لبنان ٢٤:
2024-07-07@02:27:21 GMT

متى يقتنع حزب الله بـ الخيار الثالث؟

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

متى يقتنع حزب الله بـ الخيار الثالث؟

كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن "الخيار الثالث". فالموفدان الفرنسي والقطري يعملان على هذه المعادلة الجديدة. وهذا يعني حتمًا أن اسمي رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، بصفته مرشح "الممانعة" قد سقط من حسابات اللجنة الخماسية. وكذلك الحال بالنسبة إلى مرشح "المعارضة" الوزير السابق جهاد ازعور، الذي لم نعد نسمع عنه شيئًا منذ أن نال 59 صوتًا في الجلسة اللانتخابية الثانية عشرة.

 
فهذا الخيار، أي "الخيار الثالث" يبقى حتى إشعار آخر مجرد فكرة، ولكن من دون مضمون طالما أن الذين يتساوون في التعطيل، ولو بطرق ولأهداف مختلفة، لا يزالون متمسكين بمرشحهما الأساسيين. فـ "حزب الله" أبلغ الفرنسيين والقطريين أن مرشحه الوحيد والأول والأخير هو فرنجية، وهو لن يتخّلى عن هذا الترشيح، الذي يعني الكثير له. فهو الوحيد بالنسبة إليه، الذي يستطيع أن يحمي ظهر المقاومة، وهو الوحيد القادر على الصمود في وجه الضغوطات، التي يمكن أن تُمارس عليه، تمامًا كما فعل الرئيس السابق ميشال عون، الذي لم يساوم ولم يعقد الصفقات على ظهر المقاومة. 
ولأنه لا يرى في الوقت الحاضر من يستطيع أن يقوم بما يستطيع أن يقوم به فرنجية فإن "حزب الله" لن يتخّلى عن هذه الورقة بسهولة، وهو بالتالي لن يساوم عليها إلا في حال تأكدّه من أنه يستطيع من خلال "الخيار الثالث" أن يؤمّن له المكتسبات السياسية والضمانات الاستراتيجية، التي يمكن أن يقدّمها له فرنجية.  
ولذلك، ووفق بعض المقربين من مركزية القرار في "حارة حريك"، فإن الموفدين الفرنسي والقطري سيظلان يراوحان مكانهما ما لم يطرأ أي معطىً جديد قد يدفع "حزب الله" إلى ما يرضى عنه. وما دام "الحزب"، ومعه حركة "أمل" كموقف شيعي واحد، غير مقتنعين بما يُطرح عليهما من بدائل غير متوازية مع ما يريانه مناسبًا لمشروعهما السياسي، ومتطابقًا مع مبدأية حقّ المقاومة في حماية لبنان من أي خطر خارجي، سواء أكان اسرائيليًا أو "داعشيًا"، فإن الدخان الرئاسي الأبيض لن يخرج من مدخنة برلمان ساحة النجمة، المقفلة أبوابه إقفالًا محكمًا بمفاتيح غير موجودة إلاّ في جيب الرئيس نبيه بري. 
أمّا في المقلب الآخر فإن "الخيار الثالث" يبدو مقبولًا أكثر. والدليل أن قوى "المعارضة" لجأت إلى خيار ازعور عندما وجدت أن الباب الرئاسي مقفل في وجه النائب ميشال معوض. وهي مستعدة بالتالي إلى الذهاب إلى أي خيار آخر في حال وجدت فيه المواصفات ذاتها التي وجدتها في كل من معوض أو ازعور. 
ولكن العقدة لدى القوى، التي اجتمعت ظرفيًا على تأييد ترشيح ازعور، أي "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" بالتحديد، هي في الاسم الذي سيتم اسقاطه على ما يسمّى "الخيار الثالث". فاسم قائد الجيش العماد جوزاف عون لا يشكّل أي احراج بالنسبة إلى "معراب". أمّا بالنسبة إلى "ميرنا الشالوحي" فإنه لا يلقى أي قبول حتى ولو كان طرح اسمه "مناورة" سياسية قد تفرضها ظروف المعركة الرئاسية. في المقابل فإن اسم الوزير السابق زياد بارود غير مرضى عنه لدى "القوات"، فيما هو مقبول إلى حدّ ما لدى "التيار الوطني". 
فهذه الإشكالية قد تقود الفريقين الأكثر حضورًا وفاعلية في صفوف "المعارضة" إلى خيارات غير عادية، وإلى اختيارات من خارج الأسماء التي يتمّ التداول بها. وفي حال توافق هذان الفريقان على خيار واحد فإن الإعلان عنه قد يشكّل مفاجأة للجميع، على حدّ تعبير مصدر مطلع، وبالأخص لقوى "الممانعة"، التي قد تجد في الاسم المتوافق عليه "مسيحيًا" ما يناسب تطلعاتها إلى حدّ كبير. وهذا هو المفهوم المتعارف عليه علميًا لصفة "الرئيس التوافقي". 
نظريًا فإن قوى "المعارضة" مجتمعة تستطيع أن توصل رئيسًا إلى بعبدا في الدورة الانتخابية الثانية في حال دعا الرئيس بري إلى دورات متتالية، ولكن هل يستطيع هذا الرئيس أن يحكم؟  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الخیار الثالث حزب الله فی حال

إقرأ أيضاً:

التهدئة جنوبا تنتظر لقاءات نتنياهو في واشنطن

كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط":تتعامل الأوساط السياسية والدبلوماسية في لبنان مع شهر تموز الحالي على أنه المؤشر لتحديد المسار العام للمواجهة المشتعلة بين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب لبنان، وما إذا كانت الجهود الدولية ستؤدي إلى نزع فتيل التفجير لمنع توسعة الحرب التي تتوقف على وقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية، كما تربطها بالخطاب الذي سيلقيه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس الأميركي في 24 من الشهر الجاري خلال زيارته لواشنطن، التي تأتي في ظل استمرار اشتباكه السياسي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تفوّق عليه منافسه الرئاسي الرئيس السابق دونالد ترمب في المناظرة الأولى التي جرت بينهما، وهذا ما يدعوه إلى الاستقواء على الإدارة الأميركية الحالية، كونه من مؤيدي انتخاب ترمب لولاية رئاسية ثانية.
فنتنياهو الذي يتحضّر حالياً لليوم التالي فور التوصل لوقف النار في غزة، سيحاول رفع سقوف شروطه لعودة التهدئة إلى القطاع في مواجهته للضغوط التي تمارَس عليه، وهي الشروط التي تلقى رفضاً من «حزب الله»، مع أنه أعلن على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، استعداده لتوقف القتال في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار في غزة
وبكلام آخر، يربط «حزب الله»، كما تقول مصادره لـ«الشرق الأوسط»، وقف إطلاق النار في الجنوب بسريان مفعوله أولاً على غزة وبلا شروط تعطي لإسرائيل الحق بالتدخل عسكرياً متى تشاء، بذريعة أنها تطارد المجموعات الفلسطينية في القطاع ورفح، وبالتالي يرى الحزب أن الإطار العام لعودة الهدوء يكمن في وقف العمليات العسكرية بصورة نهائية.
وتؤكد مصادر الحزب أنه لن يخضع لحملات التهويل والضغوط الإسرائيلية، ولن يسمح لتل أبيب بتحقيق ما تريده سياسياً بعد أن أخفقت في فرضه عسكرياً، رغم حجم الدمار الذي ألحقته بالقرى الأمامية وتحويل مساحاتها أرضاً محروقة يصعب العيش فيها.
في المقابل، تجزم مصادر دبلوماسية غربية بأن تل أبيب ليست في وارد الموافقة على وقف إطلاق النار في جنوب لبنان والامتناع عن تبادل القصف الصاروخي على جانبي الحدود من دون التوصل إلى تسوية تعيد الهدوء إلى الجنوب والمستوطنات الإسرائيلية، وتضمن عودة المستوطنين إلى أماكن إقامتهم. وتؤكد هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن هناك ضرورة لخفض منسوب التصعيد العسكري بين الطرفين تمهيداً للبحث عن التسوية التي يتحرك الوسيط الأميركي آموس هوكستين لتسويقها في لقاءاته المتنقلة بين تل أبيب وبيروت، وتواصله من حين لآخر مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ...
وتلفت المصادر الدبلوماسية إلى أنه لا يمكن التكهن منذ الآن بالمسار العام، الذي يتوقف على الجهود الدولية الرامية لترجيح الحل الدبلوماسي لإعادة الهدوء على امتداد الجبهة بين لبنان وإسرائيل على الخيار العسكري، ما لم يتم التأكد من النتائج المترتبة على زيارة نتنياهو لواشنطن، ليكون في وسع الجهة اللبنانية المعنية بالتفاوض، في إشارة إلى الرئيس بري، أن تبني على الشيء مقتضاه.
ورأت المصادر نفسها أن الفرصة ما زالت قائمة لتغليب الحل الدبلوماسي على توسعة الحرب، وقالت إنها متوافرة على امتداد الشهر الحالي، ويمكن ألّا تتأمّن لاحقاً، لانشغال القوى الدولية المعنية باستقرار لبنان بهمومها الانتخابية، وسألت عن مدى استعداد إسرائيل والحزب للانخراط في تسوية تؤدي إلى ترسيم الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل، بإزالة الخروق الإسرائيلية لعدد من النقاط الخاضعة للسيادة اللبنانية، وهذا ما يعمل عليه هوكستين.
لكنَّ المصادر الدبلوماسية تقلل من الآمال المعقودة لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وتنقل عن أحد سفراء اللجنة «الخماسية» أنْ لا بصيص نور لإنهاء الشغور الرئاسي، وأن الاتصالات التي تولتها اللجنة لم تنجح في إحداث خرق، وأن المسؤولية تقع على عاتق بعض الكتل النيابية التي تمعن في تبادل الحملات التي كانت وراء وضع العصي في دواليبها.
حتى إن هذه المصادر، وإن كانت تنفي وجود حظوظ لإعادة تحريك انتخاب الرئيس، فإنها تراهن، ولو من باب رفع العتب، على احتمال ضئيل لإحداث خرق فور التوصل إلى وقف للنار في الجنوب، وإلا سيدخل الشغور الرئاسي في إجازة قسرية تؤدي لترحيل انتخاب الرئيس لأشهر، إن لم يكن للعام المقبل، وهذا ما يقوله السفير، الذي فضل عدم ذكر اسمه، من دون أن يستبعد قيام أعضاء اللجنة، سفراء الولايات المتحدة ليزا جونسون، وفرنسا هيرفيه ماغرو، والسعودية وليد البخاري، ومصر علاء موسى، وقطر عبد الرحمن بن سعود آل ثاني، بالتداعي للتشاور لاتخاذ ما يرونه مناسباً في ضوء انسداد الأفق أمام إنجاز الاستحقاق.

مقالات مشابهة

  • وراء الحدث
  • حزب الله بعد حرب الإسناد.. تغييرات مُنتظَرة تشمل التحالفات؟!
  • المطران جورج خضر المعلم الكثير النقاء
  • الخيار الديمقراطي الذي نقلته عصابات الجنجويد من الخرطوم إلي سنجة والدندر
  • بعيداً عن السياسة
  • حكومة نبض وإغاثة.. والرئيس يراقب
  • الرئيس تبون.. نعم انتصرت الجزائر 
  • ماذا بعد تعزية الرئيس الجزائري تبون للملك محمد السادس؟
  • “الأخطبوط” الروسي مدفيديف يواصل مشواره في ويمبلدون
  • التهدئة جنوبا تنتظر لقاءات نتنياهو في واشنطن