انتكاسة واحتضار.. المنافذ العراقية مغلقة أمام الخضرة الحمراء والمزارعون أتلفوها للاحتجاج
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
بغداد اليوم - متابعة
تعد الطماطم من أهم المحاصيل الزراعية العراقية، وتنتشر زراعتها في جميع المناطق لما يميزها من قدرة على تحمل مختلف الظروف المناخية.
وتواجه زراعة الطماطم في العراق انتكاسة كبيرة، بسبب عدة عوامل في مقدمتها ضعف التسويق وشح المياه وفتح أبواب الاستيراد الخارجي على حساب المنتج الوطني، مما دفع المزارعين إلى الاحتجاج والتظاهر في عدة مناطق عراقية.
احتجاجات المزارعين
في شمال العراق، تظاهر عشرات المزارعين، يوم الأربعاء الماضي، وأتلفوا محاصيلهم الزراعية كنوع من الاحتجاج على إدخال الطماطم المستوردة من دول الجوار، وعدم توفير الدعم اللازم للمزارعين، مطالبين بإيقاف استيراد المنتج من دول الجوار والاكتفاء بالمنتوج المحلي.
وعلى أثر هذه الاحتجاجات قررت وزارة الزراعة في إقليم كردستان العراق، إغلاق المعابر والمنافذ الحدودية الدولية والطرق الرئيسية الداخلية مع باقي محافظات العراق أمام دخول بعض المحاصيل الزراعية المتوفرة محلياً وذلك دعماً لمزارعي الإقليم ومنها محصول الطماطم.
وقالت وزيرة الزراعة في إقليم كردستان العراق، بيكرد طالباني، في تصريح صحافي، إن وزارتها على تواصل دائم مع وزارة الزراعة الاتحادية في بغداد، وتم تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة هذه المشكلة.
زراعة الجنوب تحتضر
في جنوب العراق تعتبر محافظة البصرة من أكثر المحافظات العراقية إنتاجاً لمحصول الطماطم، وكان قضاء الزبير يضم أكثر من 9000 مزرعة تكفي لتغطية حاجة السوق العراقية، إلا أن المشاكل التي تواجه قطاع الزراعة خفضت عدد هذه المزارع إلى قرابة 4000 مزرعة، مما يشكل تهديداً كبيراً أمام زراعة الطماطم العراقية.
وقال عضو اتحاد الجمعيات الفلاحية التعاونية في محافظة البصرة، عبد الحسن كاظم، إن قطاع زراعة الطماطم يواجه خطر الانهيار، بسبب الضربات المتتالية التي تعرض لها بسبب فتح الحدود أمام استيراد الطماطم الإيرانية.
وبيّن كاظم، أن سعر الطماطم المستوردة في السوق، لا يسد تكاليف إنتاج محصول الطماطم المحلية، مما عرض المزارع العراقي لخسائر مالية كبيرة، حيث بلغ سعر الكيلو غرام الواحد من الطماطم في السوق بحدود ألف دينار للكيلو غرام الواحد، أي ما يعادل 30 ألف دينار (نحو 20 دولارا) للصندوق الواحد، بسبب رخص المنتج المستورد والمدعوم بشكل كبير داخل بلدانه الأصلية.
وأكد كاظم، أن الزراعة في محافظة البصرة تحتضر، بسبب ما تعانيه من إهمال حكومي كبير، فضلاً عن شح المياه وعدم توفير الدعم اللازم للمزارعين، مبيناً، أن "تجاهل هذه المخاطر سيؤدي إلى كارثة كبيرة تهدد الأمن الغذائي العراقي".
وطالب كاظم الجهات الحكومية المعنية بالتدخل السريع لحماية المنتج المحلي من الهلاك والاندثار، أمام هجمات دول الجوار التي تسعى إلى قتل الزراعة في العراق.
انتكاسة كبيرة
أوضحت الإحصائيات الرسمية، أن محصول الطماطم يأتي بالمرتبة الأولى ضمن أكثر محاصيل الخضر إنتاجاً في العراق، وكان إنتاجه يقدر بحدود 755 ألف طن في الموسم، وبسبب عوامل الجفاف وشح المياه وإغراق السوق بالمستورد، انخفض إلى أقل من النصف، مما يشكل تهديداً كبيراً لزراعة هذا المحصول.
وأكد الخبير في الاقتصاد الزراعي، عادل المختار، أن القطاع الزراعي العراقي يمر بحالة انهيار شاملة تعرضت لها مختلف القطاعات الزراعية، كالثروة الحيوانية والدواجن والأسماك وزراعة المحاصيل والخضار ومنها الطماطم.
وحمّل المختار وزارة الزراعة مسؤولية انهيار قطاع الطماطم، بسبب عجزها عن توفير الوقاية والحماية والدعم اللازم للمزارعين من أجل رفع قدرتهم الإنتاجية.
وأضاف، أن فتح المجال أمام استيراد المحاصيل من الخارج كلف المزارعين العراقيين خسائر كبيرة، أدت إلى قتل الزراعة الوطنية ومن ضمنها زراعة محصول الطماطم.
مطالبات بإغلاق المنافذ
في وسط العراق، طالب الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في محافظة كربلاء، بإغلاق المنافذ الحدودية أمام المحاصيل المستوردة من دول الجوار، ولا سيما محصول الطماطم.
وقال رئيس الاتحاد، وليد الكريطي، في بيان صحافي، إن ذروة إنتاج المحاصيل الزراعية ومنها الطماطم تبدأ من اليوم العاشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، وأن الإنتاج يبلغ أكثر من 16 ألف طن يومياً في عموم العراق، فيما أكثر الفلاحين والمزارعين يعتمدون في إنتاجهم على التمويل الذاتي من دون دعم حكومي.
وأشار إلى أن عدم اهتمام الحكومة بمحصول الطماطم وعدم حمايته من منافسة المستورد، سببا انخفاضاً كبيراً في الأسعار، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالفلاحين والمزارعين.
المصدر: العربي الجديد
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: محصول الطماطم الزراعة فی دول الجوار
إقرأ أيضاً:
الزراعة تبحث التعاون مع السنغال في مجال الميكنة الزراعية والأسمدة
كلف علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتور سعد موسي المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة، بعقد اجتماع عبر الفيديو كونفرانس مع وزير الزراعة السنغالي، وبعض الشركات المصرية العاملة في مجال صناعة وإنتاج الأسمدة والمعدات الزراعية لبحث إمكانية قيام الشركات المصرية بتصدير بعض مستلزمات الإنتاج وما يتطلبه الجانب السنغالي لتطوير قطاع الزراعة هناك.
وذلك بحضور السفير خالد عارف - سفير مصر في السنغال والسفير كوميكو دايا - سفير السنغال في مصر، والدكتور أحمد حلمي مدير معهد بحوث البساتين، ومحمد عبد العليم - المدير التجاري لشركة حلوان للأسمدة وعلاء أبو فريخة - رئيس مجلس إدارة شركة طنطا موتورز، والدكتور خالد السلاموني رئيس الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي وممثل عن الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي.
ويأتي ذلك في في إطارات توجيهات القيادة السياسية بتعزيز استراتيجية التعآون مع دول القارة الإفريقية.
وفي بداية الاجتماع رحب «موسى» بالوزير السنغالي ونقل تحيات وزير الزراعة المصري إلى نظيره السنغالي مؤكدا على اهتمام الدولة المصرية في تعزيز اواصر التعاون بين البلدين الشقيقين، وفي هذا الأطار أشار إلى أن اجتماع اليوم يتناول بحث آليات تقديم الدعم للجانب السنغالي تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الثنائي بين السادة الوزراء على هامش اجتماعات القمة الإفريقية في العاصمة الأوغندية كمبالا وبحث موضوعات الأسمدة والميكنة الزراعية والتقاوي.
وخلال اللقاء أشار السفير خالد عارف سفير مصر بالسنغال الى استعداد مصر للتعاون مع الجانب السنغالي والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائى تحت مظلة مذكرة التفاهم المقترح توقيعها بين الجانبين خلال الفترة القادمة.
وانتهى الاجتماع إلى قيام شركة حلوان للأسمدة بتقديم عرض أسعار للأسمدة المتاحة لديهم إلى الجانب السنغالي في غضون 48 ساعة وكذلك قيام شركة طنطا موتورز تقديم عرض بمنتجاتها وسابقة أعمالها.
كما تم الاتفاق على عقد لقاء فني بين شركة طنطا موتورز وبعض قيادات الوزارة في هذا الخصوص وقيام الجانب المصري بتقديم الدعم الفني للجانب السنغالي فيما يتعلق بانشاء صوامع لتخزين كميه نحو 250-300 الف طن الحبوب والانتهاء من إجراءات الموافقة على توقيع مذكرة التفاهم المقترحة للتعاون في مجال الزراعة، وذلك خلال مدة شهر حتى تكون جاهزة التوقيع عليها على أن تتولى العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة التنسيق مع كل هذه الجهات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
من جانبه وجه وزير الزراعة السنغالي الشكر إلى الدولة المصرية ونظيره وزير الزراعة، مشيدا بالعلاقات الوطيدة بين مصر والسنغال، ومتطلعا إلى زيادة آفاق التعاون الزراعي بين البلدين ولمصلحة الشعبين الشقيقين.
ويشار إلى أن تجربة تصدير تقاوي القمح المصري إلى جمهورية السنغال، لاقت نجاحًا واسعاً تحت الظروف المناخية بالسنغال، والتي شجعت على إمكانية التعاون في مجال زراعة وإنتاج الأرز، والثروة الحيوانية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية بالسنغال وتحسين السلالات.
اقرأ أيضاًوزير الزراعة لـ«الأسبوع»: حريصون على محاربة الغلاء.. ومعارض أهلا رمضان ساهمت في تخفيف العبء عن المواطن
الزراعة: معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة يواصل دعم التنمية الزراعية بمصر