RT Arabic:
2025-02-16@21:48:21 GMT

لماذا يصاب العلماء اللامعون "بالجنون" بعد جائزة نوبل؟

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

لماذا يصاب العلماء اللامعون 'بالجنون' بعد جائزة نوبل؟

يبدأ في 2 أكتوبر أسبوع نوبل العالمي وستعلم البشرية أسماء العلماء الذين حققوا اكتشافات أساسية غيّرت أفكارا علمية من حولنا.

ليست جائزة "نوبل" جائزة نقدية تبلغ قيمتها حوالي مليون دولار فحسب، بل وأعلى درجة من التقدير حيث يصبح الحائز على الجائزة فخرا للأمة وسلطة أخلاقية لا جدال فيها. لكن كل ميدالية لها جانب آخر، وللجائزة الفكرية الرئيسية كذلك.

وليس من المعتاد الحديث عن هذا الأمر، ولكن المجتمع العلمي غالبا ما يطلق على جائزة "نوبل" اسم "قاتل العلماء". هذا، بالطبع، لا يتعلق بالقضاء الجسدي على عمالقة الفكر، وعلى العكس من ذلك، يعيش الحائزون على جائزة "نوبل" في المتوسط ​​أطول لمدة عاميْن من زملائهم في المهنة. بينما يصاب العباقرة بمرض خطير يسمى بـ "مرض نوبل". ويتجلى هذا الفيروس على شكله الخفيف في انخفاض حاد للإنتاجية، ونتيجة لذلك يفقد المفكرون المتميزون قيمتهم للعلم. وفي بعض الحالات ينتقل هؤلاء إلى جانب المشعوذين، إي إنهم يتحدثون عن هراء مطلق ويقومون بترويج نظريات مناهضة للعلم.

إقرأ المزيد أينشتاين على حق مجددا.. العلماء يثبتون دوران ثقب "مسييه 87" الأسود

وأصاب هذا المرض حتى  ألبرت أينشتاين العظيم، الذي كان تاريخه في جائزة "نوبل" مثيرا للغاية. وتم إدراج اسمه لأول مرة في القائمة المختصرة للجائزة عام 1910. وبعد ذلك في كل عام (ما عدا عامي 1911 و1915) كان أينشتاين من بين المرشحين، حتى وجدت الجائزة أخيرا بطلها عام 1921. وكانت لجنة "نوبل" تؤجل منحها لسبب واحد بسيط: فقد تبيّن أن الفيزيائي الألماني كان بارعا إلى درجة أن الأكاديميين لم يكونوا أذكياء بالدرجة الكافية لفهم الأهمية الثورية لبحثه العلمي.

وكان لدى أينشتاين ثلاثة أعمال على الأقل من عيار نوبل. ومن أحدها بدأت النظرية النسبية، والآخر وضع أسس نظرية الكم، والثالث أوضح مفهوم الحركة البراونية. ونتيجة لذلك، فعندما أصبح من غير اللائق تماما تجاهل أينشتاين، نال   جائزة "نوبل" لقاء اكتشافه لنظرية التأثير الكهروضوئي (أدى هذا الاكتشاف إلى ظهور المعالجات الدقيقة وثورة الكمبيوتر). ولم يكن الأمر ثوريا جدا، لكن أعضاء اللجنة استطاعوا فهمه.

وفي عام 2021 بلغ ينشتاين من عمره 42 عاما، وهو شاب مملوء بالقوة ومستقل ماليا.. لكن آلية طباعة الأعمال الرائعة توقفت. وبعد انتصاره، قرر أينشتاين ألا يضيع وقته في تفاهات وأمضى آخر 30 عاما من حياته في خلق "نظرية كل شيء". وأطلق عليها ألبرت اسم "نظرية المجال الموحد"، وأوضح أن معناها هو "الزواج" بين الكهرباء والجاذبية. لقد بذل أينشتاين جهودا جبارة، حتى عندما وجد نفسه في المستشفى في نهاية أيامه، طلب إحضار آخر حساباته. وتم العثور على هذه الأوراق على طاولة بجانب السرير عندما توفي الفيزيائي العظيم ليلة 18 أبريل 1955. وفي السنوات الأخيرة، عاش مع شعور باليأس لأنه  ضاع 30 عاما من حياته عبثا.

مُنحت جائزة "نوبل" في الفيزياء للإنجليزي بريان جوزيفسون عام 1973 لقاء العمل الذي أنجزه عندما كان عمره 22 عاما. وكان أمامه عدة عقود من النشاط المثمر، وكان يتوقع من العبقري الشاب أن يطرح  أفكارا جديدة مذهلة. وبدلا من ذلك، أمضى جوزيفسون الأربعين سنة المتبقية في إهانة العلم البريطاني بلا هوادة. وبدأ بترويج أفكار التأمل التجاوزي، ثم أطلق في جامعة "كامبريدج" برنامجا بحثيا حول "الروابط بين ميكانيكا الكم والعقل". وأعلن أنه لن يدخر أي جهد لضمان "بقاء بريطانيا العظمى في طليعة الأبحاث في مجال التخاطر".

لكن الفضيحة الرئيسية ارتبطت بشغف بريان بنظرية "ذاكرة الماء". وهذا المفهوم يكمن وراء المعالجة المثلية، وهو فرع من الطب البديل لم يتم إثباته علميا. ومعنى النظرية هو أنه من المفترض أن يتذكر الماء الخواص الكيميائية للمواد الذائبة فيه. وأعلن جوزيفسون أنه مستعد لإثبات قضيته تجريبيا.

وقال العالم إن "ذاكرة" الماء في محلول المعالجة المثلية لها "توقيع" كهرومغناطيسي، وأضاف أنه يمكن التقاط هذا التوقيع على ملف نحاسي، ورقمنته ونقله عبر سلك  أو عبر الإنترنت إلى وعاء به ماء عادي، وتحويله إلى محلول المعالجة المثلية.

والخلاصة تنحصر في أن العبقرية والإسراف غالبا ما يسيران جنبا إلى جنب. وفي البداية، يأتي إلينا العديد من الأفكار الرائعة على شكل هذيان. ولتمييز القمح عن التبن، يحتاج العلماء إلى تفكير نقدي متطور. ويؤدي نجاح جائزة "نوبل" إلى إضعاف قدرة العباقرة على إدراك أنفسهم بشكل نقدي، وهم يعتقدون  أن الحائز على جائزة نوبل غير قادر على قول شيء غبي. ولحظة يبدأ فيها العالم بالاعتقاد أنه المسيح يقع على الفور في فخ أوهامه.

المصدر: كومسومولسكايا برافدا

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا جائزة نوبل

إقرأ أيضاً:

تحديد مواقع اصطدام محتملة لكويكب مدمر يهدد الأرض 

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشف فريق من العلماء بمشروع مسح كاتالينا السماوي التابع لناسا بإمكانية اصطدام كويكب ضخم بالأرض خلال السنوات المقبلة ما أثار حالة من القلق لدى وكالات الفضاء العالمية، وفقا لما نشرته مجلة  ديلي ميل.

أعلن العلماء أن الكويكب 2024 YR4 الذي يعادل حجمه تقريبا تمثال الحرية (قطره يصل إلى 90 مترا) قد يتسبب في دمار واسع النطاق إذا اصطدم بمنطقة مأهولة بالسكان .

وكشف المهندس ديفيد رانكين أن الكويكب يتحرك حاليا في مسار يجعله يمر عبر ممر المخاطر وهو شريط ضيق يمتد من شمال أمريكا الجنوبية عبر المحيط الهادئ إلى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا وتشمل المناطق الأكثر عرضة للخطر مدنا ذات كثافة سكانية عالية مثل تشيناي في الهند وجزيرة هاينان في الصين.

وتشير الحسابات إلى أن احتمال اصطدام 2024 YR4 بالأرض في 22 ديسمبر 2032 يبلغ 2.1% (واحد من 48) وقد يؤدي الاصطدام إلى انفجار بقوة 8 ميغا طن من مادة "تي إن تي" أي ما يعادل 500 ضعف قوة القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما.

وإذا وقع الاصطدام فإن الدول التي قد تكون في نطاق التأثير تشمل: الهند وباكستان وبنغلاديش وإثيوبيا والسودان ونيجيريا وفنزويلا وكولومبيا والإكوادور وسيعتمد مدى الدمار على موقع الاصطدام الدقيق حيث قد تتلقى المناطق في نهاية ممر المخاطر ضربة أقل تأثيرا.

ومع ذلك لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لتحديد موقع الاصطدام المحتمل بدقة وأوضح رانكين أن التقديرات الحالية لحجم الكويكب وتركيبته غير دقيقة نظرا لموقعه المداري مشيرا إلى أن الرصد بالرادار هو الطريقة الأكثر دقة لتحديد حجمه ولكنه غير متاح حاليا.

ويتوقع العلماء أن يكون تأثير الاصطدام مشابها لكويكب تونغوسكا الذي انفجر فوق سيبيريا عام 1908 حيث أدى إلى تدمير أكثر من 80 مليون شجرة على مساحة 2150 كم مربع. 

وتعمل وكالات الفضاء العالمية بما في ذلك ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية على تحسين دقة التنبؤات باستخدام أقوى التلسكوبات، بما في ذلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) وسيتم استخدام أجهزة الاستشعار الحرارية الخاصة بالتلسكوب لقياس انبعاثات الكويكب ما يساعد في تقدير حجمه ومداره بشكل أكثر دقة.

كما ستتاح فرصة إضافية لدراسة الكويكب عند اقترابه من الأرض في مارس المقبل حيث سيمر على مسافة 5 ملايين ميل (8 ملايين كم).

اكتشف الكويكب لأول مرة في ديسمبر 2023 وسرعان ما احتل مرتبة متقدمة في قوائم مخاطر الاصطدام الخاصة بناسا ووكالة الفضاء الأوروبية وهو حاليا الوحيد من بين الكويكبات الكبيرة الذي تتجاوز احتمالية اصطدامه 1% ما جعله يحصل على تصنيف "3" على مقياس تورينو وهو مؤشر عالمي لتقييم خطورة الأجرام السماوية المحتمل اصطدامها بالأرض.

ويعتبر الكويكب "إله الفوضى" (99942 أبوفيس) الجسم الوحيد الآخر الذي حصل سابقا على تصنيف 3 أو أعلى على هذا المقياس.

مقالات مشابهة

  • جائزة نوبل 1906.. لماذا فاز بها جوزويه كاردوتشي؟
  • كيف سيتغير شكل «البشر» خلال الألف عام القادمة؟
  • السعودي الحائز على "نوبل للتعليم" يفتح قلبه لـ"اليوم": أتقرب للطلاب عبر الاستماع لمشاكلهم
  • "اليوم" تحاور السعودي الحائز على "نوبل للتعليم": أتقرب للطلاب عبر الاستماع لمشاكلهم
  • حائز على نوبل يؤكد خطورة الفيروسات الناجمة عن ذوبان الجليد
  • تحديد مواقع اصطدام محتملة لكويكب مدمر يهدد الأرض 
  • كارثة| كويكب جديد يهدد وجود الأرض.. إيه الحكاية؟
  • 20 فنانا فوتوغرافيا يصورون آخر فلسفة لأديب نوبل.. أحلام «محفوظ» في «فترة النقاهة»
  • السودان من بينها .. خطر كبير يهدد 9 دول
  • رؤية غير مسبوقة لـ”الأجرام وراء نبتون”!