الخليج الجديد:
2024-07-03@23:52:15 GMT

الإجرام الروسي بحق السوريين يدخل عامه التاسع

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

الإجرام الروسي بحق السوريين يدخل عامه التاسع

الإجرام الروسي بحق السوريين يدخل عامه التاسع

عملت روسيا على تأهيل النظام سياسياً، وتقليص دور المعارضة، تزامناً مع استعمال القوة العسكرية المفرطة، التي تستهدف السكان المدنيين والبنى التحتية.

من يعتقد أن روسيا تحافظ على النظام السوري كمصلحة روسية مخطئ لأن الواضح أن نظام فلاديمير بوتين يتعاطى مع نظام بشار الأسد كشريك في الإجرام.

التدخل العسكري الروسي في سورية نقطة تحوّل أنقذت النظام السوري من سقوط حتمي بعد أن فقد أكثر من ثلثي الجغرافيا السورية، وأوقف تقدم المعارضة عسكرياً.

التدخل العسكري الروسي استنزف روسيا اقتصادياً، وورطها بجرائم ضد الإنسانية تلاحقها، وهذا الاستنزاف المادي والأخلاقي حصل دون أن تتمكن من تثبيت النظام.

سوّق الروس النظام كمحارب للإرهاب وحامٍ للأقليات من إرهاب "داعش"، من خلال جرّ التنظيم لحدود مناطق الأقليات الدرزية والإسماعيلية وارتكابه مجازر لتصبح المعادلة: النظام أو "داعش".

* * *

وافق أمس السبت الذكرى الثامنة لبداية التدخل العسكري الروسي في سورية، الذي شكل نقطة تحوّل أنقذت نظام بشار الأسد من سقوط حتمي كان ينتظره، بعد أن فقد أكثر من ثلثي الجغرافيا السورية، وأوقف تقدم المعارضة عسكرياً.

ومنذ ذلك الحين، بدأ مسلسل تمكين روسيا النظام من استعادة السيطرة على معظم المناطق التي خسرها من المعارضة، من خلال استخدام القوة المفرطة بأشد أنواع الأسلحة فتكاً، وارتكاب عشرات المجازر بحق المدنيين السوريين، ما خلف عشرات آلاف القتلى، وتسبب بدمار مدن بأكملها، وتشريد وتهجير ملايين السوريين خارج مدنهم وبلداتهم.

وبالتوازي مع التدخل العسكري الروسي، بدأت موسكو بالعمل على تمكين وإعادة تأهيل النظام سياسياً، مقابل تقليص دور المعارضة السياسية، وذلك بالعمل على عدة مستويات تزامناً مع استمرار استعمال القوة العسكرية المفرطة، والتي كانت تستهدف بالدرجة الأولى السكان المدنيين والبنى التحتية لمناطق سيطرة المعارضة.

فعلى مستوى تأهيل النظام، عمل الروس على تسويق النظام كمحارب للإرهاب وكحامٍ للأقليات في سورية من إرهاب تنظيم "داعش"، وذلك من خلال جرّ التنظيم إلى حدود مناطق الأقليات الدرزية في السويداء والأقليات الإسماعيلية في ريف حماة الشرقي، وارتكابه مجازر في تلك المناطق لتصبح المعادلة إما النظام أو "داعش".

كما ابتكر الروس مسار أستانة (مفاوضات برعاية روسيا وتركيا وإيران)، الذي مكّنوا من خلاله النظام من استعادة ريف حمص الشمالي ومحيط دمشق وغوطتها، ومحافظتَي درعا والقنيطرة، بالإضافة إلى ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي.

كما تمكنوا من خلال هذا المسار من تجميد مسار الحل السياسي الذي أقره مجلس الأمن من خلال القرار 2254 عام 2015، القاضي بوضع خريطة طريق للانتقال السياسي وعقد مفاوضات بين النظام والمعارضة، لينتهي المطاف بإقناع الدول العربية بإعادة تطبيع علاقاتها مع النظام وإعادته إلى الجامعة العربية.

أما على مستوى تجميد دور المعارضة التي لا تزال تسميها موسكو "معارضات"، فقد ساهمت روسيا بتشكيل عدد من المعارضات التي تتوافق مع سياستها وأقحمتها ضمن أجسام المعارضة السورية، خصوصاً هيئة التفاوض.

وادعت بشكل دائم عدم تمثيل هيئات المعارضة القائمة لكل المعارضة السورية، وعملت باستمرار على اللعب على عامل إضاعة الوقت في إحراز أي تقدم في مسارات حل القضية السورية سياسياً، مستغلة تراجع الاهتمام الدولي بها.

لكن بالمقابل فإن دخول التدخل العسكري الروسي في سورية عامه التاسع أدى إلى استنزاف روسيا اقتصادياً، كما أنه ورطها بجرائم ضد الإنسانية ستبقى تلاحقها، خصوصاً أن هذا الاستنزاف المادي والأخلاقي حصل من دون أن تتمكن موسكو من تثبيت النظام السوري.

كما أنه يحصل بالتوازي مع خروج سكان من داخل مناطق سيطرة النظام بتظاهرات ضده تطالبه بالرحيل، ووصول الاقتصاد السوري إلى مرحلة الانهيار.

كل هذا يثبت لمن يعتقد أن النظام في روسيا يتعامل مع موضوع الحفاظ على النظام السوري كمصلحة روسية أنه مخطئ حتى اللحظة، لأن الأمر الواضح حتى الآن هو أن نظام فلاديمير بوتين يتعاطى مع نظام بشار الأسد كشريك في الإجرام.

*عبسي سميسم كاتب صحفي سوري ، رئيس تحرير "صدى الشام" الأسبوعية.

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سورية روسيا الثورة السورية النظام السوري استنزاف روسيا جرائم ضد الإنسانية النظام السوری فی سوریة من خلال

إقرأ أيضاً:

ما سبب الاشتباكات بين السوريين والقوات التركية؟

سرايا - خرجت مظاهرات في مناطق عدّة شمال غربي سوريا، الإثنين، ردّاً على أحداث، ليلة الأحد، التي شهدت تخريب ممتلكات سوريين في ولاية قيصري جنوبي تركيا.

وبحسب مصادر محلية فإنّ العشرات في مدن الباب واعزاز والراعي بريف حلب، اعترضوا شاحنات تركيّة وطالبوا سائقيها بالرجوع إلى تركيا، فيما أقدم آخرون على تكسير زجاج بعضها.

وأشارت المصادر إلى أنّ المتظاهرين في الشمال السوري طالبوا أيضاً بإزالة الأعلام التركيّة من كلّ الشوارع والمرافق الخدمية والمدنيّة في المنطقة، ورفع أعلام الثورة السوريّة فقط.

وقالت المصادر إنّ ذلك جاء كخطوة احتجاجية على المعاملة السيئة التي يتعرّض لها السوريون في تركيا، خاصّة أحداث العنف والاعتداء على السوريين في ولاية قيصري، ليلة أمس، عقب مزاعم تفيد بتعرّض طفلة تركية لاعتداء جنسي من قبل شاب سوري.



** احداث ولاية قيصري :

وشهدت ولاية قيصري، ليل الأحد-الإثنين، أعمال عنف استهدفت ممتلكات السوريين، حيث أقدم مواطنين أتراك على حرق محال السوريين وتكسير سياراتهم، كما رموا منازلهم بالحجارة، في أحداث تُعتبر الأعنف ضد السوريين في تركيا، منذ بدء موجة اللجوء إليها.

واستهدفت مجموعة من الرجال أعمالا تجارية وممتلكات تابعة لسوريين في المدينة حيث أظهرت تسجيلات مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إضرام النيران في متجر للبقالة.

وأشار وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا إلى أن مواطنين أتراك ألقوا القبض على السوري الذي اشتبه بأنه تحرش بطفلة وسلموه إلى الشرطة.

وذكر على منصة إكس بأنه يشتبه بأن السوري تحرش بقريبته السورية.

وأشار المسؤول التركي إلى أن الأتراك الذين تجمعوا في المنطقة تصرفوا بشكل "مخالف للقانون" و"لا يتناسب مع قيمنا الإنسانية" إذ قاموا بتخريب منازل ومتاجر وسيارات تعود إلى مواطنين سوريين.

وأفاد بأن "تركيا دولة قانون ونظام. تواصل قوى الأمن التابعة لنا معركتها ضد جميع الجرائم والمجرمين اليوم، كما فعلت بالأمس".

وفي إحدى التسجيلات، سُمع صوت رجل تركي وهو يصرخ "لا نريد المزيد من السوريين. لا نريد المزيد من الأجانب".

ودعت السلطات المحلية إلى التهدئة وكشفت بأن الضحية مواطنة سورية تبلغ من العمر خمس سنوات.



** اردوغان يعلق

وعلّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أحداث قيصري، قائلاً إنّ السبب هو "الخطاب السام للمعارضة"، مردفاً: "لا يمكن قبول التخريب، اللجوء إلى خطاب الكراهية من أجل مكاسب سياسية هو ضعف، وأنّ التمييز والتهميش وإثارة العداوة لن يكون لها مكان في سياسة حزب العدالة والتنمية".



** اعتقال 67 شخصاً في تركيا

وبحسب وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، فإنّ السلطات التركية أوقفت 67 شخصاً على خلفية الأحداث التي جرت في ولاية قيصري، مشيراً إلى أنّ "المواطنين الأتراك تصرفوا بطريقة غير لائقة بالقيم الإنسانية، وأقدموا على أعمال غير قانونية وألحقوا أضراراً بمنازل ومحال وسيارات تعود للسوريين".

وجاءت أحداث قيصري، بالتزامن مع حملة أمنيّة مكثّفة تستهدف اللاجئين السوريين في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، حيث تُجري السلطات التركية عمليات تفتيش واسعة النطاق على منازل اللاجئين وأماكن عملهم، وفي الأسواق والمولات ومحطات المواصلات.


مقالات مشابهة

  • ما مصير الوجود المضطرب للاجئين السوريين في تركيا؟
  • تركيا تغلق الحدود مع سوريا بعد اندلاع أعمال عنف في البلدين
  • برلماني روسي: وجود القوات الأجنبية غير الشرعي على الأراضي السورية خرق لميثاق الأمم المتحدة
  • تعرّض مستشارة بشار الأسد لحادث سير في دمشق
  • افتتاح معبر أبو الزندين.. منافع اقتصادية أم تطبيع مع نظام الأسد؟
  • أكبر أحزاب المعارضة التركية يعلق على اعتداءات قيصري.. معلومات جديدة عن المتورطين
  • كوزنيتسوفا: روسيا ستعمم تقريراً حول جرائم نظام كييف في الأمم المتحدة
  • ما سبب الاشتباكات بين السوريين والقوات التركية؟
  • بأجواء من القرن التاسع عشر.. موسكو تحيي فعالية "حفل بوشكين الراقص" (فيديو)
  • التقارب التركي مع الأسد يثير مخاوف في شمال سوريا..وعنتاب تضيق على اللاجئين