قال مجمع البحوث الإسلامية أن من صلى خلف الصف منفردا لغير عذر فصلاته صحيحة مع الكراهية عند الجمهور، وهو الراجح في المسألة .
وأضاف المجمع في بيان له، ردا على سؤال: ما حكم صلاة المنفرد خلف الصف المكتمل ؟ أن الجمهور استدلوا على صحة الصلاة مع الكراهية خلف الصف لغير عذر، بحديث أبي بكرة –رضي الله عنه - أنه انتهى إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - وهو راكع، فركع قبل أن يصل إلى الصف، فذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم -فقال: «زادك الله حرصا، ولا تعد».
رواه البخاري.
وأوضح أن وجه الدلالة من الحديث للجمهور : أن أبا بكرة أتى بجزء من الصلاة خلف الصف، ولم يأمره صلى الله عليه وسلم، بالإعادة، وإنما نهي عن العود إلى ذلك , فكأن النبي أرشده إلى ما هو الأفضل.
ولفت مجمع اليجوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف ، إلى أن الجمهور حملوا النفي في قوله «لا صلاة لمنفرد خلف الصف» على نفي الكمال لا نفي الصحة .
وأشار إلى أنه إذا صلى الإنسان لعذر خلف الصف منفردا، بأن اكتمل الصف، ولا يجد فرجة في الصف، فالأولى له أن ينتظر حتى يأتي من يصف معه، فإن لم يأت أحد صلى منفردا، وصلاته صحيحة بلا كراهية على الراجح المفتى به؛ لأنه عاجز عن المصافة ؛ لقوله تعالى:«لا يكلف الله نفسا إلا وسعها».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية:
الصلاة
الصف منفردا
مجمع البحوث الاسلامية
إقرأ أيضاً:
على سنة وهدي خير البرية
عيد الفطر.. فرحة.. عبادة.. ونُسُك.. “للصائم فرحتنا، فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه”، يا لها من كلمة جميلة هنا “فرحتان”، مقابل ماذا..؟ مقبل مشقة الصيام، والصبر على ثالث ركن من أركان الإسلام، ليجازينا
الله بشعيرة عظيمة لا تقل شأنا عن شعيرة الصيام، عيد الفطر، الذي يعد مظهر من مظاهر الدين، التي تبث السرور والفرح في قلوب المسلمين، فعن أنس رضي الله عنه قال: ( قَدِم النبيّ صلى الله
عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما: يومَ
الفطر والأضحى ) رواه أبو داود.
يوم العيد في بيت النبوة في يوم بهيج من أيام المدينة النبوية، وفي صباح عيد، كان البيت النبوي وما حوله يشهد مظاهر الاحتفال بالعيد، على مرأى وعلم من
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنّيان بغناء يوم بعاث، فاضطجع على الفراش، وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشّيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم - فقال: دعهما، فلمّا غفل غمزتهما فخرجتا” رواه البخاري. وفي رواية أحمد: “لِتعْلَمَ اليهود أنَّ في ديننا فسحة، إني أُرسلت بحنيفية سمحة”
آداب العيد – الاغتسال والتجمل للعيد، وقد نقل ذلك عن عدد من السلف من الصحابة ومن بعدهم، اقتداء بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال ابن القيم: ” وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلبس لهما ( أي للعيدين ) أجمل ثيابه، وكان له حُلة يلبسها للعيدين والجمعة ” . – في عيد الفطر يُشرع التكبير من ليلة العيد حتى حضور الصلاة، حيث ثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يخرج يوم الفطر فيكبِّر حتى يأتي المُصلَّى، وحتى يقضيَ الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير. – وإذا أراد المسلم الخروج للصلاة في عيد الفطر فالمستحب له أن يأكل تمراتٍ اقتداءً بنبينا صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ، ويأكلهن وِترا” رواه البخاري . – ويَستحب كذلك الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والرجوع من آخر، لحديث جابر رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم العيد خالف الطريق” رواه البخاري. – التهنئة بالعيد أمرٌ حسنٌ طيبٌ لفعل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر ابن حجر في فتح الباري عن جبير قال: ” كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنك “ فالعيد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عبادة ونُسُك، ومظهر من مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لصفاء النفوس، وإدخال السرور على الأهل والأولاد والأصحاب، وهو لا يعني الانفلات، والتحلل من الأخلاق والآداب، بل لا بد فيه من الانضباط بالضوابط والآداب التي شرعها لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ