وصفت افتتاحية صحيفة غارديان البريطانية زيارة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى روسيا ولقاء رئيسها فلاديمير بوتين، بأنها كانت أهم تطور في الآونة الأخيرة لأنها تتعلق بمبيعات أسلحة لموسكو.

وفي تعليقها على الخبر، قالت صحيفة غارديان البريطانية في افتتاحيتها إن الزيارة تعد أهم تطور في الآونة الأخيرة لأنها تتعلق بمبيعات أسلحة لروسيا، مشيرة إلى أن تداعياتها قد تكون محسوسة على نطاق واسع.

ومن بين الشواهد التي تدل على أن العلاقات بين بيونغ يانغ وموسكو تدخل مرحلة جديدة، أوضحت الصحيفة أن الكرملين اقترح أيضا إجراء مناورات بحرية ثلاثية بين البلدين بالإضافة إلى الصين. ولفتت إلى أن العلاقات بين الدول الثلاث -والتي وصفتها بالقديمة لكنها لم تكن يوما سهلة- بدأت تستعيد زخمها مجددا.

وأردفت غارديان أن القلق بات يستبد بموسكو وبكين منذ عام 2006 بسبب برنامج بيونغ يانغ لتطوير الأسلحة، موضحة أن موقف روسيا والصين هذا يجيء دعما لسلسلة من العقوبات فرضها مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية، رغم تفاقم علاقات البلدين مع الغرب حول قضايا أخرى. لكنّ البلدين أعاقا المصادقة على مشروع قرار، صاغته الولايات المتحدة، يقضي بتشديد العقوبات.

الرئيس الروسي (يمين) والزعيم الكوري الشمالي في صورة تذكارية خلال اجتماعهما بروسيا يوم 25 أبريل/نيسان 2019 (رويترز) نقطة تحول

وترى الصحيفة أن هذا التحول بدأ مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي توعّد كوريا الشمالية بـ"النار والغضب" قبل أن يعقد اجتماعا ثنائيا مع كيم، مما دفع الرئيس الصيني شي جين بينغ "الممتعض" للتوجه نحو بيونغ يانغ.

وعندما انهارت قمة ترامب الثانية، "تودد كيم إلى روسيا لتذكير الولايات المتحدة بأن لديه خيارات"، فكان أن عقد أول اجتماع له مع بوتين في عام 2019.

غير أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان بمثابة نقطة تحول، فقد كانت كوريا الشمالية من بين حفنة من الدول التي دعمت روسيا "بحماس" في الأمم المتحدة.

والعام الماضي، أعربت الاستخبارات الأميركية عن اعتقادها بأن موسكو تشتري كميات هائلة من قذائف المدفعية والصواريخ من بيونغ يانغ حيث بدأت ترسانتها من الذخائر تنفد سريعا.

ويبدو -من وجهة نظر غارديان- أن وباء فيروس كوفيد-19 جعل كوريا الشمالية ترزح تحت نير ظروف حرجة، فالقيادة عزلت البلاد تماما عن العالم منتهزة الفرصة لتمسك بتلابيب الحياة في البلاد من كل جانب، "حتى بات شعبها عاجزا عن إطعام نفسه". وأغلب الظن أن الصين ظلت تقدم إمدادات طارئة دعما لجارتها.

غارديان: من المرجح أن تستخدم بيونغ يانغ عائدات مبيعات الأسلحة لموسكو في تمويل برنامجها لتطوير الأسلحة بدلا من إطعام شعبها "الذي يعاني سوء التغذية"

علاقات متجددة

ورغم أن هناك حاجة ماسة إلى الغذاء، فإنه من المرجح أن يضغط النظام بشدة على موسكو للحصول على مساعدات تكنولوجية، حسب تعبير الصحيفة البريطانية، التي تعلق بالقول إن التقدم المثير للقلق الذي أحرزته بيونغ يانغ في برامج الأسلحة الخاصة بها مستمر، لكنها لا تزال بحاجة إلى الخبرة والدخل لتحقيق المزيد من التقدم.

أما روسيا فإن حاجتها للمساعدة من "محميتها" السابقة تعد مؤشرا آخر على تراجع مكانتها. والحالة هذه، تشير المناقشات أيضا إلى أن الصين لا تزال حتى الآن غير راغبة في بيع أسلحة لروسيا، رغم صداقتها "بلا حدود" ودعمها الدبلوماسي والبيع المستمر للمعدات ذات الاستخدام المزدوج.

وتزعم غارديان أن أيا من موسكو وبكين لا ترغب في رؤية كوريا الشمالية تطور قدراتها باعتبارها "شريكا مكلفا وغير موثوق به"، ذلك بأنهما تريدان تجنب انتشار للأسلحة النووية في المنطقة، والحد من تطور الشراكة بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. ومع أن هذه الشراكة تشكل في المقام الأول ردا على تنامي قوة الصين، فإن المخاوف من بيونغ يانغ هي التي ساهمت فيها.

ولكن حتى لو امتنع بوتين عن تبادل التكنولوجيا مع كيم، فإن من الأرجح أن تستخدم بيونغ يانغ عائدات مبيعات الأسلحة لموسكو في تمويل برنامجها لتطوير الأسلحة بدلا من إطعام شعبها "الذي يعاني من سوء التغذية".

ولربما تشجع المشتريات الروسية من تلك الأسلحة آخرين لكي يحذوا حذو موسكو، على حد تعبير الصحيفة البريطانية، التي تختم افتتاحيتها بالقول إن العلاقات المتجددة بين روسيا وكوريا الشمالية مثار قلق شديد ليس لأوكرانيا وحدها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: کوریا الشمالیة بیونغ یانغ

إقرأ أيضاً:

روسيا تكشف عن زيادة عدد الرحلات الجوية المستأجرة مع كوريا الشمالية

كشفت روسيا، أمس الثلاثاء عن زيادة عدد الرحلات الجوية المستأجرة مع كوريا الشمالية.

وذكرت وكالة أنباء (تاس) الروسية اليوم، أن المكتب الصحفي لوزارة الموارد الطبيعية الروسية قد أكد على ذلك بعد الاجتماع الحادي عشر للجنة التعاون الحكومي الدولي، موضحة أنه في 18 نوفمبر 2024 التقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون مع وزير الموارد الطبيعية الروسي الزائر ألكسندر كوزلوف، وهو الرئيس المشارك للجنة.

ولفتت الوكالة إلى أنه "في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، تجاوز التدفق السياحي بين روسيا وكوريا الشمالية 5000 شخص، وتمثل الخدمات الجوية أكثر من 70% منه، كما اتفق الجانبان على زيادة عدد الرحلات الجوية المستأجرة بين البلدين".

وشددت "تاس" على أنه من المخطط أيضاً تنظيم رحلات جوية مباشرة ليس فقط من المناطق الشرقية لروسيا ولكن أيضا من أكبر مدن البلاد، كما طرحت روسيا تأشيرات إلكترونية للسياح الكوريين الشماليين العام الماضي.

مقالات مشابهة

  • اتفاق جديد يعزز التعاون الاقتصادي بين روسيا وكوريا الشمالية
  • البنتاغون تؤكد ضرورة الحوار مع روسيا والصين وكوريا الشمالية لمنع حرب نووية
  • سيؤول: بيونغ يانغ أرسلت مدافع هاوتزر ومنصات إطلاق صواريخ إلى روسيا
  • روسيا وكوريا الشمالية تتفقان على زيادة الرحلات الجوية بينهما
  • روسيا تكشف عن زيادة عدد الرحلات الجوية المستأجرة مع كوريا الشمالية
  • روسيا وكوريا الشمالية تتفقان على زيادة عدد الرحلات الجوية
  • بيونغ يانغ تحذر من رد انتقامي على اتفاق قمة سيول وواشنطن وطوكيو
  • بيونغ يانغ تحذر من رد انتقامي على تعزيز التعاون الأمني بين سول وواشنطن وطوكيو
  • بيونغ يانغ تحذر من رد انتقامي على اتفاقات سول وواشنطن وطوكيو
  • كوريا الشمالية تنتقد دعم أمريكا والغرب لأوكرانيا