دراسة تكشف عن جزء حيوي من الجسم يستمر بالعيش لسنوات بعد الوفاة
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
السومرية نيوز – علم وعالم
يحتوي كل جسم بشري على مجتمع معقد من تريليونات الكائنات الحية الدقيقة التي تعتبر مهمة لصحتك أثناء حياتك. وتساعد هذه المتكافلات الميكروبية على هضم الطعام، وإنتاج الفيتامينات الأساسية، والحماية من العدوى، وتخدم العديد من الوظائف الحيوية الأخرى.
وفي المقابل، فإن الميكروبات، التي تتركز في الغالب في أمعائك، تعيش في بيئة دافئة ومستقرة نسبيا مع إمدادات ثابتة من الطعام.
ما يحدث لهؤلاء الحلفاء التكافلية بعد وفاتك؟
في الدراسة المنشورة مؤخرًا، تشارك فريقي البحث الأدلة التي تشير إلى أن الميكروبات الموجودة في جسمك لا تستمر في العيش بعد وفاتك فحسب، بل إنها تلعب في الواقع دورا مهما في إعادة تدوير جسمك حتى تزدهر حياة جديدة.
عندما يموت الانسان، يتوقف القلب عن توزيع الدم الذي يحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، وتبدأ الخلايا المحرومة من الأكسجين بهضم نفسها في عملية تسمى التحلل الذاتي.
تبدأ الإنزيمات في تلك الخلايا - التي تهضم عادة الكربوهيدرات والبروتينات والدهون للحصول على الطاقة أو النمو.
وتنتشر بكتيريا الأمعاء، وخاصة فئة من الميكروبات تسمى كلوستريديا، عبر أعضائك وتهضمك من الداخل إلى الخارج في عملية تسمى التعفن.
ودون الأكسجين داخل الجسم، تعتمد البكتيريا اللاهوائية على عمليات إنتاج الطاقة التي لا تتطلب الأكسجين، مثل التخمير. هذه تخلق توقيع الغازات ذات الرائحة المميزة للتحلل.
الغزو الميكروبي
إذا كان الشخص مدفونا في الأرض، فسيتم دفع الميكروبات الخاصة بك إلى التربة من سوائل التحلل أثناء تحلل جسمك. إنهم يدخلون بيئة جديدة تماما ويواجهون مجتمعا ميكروبيا جديدا تماما في التربة.
ويحدث الاختلاط أو الاندماج بين مجتمعين ميكروبيين متميزين بشكل متكرر في الطبيعة. ويحدث التحام عندما تنمو جذور نباتين معا، أو عندما يتم تفريغ مياه الصرف الصحي في النهر.
وتتكيف الميكروبات الخاصة بك مع البيئة المستقرة والدافئة داخل جسمك حيث تتلقى إمدادات ثابتة من الطعام.
وتستضيف التربة بالفعل مجتمعا ميكروبيا متنوعا بشكل استثنائي ومليئا بالمحللات التي تتكيف جيدا مع تلك البيئة ومن المفترض أن تتفوق على أي قادمين جدد.
من السهل أن تفترض أن الميكروبات الموجودة لديك سوف تموت بمجرد خروجها من جسمك. ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات السابقة أن بصمات الحمض النووي للميكروبات المرتبطة بالمضيف يمكن اكتشافها في التربة أسفل الجثة المتحللة، وعلى سطح التربة وفي القبور لمدة أشهر أو سنوات بعد تحلل الأنسجة الرخوة للجسم.
وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كانت هذه الميكروبات لا تزال على قيد الحياة ونشطة أم أنها مجرد في حالة سبات في انتظار المضيف التالي.
وتشير أحدث الدراسات إلى أن الميكروبات الموجودة لديك لا تعيش في التربة فحسب، بل تتعاون أيضًا مع ميكروبات التربة المحلية للمساعدة في تحلل جسمك.
يمكن لحيوان واحد ميت أن يدعم شبكة غذائية كاملة من الميكروبات وحيوانات التربة والمفصليات التي تكسب عيشها من الجثث. تساعد الحشرات والحيوانات على إعادة توزيع العناصر الغذائية في النظام البيئي.
وتقوم الميكروبات المحللة بتحويل التجمعات المركزة من الجزيئات العضوية الغنية بالمغذيات من أجسامنا إلى أشكال أصغر وأكثر توفرا حيويا يمكن للكائنات الحية الأخرى استخدامها لدعم حياة جديدة.
من غير المألوف رؤية الحياة النباتية تزدهر بالقرب من حيوان متحلل، وهو دليل واضح على أن العناصر الغذائية الموجودة في الأجسام يتم إعادة تدويرها مرة أخرى إلى النظام البيئي.
وبحسب مجلة "sciencealert" العلمية فإن الميكروبات الخاصة بنا تلعب دورا مهما في هذه الدورة هو إحدى الطرق المجهرية التي نعيش بها بعد الموت.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف: دولفين وحيد في بحر البلطيق .. بدأ يكلم نفسه
أشارت دراسة جديدة إلى أن دولفين نادر في بحر البلطيق أصبح وحيدًا لدرجة أنه قد يكون بدأ "يتحدث" مع نفسه.
وبحسب صحيفة "اندبيدنت" البريطانية، يقضي الدلفين الذكر، الذي أطلق عليه السكان المحليون اسم "ديل"، وقته في قناة "سفيندبورغسوند" في الدنمارك، وهي منطقة بعيدة عن نطاق تواجده المعتاد.
تعتبر الدلافين ذات أنف الزجاجة كائنات اجتماعية للغاية، حيث تشتهر بتعاونها في العديد من السلوكيات مثل الصيد والتزاوج، كما أن طريقة تواصلها المعقدة تشير إلى أنها تعيش في مجموعات.
وتستخدم تلك الدلافين "صفارات مميزة" للنداء على بعضها البعض، وهو ما يساعد في التعرف على المتصل بطريقة مشابهة لاستخدام الأسماء الشخصية.
وكان وجود فرد وحيد من نوع اجتماعي مثل هذا في القناة أثار حيرة العلماء، فقد أظهرت دراسة أجريت في وقت سابق من هذا العام أن "ديل" قد يكون مرتبطًا بتحرك الدلافين الصغيرة بعيدًا عن بحر البلطيق.
وكان العلماء يهدفون إلى دراسة سلوك "ديل" بشكل أعمق لفهم كيفية تأثير وجوده على الكائنات البحرية الأخرى في القناة.
في الدراسة الأخيرة، استخدم العلماء أجهزة تسجيل تحت الماء لالتقاط أصوات "ديل"، حيث تمكنت الأجهزة من التقاط مجموعة من الأصوات التي يصدرها هذا الدلفين الوحيد، بما في ذلك الصفارات، والأصوات النغمية منخفضة التردد، والأصوات الإيقاعية، والنبضات المفاجئة.
وسعى العلماء لتحديد ما إذا كانت نداءات "ديل" تعكس معاني معينة، كأن تكون موجهة لاستفزاز ردود فعل معينة من أفراد آخرين من نفس نوعه. وتستخدم الحيوانات الإشارات لتغيير الحالة الذهنية للآخرين، مثل نداءات التحذير من المفترسين، ومن المعروف أن الحيوانات الذكية والاجتماعية، بما في ذلك القردة والدلافين، تنتج مثل هذه الإشارات.