سودانايل:
2025-02-22@20:35:06 GMT

وا أسفي على السودان الذي راح شمار في مرقة البرهان

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

بعد قرابة الخمسة أشهر من الحصار خرج الجنرال البرهان من القيادة العامة في عملية غامضة أشبه ما تكون بأفلام جيمس بوند حيث نشرت له صور وهو يتجول ويحتسي الشاي والقهوة في شوارع الخرطوم كأنه يودعها وداعا أخير و قد بدا الرجل منهكاً بادية عليه آثار التعب . توجه الجنرال إلى مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل المتاخمة للخرطوم و مسقط رأسه حيث قضى فيها أياماً استقبل فيها استقبال الفاتحين ومن ثم انتقل إلى مدينة ببورتسودان في أقصى شرق السودان بعيدا عن مسرح العمليات ومدفعية الدعم السريع .

اعتقد الكثير من السودانيين إن خروج البرهان سيمثل نقلة كبيرة في مجريات الأحداث في السودان وربما قد يكون مؤشراً كبيراً لقرب انتهاء الحرب وحسم معركة الكرامة ضد المليشيا المتمردة وقد اجتهد المحللون الإستراتيجيين المحسوبين على التيار الإسلامي الداعم لخيار استمرار الحرب في الربط بين خروج الرجل والتغيرات الميدانية المتوقع حدوثها في مسار الحرب بل ذهب بعضهم للترويج لدعاية انتهاء الحرب وضرورة عودة النازحين إلى منازلهم . ولكن كعادة البرهان في سابق عهده دوما ما يستمتع بالتحرك عكس توقعات الاخرين فالذين راهنوا على خروجه كقيمة إضافية في رصيد حسم المعركة عسكريا تفاجأوا بانشغال الرجل بتسويق نفسه سياسيا لاعبا بورقة تعزيز شرعيته كرئيس للسودان حيث قام بعدة زيارات خارجية لم تكن ذات جدوى ولم تأتي بأي مردود أو تأثير إيجابي على الأوضاع العسكرية في الميدان ولكنها حققت له مكاسب سياسية شخصية في الداخل حيث عززت من مكانته كرأس للدولة في وقت كادت فيه الدولة أن تتصدع نتيجة للفراغ التنفيذي الذي احدثته فترة غياب البرهان.واليوم وبعد مرور أكثر من شهر على خروج الرجل من القيادة يحق لنا أن نسأل ما هي الفوائد التي تم تحقيقها بعد خروجه و ما هو التأثير العسكري الميداني الإيجابي أو التطور السياسي الذي أحدثه الجنرال بانتقاله من سجن القيادة العامة إلى فضاء مدينة بورتسودان .فالمتابع للأوضاع العسكرية في الخرطوم يجدها ما زالت لم تراوح مكانها ما بين عمليات كر و فر وقصف متبادل في محيط القيادة العامة وسلاحي المهندسين والمدرعات . اما دارفور فقد باتت خارج سلطة الدولة و أغلب الحاميات العسكرية في مدنها الكبرى محاصرة من قبل الدعم السريع اما الوضع في البلاد بصورة عامة فانه لم يشهد فرق يذكر بين خروج البرهان وما قبله . فمازال الجهاز التنفيذي معطل ولا توجد حكومة مسؤولة أو هيكل تنفيذي واضح لإدارة الدولة .وبالنسبة لحركة الاقتصاد فلا زالت تعاني الأزمات المتلاحقة من انفلات لسعر الدولار وتآكل الكتلة النقدية بالإضافة لندرة السلع . وعلى المستوى الأمني فإن خطر انتشار السلاح في الولايات التي لم تكن جزءاً من الحرب ولا متاخمة لها يعتبر أكبر مهدد للمواطن حيث لم ترتفع كفاءة العمل الشرطي إلى المستوى المطلوب حتى الآن . أما على الصعيد السياسي فما زالت حالة الجمود تلازم المشهد السياسي السوداني حيث لم يستطع البرهان أن يحدث أي اختراق يعيد قطار التفاوض إلى مساره بجدة بل بدا الرجل من تحركاته وتصريحاته انه غير آبه بعملية التفاوض كأولوية
نستخلص مما سبق أن البرهان و منذ خروجه من حبسه إما أنه يسير في مسار متخبط ليس له هدف. او ان إرادة الرجل مختطفة من قبل الطرف الخفي والمعلوم لدى جميع السودانيين وأنه يقوم فقط بتنفيذ مخطط مسبق الإعداد لا يملك الانحراف عنه . أو أن الرجل يعي تماما ما يفعل وأنه يمارس هوايته المعهودة بالحفر بالإبرة واللعب على نار هادئة غير مكترث بمآلات الأوضاع في البلاد ملاعب الأطراف كلها في المشهد السوداني
بطريقة الكهنة الكبار
yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

شكرا مصر والتالية ريتا!!

*أكبر ما كشفت عنه الحرب الجارية أن السودان بلا ظهير سياسي حقيقي ولاحليف استراتيجي يعتمد عليه ولقد وقفت الدولة محتارة عند الحرب مثل امرأة سقط عنها ثوبها وسط السوق في رابعة النهار*!!

*الفارون من جحيم الحرب في السودان بدلوا نارا بنار وقتل بعضهم بدم بارد في معسكرات اثيوبيا وفي اسواق الجنوب ومات البعض الآخر بسوء الأحوال في تشاد ومن بقوا في الخرطوم قتلوا بالاشتراك الجنائي لمرتزقة من ذات دول الجوار*!!

*الوضع أعلاه والذي نجم عن سقوط الخرطوم اولا وساء بالسقوط المتتالي لبعض المدن والبلدات الآخرى دفع رجلا محترما مثل السفير نور الدائم عبد القادر للبكاء على الهواء مباشرة وهو يقول إن السودان لا يستحق ما يجري له -السودان دافع عن القاهرة وعن بغداد وعن طرابلس والسودان حارب في اليمن وفي فلسطين*

*الاستثناء موجود طبعا ومن بين المواقف كلها ينسل الموقف المصري -الرسمى والشعبي- وكذلك إريتريا – ريتا – وقطر وأخرى سيأتي ذكرها بحساب*

*كانت مصر هي الوجهة الأولى لٱلاف السودانيين ولم تكن خيارا عشوائيا وانما خيار قام على حقائق التاريخ والجغرافيا بل الكيمياء المشتركة بين الشعبيين*

*فتحت مصر حدودها لآلاف السودانيين جوا وبرا وكانت ولا زالت تغض الطرف عن المئات منهم والذين يتسللون إليها بلا إجراءات رسمية وقد كتبت من قبل عن ظاهرة التهريب المكشوفة لصحيفة الكرامة السودانية (مصر عارفة – بس عاملة مش شايفة!!)*

*إقليميا ودوليا كان الموقف المصري ولا يزال هو الأقوى ولقد ساهم بمقدار في تحجيم الأجندة الخارجية لتفكيك الدولة السودانية*

*الأسباب أعلاه دعت (رابطة الشعوب) بقيادة اللواء عمر نمر لتنظيم مبادرة لشكر مصر حكومة وشعبا وهى مبادرة ذات أبعاد فلسفية بعيدة تهدف فوق الشكر المستحق الى تشجيع الآخرين للفعل الإيجابي الواجب تجاه السودان والسودانيين*

*إن كان ثمة مقترح فإني أشير للواء نمر بأن تكون ارتريا التالية وشكرا مصر*

*بكرى المدنى*

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أمين الرياض يشكر القيادة على التوجيه الكريم بإطلاق أسماء الأئمة والملوك على عدد من ميادين الرياض
  • السودان لن يعود كما كان لأن الحرب نفسها بثت وعيا جديدا يفرض الحلول الجذرية
  • شكرا مصر والتالية ريتا!!
  • ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
  • نصيحة لوجه الله للجنرال البرهان وكل عاقل في صفوف الجيش السوداني من غير عضوية الحركة الاسلامية
  • برنامج الامم المتحده الانمائي : الاقتصاد السوري بحاجه الى 55عاما للعوده الى المستوى الذي كان عليه في 2010قبل الحرب
  • رئيس جماعة أسفي يطالب مدير الـ OCP بتشغيل أبناء مدينته
  • انتخابات حرة ونزيهة .. البرهان يلتقي سفير إيطاليا لدى السودان
  • في القيادة العامة .. رئيس هيئة الأركان السوداني يستقبل وفد اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية
  • أسير حرب أوكراني: التنازل عن الأرض يعني التخلي عن الأوكرانيين الذي يعيشون عليها