اختير كاتب الأطفال والشاعر  عبده الزراع عضوًا بمجلس إدارة كرسى الألكسو لخدمة الطفولة، التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، برئاسة الأديب إيهاب القسطاوى.

وفي تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، قال الكاتب عبده الزراع: منذ أن نذرت نفسي للعمل في مجال أدب وثقافة الطفل من منتصف التسعينات وحتى الآن، وأنا لا أدخر جهدا ولا وقتا على هذا المجال، الذي أراه أعظم مجال على الإطلاق، فقد أتخذتها رسالة لتنشأة الطفل المصري والعربي على القيم والمبادئ السامية، من خلال الكتابة والفن والإبداع، وإقامة الورش في الكتابة والحكى والرسم.

وأضاف، “أحلم من خلال موقعي الجديد في عضوية كرسي الألكسو لخدمة الطفولة أن أكون سفيراً للطفل العربي.. واشاركهم أحلامهم الصغيرة  لتكبر ويصيروا عباقرة ومخترعين وعلماء ومبدعين.. لأن متعتى أن أكون بينهم على طول الوطن العربي أحكى لهم، وأناقشهم في أفكارهم ورؤاهم، وأعلمهم أصول الكتابة والفن.. أستقي من خيالهم الرحب المنطلق، وأحلق معهم في عوالم سحرية أكثر روعة وجمالا”.

وتابع، لدي الكثير من المشاريع الطفولية غير المكتملة كتابة، مثل: أعمالى المسرحية التي أراها أعظم ابتكارات القرن العشرين، والمسىرح هو عشقي الأول فقد قدمت ١٩ عرضا ولازالت مسرحياتى تقدم على خشبات المسارح في شتى ربوع مصر كتابة وأغاني،  لدى دواوينى للأطفال التي تعدت ١٨ ديوانا بين العامية والفصحي، يتغنى بهم الأطفال في كل مكان، بجانب أعمالى القصصية والبحثية والنقدية.

واستطرد: “نحيت مشروعي الإبداعي للكبار لصالح الكتابة للأطفال التى آمنت بها واخلصت فمنحتنى أسرارها.. فتدفقت بداخلي مثل ينبوع الماء الصافي الرقراق.. أحلم بطفل مختلف يعشق تراب وطنه، ويحب العلم والثقافة.. ولن يتحقق له هذا سوى أن نمهد له التربة جيدا حتى يصير النبت صالحا يضرب بجذوره فى أرض الوطن، ويفرع خيرا ومحبة وجمالا".

وتابع: “أحلم بطفل يجد منظومة تعليمية تجعله يفكر ويبتكر ويبدع بدلا من الحفظ والتلقين، منظومة تعود بحصص النشاط الثقافي والرياضي، والزراعي، والموسيقى كما كان سابقا”.

وأكد: "أحلامي ليس لها نهاية وعزيمتى لا تفتر لأننى أرى ما ازرعه يكبر كل يوم أمام عينى.. حتى صار شجرا مثمرا رغم ما يحيطنا من طاقات سلبية تحاول أن تنال من عزيمتنا المتقدة بحب أدب وثقافة الطفل.. أول لهم لن تستطيعوا أن تنالوا منى.. فأنا معجون بالطفولة وحب العمل والإيمان بأن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا.. أقولها غدا أفضل بكثير.. كرسي الألكسو لخدمة الطفولة، سيفتح لنا نوافذا جديدة سنلج منها إلى عوالم أكثر رحابة وأكثر جدية". 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الألكسو

إقرأ أيضاً:

الكتابة بالحياكة.. كيف نخيط النصوص

آخر تحديث: 13 فبراير 2025 - 11:28 صعز الدين بوركة الدخول في عالم الخطّاط عادل السوداني يحتاجُ إلى تذوقٍ فنيٍ من نوعٍ خاصٍّ، كونه يجمع بين أذواق فنيَّة مختلفة في لوحة واحدة، فهو لا يجمع فقط بين فنٍ عربيٍ وآخر غربي، بل هناك تلاقحٌ ثقافيٌّ في أعماله بين ثقافات مختلفة.لنبدأ القول مجازفين بأن “الكتابة خياطة، والخياطة كتابة”، وما بين حركة القلم على الورق وحركة الإبرة في القماش، يتشكل نسيج العالم، الذي نحن من صلبه أيضا، عالمٌ ينهض من هشاشة المادة وارتعاش اليد.ليس القلم مجرد أداة، ولا الورق مجرد سطح، بل هما امتدادان لحالة من التوتر المستمر، كوترٍ مشدود بين ما يُقال وما يُخفى، ما يعلن عنه وما يُكتب بين السطور، أو ما يُخاط بين ثنايا ثوب مرقع بتفاصيل غامضة هندستها. حين تنغرز الإبرة في عين القماش، فإنها تُحدث تمزقًا قبل أن تترك غرزتها، وهكذا الكلمات، تمزق الصمت ثم تحاول جاهدة أن ترقعه بحبر سواد المعنى المتناثر هنا وهناك، أما القارئ النبِه فلا فرق بينه وبين ذواق شراء الألبسة الفاخرة، كل منهما يبحث عن شيطان التفاصيل. نكتب لأننا نخاف الفراغ، نخاف ذلك البياض الذي يشبه النسيج الذي لم تُفض وحدته قط. كل كلمة هي محاولة لترويض البياض، لإعادة تشكيله وفق رغباتنا أو أوهامنا. لكن هل يُمكن ترويضه حقًا؟ هل النص هو ما نُنتجه، أم هو ما يَنفلت منا؟ الكتابة فعل مزدوج؛ هي بناءٌ وهدم، هي محاولةٌ لرسم حدودٍ لما لا يمكن حدّه. نحن نخيط الكلمات كما نخيط الأحلام، نحاول أن نصنع من هشاشة الخيوط شكلًا يقاوم الزمن، لكننا نعلم في أعماقنا أن كل غُرزنا مؤقتة، وأن النسيج، مهما بدا متماسكًا، يحمل داخله بذور تمزقه.النص، في جوهره، ليس كيانًا مستقرًا. إنه امتدادٌ حي، نسيجٌ ينبض بتوتره الخاص.غير أنه نسيج غير مكتمل، دائم التمدد والتقاطع.أو مثلما يخبرنا دريدا؛ الكتابة ليست بناءً بقدر ما هي تشتيت. الكتابة ليست مجرد وسيلة لنقل الأفكار، بل هي حوارٌ بين ما هو كائن وما يمكن أن يكون، بين المرئي والمخفي، بين الثابت والمنفلت. كل جملة هي درزة، وكل كلمة هي غرزٌ في عين الذاكرة. لكن، كما أن الإبرة تُخفي بقدر ما تُظهر، كذلك الكلمات، تحمل معناها وتُخفيه في آنٍ معًا.نحن لا نحوك نصوصًا لنستر بها ذواتنا فقط، بل لنكشف هشاشة هذه الذات، لنقف عند حدودها المهترئة. كل كلمة هي درزة في قماش يتهالك، وكل جملة هي محاولة لإبقاء هذا التهالك في حالة جمال. النص لا يُقرأ بعدّه كلا متماسكا، بل يُعاش كمجموعة خيوط منفلتة، كل خيط يشير إلى احتمالاته الخاصة، إلى طريقته الخاصة في الهرب من قبضة الكاتب. ومنه فإن النصوص ليست مجرد كلمات متراصة ومتقابلة ومتناغمة، بل هي أرواح تتنفس داخل حدود اللغة. كل نص هو كائن حي، ينبض بتوتره الخاص، يرفض الاستكانة ليد الكاتب أو لعين القارئ، مثلما يستعصي على مهندس الألبسة الفخمة تصميم لباس جديد، وحياكة شكل بديل واختراق عين ذوق ثابت.ليست الكلمات أدوات تُستخدم لبناء نص مثلما يفعل النساجون مع رقع الثوب، بل هي كائنات لها إرادة، لها حياة مستقلة، لها تاريخها الجينيالوجي وجذورها الضاربة في أعماق التحولات الجيولوجية والمناخية الصعبة، كل كلمة هي تاريخ معجمي مستقل بذاته. لهذا فحين نكتب، فإننا لا نُسيطر على الكلمات بقدر ما نُفاوضها، نُحاول أن نجعلها تُمثلنا، لكنها دائمًا ما تُفلت منا، تُصبح شيئًا آخر، تُصبح نصًا يحمل احتمالاته الخاصة، مساراته التي لم نكن نتوقعها.ولكن، ماذا عن الخياطة بوصفها فعل صناعة حياة؟ألا تكشف الخياطة، في جوهرها، عن محاولة الإنسان لترميم ما ينهار باستمرار؟ كيليطو ربما سيبتسم هنا، وسيقول إن الخياطة فعلُ نسيان. نحن نخيط لنعيد بناء ذاكرة ممزقة، لنُخفي ثقوب الواقع بثقوبٍ أخرى.الكاتب، مثل الخياط، يُخفي فشله بالدرزات، يجعل من الهزيمة لوحةً مرئية، ومن التمزق نغمةً موسيقية.النصوص ليست إلا محاولات فاشلة لكتابة نصوص أخرى، تمامًا كما أن الخياطة ليست إلا استعادة عبثية لقماشة لا يمكن أن تكتمل أبدًا. يكاد يدفع بلانشو، إن أخذنا الأمر جهة عبقريته النقدية وفطنته الأدبية، الخياطة إلى فضاء الاختفاء.الكتابة، بالنسبة له، ليست خلقًا بل محو. كل كلمة هي نزعٌ للمعنى، كل نص هو تقويضٌ لصاحبه. الكاتب لا يصنع النسيج، بل يضيع فيه.وكلما خاط جملة جديدة، كان كمن ينسج شراكًا ليوقع نفسه فيها. النصوص هي قبور مفتوحة؛ كل كتابة هي موت مؤجل. أما في الكتابة، فنحن لسنا صنّاعًا فقط، بل نحن أيضًا صُنّاع أنفسنا. النصوص لا تُعبر عنا فقط، بل تُعيد تشكيلنا، مثلما يفعل الثوب الجديد بهيئة الجسد أمام المرآة، حيث يرى الجسد نفسه وقد اكتسى نسيجا جديدا يحمسه للظهور.فتصير كل جملة نكتبها درزة في قماش الذات، لكنها أيضًا تمزق في صلب هذا القماش، إننا نخيط بالثقب ونكتب بالتمزيق. ومن ثم فإن الكتابة ليست فقط وسيلة للتعبير عن الهوية، بل هي وسيلة لخلقها، لإعادة تعريفها. نحن نصوغ أنفسنا بالكلمات، لكننا أيضًا نكتشف أن هذه الذات التي نكتبها ليست كما كنا نتصورها. الكلمات تكشف هشاشتنا، تكشف تناقضاتنا، تجعلنا نرى أنفسنا في ضوء لم نكن نجرؤ على مواجهته.نرتدي كلماتنا بقدر ما نرتدي ألبستنا التي تؤثث دولابا أفقيا مغروسا في جدار.الكتابة ليست نسيجًا نرتديه لنحتمي من برودة العالم، بل هي الكساء الذي يجعلنا نواجه هذا العالم دون أقنعة. كيف لا وقد أصبحت الكتابة أشبه بجسد يشفّ عن كل ما يختبئ تحت سطحه؟ هل يمكننا فصل الكتابة عن الجسد؟ الكاتب كخيّاط يحفر في جلد الكلمات، يدمي يديه وهو يحاول إمساك الشكل، ولكنه دائمًا ما ينتهي إلى مسخٍ، إلى شيءٍ غير مكتمل، شيءٍ يخون توقعاته.الكتابة، إذن، ليست مجرد فعلٍ فردي، بل هي أيضًا فعلٌ مشترك. النصوص تحمل داخلها القارئ، ذلك الآخر الذي سيعيد تشكيلها، الذي سيُدخل فيها حياته الخاصة، مشاعره، أحكامه.النصوص ليست ملكًا لأحد، بل هي مساحات مفتوحة للحوار، للتوتر، للانفتاح. حين نكتب، فإننا نخلق عالَمًا يُمكن للقارئ أن يعيش فيه، لكنه ليس عالمنا وحده. النصوص، مثل الأقمشة، تتغير مع كل يد تلمسها، مع كل عين تقرأها. لكن ماذا عن الزمن؟ الكتابة هي أيضًا فعل زمني، هي محاولة لتثبيت ما لا يمكن تثبيته، لترويض ما يهرب دائمًا. الزمن، كالقماش، ينزلق من بين أيدينا، لكن الكلمات تحاول أن تقبض عليه، أن تُخلده.كل نص هو شهادة على لحظة، لكنه أيضًا محاولة للهروب من هذه اللحظة، للانفلات منها نحو شيء أكبر. النصوص ليست فقط نتاج الزمن، بل هي أيضًا طريقة لمقاومته، لمواجهته.لكنها، في النهاية، تبقى جزءًا من هذا الزمن، تبلى معه، تتغير، تفقد معناها أو تكتسب معاني جديدة.ليست الكتابة، إذن، فعلًا بسيطًا أو ميكانيكيًا، بل هي تجربة وجودية، طريقة للعيش داخل اللغة، داخل الهشاشة، داخل التوتر. حين نكتب، فإننا نحاول أن نصنع من الكلمات بيتًا، مأوى، لكن هذا البيت دائمًا ما يكون هشًا، دائمًا ما يكون معرضًا للانهيار.الكتابة هي محاولة للعيش داخل هذا الانهيار، لجعل التمزق جزءًا من الجمال، لجعل الفوضى شكلاً من أشكال النظام.كل كلمة نكتبها هي خيطٌ جديد يُضاف إلى نسيج الذات، لكنها أيضًا خيطٌ يُنزع من هذا النسيج. الكتابة هي فعل بناءٍ وهدم في الوقت ذاته. نحن نصوغ نصوصنا، لكنها تصوغنا أيضًا.النصوص ليست مجرد انعكاسٍ لذواتنا، بل هي مرآة تكشف لنا ما لا نعرفه عن أنفسنا. ما الذي يبقى إذن؟ النصوص، مثل الأثواب، تبلى، لكنها تترك أثرًا، تترك ذكرى. الكلمات التي نكتبها اليوم قد تُنسى، لكنها تترك خيوطًا في ذاكرة الزمن، تجعلنا نتذكر أن الكتابة ليست فقط وسيلة، بل هي غاية، هي حياة تُعاش داخل اللغة، داخل النسيج، داخل ما لا يمكن الإمساك به. وباقي القول إذن: حاك [يحكي]، خاط [يخيط] نصا، والكتابة [خياطة]، والتأليف [تخييط]، وضع القلم على الورق [درز] وتحريكه [غرز] الإبرة في عين ثوب: [text_ure].

مقالات مشابهة

  • الكتابة بالحياكة.. كيف نخيط النصوص
  • كان نفسي أكون معاكم.. مي كساب تعلن خروج مسلسلها من ماراثون رمضان
  • وسام أبو علي: أحلم بأن أسجل هدفًا أو أكثر في ‏كأس العالم للأندية مع الأهلي
  • تجديد عضوية الإمارات في المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة
  • «البرلمان العربي للطفل» يستعد لانطلاق دورته الرابعة
  • ملف حقول النفط والغاز في شمال الخليج العربي التي تقع ضمن السيادة العراقية برئاسة مواطن كويتي!!
  • وكيل صحة المنوفية يتفقد دار الطفل كريم النسب بهورين
  • وزيرة التضامن تبحث مع السفير الياباني زيادة أعداد حضانات الطفولة المبكرة
  • لؤي الإرياني يؤدي اليمين سفيراً لليمن في برلين
  • محلل سياسي فلسطيني: الموقف العربي الموحد مهم والبيانات التي تصدر «ذكية»