بالفيديو.. قتلى وجرحى بعد انهيار سقف كنيسة في المكسيك
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
قتل 9 أشخاص على الأقل وأصيب عشرات آخرون، الأحد، في المكسيك عندما انهار سقف كنيسة خلال الصلاة في مدينة سيوداد ماديرو بولاية تاماوليباس الشمالية الشرقية، وفق حصيلة جديدة أوردتها السلطات المحلية.
وأكد المتحدث باسم أمن حكومة الولاية في بيان سقوط "تسعة قتلى و40 جريحا"، مشيرا إلى أن هذه الحصيلة لا تزال غير نهائية.
وكانت حصيلة سابقة للمصدر نفسه أفادت بمقتل سبعة أشخاص وإصابة عشرة آخرين، مع تواصل عمليات البحث، وفق وكالة "فرانس برس".
وكشف المتحدث باسم وزارة الأمن في ولاية تاماوليباس المتاخمة لولاية تكساس الأميركية، خورجي كويا، أن المصابين نقلوا إلى مستشفيات قريبة، بينما لا يزال 30 في عداد المفقودين، حسبما نقلت وكالة "رويترز".
وشكر في تصريحات لقناة "فورو" رجال الأعمال المحليين الذين جلبوا معدات للمساعدة في رفع الأنقاض وجهود الإنقاذ.
ونقلت قناة "ميلينيو" عن أحد عناصر الصليب الأحمر أن فرق الانقاذ أنجزت عملها، وأنه مع حلول الليل، باتت هذه الفرق تنتظر وصول معدات ومجموعات متخصصة للقيام بـ"مسح أخير" تحت الركام للبحث عن ضحايا وناجين.
وأشار الى أنه وفق التقديرات، تواجد 80 شخصا في كنيسة "سانتا كروز" لدى انهيار السقف، وكانوا يشاركون في مراسم عماد.
وقالت السلطات في بيان إن الحادث وقع نحو الساعة 14,18 (20,18 ت غ) عندما انهار الجزء العلوي من الكنيسة بسبب مشكلة هيكلية على الأرجح.
ودعم الجنود خدمات الطوارئ تحت الأضواء الكاشفة باستخدام كلاب الإنقاذ ومعدات رفع الأنقاض لتحديد أماكن الناجين وانتشالهم من تحت أنقاض الكنيسة المدينة التي تقع على ساحل الخليج بالقرب من ميناء تامبيكو.
وأظهرت لقطات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي لحظة انهيار سقف الكنيسة، وتصاعد سحب من الدخان الرمادي في الهواء، أعقبها سقوط الجدران الخارجية المصنوعة من الطوب الأصفر.
Several people are reported trapped after the collapse of the roof of the Santa Cruz church in Ciudad Madero, Tamaulipas, #Mexico.
First response teams work to rescue people trapped under the structure. pic.twitter.com/8gKpLthJES
وقال الأسقف، خوسيه أرماندو ألفاريز، في رسالة مسجلة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي "في الوقت الراهن يجري القيام باللازم لانتشال الأشخاص الذين ما زالوا تحت الأنقاض".
وتعيد هذه المشاهد التذكير بما كان رجال الانقاذ يقومون به في العام 2017 بعيد الزلزال الذي هز وسط البلاد.
وأظهرت اللقطات أن الكنيسة التي انهار سقفها كانت محاطة بسيارات الإسعاف وعناصر الشرطة، إضافة الى أشخاص هرعوا للبحث عن أقاربهم الذين كانوا في المكان عند وقوع الحادث.
‼️????????????????????????????????‼️
????Numerous individuals potentially trapped beneath the rubble following a church collapse in the Unidad Nacional area of Ciudad Madero, Mexico, according to reports from local media
@insiderpaper pic.twitter.com/sX5RrMPH91
كما أظهر شريط تم تداوله على منصات التواصل وقيل إنه للحظة وقوع الحادث، انهيار سقف الكنيسة قبل أن تلفها كتلة ضخمة من الغبار.
ونشرت أبرشية المكسيك رسالة على منصات التواصل أعربت فيها عن تعازيها لعائلات الضحايا، وأضافت "ننضم إلى أبرشية تامبيكو في الصلاة من أجل إخوتنا القتلى والجرحى".
ونشر العديد من سكان المنطقة دعوات عبر مواقع التواصل لتوفير أجهزة وأدوات تساعد في عمليات الانقاذ.
ويقدر عدد سكان سيوداد ماديرو بنحو 200 ألف نسمة، وهي مدينة تقع عند السواحل الشمالية الشرقية للبلاد وتطل على خليج المكسيك.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: انهیار سقف
إقرأ أيضاً:
بيت حانون.. تقاتل و تنهض من تحت الأنقاض
وقف عبد الحميد الزعانين، الرجل الخمسيني، على أطلال منازله المدمرة، يحدق فيما تبقى من جدرانه المتصدعة. لم يكن المشهد صادمًا بقدر ما كان قاسيًا.
يقول بصوت مثقل بالوجع خلال حديثه لـ«عُمان»: «لم نجد ديارنا الثلاث، كلها دُمرت، وجدنا فقط نصف دار متبقية، نحاول تنظيفها للإقامة فيها، رغم الحرب والدمار والبهدلة وانعدام الخدمات بالكامل».
يتحدث عبد الحميد عن معاناة يومية تكاد تكون مستحيلة: «لا كهرباء، لا ماء، لا صرف صحي، لا مقومات للحياة، فقط ركام وأمل لا نعرف كيف نصنع منه حياة جديدة. نعاني صعوبة كبيرة في الحصول على مياه الشرب، فكل نقطة ماء نحصل عليها تأتي بعد عناء شديد».
تبدو العودة أشبه بولادة جديدة لكنها محفوفة بالعذاب، فهو وأسرته يحاولون التكيف مع هذا الواقع القاسي، يحاولون إقناع أنفسهم بأن العيش فوق أنقاض منازلهم، مكومين في نصف بيت، أفضل من النزوح والتشرد، لكن الحياة هنا لم تعد تشبه الحياة، بل أقرب إلى صراع يومي من أجل البقاء.
في كل زاوية من المكان الذي كان يومًا منزلًا، تحضر ذكريات العائلة، صوت الأطفال، رائحة الخبز الطازج، وضحكات الأهل والجيران. اليوم، كل ذلك تحول إلى صمت مطبق لا يكسره سوى وقع أقدام العائدين وسط الركام.
بيت حانون.. العودة إلى المجهول
مع بزوغ فجر كل يوم، يخطو أهالي بيت حانون خطواتهم الثقيلة فوق الركام، عائدين إلى أرضهم بعد شهور طويلة من النزوح القسري. يعودون محملين بالشوق إلى منازل لم يبقَ منها إلا الحجارة المتناثرة، وأحياء كانت تعج بالحياة قبل أن تتحول إلى ساحات خراب.
العائلات تقتحم مشهد الدمار بإرادة لا تنكسر، تحاول ترتيب بقايًا البيوت، تجمع ما تبقى من أثاث، وتبحث عن أي زاوية تصلح للسكن وسط غياب تام للبنية التحتية. لا ماء، لا كهرباء، لا خدمات أساسية، فقط تحدٍّ يومي للبقاء.
بينما يتأمل العائدون مدينتهم المدمرة، يدركون أن معركتهم الحقيقية لم تنتهِ بعد، بل بدأت من جديد. إنها معركة من أجل البقاء، حيث لا مجال للاستسلام.
معركة من أجل أبسط مقومات الحياة
عودة طال انتظارها، تأتي وسط مشاعر متضاربة بين السعادة بلقاء تراب الأرض التي اشتاقوا إليها، وبين الوجع لما فقدوه خلال أشهر الحرب. في بيت حانون، الحزن مؤجل إلى حين، فالانشغال بتجهيز خيمة أو تعبئة جالون ماء هو سيد المشهد. إنها ليست مدينة تقاتل من أجل النجاة فحسب، بل تصارع من أجل أبسط مقومات الحياة.
وسط هذا الدمار، يبحث الأطفال عن أماكن للعب بين الأنقاض، بينما يحاول الرجال والنساء العثور على ما يمكن استخدامه لإعادة ترتيب أماكن الإقامة البديلة. ويواجه الأطفال والنساء والشباب يوميًا رحلة بحث عن الماء والغذاء، حيث باتت هذه المتطلبات البسيطة رفاهية لا تُتاح بسهولة.
يقطع بهاء قزعاط، الشاب العشريني، نحو خمس كيلومترات يوميًا من أجل الحصول على بضع جالونات من المياه الصالحة للشرب.
يقول بصبر وعزيمة، وهو يقف في طابور توزيع المياه أمام سيارة البلدية: «نعم، نحن نعيش فوق الركام، ولكننا لن نغادر، سنظل هنا صامدين. بيت حانون ستنهض من جديد مهما حاولوا إبادتها».
رغم ذلك، لا يخفي بهاء إحساسه بالإحباط مشيرا لـ«عُمان»: «كنا نعيش حياة طبيعية، كنا نملك بيوتًا، وظائف، وأحلامًا. اليوم، كل شيء تغير. حتى الماء، أصبحنا نحصل عليه بصعوبة، وكأنه كنزٌ ثمين علينا القتال من أجله يوميًا».
خراب فوق خراب
هذه المنازل التي تحولت إلى ركام تحمل حجارتها المهدمة كثيرًا من الحكايات التي عاشتها المدينة بحلوها ومرها، هنا، يخفون حسرتهم لما آلت إليه أوضاعهم، ويسعون إلى ترتيب حياتهم وسط الخراب. ليس لديهم خيار سوى التعايش مع ما هو متاح، رغم قسوة الظروف.
بينما يجلس حسن عايش، المواطن الأربعيني، فوق بقايا جدار منزله، يمرر يده فوق حجارة صامتة تشهد على ما كان هنا يومًا ما. يقول بحسرة: «هذا ليس بلدًا منكوبًا، بل كأن تسونامي اجتاحه. هذه البلدة قبل حرب السابع من أكتوبر كانت جنة، مليئة بالحياة والمعمار والخدمات. اليوم، لم يتبقَ منها شيء، فقط خراب فوق خراب».
يزفر حسن بغضب قبل أن يضيف لـ«عُمان»: «لكننا لن نستسلم. سنعيد بناءها كما فعلنا مرات عديدة من قبل. سنبني من جديد، حتى لو اضطررنا للعيش فوق الأنقاض لسنوات».
بيت حانون.. مدينة على خط الصراع
تعد مدينة بيت حانون من المدن الحدودية مع الداخل الفلسطيني المحتل، ولطالما تعرضت للتجريف والتدمير من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وفي كل مرة كان أهلها يعيدون بناءها من جديد. منذ سنوات النكبة وحتى اليوم، كانت بيت حانون دائمًا في قلب الصراع، تدفع ثمن موقعها الاستراتيجي.
على مدار العقود الماضية، كانت المدينة ساحة للمواجهات المتكررة، حيث شهدت اجتياحات عسكرية عدة، وكانت هدفًا للغارات الجوية والقصف المدفعي. رغم ذلك، بقي أهلها متشبثين بأرضهم، يعيدون بناء بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم، في مشهد يعكس صلابة الفلسطينيين وإرادتهم التي لا تُكسر.
وخير شاهد على هذا التاريخ من الصمود الفلسطيني في بيت حانون، هو مصطفى عبدالهادي، المسن السبعيني، الذي التقيناه متكئًا على عصاه بينما ينظر إلى الدمار من حوله.
يقول لـ«عُمان»: «منذ طفولتي، وأنا أشهد بيت حانون تُدمر ثم تُبنى من جديد. الاحتلال يهدم ونحن نعيد الإعمار، لم نستسلم يومًا، ولن نستسلم الآن».
يتذكر مصطفى كيف كانت المدينة مليئة بالحياة، الأسواق تعج بالبائعين، المدارس تكتظ بالطلاب، والمزارع الخضراء تحيط بالمكان. يغلق عينيه في أسى، ثم يقول بصوت خافت: «اليوم، كل شيء تحول إلى ركام». قبل أن يستدرك بصوت عالٍ: «لكن الإرادة لا تزال حاضرة. بيت حانون لن تموت، سنعيدها كما فعلنا عشرات المرات».