سودانايل:
2024-12-22@18:03:32 GMT

وا أسفي على السودان الذي راح شمار في مرقة البرهان

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

بعد قرابة الخمسة أشهر من الحصار خرج الجنرال البرهان من القيادة العامة في عملية غامضة أشبه ما تكون بأفلام جيمس بوند حيث نشرت له صور وهو يتجول ويحتسي الشاي والقهوة في شوارع الخرطوم كأنه يودعها وداعا أخير و قد بدا الرجل منهكاً بادية عليه آثار التعب . توجه الجنرال إلى مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل المتاخمة للخرطوم و مسقط رأسه حيث قضى فيها أياماً استقبل فيها استقبال الفاتحين ومن ثم انتقل إلى مدينة ببورتسودان في أقصى شرق السودان بعيدا عن مسرح العمليات ومدفعية الدعم السريع .

اعتقد الكثير من السودانيين إن خروج البرهان سيمثل نقلة كبيرة في مجريات الأحداث في السودان وربما قد يكون مؤشراً كبيراً لقرب انتهاء الحرب وحسم معركة الكرامة ضد المليشيا المتمردة وقد اجتهد المحللون الإستراتيجيين المحسوبين على التيار الإسلامي الداعم لخيار استمرار الحرب في الربط بين خروج الرجل والتغيرات الميدانية المتوقع حدوثها في مسار الحرب بل ذهب بعضهم للترويج لدعاية انتهاء الحرب وضرورة عودة النازحين إلى منازلهم . ولكن كعادة البرهان في سابق عهده دوما ما يستمتع بالتحرك عكس توقعات الاخرين فالذين راهنوا على خروجه كقيمة إضافية في رصيد حسم المعركة عسكريا تفاجأوا بانشغال الرجل بتسويق نفسه سياسيا لاعبا بورقة تعزيز شرعيته كرئيس للسودان حيث قام بعدة زيارات خارجية لم تكن ذات جدوى ولم تأتي بأي مردود أو تأثير إيجابي على الأوضاع العسكرية في الميدان ولكنها حققت له مكاسب سياسية شخصية في الداخل حيث عززت من مكانته كرأس للدولة في وقت كادت فيه الدولة أن تتصدع نتيجة للفراغ التنفيذي الذي احدثته فترة غياب البرهان.واليوم وبعد مرور أكثر من شهر على خروج الرجل من القيادة يحق لنا أن نسأل ما هي الفوائد التي تم تحقيقها بعد خروجه و ما هو التأثير العسكري الميداني الإيجابي أو التطور السياسي الذي أحدثه الجنرال بانتقاله من سجن القيادة العامة إلى فضاء مدينة بورتسودان .فالمتابع للأوضاع العسكرية في الخرطوم يجدها ما زالت لم تراوح مكانها ما بين عمليات كر و فر وقصف متبادل في محيط القيادة العامة وسلاحي المهندسين والمدرعات . اما دارفور فقد باتت خارج سلطة الدولة و أغلب الحاميات العسكرية في مدنها الكبرى محاصرة من قبل الدعم السريع اما الوضع في البلاد بصورة عامة فانه لم يشهد فرق يذكر بين خروج البرهان وما قبله . فمازال الجهاز التنفيذي معطل ولا توجد حكومة مسؤولة أو هيكل تنفيذي واضح لإدارة الدولة .وبالنسبة لحركة الاقتصاد فلا زالت تعاني الأزمات المتلاحقة من انفلات لسعر الدولار وتآكل الكتلة النقدية بالإضافة لندرة السلع . وعلى المستوى الأمني فإن خطر انتشار السلاح في الولايات التي لم تكن جزءاً من الحرب ولا متاخمة لها يعتبر أكبر مهدد للمواطن حيث لم ترتفع كفاءة العمل الشرطي إلى المستوى المطلوب حتى الآن . أما على الصعيد السياسي فما زالت حالة الجمود تلازم المشهد السياسي السوداني حيث لم يستطع البرهان أن يحدث أي اختراق يعيد قطار التفاوض إلى مساره بجدة بل بدا الرجل من تحركاته وتصريحاته انه غير آبه بعملية التفاوض كأولوية
نستخلص مما سبق أن البرهان و منذ خروجه من حبسه إما أنه يسير في مسار متخبط ليس له هدف. او ان إرادة الرجل مختطفة من قبل الطرف الخفي والمعلوم لدى جميع السودانيين وأنه يقوم فقط بتنفيذ مخطط مسبق الإعداد لا يملك الانحراف عنه . أو أن الرجل يعي تماما ما يفعل وأنه يمارس هوايته المعهودة بالحفر بالإبرة واللعب على نار هادئة غير مكترث بمآلات الأوضاع في البلاد ملاعب الأطراف كلها في المشهد السوداني
بطريقة الكهنة الكبار
yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

استشاري الجهاز الهضمي: نشهد خطة شاملة بقطاع الصحة برؤية القيادة الحكيمة

تحدث الدكتور محمد حسن منيسي، استشاري الجهاز الهضمي، عن جهود الدولة المصرية في المنظومة الصحية، مشددًا على أنه كان هناك خطة شاملة بقطاع الصحة نتيجة رؤية حقيقية من قيادة حكيمة؛ لأنه لم يكن لدى الدولة المصرية أي بيانات حقيقية عن حجم المشاكل بالقطاع الصحي، حيث إنه في فترات سابقة كانت كل الدراسات في المجال الطبي دراسات عشوائية غير ميدانية.

خطة شاملة بقطاع الصحة

وشدد “منيسي”، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة “إكسترا نيوز”، على أن خطة التطوير في مجال الصحة، بدأت بحملة “100 مليون صحة” وتم حصر أكثر من 90 مليون مواطن، وكان هذه الحملة بها جزء من الترهيب وجزء من الترغيب وتم البدء بحملة “100 مليون صحه للقضاء على فيروس سي"، والذي كان جزء منها يشمل الفحص الميداني بكافة القطاعات للامراض السارية وغير السارية من الضغط والسكر والتقزم.

وأوضح أن الدولة المصرية كان لها القدرة على عمل خريطة وبصمة طبية للخلل الصحي الموجود في مصر بعيدًا عن الدراسات العشوائية غير الميدانية غير الحقيقيه، مؤكدًا أنه كان هناك قيادة ذكية أدارت هذه الازمة بحكمه واقتدار الحقيقه، مشددًا على أن خلو مصر من فيروس سي، جاء من خلال خطة ميدانية حقيقية واقعية بعيدا عن العشوائيات اللي كانت موجودة، وايضًا كان لابد من وجود حلول لمشاكل مستعصية والتي كانت تحتاج لعقود وسنوات طويلة لحلها، إلا أنه كان هناك عزيمة، وتوالت المبادرات الصحية في كافة القطاعات والتي كانت تعد حلول ذكية موجهة للقضاء على مشاكل بعينها.

 

ونوه بأن فكره القضاء على قوائم الانتظار كانت من ضمن الأحلام، وأنها كانت مشكلة كبيرة جدا وكان يفقد المريض حياته قبل الوصول إلى موعد العلاج وكان هناك مدد زمنية طويلة جدًا، إلا أن التطوير في البنية التحتية للمستشفيات والتي كانت جزء من الخطة وهو ما كان سبب في العلاج السريع لحالات قوائم الإنتظار، متابعًا: “الجميع شاهد آثار تطوير البنية التحتية والمنشآت الصحية والمستشفيات في فترة أزمة كورونا.. شفنا 85 مؤسسة حكومية صحية ما بين مستشفيات كبرى وصغرى ومتوسطة للتعامل مع أزمة كورونا، وحصلت مصر على إشادة عالمية في هذه الفترة من خلال التعامل مع أزمة فيروس كورونا”.

 

وشدد على أن التطوير الكبير للمنشآت الصحية مكن الدولة من القضاء على قوائم الانتظار؛ لأنه الدولة اصبحت تمتلك مستشفيات ومؤسسات حكومية صحية مميزة، منوهًا بأن الدولة بمستوى عالي كان لها القدرة في القضاء على قوائم الانتظار في قوائم الجراحات.

مقالات مشابهة

  • مسؤول سعودي يلتقي البرهان في ثاني زيارة رسمية منذ اندلاع الحرب
  • استشاري الجهاز الهضمي: نشهد خطة شاملة بقطاع الصحة برؤية القيادة الحكيمة
  • عاجل| القيادة العامة بسوريا: الشرع ناقش في لقائه مع الفصائل العسكرية شكل المؤسسة العسكرية الجديدة
  • البرهان يلتقي نائب وزير الخارجية السعودي
  • السودان وحرب الأمر الواقع
  • الجبهة الشعبية القيادة العامة تسلم بعض مواقعها للجيش
  • اليوم نرفع راية استقلالنا (1)
  • استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر
  • هل يكسب البرهان الحرب بسبب عقوبات بايدن المحتملة على حميدتي ؟؟
  • محكمة جنايات الأبيض تحكم بالاعدام شنقاً على متهم بتقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة