هددت حركة "أنصار الله" اليمنية باتخاذ إجراءات تصعيدية ضد شركة الخطوط الجوية اليمنية، ردا على تعليق الشركة رحلاتها بين صنعاء والأردن.

وقال نائب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال المقالة من "أنصار الله" حسين العزي، معلقا على تجميد الجماعة أرصدة طيران شركة "اليمنية" لدى بنوك صنعاء: "نحن لم نوقف إلا سحب المبالغ الكبيرة وذلك منعًا للفساد وحرصا وترسيخا لسلوك نزيه ومنضبط وشفاف لصالح الشركة كناقل وطني".

وحذر من أن "محاولة الضغط علينا ووضعنا بين خيارين إما الفساد أو حرمان المواطن اليمني من السفر أمر معيب وغير لائق ولدينا خياراتنا التصعيدية في حال أصروا على ذلك وهذا ما لا نتمناه".

ودعا إلى تحييد طيران "اليمنية" عن الصراع السياسي الدائر في البلد للعام التاسع تواليا، بالقول: "نأمل وندعو للتعاون المشترك في تحييد (اليمنية) كناقل وطني وحمايتها من أي عبث أو توظيف سياسي لابتزاز صنعاء التي تمثل وتحكم غالبية سكان اليمن".

لا بل نأمل وندعو للتعاون المشترك في تحييد اليمنيةكناقل وطني وحمايتها من أي عبث أوتوظيف سياسي لابتزاز صنعاءالتي تمثل وتحكم غالبيةسكان اليمن
أكرر نحن كمايعلم الله لانريد مشاكل ولكن من بلانا بها وأصر عليها يبشر بها مدبولة على صاعين
وقبل ذلك أتمنى الإصغاء لنداءالعقل وصوت الضمير وشكرا

— حسين العزي (@hussinalezzi5) October 2, 2023

ويأتي تلويح "أنصار الله" باتخاذ إجراءات عسكرية غداة منع الجماعة إقلاع طائرة تابعة لشركة طيران "اليمنية" نوع "إيرباص إيه 320" من مطار صنعاء الدولي، ردا على تعليق رحلاتها عبر المطار والمقتصرة من وإلى الأردن، على خلفية استمرار "أنصار الله"، في تجميد أرصدة الشركة لدى بنوك في صنعاء، حسب ما أفاد مصدر ملاحي في صنعاء لوكالة "سبوتنيك".

وبوقت سابق من اليوم، حمّلت الحكومة اليمنية، "أنصار الله"، مسؤولية تعطل الرحلات عبر مطار صنعاء الدولي وما يترتب عليه من آثار على الصعيد الإنساني، متهمة الجماعة بالاستمرار في تجميد أكثر من 80 مليون دولار في أرصدة شركة "اليمنية" لدى البنوك في صنعاء.

ويوم السبت الماضي، أبلغ مصدر في شركة طيران اليمنية "سبوتنيك"، بوصول مفاوضات بين الشركة التي تعد الناقل الجوي الوطني في اليمن، وجماعة "أنصار الله" إلى طريق مسدود بشأن إلغاء قيود الجماعة على السحب من أرصدة الشركة لدى بنوك في صنعاء.

ودفع تعثر المفاوضات بين الجانبين، "اليمنية" إلى التهديد بإيقاف رحلاتها الست أسبوعيا بين صنعاء والأردن، خاصة بعد تراجع جماعة "أنصار الله" عن اتفاق مقترح يتضمن السحب من أرصدة الشركة في بنوك صنعاء لتغطية النفقات وبواقع 70 بالمئة من صنعاء و30 في المئة من عدن.

ويعود الخلاف بين الطرفين إلى منتصف مارس الماضي، حين أوقفت شركة "اليمنية"، بيع تذاكر سفر الرحلات عبر مطار صنعاء الدولي، وذلك بعد أيام من تجميد "أنصار الله" حسابات بنكية للشركة بصنعاء، لترد الجماعة بتعليق الرحلات الجوية الخاصة بالمنظمات الدولية العاملة في اليمن لمدة أسبوع، وتحديد تسييرها بيوم واحد أسبوعياً.

قبل أن تعاود "اليمنية" في 2 أبريل الماضي، استئناف إصدار تذاكر السفر من صنعاء وسط اليمن، بعد نحو أسبوع من التعليق، حسب ما أفاد مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف.

المصدر: "سبوتنيك"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار اليمن الأزمة اليمنية الحوثيون صنعاء طائرات مطارات مطار صنعاء الدولی أنصار الله فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

أنصار الله .. من الشعب وللشعب

محمد الجوهري

تحاول وسائل إعلام غربية وعربية تصوير ما يحدث في اليمن على أنه مجرد “نعرة سياسية” أو تصعيد غير محسوب، متجاهلة حقيقة راسخة في ضمير اليمنيين: أن إسناد غزة والدفاع عن شعبها المحاصر هو مطلب شعبي جامع، يتخطى الخلافات السياسية والانتماءات الحزبية. في الواقع، إنّ ما يحدث في اليمن من حراك شعبي لنصرة فلسطين يعكس وجدان الشعوب العربية قاطبة، مقابل صمت رسمي لأنظمة خاضعة للهيمنة الأمريكية وتغلف مواقفها بشعارات “حماية المصالح الوطنية”.

في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال السعودي الإماراتي، يُمنع اليمنيون من الخروج في مسيرات تضامنية مع غزة، وتُقمع الفعاليات المؤيدة لفلسطين، رغم أنها لا تطالب سوى بأبسط معاني التضامن الإنساني. هذا الواقع دفع الآلاف إلى قطع مسافات طويلة تصل إلى مئات الكيلومترات، نحو المحافظات الحرة، فقط للمشاركة في فعالية أو مسيرة شعبية تعبّر عن انتمائهم العربي ورفضهم للصمت والتواطؤ.

إن هذا السلوك العفوي النابع من عمق الوجدان الشعبي يبرهن أن اليمنيين كغيرهم من الأحرار في العالم، لا يمكن أن يغضوا الطرف عن المظلومية المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عقود. ولولا العراقيل التي تفرضها قوى الاحتلال الداخلي، لكانت اليمن من أقصاها إلى أقصاها حاضرة كل أسبوع في فعاليات داعمة لغزة، كما فعلت في أكثر من مناسبة على مدار الحرب.

أما مواقف أنصار الله المشرفة، فهي ليست وليدة لحسابات سياسية، بل امتداد طبيعي لانتمائهم لصفوف الشعب اليمني، بعيدًا عن أجندات الخارج أو المصالح الحزبية. لقد أثبتت الوقائع – وآخرها عملية “طوفان الأقصى” – أن من يدعم فلسطين فعلًا هم الشعوب الحرة وقواها المقاومة، لا الأنظمة التي تسير بتوجيهات غرف القرار في واشنطن وتل أبيب.

وموقف أنصار الله ليس استثناءً؛ بل ينسجم مع خط المقاومة في لبنان والعراق وإيران، حيث لا يزال العنوان الأهم هو “تحرير فلسطين”. وعلى الجانب الآخر، تصطف أنظمة التطبيع والقمْع العربي، المدعومة من الغرب في طابور الصمت والتبرير، في ظل قصف المستشفيات والمدارس والمساجد في غزة.

ولا عذر لمن يتخاذل عن نصرة غزة، فالخنوع بذريعة الخوف على مصالح المواطنين هو الخيانة والنفاق بذاته، فالشعوب نفسها تطالب بالتدخل ومناصرة غزة، وهي على استعداد لتحمل التكاليف، خاصة وأن عواقب التخاذل كبيرة جداً، وأولها غياب الحرية والخنوع للطواغيت، كما هو حال الشعب السعودي الذي لا يجرؤ على مناصرة المسلمين في غزة، وتقوده سلطة آل سعود إلى التطبيع مع اليهود والقبول بهم في بلاد الحرمين، رغم علمهم بأن ذلك يتعارض مع القرآن والسنة النبوية المطهرة، وهكذا حال أغلب الشعوب العربية.

لقد بات واضحًا أن الموقف من فلسطين هو البوصلة الحقيقية التي تفرز الأحرار من الخانعين. فبينما تصرخ غزة من القصف، تتسابق أنظمة عربية إلى التطبيع، وتفتح أجواءها لرحلات الاحتلال، وتغلقها أمام نداءات الغوث. تلك الأنظمة لم تعد تخشى شعوبها، لأنها استبدلتهم بالقمع والدعم الغربي. ولهذا فإن واشنطن تحرص على بقائهم، لأن سقوطهم يعني عودة الشعوب الحرة إلى المشهد، وتحرير فلسطين سيكون أول خطوة في الطريق.

مقالات مشابهة

  • محمود فجال: من يتوظف في شركة بدون راتب هو اللي يستغل الشركة.. فيديو
  • شهيدان وجرحى في غارات أمريكية على أحياء سكنية بصنعاء
  • شهيدان وجرحى في ضربات أمريكية على أحياء سكنية بصنعاء
  • أنصار الله الحوثيون يعلنون مقتل شخصين في ضربات أميركية على صنعاء  
  • عدوان أمريكي عنيف يستهدف العاصمة اليمنية صنعاء وصعدة
  • أنصار الله .. من الشعب وللشعب
  • مدير عام شركة المناصب للتجارة المحدودة: رعايتنا لمعرض البناء يترجم رؤية الشركة في دفع عجلة البناء والتطور
  • تصعيد عسكري أمريكي في اليمن ومطالبات بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة
  • حريق هائل في مطار لاهور الباكستاني وإلغاء جميع الرحلات الجوية
  • كيف تمكن "أنصار الله" من إسقاط المسيّرات الأمريكية؟