رئاسيات مصر.. أمر واقع آخر بالنسبة للسيسي وربما المعارضة
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
من شبه المؤكد أن يفوز الرئيس الصمري عبدالفتاح السيسي بإعادة انتخابه، باستخدام جهاز الدولة القمعي المخيف، لكن فترة الحملة الانتخابية يمكن أن تعزز نشاط المعارضة.
هكذا يتحدث الكاتب حسام الحملاوي، في مقاله بموقع "ميدل إيست آي"، وترجمه "الخليج الجديد"، وهو يلفت إلى أن الانتخابات المقرر أن تجري في نهاية العام، ليس فيها أي نوع من التشويق فيما يتعلق بالنتيجة المحسومة للسيسي.
وفي صيف 2013، قاد السيسي، وزير الدفاع آنذاك، انقلابا عسكريا ضد أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر محمد مرسي.
ومن خلال ركوب موجة الخوف الجماعي واللعب على وتر الطبقة المتوسطة التواقة إلى الاستقرار بعد ثورة 2011، أطلق السيسي العنان لحمام دم لتهدئة البلاد، قبل أن يعد المصريين بالرخاء الاقتصادي وبمستقبل وردي.
وأصبحت البلاد غارقة في هوس السيسي، وهناك مجال للقول إنه فاز حقًا بأول انتخابات رئاسية بعد الانقلاب في عام 2014، سواء تم تزويرها أم لا.
اقرأ أيضاً
السيسي يثير انقساما بين المصريين بعد حديثه عن الجوع والتنمية والانتخابات وقناة السويس
ومنذ ذلك الحين، تراجعت شعبية السيسي، حيث أهدر المليارات على الفيلة البيضاء، وقمع المعارضة من جميع الأطياف، ودمر منظمات المجتمع المدني، وعسكرة أجهزة الدولة، وأفقر المصريين من خلال تخفيضات متتالية لقيمة العملة، إلى جانب السياسات النيوليبرالية الصارمة التي تركت الاقتصاد في حالة من الفوضى، تحت سيطرة جنرالات الجيش.
وعلى الرغم من أن التلويح بالعلم والشوفينية الوطنية أمران أساسيان في الخطاب العام للسيسي، إلا أن مصر فقدت الكثير من نفوذها الإقليمي في السنوات الأخيرة.
ويعتمد النظام على الدعم المستمر من "الطغاة" في الخليج العربي، وتحديداً في السعودية والإمارات، ومؤخراً قطر، وفق المقال.
وفي خطوة جعلت الكثيرين يشعرون بالإهانة الوطنية، تخلى النظام عن جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر للسعودية مقابل الدعم المالي.
وشهدت مصر أيضًا انخفاضًا حادًا في أهميتها في مناطق نفوذها التاريخية، مثل فلسطين والسودان، ناهيك عن دول حوض النيل الأخرى، حيث تهدد إثيوبيا موارد مصر المائية من خلال إقامة سد النهضة، على الرغم من معارضة القاهرة الشديدة للخطة.
اقرأ أيضاً
السيسي يواصل الاعتماد على صبر المصريين.. والانتخابات المبكرة في الأفق
سلسلة القيادة الموازية
ووفق مقال الحملاوي، فقد استهزأ السيسي بسيادة القانون من خلال السيطرة على القضاء، وضمان الإفلات من العقاب على جرائم القتل على أيدي الشرطة والجيش، وتعديل الدستور لإطالة أمد حكمه.
كما تم بناء مجمعات السجون الضخمة لإيواء أعداد متزايدة من السكان خلف القضبان.
أما الوزراء والمسؤولون التنفيذيون الحكوميون، فليسوا صانعي سياسات، ولا يحق لهم اتخاذ المبادرات.
وبدلاً من ذلك، تتم إدارة البلاد بشكل تفصيلي من قبل السيسي وأبنائه، ومدير جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، إلى جانب "عصابة من الضباط".
وتتركز سلسلة قيادة موازية على ضباط الجيش العاملين والمتقاعدين العاملين في جميع الإدارات الحكومية.
وفي الدورتين الانتخابيتين السابقتين، عامي 2014 و2018، أُعلن فوز السيسي بنسبة 97% تقريبًا من الأصوات في كل مرة.
اقرأ أيضاً
السيسي يصدر 8 قرارات قبيل الانتخابات الرئاسية لتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة
وكما هو متوقع، قامت وسائل الإعلام المصرية، والتي تخضع في الغالب لسيطرة جهاز المخابرات العامة، في الأسابيع الأخيرة، بنشر تأييد مؤيد للسيسي من رجال الأعمال والنقابات المهنية والعمالية التي تهيمن عليها الدولة، ونجوم السينما والمطربين.
وفي الوقت نفسه، قامت الشرطة بتوزيع السلع الاستهلاكية الأساسية على فقراء المناطق الحضرية في جميع أنحاء البلاد، مع طباعة وجه السيسي المبتسم على كل عبوة، لتكون بمثابة أداة للدعاية الانتخابية.
والإثنين، مع إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن البداية الرسمية للسباق، نشرت وسائل الإعلام صوراً لمصريين "يندفعون" إلى مكاتب التسجيل المحلية للتوقيع على تأييد السيسي.
ووفقاً لمصادر عمالية، فقد تم نقل العمال والموظفين الحكوميين بالحافلات من قبل إدارة شركاتهم للمشاركة في مهازل التأييد هذه.
ومن الآن وحتى 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ينص القانون على أن أي مرشح يهدف إلى خوض الانتخابات، يجب عليه إما جمع 20 تأييدًا من أعضاء البرلمان (الذي يهيمن عليه حزب مستقبل وطن الداعم للنظام)، أو 25 ألف مواطن على الأقل عبر 15 محافظة، مع ما لا يقل عن 1000 في كل محافظة.
هذه الخوارزمية تجعل من المستحيل تقريبًا على أي منافس جاد تحدي السيسي.
اقرأ أيضاً
تحركات نحو الإمارات والسعودية لحشد التأييد.. أحزاب مصرية تدعم ترشح السيسي للانتخابات
تصويت احتجاجي
ويختلف مجتمع الناشطين المحبطين والمحاصرين، والمواطنين بشكل عام، في وجهات نظرهم حول ما يجب القيام به.
ودعا البعض إلى المقاطعة، لأن النتيجة النهائية معروفة بالفعل، وبناءً على هذه الرواية، يُنظر إلى العديد من المتنافسين الذين يعتزمون خوض الانتخابات ضد السيسي بعين الريبة، باعتبارهم متعاونين لابد وأنهم عقدوا صفقة ما مع الأجهزة الأمنية.
ومن المؤكد أن بعض السياسيين، الذين يؤيدون النظام بقوة أو لديهم تاريخ من التعاون مع الدولة، ينطبق عليهم هذا الوصف.
في المقابل، يؤيد تيار آخر بين المنشقين وعامة السكان المشاركة في الانتخابات، لكنه يقدم تصويتًا احتجاجيًا للمعارضة "الحقيقية"، وهنا، تصبح الأمور أكثر تعقيدًا.
وهناك 3 شخصيات من أحزاب المعارضة أعلنت نيتها خوض الانتخابات، هم: أحمد الطنطاوي، البرلماني السابق عن حزب الكرامة الناصري، وجميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور شبه الليبرالي، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.
اقرأ أيضاً
الانقطاع المتكرر للكهرباء.. عبء سياسي على السيسي قبل الانتخابات
ويقول الحملاوي، إنه "من المؤكد أن المنافس الأكثر جدية بين الثلاثة هو الطنطاوي، السياسي المحنك من محافظة كفر الشيخ (دلتا النيل/شمال)، والذي كان مصدر إزعاج للنظام عندما كان نائبا، وخسر مقعده لاحقاً بسبب تزوير الأجهزة الأمنية للتصويت".
انتقد النطاوي علنا السيسي ودعاه إلى ترك منصبه، مما أثار غضب "الدكتاتور"، مما أجبر الطنطاوي على مغادرة مصر إلى لبنان العام الماضي.
وفي المنفى، أعلن عن نيته الترشح للرئاسة، وعاد إلى مصر في مايو/أيار الماضي.
ومنذ ذلك الحين، كان يبني حملة على الأرض بجهد، على الرغم من الحملات الأمنية المتكررة على أقاربه والناشطين في الحملة.
وتصدر الطنطاوي الأخبار الدولية مؤخرًا عندما تم اكتشاف أن هاتفه المحمول قد تم استهدافه ببرامج تجسس (على الأرجح من قبل النظام المصري)، مما دفع شركة "آبل" إلى نشر تحديثات أمنية لجميع منتجاتها.
وفي الوقت نفسه، اتُهم إسماعيل وزهران في وقت سابق من هذا العام بالاجتماع مع رئيس المخابرات المصرية، حيث زُعم أن الأخير شجعهما على الترشح للانتخابات لتوفير واجهة ديمقراطية.
اقرأ أيضاً
تصريحات بدراوي عن السيسي والانتخابات والاقتصاد تثير جدلا واسعا.. ماذا قال وكيف رد الناشطون؟
وقد نفى كلاهما هذا الاتهام.
ولم تصل المناقشات الرامية إلى توحيد صفوف المعارضة للوقوف خلف مرشح واحد إلى أي نتيجة.
ويخلص الحملاوي، أنه يكاد يكون من المؤكد أن يفوز السيسي في هذا السباق، ليس بسبب شعبيته، ولكن لأنه يسيطر على مؤسسات الدولة وأجهزتها القمعية المخيفة.
ويضيف: "لكن الأساس المنطقي بين المعارضين لخوض الانتخابات بسيط، لقد قتل السيسي السياسة وألغى أي هامش للتنظيم في الشوارع أو في الفضاء الإلكتروني".
ويتابع: "الآن بعد أن أصبح النظام أضعف وأقل ثقة مما كان عليه قبل عقد من الزمان، ويرجع الفضل في ذلك في المقام الأول إلى أخطائه الاقتصادية الفادحة، فإن الانتخابات تقدم فرصة نادرة للمعارضة لإحياء القدرة على التنظيم، على مستوى متواضع على الأقل".
قبل أن يختتم: "هذه خطوة واحدة على الطريق الطويل نحو استعادة الشارع".
اقرأ أيضاً
انتخابات مصر الرئاسية.. هل يتحدى جمال مبارك سلطة السيسي؟
المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر رئاسيات مصر السيسي معارضة احتجاجات اقرأ أیضا المؤکد أن من خلال
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف الجنسي أو الجسدي حول العالم.. وربما تقتل
"لا عذر".. عنوان حملة أطلقتها الأمم المتحدة، دفاعا عن آلاف النساء اللواتي يفضي بهن العنف إلى الموت، في المجتمعات التي تعيش حروبا وصراعات، للمرأة منها نصيب، مما يستدعي تعزير حملات الدفاع عن حقوق المرأة، بشتى الوسائل.
اعلانقالت الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني إن سيدة واحدة على الأقل، من بين كل ثلاث سيدات، تعرضت للعنف الجسدي أو الجنسي من شريكها أو من غيره أو منهما معا، مرة واحدة على الأقل في حياتها، على مستوى العالم. ما يعني أن العنف ضد النساء والفتيات يبقى من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا.
وبحسب الأمم المتحدة فإن هناك امرأة تقتل كل عشر دقائق. وهناك نحو 51100 امرأة في عام 2023 لقين مصرعهن جراء تعرضهن لدورة من العنف القائم على النوع الاجتماعي بشكل وحشي على أيدي شركائهن وأفراد أسرهن.
واشتد الأمر في أماكن أخرى كبيئة العمل والمساحات المتاحة على الإنترنت، كما ازداد بسبب الصراعات العديدة وتغير المناخ، حسبما أوردت المؤسسة الأممية.
عبارة لا مزيد من قتل النساء مكتوبة على رسم على جدار منزل في ألمانيا في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة 25 تشرين الثاني نوفمبر 2024Martin Meissner/APوأضاف الموقع أن الحل بالصورة العامة، يكمن في التعاطي سريعا مع هذا الملف، ومحاسبة الجناة، وتسريع العمل من خلال وضع الاستراتيجيات الوطنية، وزيادة التمويل لحركات حقوق المرأة.
الأمم المتحدة: الحرب تؤثر على أكثر من 600 مليون امرأة وفتاة حول العالميشار إلى أن نسبة انتشار العنف ضد النساء والفتيات تراوح بين 16 و58 في المئة باستخدام التكنلوجيا. وورد أن النساء الأصغر سنًا يتأثرن به بشكل خاص.
وجاء أن جيل الألفية الجديدة، وخصوصا مواليد ما بين عامي 1997 و2012، وكذلك آخر أجيال القرن العشرين، وتحديدا من وُلدوا بين عامي 1981 و1996، هما الجيلان الأكثر تضررًا. حسبما ورد على موقع الأمم المتحدة.
Relatedتأجيل حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال في غزة بسبب "تصاعد العنف" الأمم المتحدة: الحرب تؤثر على أكثر من 600 مليون امرأة وفتاة حول العالمتظاهرات في فرنسا وإيطاليا تنديدًا بالعنف ضد النساءوجاء أيضا أن سبعين في المئة من النساء يتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي، في الصراعات والحروب والأزمات الإنسانية. وأن واحدة من كل أربع فتيات مراهقات تتعرض للإساءة من قبل شركائهن.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من هي هاريس التي باتت قاب قوسين من أن تصبح أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في أقوى دولة في العالم؟ واقعة صادمة في إيران.. امرأة تتجرّد من ملابسها في إحدى الجامعات! انتهاكٌ لحقوق المرأة الأساسية.. البرلمان الأوروبي يحثّ العراق على رفض تعديلات قانون الأحوال الشخصية مراهقونقتلاعتداء جنسيجريمةحقوق المرأةالعنف ضد المرأةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين بغزة وحزب الله وإسرائيل في تصعيد متواصل يعرض الآن Next واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبين واليابان لمواجهة الخطر الصيني يعرض الآن Next روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا بينما تحاول كييف صد الهجمات الصاروخية يعرض الآن Next هل أصبح الهوى سعوديا في عرف نجوى كرم؟ كلمة أشعلت جدلا بعد تعديل كلمة في أغنية دقوا المهابيج يعرض الآن Next هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم اعلانالاكثر قراءة 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان حب وجنس في فيلم" لوف" اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29حزب اللهروسياجنوب لبنانوسائل التواصل الاجتماعي انهيارات أرضية -انزلاقات أرضيةفلاديمير بوتينصاروخقصفتل أبيبإيرانبوليفياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024