السومرية نيوز – دوليات

في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1995، أطلت الأميرة ديانا في مقابلة هزت العائلة المالكة وأثارت التعاطف بين محبيها، فما الأسرار التي باحت بها؟. المقابلة التي أجرتها "بي بي سي" البريطانية مع أميرة ويلز، التي تم بثها في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1995 في السلسلة الوثائقية "بانوراما"، دخلت التاريخ بصراحة الأميرة الحسناء وهي تبوح بتفاصيل دقيقة وحساسة عن حياتها كأحد أفراد العائلة المالكة.



في تلك المقابلة، التي جرت في غرفة جلوس ديانا بقصر كنسينغتون، تطرقت الأميرة لزواجها، بما في ذلك صراعها مع اكتئاب ما بعد الولادة، والشره المرضي، والأكثر إثارة للصدمة، علاقة زوجها الأمير تشارلز (الملك حاليا) مع كاميلا باركر بولز، فكانت تلك الضربة الأخيرة للعلاقة الزوجية المضطربة.

الصراع مع الاكتئاب
تحدثت ديانا في المقابلة عن نقص الدعم الذي تلقته من العائلة المالكة عندما كانت تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، بحسب ما أعاد ذكره موقع "هيستوري" الأمريكي.

وعن هذه المرحلة، قالت ديانا "حسنا، ربما كنت أول شخص على الإطلاق في هذه العائلة يعاني من الاكتئاب أو كان يبكي علنا".

"ومن الواضح أن ذلك كان أمرا شاقا" على أميرة ويلز- بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في نص المقابلة التي أورد الموقع الأمريكي مقتطفات منها.

ولفتت إلى أن معاناتها أدت بسرعة إلى شطبها: "لقد أعطت الجميع تصنيفا جديدا: ديانا غير مستقرة وديانا غير متوازنة عقليا. ولسوء الحظ، يبدو أن هذا قد ظل عالقا".

اعترفت ديانا بجرح نفسها وتحدثت عن "الشره المرضي" الذي عانت منه علانية. حيث ألقت باللوم على وجع قلبها في علاقتها الزوجية الفاشلة.

وقالت "لقد كان ذلك أحد أعراض ما كان يحدث في زواجي. كنت أصرخ طلبا للمساعدة، ولكنني أعطي إشارات خاطئة، وكان الناس يستخدمون الشره المرضي الخاص بي كمعطف على شماعة: لقد قررت أن هذه هي المشكلة، وأن ديانا كانت غير مستقرة."

كانت صراحة أميرة ويلز ثورية بالنسبة لأحد أفراد العائلة المالكة، حيث لم يُسمع من أحدهم يتحدث عن الشره المرضي أو إيذاء النفس.

تقول كاتي نيكول، مؤلفة كتاب "العائلة المالكة الجديدة: إرث الملكة إليزابيث ومستقبل التاج": “كان هذا بمثابة تحطيم ديانا للمحظورات في هذه الاكتشافات الصادمة".

ولم تكن الأميرة ديانا أول فرد في العائلة المالكة يلجأ للتلفزيون لإرسال رسالة. إذ كانت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية أول ملكة تبث تتويجها على التلفزيون، ثم خطابها في عيد الميلاد في وقت لاحق، في محاولة، على حد تعبيرها، لتكون "أكثر شخصية مباشرة" مع رعاياها.

حتى أن الملكة سمحت للكاميرات بتصوير العائلة المالكة في فيلم وثائقي عام 1969.

"كنا ثلاثة في الزواج"
بعد أن تحدث تشارلز وديانا مع الصحافة حول انهيار زواجهما، أخبرت أميرة ويلز مذيع بي بي سي مارتن بشير :"كنا ثلاثة في هذا الزواج، لذلك كان مزدحما بعض الشيء".

واعترفت بعلاقتها الغرامية مع ضابط الجيش السابق جيمس هيويت، الذي عمل كمدرب ركوب الخيل لها ولأبنائها.

كما أخبرته أيضا، بأنها "شعرت بخيبة أمل كبيرة" عندما ساهم هيويت في كتاب يحكي كل شيء عن علاقتهما "الأميرة في الحب".

مستقبل تشارلز
عندما سُئلت عما إذا كان تشارلز يريد أن يحكم، قالت ديانا لبشير: "كان هناك دائما صراع حول هذا الموضوع معه عندما ناقشناه"، وأن "كونه ملكا سيكون أكثر اختناقا بعض الشيء. أعتقد أن المنصب الأعلى، كما أسميه، سيجلب له قيودا هائلة، ولا أعرف ما إذا كان يمكنه التكيف مع ذلك".

عاصفة المقابلة
على الرغم من انفصال تشارلز وديانا منذ عام 1992، إلا أن مقابلة بي بي سي عام 1995 كانت الضربة الأخيرة للزواج.

تقول كارولين هاريس، المؤرخة والمؤلفة والمعلقة الملكية: "كانت هناك اعتبارات شخصية وسياسية". “على المستوى الشخصي، كان هناك ضغط على حفيدي الملكة ويليام وهاري. وعلى المستوى السياسي، كانت ديانا تنتقد مدى ملاءمة تشارلز ليكون ملكا.

وبعد شهر من تصوير الفيلم، أرسلت الملكة إليزابيث الثانية رسائل إلى تشارلز وديانا تحثهما على إنهاء طلاقهما، بعد الضرر الذي رأته يلحق بالعائلة المالكة.

كما أزعج الأمر بشدة عائلة ديانا والمقربين منها، بما في ذلك الأمير ويليام.

وفي هذا الصدد، تقول نيكول: "كانت تلك إحدى المرات القليلة التي تشاجرت فيها مع ويليام".

في عام 2021، أصدر الأمير ويليام بيانا عاما حول المقابلة، قائلا: "لقد كانت مساهمة كبيرة في جعل العلاقة بين والدي أسوأ، ومنذ ذلك الحين ألحقت الأذى بعدد لا يحصى من الآخرين". وطلب ألا يتم بثها مرة أخرى أبدا".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: العائلة المالکة

إقرأ أيضاً:

ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟

ما دمنا لم نفارق بعد نظام القطب الواحد المهيمن على العالم تظل النظرية القديمة التي نقول إن الشعب الأمريكي عندما يختار رئيسه فهو يختار أيضا رئيسا للعالم نظرية صحيحة. ويصبح لتوجه هذا الرئيس في فترة حكمه تأثير حاسم على نظام العلاقات الدولية وحالة الحرب والسلم في العالم كله.

ولهذا فإن فوز دونالد ترامب اليميني الإنجيلي القومي المتشدد يتجاوز مغزاه الساحة الداخلية الأمريكي وحصره في أنه يمثل هزيمة تاريخية للحزب الديمقراطي أمام الحزب الجمهوري تجعله عاجزا تقريبا لمدة ٤ أعوام قادمة عن منع ترامب من تمرير أي سياسة في كونجرس يسيطر تماما على مجلسيه.

هذا المقال يتفق بالتالي مع وجهة النظر التي تقول إن اختيار الشعب الأمريكي لدونالد ترامب رئيسا للمرة الثانية ـ رغم خطابه السياسي المتطرف ـ هو دليل على أن التيار الذي يعبر عنه هو تيار رئيسي متجذر متنامٍ في المجتمع الأمريكي وليس تيارا هامشيا.

فكرة الصدفة أو الخروج عن المألوف التي روج لها الديمقراطيون عن فوز ترامب في المرة الأولى ٢٠١٦ ثبت خطأها الفادح بعد أن حصل في ٢٠٢٤ على تفويض سلطة شبه مطلق واستثنائي في الانتخابات الأخيرة بعد فوزه بالتصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي وبفارق مخيف.

لكن الذي يطرح الأسئلة الكبرى عن أمريكا والعالم هو ليس بأي فارق من الأصوات فاز ترامب ولكن كيف فاز ترامب؟ بعبارة أوضح أن الأهم من الـ٧٥ مليون صوت الشعبية والـ٣١٢ التي حصل عليها في المجمع الانتخابي هو السياق الاجتماعي الثقافي الذي أعاد ترامب إلى البيت الأبيض في واقعة لم تتكرر كثيرا في التاريخ الأمريكي.

أهم شيء في هذا السياق هو أن ترامب لم يخض الانتخابات ضد هاريس والحزب الديمقراطي فقط بل خاضه ضد قوة أمريكا الناعمة بأكملها.. فلقد وقفت ضد ترامب أهم مؤسستين للقوة الناعمة في أمريكا بل وفي العالم كله وهما مؤسستا الإعلام ومؤسسة هوليوود لصناعة السينما. كل نجوم هوليوود الكبار، تقريبا، من الممثلين الحائزين على الأوسكار وكبار مخرجيها ومنتجيها العظام، وأساطير الغناء والحاصلين على جوائز جرامي وبروداوي وأغلبية الفائزين ببوليتزر ومعظم الأمريكيين الحائزين على نوبل كل هؤلاء كانوا ضده ومع منافسته هاريس... يمكن القول باختصار إن نحو ٩٠٪ من النخبة الأمريكية وقفت ضد ترامب واعتبرته خطرا على الديمقراطية وعنصريا وفاشيا ومستبدا سيعصف بمنجز النظام السياسي الأمريكي منذ جورج واشنطن. الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام الرئيسية التي شكلت عقل الأمريكيين من محطات التلفزة الكبرى إلي الصحف والمجلات والدوريات الرصينة كلها وقفت ضد ترامب وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم ينحز منها صراحة لترامب غير موقع إكس «تويتر سابقا». هذه القوة الناعمة ذات السحر الأسطوري عجزت عن أن تقنع الشعب الأمريكي بإسقاط ترامب. صحيح أن ترامب فاز ولكن من انهزم ليس هاريس. أتذكر إن أول تعبير قفز إلى ذهني بعد إعلان نتائج الانتخابات هو أن ترامب انتصر على هوليوود. من انهزم هم هوليوود والثقافة وصناعة الإعلام في الولايات المتحدة. لم يكن البروفيسور جوزيف ناي أحد أهم منظري القوة الناعمة في العلوم السياسية مخطئا منذ أن دق أجراس الخطر منذ ٢٠١٦ بأن نجاح ترامب في الولاية الأولى هو مؤشر خطير على تآكل حاد في القوة الناعمة الأمريكية. وعاد بعد فوزه هذا الشهر ليؤكد أنه تآكل مرشح للاستمرار بسرعة في ولايته الثانية التي تبدأ بعد سبعة أسابيع تقريبا وتستمر تقريبا حتى نهاية العقد الحالي.

وهذا هو مربط الفرس في السؤال الكبير الأول هل يدعم هذا المؤشر الخطير التيار المتزايد حتى داخل بعض دوائر الفكر والأكاديميا الأمريكية نفسها الذي يرى أن الإمبراطورية ومعها الغرب كله هو في حالة أفول تدريجي؟

في أي تقدير منصف فإن هذا التآكل في قوة أمريكا الناعمة يدعم التيار الذي يؤكد أن الامبراطورية الأمريكية وربما معها الحضارة الغربية المهيمنة منذ نحو٤ قرون على البشرية هي في حالة انحدار نحو الأفول. الإمبراطورية الأمريكية تختلف عن إمبراطوريات الاستعمار القديم الأوروبية فبينما كان نفوذ الأولى (خاصة الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية) على العالم يبدأ بالقوة الخشنة وبالتحديد الغزو والاحتلال العسكري وبعدها يأتي وعلى المدى الطويل تأثير قوتها الناعمة ولغتها وثقافتها ونظمها الإدارية والتعليمية على شعوب المستعمرات فإن أمريكا كاستعمار إمبريالي جديد بدأ وتسلل أولا بالقوة الناعمة عبر تقدم علمي وتكنولوجي انتزع من أوروبا سبق الاختراعات الكبرى التي أفادت البشرية ومن أفلام هوليوود عرف العالم أمريكا في البداية بحريات ويلسون الأربع الديمقراطية وأفلام هوليوود وجامعات هارفارد و برينستون ومؤسسات فولبرايت وفورد التي تطبع الكتب الرخيصة وتقدم المنح وعلى عكس صورة المستعمر القبيح الأوروبي في أفريقيا وآسيا ظلت نخب وشعوب العالم الثالث حتى أوائل الخمسينات تعتقد أن أمريكا بلد تقدمي يدعم التحرر والاستقلال وتبارى بعض نخبها في تسويق الحلم الأمريكي منذ الأربعينيات مثل كتاب مصطفى أمين الشهير «أمريكا الضاحكة». وهناك اتفاق شبه عام على أن نمط الحياة الأمريكي والصورة الذهنية عن أمريكا أرض الأحلام وما تقدمه من فنون في هوليوود وبروداوي وغيرها هي شاركت في سقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشيوعي بنفس القدر الذي ساهمت به القوة العسكرية الأمريكية. إذا وضعنا الانهيار الأخلاقي والمستوى المخجل من المعايير المزدوجة في دعم حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية للفلسطينيين واللبنانيين والاستخدام المفرط للقوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية كأدوات قوة خشنة للإمبراطورية الأمريكية فإن واشنطن تدمر القوة الناعمة وجاذبية الحياة والنظام الأمريكيين للشعوب الأخرى وهي واحدة من أهم القواعد الأساسية التي قامت عليها إمبراطورتيها.

إضافة إلى دعم مسار الأفول للإمبراطورية وبالتالي تأكيد أن العالم آجلا أو عاجلا متجه نحو نظام متعدد الأقطاب مهما بلغت وحشية القوة العسكرية الأمريكية الساعية لمنع حدوثه.. فإن تطورا دوليا خطيرا يحمله في ثناياه فوز ترامب وتياره. خاصة عندما تلقفه الغرب ودول غنية في المنطقة. يمكن معرفة حجم خطر انتشار اليمين المتطرف ذي الجذر الديني إذا كان المجتمع الذي يصدره هو المجتمع الذي تقود دولته العالم. المسألة ليست تقديرات وتخمينات يري الجميع بأم أعينهم كيف أدي وصول ترامب في ولايته الأولى إلى صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتمكنه في الوقت الراهن من السيطرة على حكومات العديد من الدول الأوروبية بعضها دول كبيرة مثل إيطاليا.

لهذا الصعود المحتمل لتيارات اليمين المسيحي المرتبط بالصهيونية العالمية مخاطر على السلم الدولي منها عودة سيناريوهات صراع الحضارات وتذكية نيران الحروب والصراعات الثقافية وربما العسكرية بين الحضارة الغربية وحضارات أخرى مثل الحضارة الإسلامية والصينية والروسية.. إلخ كل أطرافها تقريبا يمتلكون الأسلحة النووية!!

حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري

مقالات مشابهة

  • وفاة أكبر معمر في العالم عن 112 عاماً
  • العالم إلى أين؟.. أمريكا تكشف لأول مرة نوع الصواريخ التي سمحت لأوكرانيا استخدامها لضرب العمق الروسي
  • الأمير المفقود.. فيلم وثائقي عن هاري يفتح ملفات العائلة المالكة
  • عابدة سلطان.. الأميرة الهندية المسلمة التي تحدت التقاليد وواجهت الحياة بشجاعة
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوكول (صور)
  • الأميرة آن تمنع كاميلا من خرق البروتوكول الملكي
  • بعد السؤال الصعب.. سيميوني يغالب دموعه وينسحب من مقابلة
  • الكشف عن هدية زفاف الملكة إليزابيث للأميرة ديانا.. ورثتها كيت ميدلتون
  • وفاة مقدم برامج المسابقات التلفزيونية الشهير تشاك ووليري عن 83 عاماً