سودانايل:
2025-04-17@17:43:01 GMT

وا أسفي على السودان الذي راح شمار في مرقة البرهان

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

بعد قرابة الخمسة أشهر من الحصار خرج الجنرال البرهان من القيادة العامة في عملية غامضة أشبه ما تكون بأفلام جيمس بوند حيث نشرت له صور وهو يتجول ويحتسي الشاي والقهوة في شوارع الخرطوم كأنه يودعها وداعا أخير و قد بدا الرجل منهكاً بادية عليه آثار التعب . توجه الجنرال إلى مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل المتاخمة للخرطوم و مسقط رأسه حيث قضى فيها أياماً استقبل فيها استقبال الفاتحين ومن ثم انتقل إلى مدينة ببورتسودان في أقصى شرق السودان بعيدا عن مسرح العمليات ومدفعية الدعم السريع .

اعتقد الكثير من السودانيين إن خروج البرهان سيمثل نقلة كبيرة في مجريات الأحداث في السودان وربما قد يكون مؤشراً كبيراً لقرب انتهاء الحرب وحسم معركة الكرامة ضد المليشيا المتمردة وقد اجتهد المحللون الإستراتيجيين المحسوبين على التيار الإسلامي الداعم لخيار استمرار الحرب في الربط بين خروج الرجل والتغيرات الميدانية المتوقع حدوثها في مسار الحرب بل ذهب بعضهم للترويج لدعاية انتهاء الحرب وضرورة عودة النازحين إلى منازلهم . ولكن كعادة البرهان في سابق عهده دوما ما يستمتع بالتحرك عكس توقعات الاخرين فالذين راهنوا على خروجه كقيمة إضافية في رصيد حسم المعركة عسكريا تفاجأوا بانشغال الرجل بتسويق نفسه سياسيا لاعبا بورقة تعزيز شرعيته كرئيس للسودان حيث قام بعدة زيارات خارجية لم تكن ذات جدوى ولم تأتي بأي مردود أو تأثير إيجابي على الأوضاع العسكرية في الميدان ولكنها حققت له مكاسب سياسية شخصية في الداخل حيث عززت من مكانته كرأس للدولة في وقت كادت فيه الدولة أن تتصدع نتيجة للفراغ التنفيذي الذي احدثته فترة غياب البرهان.واليوم وبعد مرور أكثر من شهر على خروج الرجل من القيادة يحق لنا أن نسأل ما هي الفوائد التي تم تحقيقها بعد خروجه و ما هو التأثير العسكري الميداني الإيجابي أو التطور السياسي الذي أحدثه الجنرال بانتقاله من سجن القيادة العامة إلى فضاء مدينة بورتسودان .فالمتابع للأوضاع العسكرية في الخرطوم يجدها ما زالت لم تراوح مكانها ما بين عمليات كر و فر وقصف متبادل في محيط القيادة العامة وسلاحي المهندسين والمدرعات . اما دارفور فقد باتت خارج سلطة الدولة و أغلب الحاميات العسكرية في مدنها الكبرى محاصرة من قبل الدعم السريع اما الوضع في البلاد بصورة عامة فانه لم يشهد فرق يذكر بين خروج البرهان وما قبله . فمازال الجهاز التنفيذي معطل ولا توجد حكومة مسؤولة أو هيكل تنفيذي واضح لإدارة الدولة .وبالنسبة لحركة الاقتصاد فلا زالت تعاني الأزمات المتلاحقة من انفلات لسعر الدولار وتآكل الكتلة النقدية بالإضافة لندرة السلع . وعلى المستوى الأمني فإن خطر انتشار السلاح في الولايات التي لم تكن جزءاً من الحرب ولا متاخمة لها يعتبر أكبر مهدد للمواطن حيث لم ترتفع كفاءة العمل الشرطي إلى المستوى المطلوب حتى الآن . أما على الصعيد السياسي فما زالت حالة الجمود تلازم المشهد السياسي السوداني حيث لم يستطع البرهان أن يحدث أي اختراق يعيد قطار التفاوض إلى مساره بجدة بل بدا الرجل من تحركاته وتصريحاته انه غير آبه بعملية التفاوض كأولوية
نستخلص مما سبق أن البرهان و منذ خروجه من حبسه إما أنه يسير في مسار متخبط ليس له هدف. او ان إرادة الرجل مختطفة من قبل الطرف الخفي والمعلوم لدى جميع السودانيين وأنه يقوم فقط بتنفيذ مخطط مسبق الإعداد لا يملك الانحراف عنه . أو أن الرجل يعي تماما ما يفعل وأنه يمارس هوايته المعهودة بالحفر بالإبرة واللعب على نار هادئة غير مكترث بمآلات الأوضاع في البلاد ملاعب الأطراف كلها في المشهد السوداني
بطريقة الكهنة الكبار
yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

البرهان يتسلم رسالة من السيسي ودعوة لزيارة القاهرة

السودان – تسلم رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تتضمن دعوة رسمية لزيارة مصر، خلال الفترة المقبلة.

وأعلن مجلس السيادة في السودان امس الأربعاء، أن “القائد العام للقوات المسلحة تسلم اليوم رسالة خطية من شقيقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تتضمن دعوة رسمية لزيارة جمهورية مصر العربية خلال الفترة القادمة، كما تتضمن التأكيد على دعم ومساندة مصر للسودان في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها”.

وسلم الرسالة سفير مصر لدى السودان هاني صلاح، بحضور وزير الخارجية السفير السوداني علي يوسف.

وقال السفير المصري، في تصريح صحفي، أن “البرهان” أبدى ترحيبه بتلبية الدعوة، مبينا أن الجانبين السوداني والمصري سيعملان من أجل الترتيب الجيد لهذه الزيارة.

وذكر أن لقاءه اليوم مع البرهان تطرق إلى تطورات الأوضاع في السودان بما في ذلك الوضع في دارفور ومؤتمر لندن حول السودان الذي عقد أمس.

وأشار السفير المصري إلى أنه قدم تنويرا لرئيس المجلس السيادي حول مسار العلاقات الثنائية والترتيبات الجارية لعقد النسخة الثانية من ملتقى الأعمال السوداني المصري.

وشدد صلاح، على أن بلاده تدعم السودان من منطلق الروابط الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين، مضيفا: “نريد تحويل الأزمة التي يمر بها السودان والتي يطلق عليها العالم بأنها منسية إلى أزمة غير منسية”.

وأشاد، وفق بيان مجلس السيادة، بتضحيات وصمود الشعب السوداني في هذه الأزمة وتكاتف وتعاضد أبنائه من أجل إعادة إعمار ما دمرته الحرب.

يذكر أن السيسي، استقبل البرهان، في القاهرة، نوفمبر الماضي، على هامش أعمال الدورة الثانية عشرة للمؤتمر الحضري العالمي المنعقد بالقاهرة.

وبحسب بيان للرئاسة المصرية، تضمن اللقاء “تأكيد قوة ورسوخ الروابط التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين على المستويين الرسمي والشعبي”، مشيرا إلى “حرص الرئيس السيسي على تأكيد استمرار الدعم المصري للسودان الشقيق على المستويات كافة، للخروج من الأزمة التي يمر بها”.

وشددت مصر على موقفها “الثابت والساعي لوقف إطلاق النار وحقن دماء الأشقاء في السودان”.

من جهته، “ثمن البرهان الدور المصري، مشيدا بالمساندة المصرية المخلصة لجهود التهدئة في السودان، وحرص مصر على الحفاظ على وحدة وسلامة واستقرار السودان”.

وأكد البرهان، تقديره وكل أبناء الشعب السوداني لاستضافة الشعب المصري لأشقائه السودانيين خلال الأزمة.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • البرهان يتسلم رسالة من السيسي ودعوة لزيارة القاهرة
  • الحرب في عامها الثالث.. ما الثمن الذي دفعه السودان وما سيناريوهات المستقبل؟
  • البرهان في تركيا…أضواء خلف اللقاءات المتعددة
  • حميدتي يكشف عن حل وحيد يطرحه البرهان ويتهم الجيش بإغلاق كل الطرق السلمية
  • حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي والجيش يستهل العام الثاني للحرب بإعلان تقدم جديد في أم درمان
  • السلم الاجتماعي: مرحلة ما بعد الحرب
  • السلم الاجتماعي في مرحلة ما بعد الحرب
  • مؤتمر دولي في لندن لمناقشة الأزمة الإنسانية في السودان ولا دعوة لممثلين عن البرهان وحمديتي
  • كتابات ما بعد الحرب: هل تصلح الخرطوم أن تكون عاصمة للدولة السودانية الجديدة؟
  • دبلوماسية الصمت