"الأرشيف والمكتبة الوطنية" يختتم برنامج تدريب المعلمين الأجانب
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
أنهى الأرشيف والمكتبة الوطنية برنامج الملتقى السنوي العاشر لتدريب المعلمين الأجانب الجدد، بمشاركة معلمين من المدارس: الإسبانية والروسية، ومدارس النخبة، ومدارس الياسات، ومدارس الراحة الدولية وغيرها.
ونجح الملتقى بتحقيق رسالة الأرشيف والمكتبة الوطنية في تقديم المعلومات الموثقة، وتعزيز روح الولاء والانتماء وترسيخ الهوية الوطنية، وأثبت جدواه في الدورات السابقة بتقريب المسافات بين المعلمين الأجانب الجدد والطلبة من أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة.
وينظم الأرشيف والمكتبة الوطنية الملتقى بهدف توسيع الآفاق وبناء مساحات لحوار الثقافات وتقاربها، ويتطلع لإشراك أولياء الأمور في المحاضرات المستقبلية حتى تتسع دائرة التأثير والتأثر، فتعمل جميع الأطراف على تعزيز الطاقة الإيجابية ونشرها في بيئات العمل والتعلم وبين أبناء المجتمع كافة.
واستمع المعلمون الجدد إلى محاضرة وطنية عن "تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وثقافتها" قدمتها مستشارة البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية الدكتورة عائشة بالخير، ركزت فيها على تأصيل السعادة في المجتمع الإماراتي الذي عرف أبناؤه التسامح والتصالح؛ لافتة إلى دور القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في غرس القيم الأصيلة في نفوس أبناء المجتمع.
وتناولت عائشة بالخير جوانب من تاريخ الإمارات العريق الذي يعود إلى آلاف السنين، وتشهد آثار حضارة أم النار وغيرها على أن الإمارات بما بلغته من تقدم وازدهار لها جذورها وليست طارئة على التاريخ.
وأثنت الأجهزة الإدارية وأطقم التدريس على المعلومات التي تضمنتها المحاضرات الوطنية، وعلى أهميتها في تسليط الضوء على خصائص المجتمع الإماراتي وقيمه من إكرام الضيف إلى إغاثة الملهوف ونجدته إلى أعمال الخير والانسجام مع الآخر، وكونها تحثّ المعلمين الأجانب على التأثير الإيجابي أثناء العملية التعليمية، وأن يعمل كل معلم على تعزيز القيم الإنسانية، ويتبادل مع أبناء البلاد الخبرات بإيجابية باتباع أفضل الممارسات في العملية التعليمية بعيداً عن الصورة النمطية؛ بهدف إعداد أجيال المستقبل الذي تتطلع فيه الإمارات إلى أن تكون ضمن أفضل دول العالم.
واشتمل برنامج ملتقى المعلمين الجدد على جولة في مرافق الأرشيف والمكتبة الوطنية؛ بدءاً من مكتبة الإمارات الثرية بمحتوياتها من المراجع والمصادر، والدراسات الأكاديمية والكتب التاريخية النادرة، والدوريات التي تروي جوانب من حضارة وتاريخ الإمارات ومنطقة الخليج.
كما تجول المعلمون في قاعة الشيخ زايد بن سلطان، التي تحتضن الماضي وتوثق اليوم وتستشرف المستقبل، وتسخّر أحدث التقنيات المبتكرة وأساليب العرض لتقدّم للزوار كبسولة معرفية عن تاريخ الإمارات وما حققته من تقدم وتطور وازدهار، وتتضمن القاعة نماذج من الوثائق المكتوبة والصور الفوتوغرافية والخرائط، وتعرض صوراً تاريخية للقادة العظام وأبرز رجالات الدولة في العصر الحديث.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الأرشيف والمكتبة الوطنية أبوظبي الأرشیف والمکتبة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
"سنوات الإمارات".. و"عام المجتمع"
تبدو سنوات الإمارات، كما هي أيامها، حُبْلى بأسرار البقاء
يبدو "القرار السياسي" في دولة الإمارات العربية المتحدة، الموجه لصناعة حركية في المجتمع في السنوات الأخيرة، نشاطاً واعياً وهادفاً يُقوِّي الجبهة الداخلية، ويتجه بها نحو إسهام محلي متسق مع التغيرات العالمية ذات الصلة بصيرورة المجتمعات البشرية وسيرورتها أيضاً، الأمر الذي بجعل من المجتمع الإماراتي ـ بما يحتويه من مواطنين ووافدين ـ على المستوى الزمني جزءاً من العصر، مع إحضاره لتراثه في حاضره ومستقبله.
انطلاقاً من ذلك، فإنه يمكن النظر لسنوات الإمارات وحمْلها لعنوان يخص نشاط الدولة والمجتمع، ومنها "عام المجتمع" هذه السنة، من زاوية إبعاد المخاوف التي أبداها علماء الاجتماع حول عبء وحمولة "المُواطن المستقر" على الدولة.
على مستوى التنظير قد ينظر لسنوات الإمارات ـ وهي من ناحية التأثير تتجاوز المحلّي إلى العالمي ـ بأنها تمثل عُمر الدولة في حال من التمدد ضمن سياستها العامة، ونتيجة لعصف ذهني يقدم أفكاراً قد تكلل بالنجاح في حماية المجتمع، تجمع بين مجالات حياتية شتَّى، من مثل: السياسة، والثقافة، والاقتصاد، والمجتمع.. وغيرها، يتجه من الأعلى إلى العمق المجتمعي، ليصبح هذا الأخير في مستوى صناعة القرار، على النحو الذي نراه كل عام في صناعة خطاب له منجزه الظاهر والخفي.
هنا علينا أن نتمعّن في صناعة القرار السياسي النازل من الأعلى على صعيد التنظير بما يتطلب من إلزامية بالخطاب من جهة، ومدى التجاوب العفوي معه من جهة ثانية، الأمر الذي يجعل منه عملاً مؤسساتيّاً بامتياز، خاصة حين يتَّخذ طريقه بخطى متسارعة نحو تحويل التنظير إلى ممارسة.
إذن، التنظير ها هنا ـ إذا ما اعتبرنا القرار السياسي على مستوى الصياغة والخطاب نتاجاً سياسيّاً جذاباً ـ يتم الركون إليه ليس فقط لأننا في حاجة إليه، وإنما لكونه مرحلة سابقة وجامعة، ينتظرها المجتمع بكل فئاته وطبقاته، آملاً في أن تدفعه نحو رّص متواصل لبنيانه في ظل عواصف تغيير تأتي على المجتمعات الأخرى من القواعد، وأدت بها إلى انهيار كامل.
ومع ذلك، لا تأخذنا الحميّة ولا الزهو بالتنظير، ذلك لأنه ما كان لنا معرفة أهمية هذا الأخير لولا النتائج المحققة في الواقع، الأمر الذي أبان عن توجهات كبرى، عمَّقها الصمود في رحلة الزمن، والأكثر من هذا تمنَّاها الآخرون ـ في المجتمعات الغيْريّة ـ وسعوا إليها، والبعض حاول تقليدها، حتى غدت سنوات الإمارات من حيث التسمية والعطاء ممرّاً للتطور وللأمل وللتغيير، ومع أن تكرارها من حيث التجربة يبدو صعباً للغاية، إلا أن هناك من يحذو حذوها، حتى لو أدرك مسبقا تعذر وصوله إلى نتيجة.
من ناحية أخرى، فإن سنوات الإمارات حين تتداخل زمنياً مع المكان، أو تظهر تفاعل البشر في غدوهم ورواحهم، تظهر جمال البلاد وحكمة أهلها، والذين عاشوا في الإمارات لسنوات يعرفون هذا جيّدا، الأمر الذي يعني أن "المجتمع الإماراتي" حضن دافئ في أيام نحسات عن البشرية، أو كأنها رياح صرصر عاتية تدفع نحو تغيير سلبي للعلاقات بين البشر، وتعمل على تكريس التوحش والطغيان والإرهاب بكل أنواعه.
ومن منظور تأملي تبدو سنوات الإمارات، كما هي أيامها، حُبْلى بأسرار البقاء، يظهره اتساع صدور أهلها في وقت ضاقت دول أخرى ذات مساحات شاسعة على أهلها، وفي ذلك الاتساع الوجداني، تبدو قوة المجتمع الإماراتي وتماسكه، لذلك من الطبيعي أن تكون هذه السنة عَامَه.