في ملاحظات بعض علماء الاجتماع و الانثروبولجيين نجدهم يسجلون أن هناك تقارب يصل أن يكون توأمة بين القارتين الأوربية و أسيا لدرجة تجعل تقارب الثقافات يتيح فرصة التلاقي و التوافق حتى في أحلك ظروف الإختلاف مثلا نجد الصين رغم نظامها الشيوعي إلا أن ثقافتها و حكمتها قد أفرزتا ريادي يكاد يكون في قمة الريادات الصينية الواعية و هو دينج شياه بينج عندما طرح فكرة الإنفتاح على الفكر الرأسمالي عام 1978 و بسببه ها هي الصين تقطع مسافة معتبرة في خروجها من مدى قرن من الزمن حيث يسود نظامها الشمولي أي نظامها الشيوعي و نجد كثير من الأجيال الصينية يسيرون في خطه حتى اللحظة من أجل الأستفادة من الفكر الليبرالي الذي يساعدهم على الخروج من نظام شمولي شيوعي بكل سلاسة و يجنبهم الوقوع في الفوضى.


أكيد الريادات الصينية تدرك أن علاقة الديمقراطية علاقة طردية مع الفكر الرأسمالي و علاقة عكسية مع الشيوعية و بالتالي إزدهار الصين الاقتصادي يجعل الصين تتحسب الى مسألة الإصلاح السياسي على المدى الطويل و كيفية الخروج من النظم الشمولية بكل سلام.
أما الهند فلا تحتاج لدليل و أكبر دليل على نجاحها ديمقراطيتها منذ إستقلالها قبل ثمانية عقود عكس باكستان و هي تغرق في الثقافة الاسلامية التقليدية فلم تحقق إنجاز لا على مستوى الاقتصاد كما في الصين و الهند و لا إستقرار سياسي كما في ديمقراطية الهند. و كذلك عكس باكستان و على هدى ريادات الهند قد سارت ماليزيا على طريق الإزدهارالاقتصادي و حققت نجاحات منقطعة النظير إذا ما قارناها بالدول العربية الاسلامية التقليدية.
و أحسن دليل هو كيف فشلت النهضة في مصر و قد بدأ زمن النهضة في مصر متزامن مع بعض الدول الأسيوية لماذا تعثرت نهضة مصر و نحجت في الدول الأسيوية؟ بالمناسبة باكستان رغم أنها كانت جزء من الهند قبل الإنقسام و لكن تشبعها بالحضارة الاسلامية التقليدية جعلها تخرج من خط النجاح كما حصل في الصين و الهند و بقية النمور الأسيوية و مسألة باكستان تماثل حال السودان الذي تشبّع بثقافة إسلامية تقليدية قد منعته نهائيا أن يستجيب لموعده مع الحضارات و موعده مع التاريخ.
رغم أن السودان له حضارة ضاربة في جذور التاريخ كحال الصين و الهند و لكن السودان قد تشبع بالحضارة الاسلامية التقليدية التي قد أصبحت عازل بين ثقافته القديمة التي كانت ستجعله جزء من ثقافة البحر المتوسط مثل حضوره في مسرح الأحداث و كانت جيوش السودان قد قطعت الطريق على قدوم الأسيويين الى وادي النيل و هي تحاربهم في منطقة الشام و فلسطيين و السودانيين يعتبروا أول من طبّق فكرة الضربات الإستباقية.
و لكن بعدها بعد خروج مروي من التاريخ قد سقطت الثقافة السودانية في لجة الثقافة العربية الاسلامية التقليدية و أعطتنا المثقف السوداني التقليدي الفاشل العاجز عن مجابهة أي تحدي و التغلب عليه و أصبح حال السودان مثل حال ايران و هي في تخبط ليس له أول و لا آخر في زعمه لجمهورية اسلامية لا تعرف الطريق للمصالحة مع نفسها و بالتالي المصالحة مع العالم الغربي الذي يعتبره العرب و المسلميين التقليديين أنه عدو أبدي و يجب الوقوف في وجههه الى الأبد.
هذا الذي لم تفعله الصين و الهند و بقية الدول الاسيوية التي إستفادت من تجربة الغرب الصناعية و نقلها الى مجتمعاتها بعد إدخال أفكارهم كم فعلت الصين على يد دينغ شياو بينج و يمكن الوصول الى أن المفكريين في الصين و الهند قد إستفادوا من تطور الفكر في الغرب و لم تكن لهم حساسية العرب و المسلميين التقليديين في محاربة الغرب و فكره لهذا نجحت الديمقراطية في الهند و فشل السودانيين في أي تحول ديمقراطي طيلة سبع عقود و ما زالوا يظنون أن الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي خاص بأوروبا لأنه يجسد تاريخها الخاص بها في تطورها.
و هنا يكمن إختلاف النخب في الهند من نخب السودان الفاشلة بل يمكننا التدليل على فشل نخب السودان في إستعجال الإسلاميين السودانيين بإنقلابهم عام 1989 و كأنهم يريدون أن يبرروا للعرب التقليديين أنهم عرب العرب و مسلميين المسلميين فكانت تجربة الحركة الاسلامية السودانية و ثمرتها المرة الإنقاذ أكبر دليل على أن النخب السودانية قد غاصت عميقا في ليل الجنون و التوهم بأن الثقافة الإسلامية التقليدية صالحة لكل زمان و مكان و هيهات و ما زالوا يمارسون جنونهم في تعطيل التحول الديمقراطي و هذا يدل على أي مدى بعيد يمتد تخلفهم نتاج غباءهم الموروث.
و نقول ذلك ها هم الإسلاميين السودانيين في حيرة بعد تجربة ولي العهد السعودي و إبعاده لتجربة الوهابية المتطرفة و هو يقول مع مثل هذا الفكر لا يمكن تحقيق تنمية و لا نقل تجربة صناعية و رغم ذلك نجد النخب السودانية في حيرة و لا تقبل فكرة عقلنة الفكر و علمنة المجتمع بل نجدهم و حتى الشيوعيين السودانيين و هم يمثلون جبن اليسار في مجابهة الخطاب الديني في السودان ما زالوا يتحدثون عن علمانية محمد ابراهيم نجد المحابية للأديان و أنها تقدم فكر يجعله في مصاف المفكريين و هيهات.
نقول هيهات لأن محمد ابراهيم نقد لو كان يعرف مفهوم الديني التاريخي لما تورط في طرح فكرة العلمانية المحابية للأديان و لكن نعذره لأنه يحمل عبء الخنوع الكامن في النخب السودانية منذ أزمنة إتفاقية البقط و من حينها قد فارقت الثقافة السودانية ريادتها للعالم و بالتالي قد أصبح المثقف السوداني متغير تابع لا يقدر على فعل ريادات وطنية كدينغ شياو بينغ أو كما فعلت ريادات الهند في ترسيخ ممارسة الديمقراطية.
لهذا لا تتوقع من محمد ابراهيم نقد فكر يرفعه في مرتبة دينغ شياو بينغ و لا في مستوى أنديرا غاندي لأن محمد ابراهيم نقد ابن ثقافة عربية اسلامية تقليدية علّمته كيف يقلّد العربي المسلم الغالب منذ زمن إتفاقية البقط لأن المغلوب دوما ينبهر بالغالب و هذا هو حال محمد ابراهيم نقد و لهذا السبب كان مخلص لشيوعية تقليدية هي نفسها لا يقبل بها إلا من يخرج من ثقافة سلطة الأب و ميراث التسلط و هي في طيات ثقافتنا السودانية منذ زمن إتفاقية البقط و حاله حال الشيوعي السوداني الذي يرزح تحت شيوعية سودانية متكلسة لا تعرف سبيل الى نمط الانتاج الرأسمالي الذي أخذه دينغ شياو بينغ و أقنع به شيوعيي و ريادات الصين في وقت يظل محمد ابراهيم نقد في تبعيته لشيوعية لا تجسد غير فكر غائي لاهوتي ديني.
و الفكر الرأسمالي الذي زرعه دينغ شياو بينغ في السلسلة الفقرية لشيوعية الصين هو الذي فتح لها طريق النجاح و الإزدهار الإقتصادي و لكن الفرق شاسع بين دينغ شياو بينغ و محمد ابراهيم نقد لأن فكرة شياو و نقله للفكر الرأسمالي للتجربة الصينية هو طريق طويل سوف يخرج الصين من نظامها الشمولي الذي إمتد لأزمنة طويلة.
و هنا نكاد نكون قد وصلت لفكرة بداية المقال أي أن تقارب ثقافة القارتيين منذ أزمنة بعيدة أي أوروبا و أسيا كما تحدث عنه كلود ليفي إشتروس هو السبب في وصول الهند و الصين و ماليزيا و كوريا و اليابان الى شبه تصالح مع الحضارة الغربية مما جعل إمكانية نقل تجارب الغرب السياسية و الصناعية ممكنة و بالتالي أتاح لشعوب اسيا مغادرة ثقافاتهم التقليدية.
في وقت نجد أن إشتراك دول عربية كثيرة مع أوروبا في حضارة البحر الأبيض المتوسط كان يمكن أن يكون سبب كافي لتصالح العالم العربي و الاسلامي التقليدي مع الغرب و الإستفادة من تجاربه بدلا من جعله عدو أبدي و هذا هو المستنقع الذي غطست فيه باكستان و السودان و ايران و كلهم الآن ضحية الإخلاص الزائد لثقافة عربية إسلامية تقليدية لم تعرف الطريق الى النزعة الإنسانية في الحضارة الإسلامية و بالتالي تضاعف لها الجهد مع قطيعتها مع الحداثة أيضا.
من هنا ننبه النخب السودانية الى أن طريق تصالحنا مع الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي يأتي من تحليلنا الى تجربة نخب سودانية ذهبت للغرب و لكنهم عندما ذهبوا للغرب فات عليهم بأنهم لم ينتبهوا لمفهوم القطيعة مع التراث مثل حال الترابي عندما جاء من فرنسا في منتصف الستينيات من القرن المنصرم كأنه القادم لتوه من تخوم إتفاقية البقط فكان حريص على تطبيق فكر ديني قد تخطته أفكار عقل الأنوار.
و قبله الدكتور عبد الله الطيب عندما جاء من الغرب بعد دراسته هناك جاء و كأنه عائد لتوه من الكوفة بلغة عربية متحجرة كما يقول هشام شرابي لذلك ظل عبد الله الطيب و كذلك الترابي في حيز المفكر التقليدي الى لحظة مغادرتهما للدنيا و المضحك ظل تلاميذهما و حتى اللحظة يتحدثون عن نبوغهما و هذا ليس غريب وسط نخب تقليدية كنخب السودان الفاشلة.
ركّزنا على الدكتور عبد الله الطيب و الدكتور الترابي لأن زمنهما كان يتيح لهما إمكانية فهم ما قدمه العالم بعد فترة الكساد الاقتصادي العظيم و ما ترتب عنه من أفكار جديدة و أصبحت حد فاصل بين زمن فلسفة التاريخ التقليدية و فلسفة التاريخ الحديثة و نهاية فلسفة الليبرالية التقليدية و بداية الليبرالية الحديثة و كان ذلك حد فاصل بين عالمين. و هذا كان لا يمكن فهمه في زمنة أتباع مؤتمر الخريجيين نسبة لتدني مستوى وعيهم بسبب ضعف تعليمهم و لكن كعادة النخب السودانية فقد إمتد العطب ليغطي زمن عبد الله الطيب و أمتد ليطغى على زمن الدكتور الترابي.
رغم أن زمنهما كان يتيح لهما إمكانية الرؤية الواضحة و تمييز أن زمن عقل الأنوار و زمن الحداثة قد أصبح لا يصارعه إلا من يريد أن يخرج من التاريخ كما فعل أتباع الحركة الإسلامية السودانية الآن و سوف يكون خروجهم من التاريخ الى الأبد.
و دعوتنا للنخب السودانية أن تجسر الهوة التي تفصل بيننا و العالم الحديث و تحتاج لأفكار قد بدأت في زمن الكساد الاقتصادي العظيم 1929 أي أفكار نحتاج لتوطينها في وسط النخب السودانية و يفصلنا عنها قرن من الزمن و بغيرها سنكون ضحايا أفكار المؤرخ التقليدي السوداني الذي يداوم على تغبيش الوعي و يؤسس للوعي الزائف.

taheromer86@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: النخب السودانیة الصین و الهند

إقرأ أيضاً:

منظمات المجتمع السودانية تعلن مناصرتها لقضايا سكان الكنابي بولاية الجزيرة

تقرير : حسن اسحق

استضافت المنظمة الافريقية للحقوق والتنمية يوم السبت 25 يناير 2025، في العاصمة الاوغندية كمبالا تنويرا عن انتهاكات المدنيين بالكنابي في السودان بولاية الجزيرة، ودور منظمات المجتمع المدني في تقديم المساعدات العاجلة لضحايا الحرب في هذه المناطق، بينما تعمل المنظمة الافريقية للحقوق والتنمية في مجال حقوق الإنسان ومناصرة العديد من القضايا الإنسانية، وطالب المتحدثون بالإسراع في مساعدتهم، في ظل الظروف الحرجة التي يمرون بها، وكشف الحضور عن الانتهاكات التي وقعت عليهم من الجيش والأطراف الموالية له.

يجب أن تعمل منظمات المجتمع المدني السوداني في هذا الوقت الحرج، علي رصد وتوثيق الانتهاكات التي وقعت عليهم، بعد دخول قوات الجيش السوداني الي حاضرة ولاية الجزيرة، مدينة ود مدني، وتعمل علي رصد الفظائع التي وقعت من قتل متعمد، وحرق للقرى، ونهب ممتلكات السكان تحت ذرائع التعاون مع قوات الدعم السريع، من دون تقديم أي مسوغ قانوني علي الادعاء المزعوم، هم في حاجة ماسة الى المساعدات الانسانية المتمثلة في الغذاء والدواء والمأوى، هذا يجب ن يكون دور منظمات المجتمع المدني السودانية والإقليمية والدولية.
فرض واقع جديد بإخلاء المنطقة من سكانها
تطرق طارق محيسي المدير التنفيذي للمرصد الديمقراطي للشفافية والحقوق إلى الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها سكان الكنابي، والتي تنقصها ابسط الخدمات الاساسية، وان حالة الحروب تخرج دائما الاجندة السيئة للآخرين، هذا ما حدث في ولاية الجزيرة، في حال غياب القانون والدولة، هناك من يريدون فرض واقع جديد، وأطراف معروفة تتحدث عن خطاب مغلوط تريد إخلاء المنطقة من سكان الكنابي، واتهامهم بمناصرة قوات الدعم السريع، وشيطنة مؤتمر الكنابي، ودحض فكرة أن المؤتمر مؤيدا للدعم السريع.
يرفض طارق فكرة مناصرة سكان الكنابي للدعم السريع، يقول هي فرية الهدف منها تصفية حسابات ليس الا، ويضيف، لا يمكن قرية أن يكون عمرها 100 سنة، لا تصلها خدمات الكهرباء والمياه، مع انتشار المد العنصري الذي يدعو إلى تقسيم البلاد، و سكان الكنابي في ولاية الجزيرة يحتاجون إلى حملة عاجلة وقوية، وهم في حاجة إلى دعم إنساني عاجل، قرية مهلة هي مخططة، سجن رجالها والنساء والأطفال في العراء، وبعض هذه الكنابي تم حرقها، والهدف من المؤتمر التنويري، هو رفع درجة المناصرة لهم.
دور العمال الزراعيين في الإنتاج
يقول دكتور جعفر محمدين عابدين الأمين العام لمؤتمر الكنابي أن الجرائم التي تحدث في الكنابي قائمة علي أساس العرق واللون، وتساءل لماذا يتم استهداف مجتمعات الكنابي في عدد من الولايات السودانية؟، بالتهجير ونهب الممتلكات، بالإضافة إلى وجود سياسات عنصرية تمارس عليهم، بعد انتشار الكنابي في العديد من المشاريع الزراعية، في وسط السودان، وشرق السودان، حيث يلعب العمال الزراعيين الدور الرئيسي الأكبر في الإنتاج، بعض الخدمات في هذه المناطق تتحقق بالجهد الشعبي فقط.
ويضيف أن مباني الكنابي من القش والطين، تطورت مع مرور الزمن إلى مباني ثابتة من الطوب، وكرر أن الخدمات دائما بالجهد الشعبي، واوضح جعفر ان سكان الكنابي تعود اصولهم الى غرب السودان، دارفور وكردفان، وبعض مناطق غرب أفريقيا، وهذه المجموعات اصبحت مكونا رئيسيا للشعوب السودانية، تتمثل في البرقو والتاما والهوسا، والارنقا، والمراريت والفور، والزغاوة، والمسيرية، والداجو، واولاد راشد، والرزيقات، والنوبة، ومجموعة صغيرة أخرى من دولة جنوب السودان، وأوضح لا يوجد تعداد سكاني دقيق لهم.
واضاف جعفر ان عدد سكان الكنابي بالتقريب يصل الى مليون ونص، هذا التعداد أنجز بالجهد الشعبي لمركزية مؤتمر الكنابي، أن عدد الكنابي داخل ولاية الجزيرة من دون القرى الثابتة التي بها خدمات، 2195 كمبو، مشيرا الى ان بعض القرارات الادارية المجحفة في حقهم، عدم توظيفهم في وظائف بها رواتب، وعدم تمليكهم الأراضي، هي تدخل ضمن قضايا المواطنة السودانية، عزز سكان الكنابي ذلك باستخراج الأوراق الثبوتية، وقد حرم العمال من الخدمات الأساسية.
معالجة الخدمات في عهد الوالي عبد الرحمن سر الختم
رفض جعفر أن تكون قضية الكنابي، جزء من المتاجرة السياسية، هي قضية حقوقية بامتياز، قبل سنوات كانت هناك محاولة جادة لمعالجة السكن الاضطراري في عهد الوالي عبد الرحمن سر الختم سنة 2005، معالجة الخدمات لسكان الكنابي، وتم تنفيذ ثلاثة مخططات قرية الرحمانية في محلية مدني الكبري، وقرية النقرابي في محلية الحصاحيصا، ومدينة الرضوان في محلية الكاملين، وهذا المشروع لم يتم تنفيذه بالوجه الأكمل، في نهاية تم إيقافه، بهدف استمرار العمالة الرخيصة لمشروع الجزيرة.
يوضح جعفر ان الاحزاب السياسية التي حكمت الكنابي منذ الاستقلال، هي جزء من ازمة الكنابي الحالية، فقط يأتون في موسم الانتخابات، وهذه الاحزاب كانت تبتز هؤلاء لتحقيق أجندتها الحزبية والانتخابية، تعرض سكانها إلى انتهاكات عديدة، ممثلة في القتل، وحرق الكنابي، وسرقة المواشي، وهناك لجان تعمل علي حصر انتهاكات طرفي الحرب، ويجب أن تكون هناك دولية للتحقيق في مجازر الكنابي، والقرى في ولاية الجزيرة.
دور المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدات العاجلة
بينما انتقد أمير يعقوب أمين الشؤون الإنسانية والمنظمات بمركزية الكنابي الانتهاكات الجسيمة التي طالت سكان الكنابي في الفترة الاخيرة، وهي لا تتماشى مع مواثيق حقوق الانسان الدولية، وان هذا الواقع يفرض علي المنظمات الإنسانية والأجسام الحقوقية العمل في تقديم المساعدات العاجلة، بل لتحسين مستقبل أفضل، حيث تحترم فيه كرامة الإنسان.
وأشار يعقوب إلى الانتهاكات التي حدثت في ولاية الجزيرة، في محلياتها الكبرى، وقد قام مؤتمر الكنابي بتوثيق كل الكنابي التي تعرضت للانتهاكات، في ام القري، وكمبو طيبة، والتضامن، وكمبو 16، وفي محلية ود مدني الكبري، تم انتهاك حقوق اللاجئين الجنوبيين، اضافة الى محلية جنوب الجزيرة، الانتهاكات كانت في كمبو 10، وكمبو شكابة.
وأكد يعقوب أن المدنيين في مناطق الكنابي تعرضوا لعمليات قتل متعمد سواء بواسطة عناصر تتبع للجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أو مليشيات أخرى، وقامت القوات المتحاربة باستهداف الأسر، وتعرض العديد منهم إلى الاعتقال التعسفي علي يد القوات الامنية، من دون محاكمة أو تقديمهم الي محاكمات عادلة، وحسب المصادر المحلية أن المعتقلين يتعرضون للتعذيب، وتم استهداف المجتمعات في الكنابي علي اساس عرقي.

ishaghassan13@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • ماذا حدث بمهرجان «كومبه ميلا» الديني في الهند؟.. تدافع ومقتل العشرات
  • السودان: ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا إلى 1407 حالات وفاة منذ أغسطس الماضي، وفق بيان لوزارة الصحة السودانية
  • السلطات السودانية تدق ناقوس الخطر بسبب ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا.. ماذا يحصل؟
  • السلمية: قوة المستقبل.. ثورة ديسمبر السودانية نموذجاً
  • الفكر المركّب لإدغار موران .. ما الذي يمكن أن يضيفه في حقل التعليم؟
  • الهند تتفق مع الصين على استئناف الرحلات بعد خمس سنوات من توقفها
  • وفاة الفكر السياسي الذي أدمن المعارضة وتربى عليه الناشطون في الجامعات وأركان النقاش
  • هل تستغل جوبا الأزمة السودانية لفرض واقع جديد في أبيي؟
  • بابا الفاتيكان يحث الأطراف السودانية على بدء مفاوضات لتحقيق السلام
  • منظمات المجتمع السودانية تعلن مناصرتها لقضايا سكان الكنابي بولاية الجزيرة