حصار جديد على مطار صنعاء بدعاوى كيدية لـ “اليمنية”
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
ليس هناك بوادرُ تدعو للتفاؤل نحو الوصول إلى الحل الشامل، وبدلاً عن أن تتجه دول العدوان للقيام بخطوات إيجابية نحو بناء الثقة، برزت خلال اليومين الماضيين مؤشراتٌ لتعميق الأزمة من جديد، بدءاً من تشديد الحصار على مطار صنعاء الدولي، وإغلاق النافذة الوحيدة المفتوحة لليمنيين عبر هذا المطار، وذلك من خلال الإيعاز للخطوط الجوية اليمنية بالتوقف عن تسيير رحلات من وإلى المطار، وهو ما حدث بالفعل، حَيثُ أعلنت شركة الخطوط الجوية “اليمنية” عن تعليق رحلاتها عبر مطار صنعاء ابتداء من يوم أمس.
واعتبرت وزارة النقل في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء هذا الإجراء بأنه “مؤشرٌ لعدم جدية دول العدوان في التوجّـه الجاد نحو السلام واستهتار بكل الجهود المبذولة بهذا الخصوص”.
وأكّـد مصدر مسؤول في الوزارة في تصريح صحفي، أنَّ ذلك يعكس حجمَ الإصرار الإجرامي على الحصار ومضاعفة معاناة الشعب اليمني وخُصُوصاً المرضى والمسافرين، مُشيراً إلى أنَّ ما نُشر عن إدارة الخطوط الجوية في مدينة عدن المحتلّة، يعتبر مؤشراً لعدم جدية دول العدوان في التوجّـه الجاد للسلام، وبأن شركة الخطوط الجوية اليمنية تضع نفسها كوسيلة رخيصة بيد دول العدوان لاستمرار الحصار ومضاعفة معاناة الشعب اليمني وإغلاق مطار صنعاء.
وأوضح المصدر أنَّ الشركة سَوَّقت أكاذيبَ وادِّعاءاتٍ بعيدةً عن الواقع، وتحملت بالنيابة عن دول العدوان جريمة الحصار ومضاعفة معاناة الشعب اليمني وحرمانه من حقه في السفر والرحلات الإنسانية، مؤكّـداً أن تبريرَ إدارة الشركة في عدن المحتلّة بأن أرصدَةَ الشركة مجمدة أَو محظورة هو ادِّعاء كاذب ومحض افتراء، والدليل على ذلك أنه يتم صرف كافة مرتبات ومستحقات الموظفين بالشركة في جميع مناطق الجمهورية اليمنية من أرصدة الشركة في صنعاء والتي تصل إلى اثنين مليون دولار شهرياً، وأنه خلال الفترة السابقة تم صرفُ ما يقارب ستةً وثلاثين مليون دولار من أرصدة الشركة في صنعاء لمواجهة النفقات التشغيلية خلال الفترة السابقة.
وأشَارَ المصدر إلى أنه تم صرف 10 ملايين دولار من قيمة الطائرة التي تم شراؤها مؤخّراً (A320) من أرصدة الشركة في صنعاء حسب التفاهمات بين المعنيين في إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية.
واعتبر أن ما ورد عن إدارة الشركة في عدن بأن أرصدةَ الشركة في صنعاء تصل إلى ثمانين مليون دولار هو محاولة لإخفاء حقيقة أن للشركة أرصدة في حساباتها الأُخرى في عدن والخارج وتجاوزت مِئة مليون دولار، حَيثُ وقد تم الاتّفاق على الصرف من جميع حسابات الشركة بنسب محدّدة سابقًا.
وأدان المصدر في وزارة النقل، استخدامَ الشركة لورقة إيقاف الرحلات والتلاعب بالتشغيل من وإلى مطار صنعاء؛ باعتبار هذا الإجراء يمس أبناء الشعب اليمني، ويتنافى مع قرار إنشاء الشركة كناقل وطني لكل أبناء الشعب، ويتناقض مع ما ورد في البيان الصادر عن الشركة من التزام الحيادية والتشغيل الإنساني والتجاري.
وأكّـد أن وزارة النقل ملتزمة بتنفيذ الاتّفاق مع إدارة الشركة في عدن بالصرف من حساب الشركة بالشكل الذي يحفظ مال الشركة ويضمن سلامة إجراءات الصرف بواقع 60 % من صنعاء وَ40 % من عدن مقابل استمرار التشغيل من مطار صنعاء إلى الأردن، وفتح وجهات مصر والهند بما يخدم احتياج أبناء الشعب اليمني ويخفف من معاناتهم.
واعتبر المصدر أن إجراء إيقاف الرحلات تلاعُبٌ واستثمارٌ في معاناة الشعب اليمني وتسييسٌ سيءٌ لشركة يفترض التزامها بالحياد كناقل وطني يضعها موضع الشريك في هذه الجريمة، محملاً إدارة عدن ودول العدوان كافة التداعيات نتيجة تلك الممارسات.
إجراءاتٌ تعسفية:
من جانبهِ، أدان مجلس النواب في جلسته، يوم أمس، إقدام مرتزِقة العدوان بإلغاء رحلات اليمنية من مطار صنعاء إلى الأردن تحت مبرّرات واهية تنم عن استمرار التعنت والصلف والاستهتار بمعاناة أبناء الشعب اليمني.
واعتبر المجلس هذه التصرفات امتدادًا لسياسة العبث بمقدرات الشعب اليمني ونهب ثرواته والاستمرار في حرمانه من الاستفادة منها في صرف مرتبات الموظفين وتحسين الخدمات في عموم محافظات الجمهورية.
وأكّـد المجلس أن هذا العبثَ من قبل مرتزِقة العدوان يأتي في إطار توسيع دائرة إهدار ثروات الشعب اليمني وتبديدها لصالح المرتزِقة والمتسكعين في فنادق الرياض وأبو ظبي وعدد من فنادق العالم، وللتغطية على فضيحة بيع قطاع الاتصالات في عدن لمستثمر إماراتي.
وأكّـد المجلس أنه في الوقت الذي كان يجري فيه التفاوُضُ والاتّفاق للتوسع في إضافة جهات جديدة للرحلات بعد السماح برحلات إلى القاهرة والهند أتت هذه الإجراءات كيافطة للحصار وإغلاق المطار والتهرب من استحقاقات السلام، مستنكراً تلك التصرفاتِ التي لا يمكن أن تمر إلَّا بدعم وموافقة من دول تحالف العدوان؛ بهَدفِ الالتفاف والتنصل عن التزامات تحالف العدوان تجاه عملية السلام والتضييق على أبناء الشعب اليمني ومضاعفة معاناتهم.
وأشَارَ إلى أهميّة اتِّخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بمنع استمرار نهب ثروات الشعب اليمني ومقدراته والعبث بها من قبل تحالف العدوان ومرتزِقته تحت أي مبرّر كان.
وأكّـد المجلس تفويضَ القيادة الثورية والسياسية باتِّخاذ الإجراءات والخيارات المناسبة للحفاظ على حقوق الشعب اليمني ومقدراته حاضراً ومستقبلاً.
وتواصل دول العدوان الأمريكي السعوديّ، منذ أكثر من 7 سنوات، إغلاق مطار صنعاء الدولي، متسببة في معاناة كبيرة للشعب اليمني.
وعلى الرغم من المساعي التي بذلتها الوساطة العُمانية منذ أكثرَ من عام لفتح المطار وتوسيع الرحلات إلا أنها تصطدم برفض أمريكي غير مبرَّر.
وكانت صنعاء قد تلقت عدداً من الطلبات لشركات عربية ودولية لإعادة الرحلات من وإلى المطار، لكنها كذلك اصطدمت بتعنت دول العدوان؛ وهو ما يؤكّـد بما لا يدع مجالاً للشك بعدم جدية النظام السعوديّ الذي يقود تحالفاً عدوانياً على بلادنا للجنوح نحو السلام، وإظهار مدى الجدية فيما يدَّعيه بأنه يسعى للخروج من مستنقعه في اليمن.
كُلُّ التداعيات والمؤشرات في عدم الرغبة الحقيقية لدى النظام السعوديّة للخروج من ورطته في اليمن، قد تدفعُ نحو إشعال فتيل المواجهة من جديد، لا سِـيَّـما أن صنعاء أكّـدت أكثرَ من مرة أنها لن تظلَّ مكتوفةَ الأيدي إزاءَ استمرار الحصار، وأنها قد تلجأ للخيار العسكري إذَا واصلت دول العدوان التعنت والمماطلة.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: معاناة الشعب الیمنی أبناء الشعب الیمنی الشرکة فی صنعاء الخطوط الجویة ملیون دولار دول العدوان مطار صنعاء ة الشرکة فی عدن
إقرأ أيضاً:
كيف يتحَرّكُ المرتزقة عبر “أبواقهم الإعلامية” لتشويه “الموقف اليمني” المساند لغزة؟
يمانيون – متابعات
تتغيَّرُ المواقفُ وتتبدَّلُ بالنسبة لمليشيا “الإصلاح” بحسبِ المصلحة العليا للحزب، لكن لم يكن أحدٌ يتوقَّعُ أن ينحدرَ هؤلاء؛ خدمةً للعدو الإسرائيلي.
وخلال سنوات ما قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م كان حزب “الإصلاح” يتظاهرُ بدعم القضية الفلسطينية وفق مسارات متعددة، لكن وبعد معركة (طُـوفَان الأقصى) خلع “الإصلاح” وجهًا، ليرتديَ وجهًا آخرَ، شبيهًا بالوجه السعوديّ والإماراتي الخائن والمتواطئ مع فلسطين وقضيتها المقدسة.
لم يكتفِ الحزب بالتخلي عن مساندة حركة حماس فحسب، وإنما تبنَّى الموقف الصهيوني في مواجهة المقاومة الفلسطينية، والتشويه بمحور المقاومة بشكل عام.
في معركة (طُـوفَان الأقصى) المباركة، تبنَّت أبواقُ التطبيع والخيانة السياسية الإعلامية للكيان الصهيوني والأمريكي فسخّرت وسائل إعلامها للحديث حول التقليل من شأن عملية (طُـوفَان الأقصى) واتّهام حماس بأنها السبب الرئيس للدمار في قطاع غزة!
وعن الموقف اليمني المشرِّف والخالد في مساندة غزة والانتصار لمظلوميتها تبنت أبواق المرتزِقة من حزب “الإصلاح” وغيرهم الماكينة الإعلامية الصهيونية والأمريكية في وصف العمليات اليمنية بـ “الإرهاب” وأنها تشكِّل خطرًا على الملاحة الدولية!
وفي هذا السياق يؤكّـد عضو مجلس الشورى نايف حيدان، أن مواقف قنوات ووسائل إعلام المرتزِقة لا تزال تهاجم الوفد الوطني وتحاربه منذ بدء العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن وما قبله، وحتى هذه اللحظة في موقف يثبت مدى انسجام مرتزِقة اليمنيين من حزب “الإصلاح” والمؤتمر وغيرهم من الأحزاب والقوى السياسية التي انخرطت مع العدوّ الأجنبي ضد أبناء بلدهم.
ويوضح حيدان أن قنوات “سهيل” وَ”يمن شباب” وَبقية القنوات التابعة لدول العدوان كـ “الحدث” وغيرها هي في الأَسَاس تواجه القوى الوطنية الحرة طيلة عشر سنوات من العدوان على اليمن وحتى اللحظة.
ويقول حيدان: “حتى ولو قمنا بتحرير فلسطين وطرد المحتلّ الصهيوني فستظل مواقفنا كيمنيين في إعلامهم خاطئة ومشكوكًا بها وأننا لا نريد إلا تجميل صورتنا كما تدعي هذه الأبواق الإعلامية”، مُضيفًا أننا اليوم ونحن نقف بهذا الموقف العروبي والإسلامي والإنساني في الدفاع عن فلسطين ونضحي ونخسر ونتعرض للخطر، مع هذا فهذه الأبواق رغم إظهار موقفها كمدافعة عن فلسطين إلا أنها تعتبر موقفنا المدافع عن فلسطين “إرهابيًّا” وأننا نعرض السلم الدولي للخطر”.
ويقول مستغربًا: “إبادة وتجويع وترحيل الفلسطينيين واللبنانيين وقصف اليمنيين كُـلّ هذا ليس “إرهابًا”، وما نقوم به دفاعًا عن فلسطين “إرهاب”!.
ويشير إلى أن قنوات المرتزِقة تخندقت ومن يدعمها في خندق الصهيونية ضد العرب والعروبة، وضد القضية المركزية فلسطين، مؤكّـدًا أن موقفهم في تصنفينا بـ “الإرهابيين” يأتي في سياق التعبير عن موقف أوليائهم وأسيادِهم من المطبِّعين والخونة والعملاء الذين تنكروا للقضية الفلسطينية والقدس الشريف.
ويلفتُ إلى أن التناقُضَ والتضادَّ يبدو واضحًا في قنوات “سهيل” و”يمن شباب” و”الحدث” وبقية قنوات الأعداء؛ فهم يريدون أن يظهروا مع القضية الفلسطينية، ويريدون في الوقت نفسه شَنَّ الحرب على من يقف مع القضية الفلسطينية! موضحًا أن تلك التناقضات تعودُ لعواملَ جوهرية سابقة كانت تنفذها الأنظمة السابقة، وتسير عليها لتخدير الشعوب.
ويواصل حيدان: “قد يكون الإعلام ظاهرًا بسقف عالٍ مع فلسطين، ولكن العمل العسكري أَو ما يفيد القضية غائب تمامًا، كتعهُّدٍ من الحكام بذلك، وهكذا استمرت وطُوِّلت القضيةُ إلى اليوم دون حل”.
من جانبه يقول مستشار مكتب رئاسة الجمهورية صالح السهمي: “إن الموساد وأصحابَ النفوذ في الإدارة الأمريكية يحاولون إضعافَ الجبهة اليمنية والعمليات العسكرية ضد السفن الصهيو أمريكية التي تساند إخواننا وأهلنا في قطاع غزة”.
ويضيف أن كُـلّ هذه المحاولات الإمبريالية لاستهداف اليمن وقواته المسلحة عبر الماكينة الإعلامية الصهيونية تأتي من على منابر إعلامية عربية تديرها حثالة المرتزِقة في قناتَي “سهيل” وَ”يمن شباب” على المستوى المحلي والعربي وسكاي نيوز وقنوات أُخرى على المستوى العربي للأسف الشديد.
ويرى أن تصنيف قنوات “الإصلاح” وغيرها من أبواق، ووسائل إعلام المرتزِقة لعملياتنا البطولية بـ “الإرهاب” ليس بغريب على هذه الأبواق، موضحًا أنها تتبنى الدور الصهيوني من خلال حرب الروايات والمعلومات، مبينًا أن تلك القنوات تعمل على تقسيم العمل بشكل دقيق فيما بينها، لا سيَّما قناتَي “سهيل” وَ”يمن شباب” التي تتناوَبُ في نشر الشائعات الكاذبة وتتداولها بينها وبين بقية وسائل الإعلام المعادية لليمن على وجه الخصوص وللمحور بشكل عام.
ويشير السهمي إلى أن تلك المواد الإعلامية تأتي استمرارًا للخيانة لليمن من قِبَل من يدير هذه القنوات خدمةً للصهيوني وطاعةً لسيدهم الأمريكي مقابل المال المدنَّس كالدولار الأمريكي والمال السعوديّ والدرهم الإماراتي.
ويلفت إلى أن الخونةَ والمرتزِقة كالعادة يبيعون بلدانهم ويستجلبون الأجنبي لضرب إخوانهم وأهلهم، بل ويقفون ضد بلدهم وأبنائهم الذين في الصف الوطني، ويقلِّلون من دورهم في أية معركة بحرية أَو برية.
ويشدّد السهمي على أن “الخيانة تجري في دمائهم، والعمالة منهجية تربوا عليها منذ النشأة وباتت العمالة وجهة نظر بالنسبة لهم، وهذا ما نشاهده منذ بداية العدوان الصهيو أمريكي على البلد، ولكن العاقبة للمُتقين”.
ويرى أن “أبواق المرتزِقة والخونة والمطبِّعين والتي تتبنى الماكينة الإعلامية للعدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني وحلفائهم لن تؤثر بشيء على جبهة الوعي اليمنية التي تشكّل دافعًا قويًّا في استمرار المظاهرات المليونية المساندة لغزة، وكذا استمرار العمليات العسكرية اليمنية داخل عُمق الكيان الصهيوني وفي البحار الأُخرى حتى يتوقفَ العدوانُ الصهيوني الأمريكي على الشعبَينِ الفلسطيني واللبناني”.
——————————————
-المسيرة – محمد ناصر حتروش