معرض جديد في لندن يستكشف إرث كوكو شانيل الخالد..كيف؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربيىة المتحدة (CNN) -- عندما سُئل عن سرّ جاذبية المعرض الذي يحمل عنوان "غابرييل شانيل: تظاهرة الموضة"، قال تريسترام هانت، مدير متحف فيكتوريا وألبرت في العاصمة البريطانية، لندن: "من المؤكد أنني من أشد المعجبين بالفستان الأسود القصير".
ونُظّم هذا المعرض برونق يشبه بوتيكات الأزياء، ويُعد الأول من نوعه في المملكة المتحدة المخصص لمصممة الأزياء الشهيرة التي بنت واحدة من أنجح العلامات التجارية للأزياء في العالم.
وفي نهاية عام 2021، وظفت شانيل نحو 28،500 شخص من حول العالم.
ويجمع المعرض قطعًا من مجموعة متحف فيكتوريا وألبرت، ومتحف الأزياء "Palais Galliera" في العاصمة الفرنسية باريس، و"Patrimoine de Chanel" (المجموعات التراثية لدار الأزياء)، ويضم حوالي 200 قطعة ملابس في المجموع.
ويبدأ المعرض بعرض بلوزة ذات ياقة يعود تاريخها إلى عام 1916. هذه القطعة المصنوعة من قماش الجيرسي الحريري الفاخر تُعد أحد أقدم أزياء شانيل الباقية.
ثم ينتقل بعد ذلك من خلال الفساتين النهارية ذات الخصر المنخفض من عشرينيات القرن الماضي إلى "بيجامات السهرة" من الستينيات (مجموعات السراويل المصممة خصيصًا من الديباج واللاميه) عبر غرفة من مستويين لبدلات التنورة الرمزية للعلامة التجارية؛ قبل أن ينتهي بقطع من مجموعة شانيل النهائية لعام 1971.
وقالت أمينة المعرض أوريول كولين لـ CNN في مقابلة: "يبلغ عمر الكثير من القطع المبكرة أكثر من 100 عام، ومن المدهش أن نرى مدى أهميتها اليوم".
وتسلّط كولين الضوء على البلوزة من عام 1916 بسبب سهولة ارتدائها وأناقتها، قائلة إنها "القطعة التي أطلقت مسيرة شانيل المهنية في مجال الموضة، إنها بسيطة للغاية وبالطبع مصنوعة من قماش الجيرسي الشهير الخاص بها".
وكان تركيز شانيل على عوامل مثل الراحة وحرية الحركة يمثّل اتجاه رائداً في عالم الموضة، وسرعان ما أصبح رائجا.
وفي عام 1926، وصفت مجلة "فوغ" الأمريكية فستانها النهاري القصير المصنوع من قماش كريب دي شين باللون الأسود بأنه "الفستان الذي سيرتديه العالم أجمع".
وذكرت جوستين بيكاردي، مؤلفة كتاب "كوكو شانيل: الأسطورة والحياة"، في مقابلة عبر الهاتف مع CNN أن الفستان أصبح "مرادفًا للمرأة العصرية في عصر موسيقى الجاز، التي تتمتع بالاستقلالية، والقوة، المرونة".
وأضافت: "أحد الجوانب الفريدة لشانيل كمصممة يتمثل أن ملابسها كانت جذرية للغاية بابتكاراتها في وقت إطلاقها، ومع ذلك فهي تبدو خالدة".
ولكن السبب وراء الإقبال الكبير على معرض السيرة الذاتية لشانيل يعود إلى أن موضوعه يتجاوز عالم الموضة.
وبالنسبة لهانت، "يبدو التحول الذي أحدثته شانيل في إطلالاتها الرجالية الجذابة وتفاعلها مع الهويات الجنسية في أوائل القرن العشرين حديثًا للغاية".
وأضاف: "لقد كانت امرأة رائعة، وتُعد قصة حياتها جزء كبيرا من قصة المعرض".
بداية متواضعةوولدت غابرييل "كوكو" شانيل في عام 1883 بدار لرعاية الفقراء في سومور، غرب فرنسا. وتُوفيت والدتها وهي في الحادية عشرة من عمرها، فوضعها والدها في دار للأيتام بدير في قرية أوبازين. وقد عاشت طفولة مؤلمة.
وأوضحت بيكاردي، التي أقامت في دير أوبازين أثناء إجراء البحث الخاص بكتابها: لم تر والدها مرة أخرى بعدما تخلى عنها. رغم ذلك عملت طوال حياتها على تحويل حزنها إلى دافع إبداعي قوي".
ومن هنا يمكن رؤية تأثير إطلالة الراهبات باللونين الأبيض والأسود في مجموعاتها العديدة أحادية اللون.
ولاحقاً، يظهر الفستان الأسود القصير من فترة "فجيعة وحزن، بعد وفاة آرثر كابيل (لاعب بولو إنجليزي)، أول حب كبير في حياتها، الذي توفي في نهاية عام 1919"، حسبما ذكرته بيكاردي.
وقالت بيكاردي إن "شانيل هي واحدة من المصممين الذين لا يستطيعون الوصول إلى مشاعرههم الخاصة فحسب، بل إلى مشاعرنا أيضًا"، مضيفة أن "تجاربها في الحب والفقدان، ومحاولة العثور على القوة والتعبير عن الذات هي تجارب عالمية - وأعتقد أن هذا ما يجعل تصميماتها، وكذلك عطورها، معبرة للغاية، وقوية للغاية، ومغرية للغاية".
ولكن قبل أن تصبح شانيل مصممة أزياء، كانت تعمل في مجال صناعة القبعات - وأثبتت أيضًا أنها سيدة أعمال ورائدة أعمال ماهرة. وافتتحت أول متجر لها بشارع كامبون في باريس عام 1910، وتوسعت إلى منتجعات دوفيل وبياريتز الغنية، واستخدمت نجاح هذه المشاريع لإطلاق خط الأزياء الخاص بها. ولم يمض وقت طويل قبل أن تتوسع مرة أخرى.
وفي عام 1921، أطلقت عطرها الأول، رقم 5 الشهير، والذي أصبح العطر الأكثر مبيعًا في العالم. وفي الخمسينيات، عندما سُئلت مارلين مونرو: "ماذا ترتدين عند النوم؟"، أجابت: "شانيل رقم 5".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المملكة المتحدة أزياء لندن
إقرأ أيضاً:
«اللوفر أبوظبي» يطلق معرض «فن الحين» وجائزة ريتشارد ميل للفنون
أعلن متحف اللوفر أبوظبي عن فتح باب استقبال الأعمال الفنية لمعرضه السنوي «فن الحين» 2025، موسِّعاً نطاق قبول الأعمال المشاركة لتشمل الفنانين المعاصرين المقيمين في دول الخليج العربي واليابان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وينظِّم المتحف نسخة 2025 من المعرض بالتعاون مع العلامة التجارية السويسرية لصناعة الساعات الفاخرة «ريتشارد ميل»، ويتمحور موضوعه حول «الظلال»، ويدعو الفنانين إلى التأمُّل في التفاعل بين الضوء والظل، واستكشاف التقاليد الفنية والثقافية المشتركة بين دول الخليج العربي واليابان في مجالات العمارة والفن والشعر.
وتتولى تنسيق المعرض القيِّمة الفنية والمحرِّرة السويسرية اليابانية صوفي مايوكو أرني، المقيمة في منطقة الخليج العربي. وتتميَّز أرني بأسلوبها المبتكَر لتنسيق المعارض المصمَّمة لمواقع محدَّدة، والأعمال الفنية المعروضة للجمهور عامّة، والنشر الرقمي، وتُسهم أرني في تشكيل المشهد الفني المعاصر في دول الخليج العربي، وتسعى بجهودها التنظيمية إلى مدِّ جسور تربط بين المناطق الآسيوية، مع التركيز على استكشاف الهندسة المعمارية والتقاليد وثقافة المستهلك والتكنولوجيا، ما يجعلها مؤهَّلة لقيادة رحلة استكشاف الضوء والظل في دورة 2025 من المعرض.
يتجاوز موضوع «الظلال» كونه مجرّد موضوع فني، ليصبح دعوة للتأمُّل في جمال المساحات ذات الإضاءة الخافتة التي يتشابك فيها الضوء مع الظلام ليتيح لحظات من التأمُّل الذاتي. ويجسِّد المفهوم الياباني (陰影) الذي يُنطق (إيني) ويعني الظل، التوازن الدقيق بين الضوء والظل، الذي يظهر غالباً في عناصر التجاويف الموجودة في الجدران، وتحت ستائر «شوجي» في البيوت اليابانية. ويتجاوب صدى هذا المظهر الجمالي مع التقاليد المعمارية في الخليج العربي، مثل النوافذ ذات المشربيات، التي تُبدِع من أشعة الشمس أنماطاً فنية متوازنة بين الظل والضوء، ما يُضفي على المساحات الداخلية طابعاً ساحراً ومميَّزاً.
يسعى معرض فن الحين 2025، المُقام تحت القبة الأيقونية لمتحف اللوفر أبوظبي التي استُلهِم تصميمُها من الظلال متعددة الطبقات لأشجار النخيل في واحة العين، إلى إعادة تفسير هذه التقاليد العريقة في سياق معاصر، ومن خلال الأواني اليابانية المطلية بالورنيش، التي تعكس الضوء بدقة، أو الخشب المنحوت الذي يعطي أشكالاً هندسية للنوافذ ذات المشربيات، تُشجِّع نسخة المعرض لعام 2025 الفنانين على استكشاف كيفية صياغة مفهوم الظلال أو إبرازه. ويدعو المعرض المشاركين إلى دراسة كيفية تفاعل الألوان والأشكال والمواد مع الخفوت، بدلاً من السطوع واكتشاف الأنماط والمعاني الجديدة التي تنشأ من حجب الضوء وإعادة إنشائه.
وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «بينما نحتفل بانطلاق النسخة الخامسة من معرض (فن الحين)، نتذكَّر الرحلة المذهِلة التي خضناها في إطار هذه المبادرة. ونحن فخورون بشراكتنا مع ريتشارد ميل، التي يسَّرت لنا اكتشاف ثلاثين فناناً موهوباً، والاحتفاء بأربعة فائزين من بينهم، حيث تركوا بصمة دائمة في المشهد الفني. وبينما حافظنا على ارتباطنا العميق بمنطقتنا من خلال توجيه دعوة مفتوحة إلى جميع الفنانين المعاصرين الذين تنطبق عليهم شروط التقديم، فإننا نتطلَّع هذا العام بشغف إلى توسعة نطاق المشاركة ليشمل اليابان، وهو ما يعني توسُّعاً جغرافياً وثقافياً جديداً للمعرض. وتأتي هذه النسخة، التي تضمُّ منحوتاتٍ وأعمالاً تركيبية مصمَّمة للعرض في الأماكن الخارجية، لتسلِّط الضوء على الحوار المتجدِّد بين الثقافات، مع إعادة تصوُّر التفاعل الشاعري بين الضوء والظل من منظور جديد».
وقال الدكتور غيليم أندريه، القائم بأعمال مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي: «يتعمَّق موضوع (الظلال) في استكشاف التوازن الدقيق بين الضوء والظل، داعياً الفنانين إلى التفاعل مع العلاقة بين التركيب والمادة والشكل. ويركِّز محور نسخة هذا العام على إبراز لغة الفن العالمية، وهو ما ينشِئ روابط يتردَّد صداها بعمق مع الجماهير العالمية. ومن خلال استعراض الخصائص الفريدة للضوء والظل، يتيح المعرض فرصة لإعادة اكتشاف القيم الثقافية المشتركة، وإلهام الممارسات الفنية المبتكَرة داخل المساحات الاستثنائية لمتحف اللوفر أبوظبي».
وقال بیتر ھاريسون، الرئيس التنفيذي لشركة ريتشارد میل في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: «تُمثِّل النسخة الخامسة من جائزة ريتشارد ميل للفنون محطة مهمّة نحتفي فيها بخمسة أعوام من الشراكة المتميِّزة مع متحف اللوفر أبوظبي، والتي تجمعنا في سعي مشترك نحو تحقيق التميُّز الفني وتعزيز التبادل الثقافي. وفي هذا العام، يسرُّنا بشكل خاص فتح باب المنافسة على هذه الجائزة للفنانين اليابانيين، وهو القرار الذي يؤكِّد الروابط الثقافية القوية التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان، وهما دولتان نجحتا بمهارة في تحقيق التوازن بين الحفاظ على التقاليد والابتكار الحديث. ويظلُّ الفن، بصفة خاصة، يمثِّل قوة هائلة تُسهم في التقريب بين وجهات النظر المختلفة، وتعزِّز الحوار البنّاء، وتحفِّز الإبداع على المستوى العالمي. وبانطلاق هذا الفصل الجديد في سجلّ علاقتنا بالمتحف، نتطلَّع إلى تعزيز القيمة الثقافية لهذه الجائزة المرموقة، وتوسيع نطاق تأثيرها باعتبارها محفِّزاً للتنمية الثقافية والفنية».
وقالت صوفي مايوكو أرني، منسق معرض فن الحين 2025 وأحد أعضاء لجنة التحكيم: «بانطلاق النسخة الخامسة من جائزة ريتشارد ميل للفنون لعام 2025، نستشرف أُفقاً جديداً يعكس توسُّع نطاق الجائزة ليشمل اليابان، وهو ما يتيح فرصة لتعزيز الحوار الثقافي بين مختلف مناطق الشرق واستكشاف الروابط الجمالية بين اليابان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويتناغم موضوع (الظلال)، المختار لهذه النسخة، مع التصميم المعماري المميَّز لمتحف اللوفر أبوظبي بشكل مباشر. وتحتضن ظلال قبة المتحف الأيقونية الأعمال التركيبية الخارجية، بهدف تسليط الضوء على الجوانب الجمالية للضوء والظلام بتوازن فريد. ولفهم الأعمال المعروضة من حيث الشكل المادي والمفاهيمي، يدعو موضوع المعرض هذا العام الفنانين من كلتا المنطقتين إلى استحضار لحظات تأمُّلية في الظلام لاستكشاف الضوء في الانعكاسات الدقيقة».
يربط معرض فن الحين في نسخته هذا العام بين شرق آسيا وغربها، مُبرِزاً «جمال الظلال» المشترك، ومُشجِّعاً على إقامة حوار بشأن التقاليد والابتكار والتجربة الإنسانية العالمية للضوء والظل. ويدعو المعرض الفنانين من الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا واليابان إلى تقديم عروض مشروعات تعكس تأمُّلاتهم وتفسيراتهم الخاصة لهذا الموضوع الفريد.