سياسي إيراني يصف هجوم أذربيجان على كاراباخ بالكارثة الإقليمية على بلاده.. وصحيفة: صمت طهران مرتبط بزيارة وزير الدفاع الروسي
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
قال الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه إن هجوم أذربيجان على كاراباخ هو بداية أزمة إقليمية بالنسبة لطهران.
وقال فلاحت بيشه لموقع ديدبان إيران في طهران إن البلاد تواجه تحديًا خطيرًا حيث أن إحدى بواباتها إلى أوروبا مهددة بسبب التطور العسكري في القوقاز.
وأشار فلاحت بيشه إلى أن المسؤولين والقادة العسكريين الإيرانيين الذين اعتادوا على إلقاء خطابات عاطفية حول مصالح إيران وسلطتها في المنطقة، يصمتون في مواجهة التهديدات التي تتعرض لها مصالح طهران.
وخلال الأشهر الماضية، حذر العديد من القادة العسكريين والسياسيين الإيرانيين أذربيجان من مهاجمة أرمينيا وتجنب إغلاق بوابة إيران إلى أوروبا عند حدودها مع أرمينيا.
وبعد أن طردت أذربيجان 120 ألف أرمني من الجيب، فإنها تهدد الآن بدخول واحتلال الشريط الضيق من الأرض الذي يربط إيران عبر أرمينيا بروسيا وأوروبا.
كما حذرت إيران أذربيجان منذ فترة طويلة بشأن علاقاتها العسكرية الوثيقة مع إسرائيل، وهي المورد الرئيسي للأسلحة إلى باكو.
فيما وصفت "مشرق نيوز"، وهي وسيلة إعلامية لها علاقات وثيقة بمنظمات الأمن والاستخبارات الإيرانية، في 9 سبتمبر الماضي، الهجوم على كاراباخ بأنه "خط أحمر" لإيران وأكدت أن مثل هذا الإجراء سيكون له عواقب على أذربيجان.
وثبت فيما بعد أن التهديد كان جوفاء. ويبدو أن صمت إيران في مواجهة هذا التطور مرتبط بزيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو إلى إيران قبل الهجوم مباشرة.
وفي الوقت نفسه، كان تقاعس طهران عن التحرك محرجًا للغاية للنظام وقادته العسكريين، بالنظر إلى أشهر من التفاخر على وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني وقنوات التواصل الاجتماعي حول رد فعل إيران السريع في حالة مهاجمة أذربيجان لكاراباخ.
وسخر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانيين من الجيش الإيراني ونشروا صورة لملحق عسكري إيراني مبتسم وهو يسير إلى جانب الضباط الأذربيجانيين المنتصرين في كاراباخ بعد الهجوم.
وكتب أحد المستخدمين: "اعتقدت خطأً أن مسؤولي النظام الإيراني كانوا يحاولون التحلي بالصبر الاستراتيجي في مواجهة تحالف أذربيجان مع إسرائيل".
وقال فلاحت بيشه لـ "ديدبان إيران" إن "كل هذا هو نتيجة لسياسة إيران الخارجية التي عفا عليها الزمن. وفي بعض الأحيان رأينا مسؤولين إيرانيين يلقون خطابات غير مسؤولة على الحدود مع أذربيجان، وإذا كان ما يحدث الآن هو سياسة إيران الحقيقية، فيجب محاسبة هؤلاء المتحدثين على إثارة غضب الشعب الإيراني".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البرلمان الإيراني كاراباخ أذربيجان
إقرأ أيضاً:
بعد رفض رسالة ترامب.. التوتر الإيراني الأميركي إلى أين؟
طهران- رغم حسم طهران موقفها الرافض للتفاوض مع الإدارة الجمهورية الأميركية فإن رسالة الرئيس دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن برنامج طهران النووي أثارت ردود فعل واسعة في البلاد.
فعلى وقع تصريحات كل من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ووزير خارجيته عباس عراقجي حول عدم التفاوض مع إدارة ترامب بسبب إعادته فرض سياسة "أقصى الضغوط" على طهران، يرى مراقبون -في مسارعة البعثة الإيرانية بالأمم المتحدة إلى الإعلان أنها لم تتلق أي رسالة من واشنطن- دليلا على أن هناك من ينتظر وصولها بفارغ الصبر.
ومع ذلك، فإن الجانب الإيراني لم ينتظر وصول الخطاب الأميركي للرد عليه، إذ كشف ترامب -في مقابلته مع قناة فوكس بيزنس- عن فحواه، مؤكدا بالقول "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكريا، أو إبرام اتفاق" وذلك لمنعها من امتلاك أسلحة نووية.
وعلى الصعيد الرسمي، عارض خامنئي -لدى استقباله حشدا من كبار المسؤولين في بلاده أمس السبت- "التفاوض تحت ضغط البلطجة" معتبرا أن العرض الذي تقدمت به واشنطن لبدء المفاوضات يهدف إلى "فرض رغباتها وليس حل القضايا".
نافذة للسلموبغض النظر عن اللهجة المستخدمة في الخطاب الأميركي، فإن مبادرة ترامب -بدعوة الجانب الإيراني للجلوس على طاولة المفاوضات لحل القضايا الشائكة بينهما- تطرح تساؤلا في الأوساط السياسية بطهران عما إذا كان الوقت قد حان لتغليب الحكمة وتبني نهج التعاون بدلا من المواجهة بعد مرور أكثر من 4 عقود من القطيعة.
إعلانوفي مقاله تحت عنوان "رسالة ترامب للمرشد هل تشكل نافذة للسلم؟" يكتب عباس آخوندي السياسي الإصلاحي والوزير السابق للطرق والتنمية الحضرية -في صحيفة "شرق" الناطقة بالفارسية- أن جميع النزاعات الدولية ستنتهي يوما عبر الحوار، وأنه يرى الوقت مناسبا لوضع حد للجدل المتواصل منذ 45 عاما بين إيران والولايات المتحدة.
فبعد ظهور الأنظمة السياسية عقب الحربين العالميتين في القرن العشرين يتجه العالم اليوم نحو تكوين نظام عالمي حديث تنهار خلاله التحالفات، على غرار الشرخ في العلاقات الأميركية الأوروبية هذه الأيام، يحل التعاون على المديات القصيرة ولأهداف أمنية واقتصادية محددة محل التعاون بعيد المدى -كما يقول آخوندي- وهذا ما يشهده العالم في برنامج السلام بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والذي يشكل النواة الأساسية لمقترح ترامب حيال إيران.
ولدى إشارته إلى أهمية التنافس الاقتصادي في النظام العالمي الحديث وتغلبه على عنصري السياسة والأمن، يعتقد آخوندي أن النظام العالمي الحديث ورغم مواصفاته الجائرة والطبقية المكرسة فيه يوفر فرصا لا ينبغي التفريط بها حفاظا على المصالح الوطنية، فينصح الكاتب الجهات المعنية في بلاده باختبار إرادة ترامب قبل الرد النهائي على طلبه لعله يشكل نافذة للسلم بين البلدين.
سياسة المواجهةولعل رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني تكون فريدة من نوعها إذ أن الجهة المرسلة كشفت عما تتضمنه قبل تسليمها إلى الطرف الأخر، وبينما يعتبرها مراقبون في طهران دليلا على أهمية الصورة الإعلامية لدى ترامب في مواجهة شتى الملفات، يفسرها آخرون على أن الرئيس الأميركي على عجلة من أمره بخصوص الاتفاق مع إيران على غرار رؤيته للملف الأوكراني.
وبالرغم من أن ترامب سبق وبعث رسالة إلى المرشد الإيراني عام 2019 رفض خامنئي تسلمها من ضيفه رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي، فإن الجانب الغربي لم يسلك طريقا مختلفا لمخاطبة الإيرانيين بعد مرور 5 أعوام، فتجاهل بادئ الأمر رغبة حكومة بزشكيان في التفاوض ثم وقع مرسوما رئاسيا يقضي بعودة سياسة أقصى الضغوط ضد طهران، وتعمد الإعلان عن فرض جولات جديدة من العقوبات على عدد من القطاعات الإيرانية قبل دعوتها للتفاوض.
إعلانوفي غضون ذلك، يقرأ علي بيكدلي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشهيد بهشتي الكشف عن رسالة ترامب وتركيزه على سياسة "العصا والجزرة" في سياق المساعي الرامية لإقناع الرأي العام بأن الرئيس الأميركي قام بما كان عليه قبل الانتقال إلى الخطط التالية.
وفي مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" يقول بيكدلي إن ترامب يحاول رد الجميل على اللوبيات اليهودية التي دعمته إبان حملته الانتخابية ولا يرى ضيرا في تبني سياسة تمكنه من الوصول إلى أهدافه بعيدا عن المبادئ السياسية والأعراف الدولية، فيقوم بالتهديد والضغط من جهة لجر الطرف المقابل إلى طاولة المفاوضات لكسب الامتيازات التي يتخيلها في رأسه.
ومع ذلك، يعتقد الأكاديمي الإيراني أن الفرصة ما تزال سانحة أمام طهران لتبني طريق وسط يقطع الطريق على الأعداء ويبقي بعض الأبواب مفتوحة، فينصح بالانخراط في مفاوضات غير مباشرة عبر وسيط أوروبي، ذلك أن طهران تشاطر العواصم الغربية رأيها بأن الخيار العسكري ليس سبيلا مناسبا لحل الملفات الراهنة.
قاتل سليمانيوبينما تطالب شريحة من الإيرانيين بتكرار تجربة 2015 التي توجت مفاوضات طهران مع المجموعة السداسية (الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا إلى جانب الصين وروسيا) بتوقيع الاتفاق النووي، يعارض صقور المحافظين مبدأ التفاوض مع ترامب الذي انسحب من الاتفاق بشكل أحادي وذهب بالعلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن إلى حافة الهاوية باغتياله القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني عام 2020 قرب مطار بغداد الدولي.
من ناحيتها، تساوي صحيفة "كيهان" المحافظة المقربة من مكتب المرشد، بين التفاوض مع ترامب ورفع الراية البيضاء أمامه نظرا لتجربة طهران مع إدارته السابقة والتسريبات الإعلامية عما ورد في رسالته إلى طهران، فإنه لن يقف عند حد الملف النووي ويطالب بالتخلي عن البرنامج الصاروخي وتفكيك محور المقاومة.
إعلانوتحت عنوان "دعوة ترامب للتفاوض أم ذر الرماد في العيون؟" تكتب صحيفة كيهان بافتتاحيتها أن ترامب 2025 هو كما كان بولايته الأولى، فيراهن هذه المرة على إثار الامتعاض الشعبي داخل إيران للضغط على طهران من أجل التراجع أمام غطرسة واشنطن.
ووفقا للصحيفة، فإن ترامب على يقين بأن القيادة الإيرانية ترفض التفاوض معه لكنه يبعث برسالة لوضع الكرة في الملعب المقابل، وأن حديث وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت -بأن واشنطن ستجعل إيران مفلسة مرة أخرى- يدل على الحسابات الخاطئة لإدارة ترامب.
وعلى الرغم من أن صحيفة كيهان تتوعد بهزيمة ضغوط الإدارة الجمهورية على طهران، لكن هناك من يتساءل عن خطط طهران لليوم التالي في حال تعرضت منشآتها النووية لهجوم أميركي إسرائيلي کما تتدرب قواتهما علی محاكاته باستمرار.