وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة المولد النبوي الشريف، قال فيها:  "أتوجّه بالتبريك والمعايدة للمؤمنين جميعاً بمناسبة ولادة النبي الخاتم نبي الرحمة رسول السلام محمد ابن عبد الله (ص) راجياً المولى عّز وجل ذا المغفرة والرحمة أن يمنّ علينا وعلى وطننا لبنان الحبيب وعلى الأمتين العربية والاسلامية باليمن والبركة والامن والاستقرار والوحدة والعزة والكرامة، وعلى العالم بالهداية والامن والسلام والتوازن والتنمية بكرامة النبيّ الأمي ّوبالجاه الذي له عنده إنه سميع مجيب".



واكد الخطيب "انّ المشكلة الرئيسية التي نعاني منها اليوم في مجتمعاتنا العربية والاسلامية ومنها لبنان تتلخّص في هاتين النقطتين: التبعية للغرب ليس السياسية فقط وإنما التبعية الفكرية واتخاذنا الغرب نموذجاً نقتدي به من دون تفكير فعدنا كالجاهلية الأولى، واذا كانت للجاهلية الاولى ظروفها الموضوعية الاجتماعية التي جعلتها أسيرة لها من دون تبرير فليس لنا وبين أيدينا التجارب أن نتعذّر بأيِّ عذرٍ نُعلِّل به واقعنا وتبعيتنا للنموذج الغربي الكافر والمنافق، وبين أيدينا أيضا كتاب الله يقصّ علينا تجارب الامم الماضية لنعتبر ونؤوب إلى الصواب ونتمسّك بالقيم الاخلاقية حفظا لمجتمعنا من الخراب والزوال".

وقال: "ايها اللبنانيون، إنّ المشكلة اللبنانية تتلخّص في نقطتين: في الخضوع الاعمى للثقافة الجاهلية الجديدة التي جمّدت عقولنا عن التفكير وجعلتنا أسرى الخوف الطائفي وقسّمت لبنان إلى لبنان المسيحي ولبنان المسلم، ثم قسّمت لبنان الطوائف إلى لبنان المذاهب وفق أهواء ومصالح الغرب الذي يدير اللعبة من وراء الستار الذي يتمثل بزعامات وأحزاب طائفية ارتبطت مصالحها وارتبط وجودها بما يسمى النظام الطائفي وهي تسمية خاطئة وربما يصح تسميته بنظام المحاصاصات الطائفية، فالنظام لا ينسجم مع الهويات السياسية الطائفية والمذهبية التي هي العلة الأساسية لكل الازمات التي تتكرر بعد مرور زمن قصير على الخروج منها  بتسوية، ولذلك فإن المنتفعين من نظام المحاصاصات الطائفية لن يسرعوا إلى إيجاد التسوية الا بعد أن يضمنوا لأنفسهم البقاء في السلطة والحفاظ على مصالحهم، ولن يستجيبوا لدعوات الحوار الا بعد أن يؤذن لهم مهما ارتفعت الاصوات وبلغت المأساة التي يكتوي بنارها الناس".

وسأل: "من يلتفت لموظفي القطاع العام؟ ومن يهمّه فتح المدارس؟ ومن يلتفت إلى متطلبات العام الدراسي؟ ومن يضع حداً لجشع أصحاب المدارس وأقساطها المفروضة بالدولار؟ ومن يلتفت إلى المرضى وحاجتهم الى ادواء ومتطلبات الاستشفاء؟ ومن أين يأتون بالدولار لتأمين المحروقات للتدفئة ونحن على ابواب الشتاء؟ وفي كل مجالات الحياة والعيش طالما أن التعامل تدولر بالكامل، ومن يعيد للمودعين ودائعهم؟ فالأزمات تحيط باللبنانيين من كل مكان ومع ذلك لا يرمش للمعوّقين للحل والمسوِّفين جفن، يعطّلون انتخابات رئاسة الجمهورية ويعطّلون المجلس النيابي وجلسات الحكومة فيما الأخطار الوجودية وخصوصاً خطر النزوح السوري يهدّد مصير الوطن بينما المسؤولية الوطنية تستدعي الإسراع في إنتاج الحلول بالتوافق ومن دون تأخير. فلا تستغربوا ذلك طالما أنتم قد رهنتم أنفسكم لرعاة الطائفية السياسية وقَبِلتم أن تتطيفوا وتتمذهبوا سياسياً." 

وأعلن "انّ الحل الجذري للخلاص نهائيا من تكرار هذه الازمات هو بإقامة نظام المواطنة الذي يساوي بين اللبنانيين على اساس إنساني، فالانتماء الطائفي والمذهبي لا يعطي لصاحبه امتيازاً على الآخر في الحقوق والواجبات، وهو ما تتفق عليه الديانات السماوية، وهو ما يفترض أن يتوافق عليه اللبنانيون ويجمعهم على التحرّر من عنصرية الطائفية السياسية. كما يفترض أن يجمع اللبنانيين على مواجهة نشر الرذيلة والفساد الأخلاقي وعدم السماح لدعاته بهدم الاسرة اللبنانية وتخريب المجتمع اللبناني وتفكيكه أخلاقياً كما يفعل بالسياسة". المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

المتغير السوري يصعّد من منسوب الأجندة الطائفية

15 يناير، 2025

بغداد/المسلة الحدث: مع التغيير الدراماتيكي والصادم في سوريا، تحاول جهات رفع مستوى منسوب الطائفية في العراق والدول المجاورة، مستندة الى إنَّ المذهبية في العراق كانت ولا تزال واحدة من أكبر المعضلات التي تهدد استقرار البلد وتؤثر على نسيجه الاجتماعي.

ورغم أن المجتمع العراقي عُرف بتنوعه الديني والطائفي العميق الذي عاش فيه على مر العصور، فإنّ ما يميز هذه الحقبة هو الدور المتعاظم للطائفية في توجهات الكثير من الجهات، والذي بدأ في حقبة النظام البعثي وتعاظم بعد العام 2003.

وهذا التحول في العلاقة بين الطوائف كان سببه مجموعة من العوامل السياسية والاجتماعية التي غذّتها أطراف محلية ودولية بهدف الحفاظ على نفوذها السياسي وتعزيز مكاسبها.

العديد من الأشخاص من سياسيين واعلاميين ومؤثرين، وجهات في العراق والدول المجاورة لاسيما سوريا اليوم، يعمدون إلى استغلال الطائفية كأداة للبقاء في السلطة، حيث يروجون لخطاب طائفي يستهدف تعزيز الولاء لأيديولوجيات معينة على حساب الوحدة الوطنية.

وبسبب تلك الفعاليات، اصبح الخطاب الطائفي  بمثابة أداة للقوى السياسية التي تبحث عن تفكيك الهوية الوطنية لصالح تعزيز الانتماءات الطائفية.

تقول إحدى التغريدات على منصة “إكس” (تويتر): “العديد من هؤلاء المتربصين يريدون سحب البلاد للطائفية ويعيدون نقاشات في الشاشات من المفترض اننا غادرناها، قلته سابقًا والله شعبنا ليس طائفياً وهذا المرض صنعوه وغذوه من أجل الحفاظ على مناصبهم، وللأسف هنالك من الشعب من تنطلي عليه حيلهم”.

هذه الكلمات تعكس الواقع المرير الذي يعاني منه العراقيون في ظل استغلال سياسييهم للطائفية.

لكن هذا الاستغلال لم يمر دون عواقب. فقد دفع العراقيون ثمناً باهظاً في صراعات داخلية دموية اندلعت بسبب هذه الفتن الطائفية.

و لا تزال ذكريات الحروب الأهلية التي شهدتها البلاد، خاصة في الفترة ما بعد 2003، عالقة في الأذهان. فقد خلفت تلك الحروب مئات الآلاف من الضحايا ودمرت البنية التحتية للبلاد بشكل غير مسبوق.

و من خلال تقسيم المجتمع على أساس طائفي، أصبح العراق في قلب صراع مرير، أرهق الجميع دون استثناء.

كما أكد العديد من العراقيين في تصريحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، “عانوا العراقيين ما عانوا من ويل الطائفية، وذهب نتيجة الخطاب الطائفي مئات الآلاف، وانكوى بنار الطائفية العراقيون كما لم يكوى شعب آخر”.

هذه الكلمات تتحدث عن مأساة حقيقية عاشها العراقيون جراء تفشي الطائفية، ولم تقتصر المعاناة على طائفة معينة، بل شملت جميع الأطياف. وفي هذا السياق، يدعو الناشطون إلى ضرورة التصدي للخطاب الطائفي بكل حزم، محذرين من أن استمرار هذه الممارسات قد يؤدي إلى نتائج كارثية.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الشيوعي: لتشكيل حكومة بعيدة عن نظام المحاصصة الطائفية
  • ميقاتي استقبل وزير الخارجيّة الاردنيّة.. الصفدي: نُثمن الجهود الكبيرة التي قام بها دولته
  • بعد انتخاب عون.. لبنان يواجه تحديات تشكيل الحكومة الجديدة والمتغيرات على الساحة السياسية
  • المتغير السوري يصعّد من منسوب الأجندة الطائفية
  • محلل سياسي: لبنان نقطة التقاء المشروعات السياسية في الشرق الأوسط
  • قناة: اضطرابات في لبنان ومخاوف من تصاعد العنف الطائفي
  • جوتيريش يزور لبنان خلال أيام ويلتقي بالقيادة السياسية
  • الخير: ما يهمنا انطلاقة ناجحة وواعدة لعهد وحكومة يؤمنان تطلعات اللبنانيين
  • ما حجم الودائع السورية التي أثارها الشرع؟
  • نوال الزغبي تهنئ اللبنانيين: “مبروك المستقبل الواعد”