العثور على أول تمثال بشري نابض بالحياة في تركيا.. إليكم التفاصيل
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
نجح علماء آثار أتراك في العثور على تمثالٍ بشري ومجموعة كبيرة من المنحوتات في منطقة "غوبكلي تبه" التراثية والمدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "اليونسكو" منذ 2018.
وكشفت وزارة الثقافة والسياحة التركية أن عملية التنقيب في الموقع الأثري أسفرت عن العثور على ثمال بشري يعتبر "الأكثر واقعية" في موقع "قره خان تبه" الذي يبعد نحو 35 كم عن "غوبكلي تبه" في ولاية شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا.
ويبلغ ارتفاع التمثال البشري حوالي 2.3 متر، وبات الآن مرشحًا لأحد أكثر الأمثلة إثارة للإعجاب لفن ما قبل التاريخ مع تعبير وجه واقعي.
وبحسب بيان الوزارة، فقد تم العثور أيضًا على تمثال خنزير بري بالحجم الطبيعي مصنوع من الحجر الجيري في "الهيكل D" في غوبكلي تبة الذي يُشتهر بأنه "نقطة الصفر في التاريخ" بالإضافة إلى تمثال نسر وألواح حجرية.
قال البروفيسور رئيس تنقيبات كارهان تبه وجوبكلي تبه، نجمي كارول، إن التمثال البشري كان في وضعية الجلوس وأضلعه بارزة للعيان ولم يتم اكتشاف أجزاء قدمه بعد، وسيجري الكشف عن الصورة النهائية له العام المقبل.
وأشار كارول إلى أن التمثال تعرض لأضرار جزئية قبل دفنه، وقال: “قمنا بإنشاء مبنى خاص وعام مشابه للمباني السابقة، إن توزيع التماثيل والألواح الحجرية وغيرها داخل هذا المبنى العام يوضح لنا أن هذا المبنى، مثل المباني الأخرى، تم دفنه عمدًا، نحن نعلم أنه تم تدميره جزئيًا قبل دفنه”.
وتابع: "لذلك، فإن عملية الدفن هذه تمنح علماء الآثار الفرصة للعثور على تلك الاكتشافات في مواقعها الأصلية. أحد هذه الأعمال هو تمثال بشري. يبلغ حجمها حوالي 2 متر و30 سم، لكننا لم نكشف جزء القدم بالكامل. ولذلك قد يكون أطول قليلا. التمثال في وضعية الجلوس وهو أكبر قليلًا من حجم الإنسان”.
وتابع: "ضلوعه ظاهرة من الأمام، نرى أن يديه تتشكلان بشكل بارز على الواجهة الجانبية، وقد تم تصويره ويداه أمامه، ممسكًا بقضيبه أسفل خصره. وبجانب هذا، يوجد تمثال نسر داخل الجدار، تم وضع لوحات حجرية بجانبه. ولذلك، فإن هذه المجموعة من الاكتشافات تظهر أن هذا الجزء من المبنى له معنى مختلف عن الباقي، لكننا قمنا للتو بإنهاء أعمال التنقيب في هذه المنطقة”.
موقع غوبكلي تبهيذكر أن موقع غوبكلي تبه الأثري يقع في مدينة شانلي أورفة جنوبي تركيا، ويضم آثارًا يعود تاريخها إلى 12000 عام.
تم اكتشاف الموقع القديم الشهير في عام 1963 من قبل باحثين من جامعتي اسطنبول وشيكاغو، والذي تبين بأنه يضم مسلات على شكل حرف T من العصر الحجري الحديث يبلغ ارتفاعها من 3 إلى 6 أمتار (10 إلى 20 قدمًا) ويتراوح وزنها بين 40 و60 طنًا.
وفي 1995 تم اكتشاف قطع أثرية متنوعة عمرها 12000 عام، مثل التماثيل البشرية التي يبلغ ارتفاعها 65 سم (26 بوصة)، ومنذ ذلك الحين، تسارعت وتيرة الجهود البحثية، بما في ذلك إطلاق مشروع ثقافة غوبكلي تبه وحفريات كاراهان تبه في عام 2017.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ تركيا اليونسكو
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: الشريعة إلهية ثابتة .. والفقه اجتهاد بشري متغير
أكَّد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- على أهمية إدراك الفرق بين الشريعة والفقه، معتبرًا أن الخلط بينهما من أخطر ما يواجه الفكر الإسلامي المعاصر، وأن هذا الخلط قد يؤدي إلى انحرافات فكرية ومنهجية، تتراوح بين الجمود والتطرف من جهة، والانفلات والتسيب من جهة أخرى.
أوضح مفتي الجمهورية، في حديثه الرمضاني، أن الشريعة هي المنهج الإلهي الذي أنزله الله لتنظيم حياة البشر، وتشمل العقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، والتشريعات العامة التي تحقق مقاصد الدين الكبرى. وهي أحكام إلهية ثابتة مستمدة من الكتاب والسنة، لا تحتمل الاجتهاد أو التغيير، مثل وجوب الصلاة، وتحريم القتل بغير حق، وسائر الأحكام القطعية.
أما الفقه، كما بيَّن المفتي، فهو علم يُعنى باستنباط الأحكام الشرعية العملية من الأدلة التفصيلية، ويعتمد على الاجتهاد البشري المنضبط بأصول علمية راسخة، مما يؤدي إلى تنوُّع في الآراء الفقهية واختلاف بين المذاهب، وهو اختلاف محمود، يعكس مرونة الفقه وقدرته على التفاعل مع متغيرات الزمان والمكان.
وأشار المفتي إلى أن الفقه ليس منفصلًا عن الشريعة، بل هو فهم لها ومحاولة لتنزيلها على الواقع، موضحًا أن الشريعة معصومة لأنها من عند الله، أما الفقه فهو اجتهاد بشري غير معصوم، يخضع للتطوير والتجديد بما يحقق المقاصد الشرعية ويخدم مصالح الناس.
الجمود والتقليد الأعمىوحذَّر مفتي الجمهورية من نتائج غياب التمييز بين المفهومين، ومنها الجمود والتقليد الأعمى، والتسيب باسم التجديد، والتشدد ورفض الاجتهاد، مما يؤدي إلى تعطيل الفكر الإسلامي، ويُنتج خطابًا دينيًّا مشوَّهًا إما جامدًا أو متسيبًا، وكلاهما لا يعبر عن حقيقة الإسلام.
وأكد أن الحاجة ملحَّة اليوم إلى تجديد الفقه في إطار الشريعة الغرَّاء، وهو ما دعا إليه العلماء قديمًا وحديثًا، مستشهدًا بقول الإمام الشاطبي: "الشريعة مبناها على تحقيق المصالح ودرء المفاسد، فما كان يحقق مصلحة الأمة فهو من الدين، ولو لم يرد فيه نص بعينه."
وختم المفتي حديثه بالدعوة إلى التمسك بثوابت الشريعة، ودعم الفقه المستنير القادر على مواجهة مستجدات العصر، سائلًا الله تعالى أن يرزق الأمة نور البصيرة والفقه في الدين، وأن يهيئ لها من العلماء والمصلحين من يجدد أمر دينها ويحقق مقاصده في واقعها.