وذلك عن طريق القسطرة العلاجية لتوسيع الشريان المسدود أو الضيق بالبالون مع تركيب دعامة أحيانا، وغالبا تتم القسطرة العلاجية بعد العملية الجراحية اللازمة للتخلص من الالتهاب الحاد لوقف انتشار العدوى.

التهيئة النفسية

وقال الدكتور فيصل: في بعض الحالات ينتهي الأمر بضرورة بتر الإصبع أو جزء من القدم أو الساق إذا كان الضرر الحاصل في الأنسجة كبير، هنا يقوم الطبيب بتهيئة المريض والأقارب عن طريق شرح الحالة والخيارات المتوفرة، ومن الطبيعي أن يكون هناك نوع من الإنكار والرفض لخيارات البتر عند كثير من المرضى والأقارب، وإتباعا لأخلاقيات المهنة لا يفرض الطبيب العلاج مهما كان على المريض حتى يتقبله طواعية حتى ولو تطلب الأمر إعادة شرح الوضع والخيارات عدة مرات، إلا إذا كان المريض لا يستطيع أخذ القرار، فهنا تتم مناقشة الوضع مع أولياء الأمور لأخذ قرار علاجي مناسب.

ويضيف الدكتور: إن وزارة الصحة تقوم بتوفير خدمة التأهيل لما بعد البتر، ولكن الازدياد المستمر سنويا في حالات القدم السكري يجب أن تصاحبه زيادة في مراكز التأهيل ورفع قدراتها الاستيعابية والتخصصية.

وعن كيفية التقليل من احتمالات أو منع الالتهاب البكتيري للقدم السكري أفاد الدكتور أنه يتم من خلال السيطرة على العوامل المسببة للقدم السكري، وأهمها ضبط مستويات سكر الدم، التقيد بنظام غذائي مناسب، المحافظة على نظافة القدمين، فحص القدمين يوميا من قبل المريض أو أحد غيره لملاحظة أي تغييرات فيهما، تقليم الأظافر بعناية، واستعمال الحذاء المناسب واستعمال جوارب صوفية أو قطنية خاصة، وعلاج الفطريات بين الأصابع والأظافر على الفور في حال الإصابة بها، الابتعاد عن المشي دون حذاء، خاصة على الأسطح الساخنة أو الباردة جدا، الزيارة الدورية للطبيب وعيادة القدم السكري.

حالات مرضية

يروي محمد بن عيسى البلوشي أحد المصابين بالتهاب القدم البكتيري قصته قائلا: أصبت بالسكر منذ زمن، وذات يوم أصبت بجروح صغيرة في القدم بدون معرفة السبب، وتوجهت إلى المجمع الصحي مباشرة، وتم تنظيفها ولكن بعد فترة كبر الجرح وتم تحويلي إلى المستشفى السلطاني، لإجراء عملية تنظيف الجرح من البكتيريا وذلك بسبب وصول الالتهاب إلى العظم، ومازلت حاليا في مرحلة التنظيف، ويرى محمد أن الجانب النفسي جدا مهم ودور الأهل ومساندتهم يخفف التفكير والقلق، ويوجه محمد رسالته لمرضى السكري بضرورة الاهتمام بصحة القدم وكامل أعضاء الجسم بشكل مكثف وعدم الإهمال في حال ملاحظة تغير غريب في الجسم.

عدم الإهمال

ويسرد خصيف بن ثني البويقي إصابته بالغارغرينا قائلا: بدأت المشكلة بدخول مسمار في قدمي، ومع الأسف أهملت الإصابة وتأخرت في العلاج وبعدها أصابتني حمى شديدة وذهبت للمستشفى، حيث أخبرني الطاقم الطبي بعد الكشف وعمل الفحوصات أني بحاجة إلى بتر إصبع القدم المصابة فتم بترها، ولكن لم يلتئم الجرح، فعدت إلى المستشفى لإجراء عملية فتح شرايين القدم لتوسعتها، وأخبروني مؤخرا أن الإصبع الأخرى أيضا تحتاج إلى بتر، وما زالت أتردد على المستشفى لتلقي العلاج.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدکتور فیصل للقدم السکری القدم السکری فی القدم عن طریق

إقرأ أيضاً:

أمل جديد لتأخير الاصابة بداء السكري... أول دواء يمكنه تأخير تطوره

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، على أول دواء يمكن أن يؤخّر تطور مرض السكري من النوع الأول، ويستهدف الدواء Teplizumab مشاكل المناعة الذاتية التي تسبب مرض السكري من النوع الأول T1D، بدلًا من أعراضه.

وعن أهمية الدواء، قال الدكتور جون شاريتس، مدير قسم السكري واضطرابات الدهون والسمنة في المركز الاميركي لتقييم الأدوية، في بيان: إن "تأخير ظهور مرض السكري من النوع الأول سيكون له  تأثير مهم على الحياة اليومية للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري وعائلاتهم والنظام الصحي العام".

وأضاف شاريتس: "سيحرر ذلك المرضى من العبء المستمرّ والضغط الناتج عن مراقبة نسبة السكر في الدم وإعطاء الأنسولين".

وتابع قائلًا: "سيمنح الدواء المرضى المزيد من الوقت ليعيشوا حياتهم من دون حقن الأنسولين، أو وخزات الأصابع التي تقيس نسبة السكر".

يُذكر أن الأشخاص الذين لديهم اثنان أو أكثر من الأجسام المضادة الذاتية المرتبطة بالـ T1D والذين بدأت مستويات السكر في الدم لديهم غير طبيعية، في خطر كبير للإصابة بالمرض.

ويوصف مرض السكري بـ"القاتل الصامت"، نظرًا لأن غالبية الذين يصابون به لا يدركون ذلك، حيث إنه غالبًا لا يُظهر أعراضًا مبكرة.
ما هو السكري من النوع الأول؟

السكري من النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه جهاز المناعة الخلايا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس. يتطلب المرض سيطرة مستمرة على مستويات السكر في الدم، مما يشكل عبئًا كبيرًا، خاصةً على الأطفال الذين يمثلون الجزء الأكبر من المصابين. وللأسف، يشهد سكري النوع الأول ارتفاعًا في نسب الإصابة بين الأطفال، مما يعني أن أعدادًا متزايدة منهم يضطرون للتعايش مع هذا التحدي يوميًا.

في الماضي، كان اكتشاف المرض يحدث بعد ظهور الأعراض، مثل العطش المتزايد، التبول المتكرر، وفقدان الوزن، في الوقت الذي يكون فيه البدء في العلاج بالإنسولين ضروريًّا. لكن التقدم الطبي الحديث سمح بتشخيص المرض مبكرًا قبل ظهور الأعراض، وتأخير الحاجة إلى الإنسولين.

كيف يعمل الدواء؟
يعمل Teplizumab على مكافحة الخلايا المناعية التي تهاجم خلايا بيتا البنكرياسية المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، مما يساعد على الحفاظ على وظيفة البنكرياس لفترة أطول، وتأخير الحاجة لبدء العلاج بالإنسولين، حسب تصريحات دكتورة كريستينا ري، الأستاذ المساعد في UCLA، والمدير الطبي لبرنامج السكري للأطفال في UCLA Westwood والعيادات المحيطة.

يمكن الكشف المبكر عن الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الأول من خلال فحص دم بسيط، مما يساعد في بدء العلاج بدواء Teplizumab قبل ظهور الأعراض.

مع ذلك، يثير توافر Teplizumab أسئلة مهمة حول ممارسات الكشف المبكر عن المرض. في حين أن التاريخ العائلي هو عامل خطر للإصابة، فإن 90% من الأفراد المصابين بالمرض ليس لديهم تاريخ عائلي. لذلك، فإن الأمر يتطلب جهودًا أكبر وأوسع للكشف عن هؤلاء الأشخاص. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • هذه علامات خفية على فساد الحمص
  • مصابة بمرض السكري من النوع الأول.. شفاء امرأة بإنجاز طبي الأول من نوعه في العالم
  • علاج جديد ينجح بشفاء مرض السكري من النوع الأول
  • مستشارة التغذية بـ”معجزة الشفاء ” : العكبر يعزز التئام الجروح ويحفز تكاثر الخلايا العظمية
  • تشغيل غرفة للعمليات الجراحية بمركز العويضة للقدم السكرية ببريدة
  • دراسة حديثة تكشف نوعا جديدا من الخلايا تعمل على تحسين وإصلاح الأنسجة
  • حرف يدوية في حي الجمالية| يحيى السكري.. 65 عامًا في صناع المشغولات النحاسية القديمة (فيديو)
  • مرض السكري: أسبابه، أنواعه، وعلاجه
  • أمل جديد لتأخير الاصابة بداء السكري... أول دواء يمكنه تأخير تطوره
  • احتشاء عضلة القلب.. سبب صعوبة النوبات القلبية في الصباح