ما تداعيات الصدام بين حفتر والإدارة الأمريكية بسبب زيارة روسيا؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
طرح تحذير الولايات المتحدة الأمريكية للواء الليبي، خليفة حفتر ومطالبته بالابتعاد عن روسيا، بعض الأسئلة عن تداعيات هذا التحذير وما إذا كان حفتر سيرضخ لها أم يستمر في تواصله مع موسكو من أجل الحصول على دعم منها على عدة أصعدة.
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض أن "واشنطن حذرت حفتر وغيره من القادة الليبيين من الاعتماد على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مبدية عدم رغبتها في تقاربه مع روسيا، وذلك ردا على الزيارة التي قام بها حفتر إلى موسكو قبل أيام، والتقى خلالها بالرئيس الروسي "بوتين" ووزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو".
"تحذير مضحك"
وذكر المتحدث باسم حفتر أنه "تم خلال الزيارة إجراء مشاورات بشأن التطورات في ليبيا والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، دون مزيد من التفاصيل".
وفي أول رد فعل على التحذير الأمريكي لحفتر بسبب تقاربه مع موسكو، علقت السفارة الروسية لدى ليبيا بسخرية على موقف واشنطن، قائلة: "واشنطن تواصل إمتاعنا، ضحكنا طوال المساء"، بحسب ما أوردته قناة "آر تي عربية".
فما تداعيات الصدام بين الإدارة الأمريكية وحفتر الآن؟ وهل تعيد واشنطن ملف مرتزقة "فاغنر" الروسية وعلاقتها بحفتر للواجهة للضغط على الأخير؟
"حسابات شخصية وليست وطنية"
من جهتها، قالت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراس إن "حفتر في كل الأحوال هو مواطن أمريكي ويجب ألا تتحمل ليبيا تداعيات الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا، وعلى حفتر بصفته يمثل القوة العسكرية للمنطقة الشرقية أن يضع في حساباته سلامة الدولة الليبية وخاصة في المنطقة الشرقية التي تعتبر حفتر وقواته هم من دافع عنهم وقدم لهم يد العون".
وأشارت في تصريحات لـ"عربي21" إلى أنه "يجب أن يلتزم كل القادة الليبين في شرق وغرب البلاد بضمان استقرار ليبيا وتخليهم عن شركائهم من الدول الأخرى وخاصة المتدخلين في الشأن الليبي عسكريا، كون الحفاظ على وقف إطلاق النار والتخلي عن الجماعات الأجنبية المسلحة داخل الأراضي الليبية هو أولوية في هذه الظروف التي تمر بها البلاد، فلا نريد أن تكون ليبيا ساحة للصراعات الدولية الكبرى"، وفق قولها.
"إنهاء مستقبل حفتر السياسي"
في حين قال الكاتب الليبي والمستشار السياسي السابق للقيادة العامة، محمد بويصير، إن "رد الفعل من قبل الإدارة الأمريكية على هذا التقارب سيكون موجعا لحفتر، كما حدث في أوكرانيا كون الولايات المتحدة دولة عظمى لا تفتقر للوسائل، وخاصة أنه حذروا حفتر رسميا قبل سفره لموسكو ولقاء بوتين".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "رد فعل واشنطن سيكون متخطيا لمستوى الحد الأدنى المتمثل فى التصريحات والمقابلات، وعلى اعتبار أنه أدخل نفسه في خانة أعداء أمريكا فلابد من إنهائه سياسيا وعسكريا، وأدوات أمريكا كدولة عظمى كثيرة"، بحسب تقديره.
وتابع: "ليبيا على تخوم أوروبا، والحربين العالميتين تشهدان على ارتباطها الاستراتيجي بالأمن الأوروبي، والإدارة الأمريكية تفضل دائما شركاء محليين يعتمد عليهم في تنفيذ ما خططوا له"، كما قال.
"تنسيق خفي بين واشنطن وموسكو"
الأكاديمية الليبية والأمينة العامة السابقة لحزب الجبهة الوطنية، فيروز النعاس رأت من جانبها أن "الموقف الأمريكي غير واضح وغير جلي، وكون زيارة حفتر لروسيا جاءت مباشرة بعد لقائه بالأمريكان متمثلة في قائد قوات الأفريكوم شيء يدعو للريبة".
واستبعدت أن "يتحدى حفتر أمريكا بهكذا تصرف وأن الأمر يخفي أكثر مما يظهر وقد يصل لدرجة التنسيق بين واشنطن وموسكو في الملف الليبي، أما بخصوص تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن وحديثه عن عائلة حفتر فكل ما ورد به العالم أجمع يعلمه وليس بجديد"، وفق رأيها.
وأضافت في تصريح لـ"عربي21": "الجديد يكون في حالة اتخاذ إجراءات حقيقية وحاسمة تجاه ما ورد بالتقرير أما مجرد صدور التقرير في هذا الوقت فهو عبارة عن ورقة ضغط لأغراض سياسية تخدم مصالح بعض الدول المتدخلة في الشأن الليبي، أما ملف الفاغنر فقد استخدمته أميركا للضغط على حفتر ولكن لم تكن أبدا جادة في موقفها حيال توغل هؤلاء في ليبيا"، كما رأت.
"استمرار التواصل مع روسيا"
وبدوره رأى المحلل السياسي الليبي، وسام عبدالكبير أن "الظروف الدولية والإقليمية الحالية مناسبة جدا للولايات المتحدة الأمريكية لإعادة ملف "فاغنر" للواجهة من جديد والتوقيت مناسب أيضا للضغط على تواجد وانتشار الفاغنر في دول الساحل الإفريقي وليبيا".
وبين أن "الاضطرابات في مالي والحرب في السودان والترقب الحذر في النيجر والجمود السياسي في ليبيا إضافة إلى استمرار حرب الاستنزاف في أوكرانيا يجعل التوقيت مناسب جدا للضغط من قبل واشنطن للتخلص من هؤلاء المرتزقة وحصارهم"، حسب كلامه.
وبخصوص تحذير واشنطن لحفتر، قال: "التحذير يأتي في نفس السياق السابق، لكن حفتر عنيد ويعرف الأمريكان جيدا كونه يحمل الجنسية وعاش هناك سنوات لذا لايثق فيهم، وبالتالي سوف يواصل تعزيز علاقاته وتحالفاته مع القيادة الروسية ولن يلتفت للتهديد الأمريكي"، بحسب رأيه وتصريحه لـ"عربي21".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حفتر موسكو ليبيا التحذير الأمريكي ليبيا موسكو حفتر تحذير أمريكي سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
روسيا تستنكر خطة "حرب النجوم" الأمريكية
انتقدت روسيا، الجمعة، خطة الرئيس دونالد ترامب لبناء درع صاروخية أمريكية، على غرار ما أطلق عليه خطة "حرب النجوم"، معتبرة أن ذلك يهدد بتحويل الفضاء إلى ساحة مواجهة.
ودعا ترامب في أمر تنفيذي، الإثنين، إلى إنشاء "قبة حديدية لأمريكا" لمواجهة تهديدات صاروخية بالستية وأسرع من الصوت، ما يعيد إحياء أجزاء من خطة مثيرة للجدل من عهد رونالد ريغان، أطلق عليها "حرب النجوم"، كان من شأنها نشر صواريخ اعتراضية في الفضاء.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إيجاز صحافي: "نعتبر هذا تأكيداً جديداً لنية الولايات المتحدة تحويل الفضاء إلى ساحة للمواجهة المسلحة، ونشر الأسلحة هناك".
واعتبرت زاخاروفا أن الخطة ستوسع ردع واشنطن الصاروخي إلى نطاق "مماثل لحرب النجوم في عهد ريغان"، مؤكدة أن ذلك "مشين".
ورأت أن هذه الخطوة تهدف في المقام الأول إلى "تقليل قيمة قدرات الردع الاستراتيجية الروسية والصينية".
وتابعت "بعبارة ملطفة، لن تساهم هذه الأساليب الأمريكية في الحد من التوترات".
وتشير خطة "القبة الحديدية" في مرسوم ترامب إلى نظام ناجح، تستخدمه إسرائيل لإسقاط الصواريخ القصيرة المدى.
وتواجه واشنطن تهديدات صاروخية مختلفة من خصوم، لكن تلك التهديدات تختلف بشكل كبير عن الأسلحة القصيرة المدى التي صُممت القبة الحديدية الإسرائيلية لمواجهتها. وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي عن صاروخ فرط صوتي جديد أطلق عليه اسم "أوريشنيك"، سلاح يعتقد الخبراء أنه يحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت بعشر مرات.
وقالت الولايات المتحدة في استراتيجيتها للدفاع الوطني لعام 2022 إن بكين تسد الفجوة أيضا مع واشنطن عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا الصواريخ البالستية والصواريخ الفرط صوتية.
وتبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات بنشر أسلحة في الفضاء في السنوات الأخيرة.
واتهمت الولايات المتحدة روسيا في مايو (أيار) الماضي بنشر "سلاح فضائي" في المدار نفسه لقمر صناعي أمريكي.