أكد الروائي العُماني زهران القاسمي أن الأدب العُماني يملك خصوصية يتميز بها عن باقي التجارب الأدبية على مستوى الوطن العربي، موضحاً أن هذه الخصوصية تنبع من ظهور المكان جليًّا في التجارب الأدبية التي أخذت مكانتها من البيئة المحيطة بها، وظهرت من خلال أسماء الجبال والوديان والقرى.

جاء ذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمّان الدولي للكتاب، خلال ندوة عن أصداء المكان في التجربة الأدبية، أقيمت  وشاركت فيها الروائية د.

شهلا العجيلي وأدارها الكاتب رمزي الغزوي.
وبيّن القاسمي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) لعام 2023 عن روايته "تغريبة القافر"، أنه تشرب البيئة منذ صغره، فهو "ابن قرية جبلية تقطعها الوديان من كل صوب"، مضيفاً  أن معالم المكان كانت واضحة في مجموعته الشعرية التي صدرت عام 2006 بعنوان "أمسكنا الوعل من قرونه"، فقد اشتملت تلك المجموعة على تفاصيل كثيرة تخص القرية العُمانية ببساتينها ونخيلها وجبالها ومناخاتها.
وأوضح أن مشروعه السردي القصصي الذي بدأه عام 2009 ركز على تتبع الحكايات القروية المتعلقة بالمكان وإعادة سرد تلك الحكايات بصيغة قصص قصيرة، مبيناً أن تلك التجربة فتحت له الباب لولوج التجربة الروائية التي جاءت منسجمة مع تجربته السابقة في كتابة الشعر والقصة ومكملة لها، فأصدر في هذا السياق روايات "القناص" و"جوع العسل" و"تغريبة القافر" التي أبرزت مفردات المكان بصفتها عنصرًا مهمًّا في تشكيل الإنسان، وأنتجت شخوصًا لهم تركيبة ذات خصوصية تشبه البيئة المكانية التي يعيشون فيها.
وقالت الروائية الأردنية السورية شهلا العجيلي: "إن المكان في الرواية ليس حياديًّا، فهو ليس مجرد حيز للأحداث وحركة الشخصيات كما في العلوم التجريبية، موضحة أن المكان يظهر عند شروعها بالكتابة بجغرافيته ومظاهره الطبيعية والبشرية، وتظهر حركة البشر وتنبثق المدينة بأبنيتها وأسواقها وأحوالها، ثم تظهر حركة البشر كتلةً غير متمايزة، ومن بينهم يظهر الأفراد المتمايزون الذين يصيرون الشخصيات أو الأبطال في الرواية، ومبينة أن علاقة الروائي بمكانه الأول، ولا سيما المدينة الأولى، هي أساس من أسس الإبداع، إذ لا تنفصم علاقته بها حتى لو هجرها فيزيائيًّا أو كتابيًّا، فهي المقياس والمرجعية في كتابته عن المكان سواء أكان وطنًا أم منفى، ومؤكدة أن العمل الأدبي هو الذي يجعلنا نفهم المدينة من خلال خطوات الروائي التي تختلف عن خطوات الآخرين.
ولفتت العجيلي إلى أن الروائي هو الذي يعمر المكان المألوف من جديد، فينبه إلى جمالياته المختفية أو يكسبه جماليات جديدة بالأحداث والشخصيات المرتبطة بها بطريقة عضوية، وعرضت لبعض أعمالها التي تظهر فيها أصداء المكان، ومنها "صيف مع العدو" و"سماء قريبة من بيتنا" و"عين الهر".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة زهران القاسمي أدب

إقرأ أيضاً:

«منشورات القاسمي» تستعرض أحدث مؤلفات حاكم الشارقة في «أبوظبي الدولي للكتاب»

الشارقة (وام)
تشارك «منشورات القاسمي» في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي سيقام خلال الفترة من 26 أبريل الجاري إلى 5 مايو المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، بأحدث إصدارات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو منجز تاريخي جديد، بعنوان: «البرتغاليون في بحر عُمان، أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م»، ويتألف من 21 مجلداً باللغة العربية، يقابلها نفس عدد المجلدات باللغة الإنجليزية، ويتراوح عدد صفحات المجلد الواحد بين 400 و600 صفحة، وقد بلغ مجموع الوثائق في الحولية 1138 وثيقة، جمعت من جميع مراكز الوثائق في العالم.
يرصد كتاب «البرتغاليون في بحر عمان»، أحداثًا تاريخية مهمة وحيوية دارت وقائعها في بحر عمان، كما يرد فيه ذكر جميع الأحداث والمعارك التي وقعت في تلك الفترة والتي امتدت إلى 260 سنة. ولا يقتصر هذا السفر على إيراد الرسائل فحسب، بل يضم كتباً كاملة ومؤلفات نادرة لمؤلفين برتغاليين تنشر للمرة الأولى.
كما ستعرض الدار العديد من المؤلفات ومن بينها «الخنجر المرهون» بالإضافة إلى «مختارات منجرون نامه»، والذي يتناول أحداثاً تاريخية مهمة.
كما سيتم عرض موسوعة «سلطان التواريخ» بأجزائها الأربعة، ومسرحية «الرداء المخضب بالدماء» والتي تمت إضافتها إلى مجلد الأعمال المسرحية لسموّه، بالإضافة إلى أكثر من 90 عنواناً في مجالات التاريخ، والتحقيق والأدب والمسرح.
كما ستعرض «منشورات القاسمي» المعجم التاريخي للغة العربية، الذي يُعد الأول من نوعه، ويتكون من 127 جزءاً مرتباً هجائياً، ويعتبر هذا الإنجاز الثقافي فريداً للأمة العربية والإسلامية وإضافة عربية عالمية إلى سلسلة إنجازات الشارقة. 

أخبار ذات صلة «تريندز».. مساهمات ثرية في «أبوظبي الدولي للكتاب 2025» تحت رعاية رئيس الدولة.. الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب تعقد فعالياتها في الإمارة

مقالات مشابهة

  • هل يمكن للفول السوداني علاج حساسية الفول السوداني؟
  • «المكان اللي برتاح فيه».. هند صبري تهنئ بعيد عيد تحرير سيناء بهذه الطريقة | صور
  • قنيدي: تشكيل حكومة موحدة هو المطلب الذي تؤيده الأغلبية
  • هل يجوز تعدد صلاة الجمعة بالمسجد الواحد لضيق المكان؟.. الإفتاء تجيب
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • «منشورات القاسمي» تستعرض أحدث مؤلفات حاكم الشارقة في «أبوظبي الدولي للكتاب»
  • 150 عاما من الحياة: تكنولوجيا خارقة تعيد تشكيل مصير الإنسان
  • مصر أكتوبر يدمج الرياضة مع العمل الحزبي: عنصر أساسي في بناء الإنسان
  • هاني زهران: رمضان صبحي يشارك بشكل طبيعي.. وقرار كاس خلال 3 أشهر
  • رمضان صبحي بين الملاعب والمحاكم.. معركة الطعن تشتعل من جديد