وقفت إيران إلى جانب أرمينيا دائما في صراعها مع أذربيجان، رغم أن البلدين دولتين مسلمتين، وسط امتعاض من طهران من دور تركيا في جنوب القوقاز، ومخاوف من تغيير بالجغرافية السياسية للمنطقة.

وفي تصريحات سابقة، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن بلاده ضد أي توتر أو تغيير في الحدود التاريخية للمنطقة، مؤكدا أن طهران مستعدة للعب دور فعال في منع الصراعات والتغيرات الجديدة التي قد تحدث في الجغرافية السياسية للمنطقة.



ونشر موقع إيراني تصريحات لكبير مستشاري الرئيس الإيراني، علي أكبر ولايتي، قال فيها إنه في الأشهر الأخيرة، يعتزم حلف شمال الأطلسي، يتخذ إجراءات لترسيخ هيمنته في جنوب القوقاز، مضيفا أن الأمريكيين تحت عباءة تركيا يريدون التدخل في جنوب القوقاز، وغذا فعلوا ذلك فإنهم سيجدون أنفسهم عالقين أمام مقاومة المجموعات العرقية المختلفة.، وسيكونون محاصرين هناك.

وتابع المسؤول الإيراني، بأنه في السنوات الأخيرة، يروج بعض المسؤولين الأترام ووسائل إعلامية هناك، أن الأذربيجانيين في إيران يتعرضون لضغوط منذ سنوات، ويبدو أن الحكومة التركية لديها هدف لتحريرهم، مضيفا أن الأذر الإيرانيين جزء من هوية إيران و"لن نسمح بإثارة النزاعات العرقية في البلاد".

تصريحات علي أكبر ولايتي، تظهر الخشية الإيرانية من تنامي العرق القومي للأذر الإيرانيين الذين يمثلون ثلثا السكان، ويتكتلون في شمال غرب البلاد.


من هم الأذر الإيرانيين؟
الإيرانيون الأذربيجانيون أو الإيرانيون الأتراك هم أكبر مجموعة عرقية في إيران بعد الفرس، ويقدر عددهم ما بين 25 إلى 30 مليون في الجمهورية التي يبلغ عدد سكانها نحو 85 مليون نسمة، في الوقت الذي يبلغ فيه عدد سكان أذربيجان نحو 10 مليون نسمة.

ويتواجد معظمهم في شمال غرب إيران أي محافظات أذربيجان الشرقية، أردبيل، زنجان وأجزاء من أذربیجان الغربیة وبأعداد قليلة في محافظات أخرى مثل كردستان، قزوين، همدان، وجيلان، ومركزي.

كما يعيش كثير من الإيرانيين الأذربيين في طهران وكرج غرب العاصمة ومناطق أخرى.

وساهمت ما يسمى بمعاهدة "تركمانجاي" عام 1828 بين الإمبراطورية الروسية والدولة القاجارية (1794- 1925) في تقسيم أذربيجان إلى قسمين، وفي العام 1937، ثم تقسيم معظم أذربيجان الإيرانية، التي كانت حتى ذلك الحين تُحكم كمقاطعة واحدة داخل البلاد، إلى مقاطعتين منفصلتين.

قبل نهاية سلالة قاجار، كانت هناك ثلاث انتفاضات في جيلان وخراسان وأذربيجان في شمال إيران، وفي منطقة القوقاز، لعب الناشطون الأذريون وجماعات أخرى دورًا نشطًا في الانتفاضات.

وقادت هذه الانتفاضات شخصيات مؤيدة للإصلاح، اعتقدت أن الإصلاحات الديمقراطية في مناطقها من شأنها أن توفر الأساس لتحرير بقية إيران، ومن بين الانتفاضات الثلاث، كانت الانتفاضة التي هددت النظام أكثر من غيرها هي الانتفاضة في أذربيجان الإيرانية بقيادة محمد حياباني.

 وفي نيسان/ أبريل 1920، أسس حياباني حكومة أزادستان "أرض الحرية" المتمتعة بالحكم الذاتي في أذربيجان الإيرانية. سعى فيها إلى إنشاء مدارس اللغة الأذرية هناك، والتي غالبا ما يعمل بها معلمون من شمال أذربيجان أو تركيا.

لكن حياباني لم يستطع إكمال حركته الإصلاحية وبرامجه الثقافية، بعد قمع تمرده في أيلول/ سبتمبر 1920 على يد قوات رضا خانالذي عرف فيما بعد باسم رضا شاه وأعدم بالنهاية حياباني.

ومع تأسيس النظام البهلوي في إيران وخضوع أذربيجان الشمالية للحكم الروسي في عام 1918، ظهرت عقبات كبيرة قيدت العلاقات بين الأذربيجانيين الذين يعيشون على جانبي الحدود.


وعانى الأذريون والأقليات العرقية الأخرى في إيران من الاضطهاد الثقافي والتمييز في ذل النظام البلهلوي (الذي تأسس عام 1925). وقام رضا شاه باتباع سياسة تعزيز القومية الإيرانية من خلال الجمع بين هوية الدولة والأمة الإيرانية مع الشعب الفارسي واللغة الفارسىة، وقام بإعلاق المدارس التي تقدم التعليم بلغات الأقليات والمؤسسات التي تنشر بها.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر قاد الحزب الديمقراطي انتفاضة شبه دموية في أذربيجان الإيرانية، مما أدى إلى إنشاء الحكومة الوطنية الأذربيجانية، مع احتلال الجيش السوفيتي لشمال إيران لحمايتهم من غضب طهران. لكن واشنطن وقفت في صف طهران التي استطاع جيشها إسقاط هذه الجمهورية بعد تخلي السوفيت عنها في عام 1946.

وردا على السياسة القومية الفارسية للنظام البهلوي، قدم الأذريون الإيرانيون دعما مكثفا للثورة الإيرانية في العام 1979، وكانت مدينة تبريز من أهم مراكز الثورة في ذلك الوقت.

طُلب أن تصبح اللغة التركية الأذرية لغة رسمية إلى جانب اللغة الفارسية في المناطق ذات الأغلبية الأذرية في إيران. ومنذ ذلك الحين، عارضت إيران التعليم التركي وإضفاء الطابع الرسمي على اللغة التركية في المناطق ذات الأغلبية الأذرية.

وكان هناك عدد كبير من الأذربيجانيين من بين الرواد الأوائل للجمهورية الإسلامية، مثل آيات الله موسوي أردبيلي، وخامنئي، وأول رئيس وزراء للجمهورية الإسلامية، مهدي بازركان، الذي عينه الخميني.

وفي عام 1981، عندما تأسس النظام الجديد في إيران، اعتبر انتخاب كل من الرئيس (علي خامنئي) ورئيس الوزراء (مير حسين موسوي) من الأذريين بمثابة محاولة من جانب النظام لعدم الإساءة لهم، لكن خامنئي عندما أصبح الزعيم الديني للبلاد عام 1989، عقب وفاة الزعيم الديني الفارسي الخميني عارض إضفاء الطابع الرسمي على اللغة التركية الأذرية، لكنه تعمد علما التحدث بلغته الأم في بعض المناسبات، من أجل تخفيف ردود أفعال الأذريين بشأن هذه القضية.

وأدى إنشاء جمهورية أذربيجان في كانون الأول/ ديسمبر، عقب سقوط الاتحاد السوفيتي، لتحفيز العديد من الأذريين الإيرانيين للتماهي مع المجتمع العرقي الأذري، وكان حق استخدام اللغة الأذرية في إيران قضية مهمة أكدت عليها الحركات السياسية التي ظهرت في تلك الفترة. وفي النصف الأول من التسعينيات لوحظ انتعاش كبير في الأدب الأذربيجاني في إيران.

تباينت وجهات النظر بين الأذر الإيرانيين في تلك الفترة، وأعلن البعض منهم أنهم مع الدولة الإيرانية وأكدوا ولائهم لها، لكن البعض الأخر، تأثر بحقيقة أن الشعب الأذربيجاني الذي حصل على الاستقلال استخدم لغته الأم في المدارس وواصلوا جميع جوانب حياتهم الثقافية في أذربيجان، لدرجة أنهم طالبوا بمطالب مماثلة بمناطقهم في إيران.

كما اعتبر العديد منهم أن المطالبة بهذه الحقوق الثقافية، التي وعد بها الدستور الإيراني ولكن لم يتم تنفيذها، كانت مشروعة لهم كإيرانيين؛ لذلك لم يعتبروا أنفسهم انفصاليين.

ومن أهم التطورات التي أثرت على الهوية المجتمعية للأذربيجانيين الإيرانيين خلال هذه الفترة هو انتشار مشاهدة القنوات التلفزيونية التركية منذ عام 1992.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 1992، قررت طهران تقسيم محافظة أذربيجان الشرقية إلى قسمين، وتم إنشاء مقاطعة جديدة في منطقة أردبيل.

وكان أحد أهم التطورات السياسية بين الأذربيجانيين الإيرانيين في تلك الفترة هو إنشاء مجموعة تسمى "مجلس النواب الأذربيجانيين" في البرلمان، وركزت هذه المجموعة على القضايا المتعلقة بالمقاطعات الأذربيجانية في إيران وتطوير العلاقات مع جمهورية أذربيجان.


لماذا تدعم إيران أرمينيا وليس أذربيجان في جنوب القوقاز؟
وأدى قلق إيران من أن إنشاء جمهورية أذربيجان قوية من شأنه أن يعزز الهوية العرقية للأذريين الذين يعيشون في بلادها إلى قيامها بتبني سياسة تدعم بحكم الأمر الواقع أرمينيا في صراع قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان.

ونفذ أعضاء في البرلمان الإيراني من المحافظات الأذربيجانية حملات تهدف إلى دفع طهران إلى التقليل من علاقاتها مع أرمينيا ونشروا رسائل احتجاج على يريفان. وطلب النواب الأذربيجانيون علنا من طهران مساعدة باكو في البرلمان.

وبعد استقلال أذربيجان، حدث توسع مفاجئ في نطاق العلاقات والاتصالات المباشرة بين الأذربيجانيين الذين يعيشون في هذه الدولة الجديدة ونظرائهم في إيران. وتم تشكيل تعاون متبادل بين المقاطعات الأذربيجانية في إيران وجمهورية أذربيجان، لاسيما في مجال التجارة والتعليم والبحث العلمي.

وكان لافتا أن بعض النواب في أذربيجان، طالبوا عام 2012 بتغيير اسم بلادهم إلى "أذربيجان الشمالية" للتذكير بقضية المنطقة الخاضعة لإيران، على غرار نموذج كوريا الشمالية والجنوبية.

وخلال حرب قره باغ في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، نظم الأذربيجانيون الإيرانيون مظاهرات، بعد تسرب أنباء عن فتح طهران المجال أمام الإمدادات العسكرية الذاهبة إلة أرمينيا، وطالبوا بإغلاق الحدود.

صحيفة "تركيا" في تقرير أنه منذ استعادة باكو أراضيها في قره باغ عام 2020، ازداد التوتر بين أذربيجان وإيران بشكل كبير، وقد بدأت طهران التي ترى أن التغيير في الوضع الجيوسياسي في القوقاز يشكل خطرا على مصالحها الإقليمية في اتخاذ موقف تهديدي بشأن "ممر زنغزور".

وأضافت أن تعزيز يد أذربيجان في المنطقة بالدعم الذي تلقته، و"انتصار قره باغ" ورغبتها في تتويجها بممر زنغزور، من الأسباب التي تجعل إيران تشعر بعدم الارتياح.

وتابعت بأن السبب الأهم من موقف إيران، هو أن أذربيجان القوية تعني وجود تركيا قوية في القوقاز وآسيا الوسطى، وهذا الباب يؤدي بالطبع إلى وحدة العالم التركي.

وأكدت أنه مع انتشار "الروح القومية" في المنطقة، قد يتحرك الأتراك الذين يعيشون في إيران التي قد تتعقد الأمور بالنسبة لها.

ويعد ممر زنغزور هو الطريق المؤدي إلى "توران" (المنطقة التاريخية في آسيا الوسطى)، ولذلك بإن إيران تعتبره مشكلة أمنية خارجية.

كما أنه بفضل أرمينيا، ترتبط إيران بالبحر الأسود للحصول على حصة من التجارة العالمية في ظل العقوبات الأمريكية.، ولذلك تشعر بالقلق من أن هذا الاتصال سيتم قطعه عبر "ممر زنغزور".

وتابعت الصحيفة بأنه رغم العلاقات الودية بين طهران ويريفان، إلا أن العلاقة لم تتطور إلى تحالف عسكري، والسبب في ذلك هم الأتراك الذين يعيشون في إيران.

وأضافت أن الأتراك في إيران لديهم رغبة في فصل المنطقة التي يعيشون فيها عن إيران، مما يتعرض الاستقرار المضطرب في البلاد إلى المزيد من التدهور، ناهيك عن الخسارة الكبيرة لأن الأتراك الأذربيجانيون في إيران يمثلون ثلث السكان.

قلق من تنامي القومية التركية في القوقاز
ويشكل "ممر زنغزور" المحطة الأخيرة من طريق أطول يمتد بين الشمال والجنوب يسمى "الممر الأوسط" الذي من شأنه أن يربط الجمهوريات التركية في آسيا الوسطى بتركيا عبر أذربيجان.

وقال الخبير التركي الأمريكي في مقال على موقع فوربس، إن قاره باغ بما أنها لم تعد تشكل تهديدا تكتيكيا، فإن الشريان التركي أصبح على بعد خطوة واحدة من الاكتمال.

وأضاف أنه بغض النظر عن شق طريق تجاري مستقل، فإن الارتباط الجديد من شأنه أن يخلق عودة ثقافة وهوية "الوحدة التركية"، والتي قد تتسبب بتغيير حسابات القوة، بعد أن كانت خاملة لعدة قرون.

وأوضح أنه إذا بدأت الكتلة التركية في التماسك والعمل بشكل منسق، فسوف يبرز تهديد جديد لإيران وروسيا والصين، ناهيك عن أرمينيا. 


وأشار إلى أن ذلك قد يتسبب في شعور الأتراك الإيغور في الصين "قد يشعرون بالجرأة" في حال انبثاق قوة قومية تركية قريبة موحدة. كما أن "العديد من المناطق التركية من تتارستان إلى بورياتيا قد تبدأ في الانفصال.

أما إيران ستشعر قبل كل شيء، بالتهديد لأن سكان محافظة أذربيجان (الغربية) الخاصة بها سيرغبون في الاتحاد مع أبناء عمومتهم في الشمال الذين لديهم دولة خاصة بهم.

ويذكر الكاتب أن الكثيرين من الغرب قد لا يدركون أهمية فكرة القومية التركية ويعتقدون أنها "بعيدة أو خيالية"، لكن بلدان المنطقة تتذكر جيدا الدور التركي فيها والذي استمر لقرون، والذي تسبب بإقامة الصين سور الصين العظيم، كما أن لروسيا تاريخ في مواجهة هذه القومية والامبراطورية العثمانية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية إيران تركيا القوقاز ممر زنغزور إيران تركيا القوقاز اذربيجان ممر زنغزور تغطيات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أذربیجان الإیرانیة فی جنوب القوقاز الذین یعیشون فی فی أذربیجان أذربیجان فی الترکیة فی فی القوقاز فی إیران قره باغ

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: هكذا أصبحت إيران قوة دولية رغم أنف أميركا

يفيد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن إيران أصبحت تشكل أحد أكبر المهددات للمصالح الأميركية، كما أصبحت فاعلا دوليا مؤثرا، رغم العقوبات الأميركية والغربية الطويلة الأمد.

وقال التقرير إن الفائز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية سيرث الانقسام الداخلي والاقتصاد الذي تعصف به العقوبات، لكنه سيرث أيضا قوة ونفوذا دوليا، إذ تتمتع طهران حاليا بنفوذ على الساحة الدولية أكبر من أي وقت منذ تأسيس "الجمهورية الإسلامية" في 1979.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: في أفريقيا بأكملها قنبلة الاضطرابات توشك على الانفجارlist 2 of 2مجلة أميركية: الأقنعة رمز للتضامن مع فلسطين فلا تدعوا الديمقراطيين ينزعونهاend of list

وأضاف أن إيران أحبطت عقودا من الضغوط الأميركية، وخرجت من سنوات من العزلة إلى حد كبير بسبب علاقاتها بروسيا والصين وتخليها عن الاندماج مع الغرب، في الوقت الذي كثفت فيه المواجهة مع واشنطن.

شريان حياة

ولا يزال الاقتصاد الإيراني متضررا من العقوبات الأميركية، لكن مبيعات النفط للصين وصفقات الأسلحة مع روسيا وفرتا شرايين حياة مالية ودبلوماسية.

واستغلت إيران بشكل فعال عقودا من الأخطاء الأميركية في الشرق الأوسط والتقلبات الكبيرة في سياسة البيت الأبيض تجاه المنطقة بين إدارة وأخرى.

وأصبح التأثير العسكري والسياسي الإيراني أوسع وأعمق من أي وقت مضى أيضا. لقد هيمنت طهران على السياسة في العراق ولبنان واليمن وسوريا، وساهمت في الضربة الأكثر تدميرا لإسرائيل منذ عقود والمتمثلة في هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وذكّر التقرير بأن إيران شنت أول هجوم عسكري مباشر من أراضيها على إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي، كما نفذت هجمات على معارضيها في أوروبا وخارجها.

نفوذ بتكلفة كبيرة

واستمر التقرير في سرد جوانب التأثير العسكري والسياسي الإيراني، ليقول إن طهران زودت روسيا بالمسيرات في الحرب على أوكرانيا، وساعدت الحوثيين في عرقلة حركة النقل بالبحر الأحمر.

وأشار تقرير الصحيفة الأميركية إلى أن نفوذ إيران تم بتكلفة كبيرة في الداخل، إذ تخلّف اقتصادها كثيرا عن مستويات النمو والمعيشة عن جيرانها ومنافسيها في المنطقة، وفقد نظامها الكثير من الدعم الشعبي.

وقال إن قوة إيران المتنامية تمثل فشلا للغرب. فمنذ أن كان جيمي كارتر رئيسا لأميركا، كان إيجاد إستراتيجية فعالة لاحتواء إيران هو التحدي الأكبر لصانعي السياسة الخارجية الغربيين.

وأصبحت العقوبات أداة سياسة غربية أقل فعالية في عزل طهران دوليا. ويقول محللون إن إيران ردت على العقوبات الغربية بتعميق تعاونها مع محور روسيا والصين، مما زاد من تعقيد الدبلوماسية مع طهران.

ولأكثر من عقدين من الزمن، كانت السياسة الغربية تجاه إيران متذبذبة. فقد غيّر الرؤساء الأميركيون مرارا التوازن بين الدبلوماسية والقوة والتواصل ومحاولة العزلة. وساهمت سياسة واشنطن في بعض الأحيان عن غير قصد في قوة إيران، مثل إطاحتها بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، عدو إيران الأقوى في المنطقة، كما عزز فشل واشنطن في تحقيق الاستقرار في العراق، بعد غزوه، نفوذ طهران.

ويوضح برنامج إيران النووي مدى مهارة طهران في استغلال السياسة الأميركية المتذبذبة.

مقالات مشابهة

  • خامنئي ينتقد نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة الإيرانية
  • بسبب فلسطين.. عقوبات إيرانية تطال 11 شخصية أمريكية
  • ‎انتحار مدونة إيرانية شهيرة في طهران بطريقة مروعة
  • مسؤول إيراني: طهران ستدعم حزب الله إذا شنت إسرائيل حربا عليه
  • مستشار خامنئي: طهران ستدعم حزب الله إذا شنت إسرائيل حربا شاملة
  • مستشار خامنئي لا يستبعد تغيير إيران لعقيدتها النووية عند وجود تهديد جدي
  • وول ستريت جورنال: هكذا أصبحت إيران قوة دولية رغم أنف أميركا
  • إيران تشكر السعودية على السماح لحجاجها بالتصويت في الانتخابات الرئاسية
  • WSJ: كيف تحدت إيران أمريكا لتصبح قوة دولية؟
  • أردوغان يزور 3 دول في يوليو