سرايا - من الشتات اليهودي إلى الفلسطينيين، تُظهر أفكار ر. بنيامين كيف تم تصوُّر بدائل للصهيونية السائدة، حتى في أيامها الأولى.


فيما يلي قراءة في كتاب "كيدما مزراحا: ر. بنيامين، ثنائية القومية والصهيونية المضادة" (بالعبرية)، تأليف آفي رام تزوريف، الصادر عنه "مركز زلمان شازار".

* * *
كثيرًا ما أُنفقُ الوقت في تصفح الـ"فيسبوك"، حيث تميل الأطروحات السياسية إلى تكرار نفسها.

قبل بضعة أشهر، نشر أحد الأصدقاء اقتباسًا لتيودور هرتزل، الذي يعد أبو الصهيونية السياسية الحديثة، في محاولة لإثبات أن هرتزل كان إنسانيًا وليبراليًا. وقد علقتُ على الفور بأن الرجل لم يكن استعماريًا صريحًا فحسب، بل إنه عرّف الصهيونية بأنها حركة استعمارية في الأساس. وفي الواقع، كتب هرتزل بأمانة عن المعارضة الحتمية التي ستنشأ من جانب "السكان الأصليين" للمستوطنين اليهود في أراضيهم، وعن حاجة الحركة الصهيونية إلى اللجوء إلى القوى الأوروبية الإمبريالية للتغلب على هذه المقاومة.
في الرد على تعليقي، قال أحد المشاركين في المناقشة إن تفسيري ينطوي على مفارقة تاريخية ولا ينتمي إلى الفترة التي يجري تصويرها: كان هرتزل نتاج عصره، وما الذي قد يكون أسهل من انتقاد شخص نشط قبل 120 عاماً؟ كيف كان سيعلم أن آراءه ستعد غير مقبولة بعد مرور أكثر من قرن من الزمن لاحقًا؟
إن توقع وجوب أن نحجم عن تطبيق أفكار ومعايير اليوم على الماضي هو توقع مشروع بطبيعة الحال. ولكن، في الغالبية العظمى من الحالات، يعمل الاندفاع نحو تبرير تصريحات الشخصيات التاريخية بنوع من المنطق الدائري: إذا كان هرتزل قد تحدث بإعجاب عن الاستعمار، كما يجري التفكير، فربما كان السبب في ذلك هو أنه كان من المستحيل التحدث بخلاف ذلك في ذلك الوقت، والدليل على هذه النظرية هو أنه فكّر بهذه الطريقة فعليا. ولذلك، يتعين علينا أن نعمل بجد أكبر إذا ما أردنا أن نعيد إنتاج النطاق الكامل للأفكار بأمانة في أي فترة معطاة.
في المقام الأول، يشكل كتاب آفي رام تزوريف Avi-ram Tzoreff الجديد، "كيدما مزراحا: ر. بنيامين، ثنائية القومية والصهيونية المضادة" (صدر بالعبرية عن مركز زلمان شازار) محاولة لفعل ذلك على وجه التحديد. إنه ينعش تصورنا التاريخي للصهيونية، وبفعله ذلك يوضح إلى أي مدى يمكن للمرء أن يكون بعيدًا عن المواقف المهيمِنة التي يتعلمها الإسرائيليون في المدرسة. ويعرض الكتاب، الذي نشأ من أطروحة الدكتوراه المدروسة جيدًا التي ألفها تزوريف، بوضوح التطور الفكري لموضوعه والاتساق الداخلي لأفكاره.
في ظاهر الأمر، يدور الكتاب حول ر. بنيامين -الاسم المستعار ليهوشوا ريدلر فيلدمان، وهو ناشط وكاتب صهيوني ولد في العام 1880 في غاليسيا، التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، والذي وصل إلى فلسطين في العام 1907 وتوفي في العام 1957. (يرمز الحرف R إلى كلمة "حاخام" بالإنجليزية Rabbi، وهو ما كان في ذلك الوقت لقبًا شائعًا للرجال اليهود في أوروبا الشرقية، وليس لقبًا رسميًا).
مع ذلك، بدلاً من أن ينشئ تزوريف سيرة ذاتية نموذجية تتمحور حول حياة بنيامين أو محاولة تصويره كنموذج يحتذى به، يبني تزوريف كتابه حول مواقف بنيامين من سلسلة طويلة من القضايا التي تكمن في جوهر الخطاب الصهيوني في النصف الأول من القرن العشرين. ومن خلال هذا التصميم، يوفر تزوريف للقارئ منظورًا يمكن من خلاله فهم الأشكال المهيمِنة للصهيونية التي سادت في نهاية المطاف.
القومية باعتبارها وثنية
كان بنيامين يهوديًا حريديًا عرّف نفسه بأنه صهيوني ومعجب بهرتسل حتى نهاية حياته، في ما يرجع إلى حد كبير إلى دعوة هرتزل اليهود إلى مغادرة أوروبا والهروب من معاداة السامية القاتلة هناك. وفي سنواته الأولى في فلسطين، عمل بنيامين كاتبًا مبتدئًا في "مكتب فلسطين"، الذي كان في ذلك الحين الهيئة الصهيونية المركزية التي تتعامل مع الاستحواذ على الأراضي. كما قام، مع يوسف حاييم برينر، أحد رواد الأدب العبري الحديث، بتحرير مجلة "ها ميورر". وكان شخصية معروفة بين أفراد القيادة الصهيونية، وكان ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، من بين قراء مقالاته.
يُظهر كتاب تزوريف أنه لا يمكن النظر إلى بنيامين على أنه شخص طرح بديلاً ثابتًا ومتساوقًا للاتجاهات السائدة في الصهيونية. ومع ذلك، بالنظر لمواقفه، من اللافت ملاحظة مدى افتراق بنيامين عن الخطاب السائد. وعلى النقيض من القبول واسع النطاق لمجموعة من الأفكار بين القيادة الصهيونية -إنكار الشتات اليهودي، والاغتراب تجاه الفلسطينيين الذي سرعان ما تحول إلى عسكريتارية عدوانية، والمعاملة العنصرية لليهود السفارديم واليمنيين- أظهر بنيامين انفتاحًا جذريًا على كل هذه المجموعات.
لقد نشأت أنا شخصيًا على صور المدينة اليهودية المتخلفة في أوروبا الشرقية. وحتى يومنا هذا، يُستخدم مصطلح "الشتات" كتعبير ازدرائي مُهين في اللغة العبرية، حتى لتصوير المنتقدين اليهود للعنف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين على أنهم جبناء بسبب هذا "الشرط". لكن اليهود عاشوا في مدينة زبوريف الغاليسية، كما يصفهم بنيامين في مذكراته، في وسط المدينة، في شوارع واسعة، وكانوا يتفاعلون بانتظام مع جيرانهم. كان اليهود من بين مجموعات محلية عدة حصلت على الحكم الذاتي داخل الإمبراطورية النمساوية المجرية، وعاشوا في سلام قبل نشوء الصراعات العنيفة الناجمة عن نشوء الدول القومية. ولم يكن هناك أيضًا أي شرط أو متطلب مسبق يجبر اليهود على التخلي عن معتقداتهم وعاداتهم التقليدية من أجل الاندماج.
كان بنيامين ينظر إلى القومية على أنها عبادة وثنية -بديل عن القبول بسيادة الله- ولذلك كرس جزءًا كبيرًا من حياته لتحصيل الحقوق اليهودية في أطر لم تكن تتمحور حول الدولة القومية ذات السيادة، أولاً في ظل الإمبراطورية العثمانية، ثم في إطار الدول التي يهيمن عليها العرب في الشرق الأوسط خارج حدود فلسطين.
ويستشهد تزوريف بعمل المؤرختين الإسرائيليتين؛ أنيتا شابيرا ودينا بورات، اللتين اتهمتا بنيامين بأنه "غير واقعي" و"منفصل عن الواقع". ولكن، كما يوضح تزوريف، كانت القيادة الصهيونية الرسمية هي التي فصلت نفسها عن الواقع المروع الذي كان يحيط بيهود أوروبا.
في وقت مبكر من العام 1942، قبل أشهر عدة من اعتراف "اليشوف" في فلسطين رسميًا بالمحرقة (الهولوكوست) المستمرة، حذر بنيامين، الذي كان آنذاك رئيسًا لحركة "الدامي" (ليس دمي)، من "القتل الجماعي" الذي يرتكبه النازيون ووصفه بأنه "شكل جديد لم يكن موجودًا في العالم من قبل". ودعا إلى الفصل بين المطالبة الملحة بإنقاذ حياة اليهود في أوروبا وبين الأطماع الصهيونية التي سعت، أولاً وقبل كل شيء، إلى خلق أغلبية يهودية في فلسطين وإلى إلغاء القيود التي فرضها الانتداب البريطاني على الهجرة اليهودية إلى هناك في العام 1939، في أعقاب الثورة العربية.
بدلاً من الانصياع للموقف الصهيوني الرسمي، سعى بنيامين إلى تقديم المساعدة المالية والسياسية للاجئين اليهود الذين تمكنوا من الوصول إلى الاتحاد السوفياتي، وتوطينهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط بناءً على اتفاقيات مع الحكومات المحلية. ومقارنة بإلحاح بنيامين على إنقاذ أكبر عدد ممكن من اليهود، فإن تجاهل القيادة الصهيونية العميق للشتات عنى أنها لم تكن تعطي الأولوية لإنقاذ اليهود الأوروبيين، ولم توفر الموارد اللازمة للقيام بذلك.
"نحن نصنع البركان"
لم تتشكل أفكار بنيامين بانفتاحه فحسب، بل وأيضاً باستعداده الثابت لتجنب الاعتقاد بالاستقامة العرقية الذاتية ورغبته في دراسة الواقع الاجتماعي الذي كان يحيط به. وقد قرأ اللغة العربية، ونشر مقالات في الصحف الفلسطينية، واستعار في مذكراته مواضيع من الكاتب المصري الشهير طه حسين. كما عارض الطرد المنهجي الذي مارسته الحركة الصهيونية للعمال الفلسطينيين، وأعرب عن بعض التفهم للمقاومة العنيفة التي قام بها الفلسطينيون للخطط الصهيونية في وطنهم.
كتب بنيامين في العام 1928: "حتى أكون ’الأغلبية‘، يجب أن يكون أحدٌ آخر ’الأقلية‘، ومن المفهوم أنه مثلما أريد أنا أن أكون ’الأغلبية‘، فكذلك يريد ذلك الآخر. وكان هذا، إذن، إعلانًا مفتوحًا عن منافسة لا نهاية لها، وبالتالي يستطيع المرء أن يتحدث عن هدنة مؤقتة فقط (...) ولكن ليس عن سلام حقيقي ووحدة أخوية حقيقية".
وخلافاً للكثير من الخطاب عن السياسة الفلسطينية اليوم، لم يستسلم بنيامين لإغراء وصف المقاومة الفلسطينية للصهيونية بأنها معادية للسامية، ولم ينظر إلى اليهود في فلسطين كضحايا، كما كانوا بالتأكيد في أوروبا. وكتب في العام 1922: "في الشتات نعيش على بركان، وهنا نبني على بركان. بل الأصح: نحن أنفسنا نخلق البركان، الحمم البركانية".
بدلاً من فرض السيادة اليهودية بالقوة بدعم من الحكومة الاستعمارية البريطانية، سعى بنيامين إلى الحصول على "وعد بلفور" جديد ومختلف من الشعب العربي، ليحل محل التعهد البريطاني سيئ السمعة للقضية الصهيونية في العام 1917، وبالتالي ضمان أمن اليهود وحقوقهم في الحياة والتعليم والثقافة والدين كجزء من دولة عربية أوسع. وقد حظي اقتراح وجودٍ يهودي مستقل في منطقة عربية أكبر بالقبول في العديد من الأوساط الفلسطينية والعربية.
قرب نهاية حياة بنيامين، بينما قدمت وسائل الإعلام الإسرائيلية "قضية لافون" في العام 1954 -وهي عملية زائفة تم فيها القبض على جواسيس ومخربين يهود وهم يحاولون تفجير أهداف مدنية في مصر- باعتبارها تشهيرًا معاديًا للسامية، تجنب بنيامين مرة أخرى إظهار الاعتقاد الصلاح الذاتي، مشيراً إلى أن "الحكومة (الإسرائيلية) لم تعلن رسمياً وبلغة واضحة أن المتهمين لم يكونوا متورطين حقًا في أعمال تجسس".
وعلى النقيض من أصدقائه السابقين في حركة "بريت شالوم" -وهي منظمة سياسية للمثقفين الصهاينة اليهود الذين آمنوا، أثناء الانتداب البريطاني، بثنائية القومية بدلاً من إنشاء دولة يهودية- ظل بنيامين ثابتاً في الدعوة إلى الاعتراف بالحقوق الفلسطينية ومعارضة اضطهادهم العنيف، حتى بعد قيام الدولة.
بصفته محررًا لمجلة نير ("الشمعة")، دعا بنيامين طوال الخمسينيات الحكومة إلى السماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم. وبدلاً من استخدام مصطلح "مستانينيم" (حرفيًا، المتسللين) -التسمية الرسمية للاجئين الفلسطينيين الذين حاولوا عبور حدود الدولة الجديدة للعودة- أشار بنيامين إليهم باسم "معابيليم"، وهو الاسم الذي كان يستخدم للإشارة إلى اليهود الذين تحدوا القيود البريطانية على الهجرة إلى فلسطين في الأربعينيات. وعندما توفي بنيامين في العام 1957، حضر جنازته العديد من العرب الذين كان قد ساعدهم خلال الحكم العسكري الإسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين في الدولة، والذي استمر في الفترة بين العامين 1948 و1966.
إعادة التفكير في الماضي "الحتمي"
عبرت حساسية بنيامين تجاه المجتمعات اليهودية المهمشة عن نفسها أيضًا. كان متورطًا في جلب اليهود اليمنيين إلى فلسطين في 1911-1912، ولكن على عكس بعض أعضاء القيادة الصهيونية الذين كانوا ينطوون على نظريات عنصرية علمية زائفة (وأبرزهم آرثر روبين)، رفض بنيامين الإشارة إليهم على أنهم "عمال طبيعيون" ينتمون إلى عرق ساميّ أدنى. وبدلاً من ذلك، تعاطف مع عاداتهم الدينية وشجب التسهيلات غير الكافية التي تم توفيرها لهم.
في اعتراف به كحليف مخلص، اختار "حزب الرابطة اليمنية" السياسي بنيامين كمرشح لأول مجلس للنواب، وهو المجلس البرلماني المنتخب للجالية اليهودية في فلسطين الانتدابية. كما عمل بنيامين جاهدًا من أجل منع تهميش الطائفة اليهودية السفارديمية في فلسطين، وحذر من افتقارها إلى التمثيل السياسي في المؤسسات الصهيونية.
بل إن الأكثر إثارة للدهشة هو أن بنيامين الحريدي كان أيضًا مؤيدًا لحركة حق المرأة في التصويت، وانتقد أولئك الذين وبخوا الناشطات بهدف جعلهن يخضن نضالاتهن بشكل أقل عدوانية. وكما يشير تزوريف، فإن دعم بنيامين لحق المرأة في التصويت كان متناسبًا مع رفضه تشويه سمعة الشتات اليهودي: إنه لم يستوعب المجاز المعادي للسامية للرجل اليهودي الشتاتي الذي تم تأنيثه بإفراط، على عكس العديد من الصهاينة، وبالتالي لم يكن خائفًا من التعبير عن دعمه للحركات السياسية النسائية كرجل.
في هذا، شكل ر. بنيامين النقيض التام لشخص مثل يوسف حاييم برينر، محرره المشارك السابق، الذي انتقد الرجال اليهود بسبب "أخلاقهم الأنثوية" وافتقارهم إلى "القوة الرجولية". وليس من الصعب أن نرى كيف يمكن لمثل هذه الأفكار حول الذكورة اليهودية أن تمهد الطريق، بعد بضع سنوات فقط، لتبني الحركة الصهيونية النزعة العسكرية المفرطة.
إلى جانب هذا الانفتاح الجذري، ظل بنيامين ثابتًا في العديد من القناعات الدينية التقليدية. في أحد الفصول الأخيرة من الكتاب، يشير تزوريف إلى أن بنيامين عارض مباريات كرة القدم العامة في أيام السبت. وهو تذكير بأن بديله للقومية والعسكريتارية كان ما يزال قائمًا على صيانة الاحترام الجماعي للهالاخا (القانون اليهودي) والمتزفوت (الوصايا التوراتية)- وهو موقف غير مقبول لدى الجمهور اليهودي العلماني.
ليس الغرض من كتاب تزوريف تكريم ر. بنيامين أو كسب معجبين جدد له. كان الغرض، على حد تعبير المؤلف، هو توفير "أساس لإجراء فحص نقدي للتاريخ الصهيوني من خلال التجوال في شوارعه الجانبية، مسترشدين بكتابات (بنيامين)". وما يزال من الشائع التهرب من انتقاد الضرر الذي تلحقه الصهيونية بالفلسطينيين والمزراحيين من خلال الإشارة إلى "روح العصر"، تمامًا كما فعل محاوري على "فيسبوك". ومع ذلك، فإن نفس هؤلاء الأشخاص لن يقدموا أبدًا الدفاع نفسه عن الشخصيات التاريخية التي ألحقت الضرر باليهود. كما يفترضون أن الشخصيات الصهيونية المهيمنة مثلت ببساطة الخيارات المتاحة في فترتها، من دون التساؤل عما إذا كان هذا هو واقع الحال حقًا.
من دون المعرفة عن الشخصيات التي تصورت بدائل جذرية، فإن هذا الماضي "الحتمي" يجعل الحاضر يبدو حتميًا فقط بالقدر نفسه. ومع ذلك، فإن إدراك المدى الكامل لأفكار بنيامين، من بين أفكار أخرى كثيرة، يمكِّننا من تصور واقع مختلف تمامًا هنا اليوم.

*توم بيساه Tom Pessah: عالم اجتماع وناشط إسرائيلي.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: The Haredi Zionist who advocated radical openness

ترجمة: علاء الدين أبو زينة


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: اليوم فلسطين رئيس المدينة مدينة الدولة فلسطين العالم الفصل فلسطين فلسطين الحكومة الشعب أمن الحكومة الدولة فلسطين فلسطين مجلس فلسطين التعبير كرة الدفاع العالم فلسطين مصر المدينة مدينة مجلس كرة اليوم الحكومة الدولة أمن التعبير الدفاع الشعب الفصل حسين رئيس العدید من فی فلسطین ر بنیامین الیهود فی فی أوروبا فی العام الذی کان على أنه من خلال مع ذلک فی ذلک لم یکن

إقرأ أيضاً:

هل تنتقل إسرائيل إلى ما بعد الصهيونية؟

وسلطت حلقة برنامج "موازين" -التي بثت على منصة "الجزيرة 360"- الضوء على موضوع الصهيونية، والأسس التي قامت عليها، والدعوة التي يطرحها بعض المفكرين الإسرائيليين بشأن الانتقال إلى "ما بعد الصهيونية"، وتأثير الحرب على قطاع غزة على هذه الدعوة.

في هذا السياق، يؤكد مدير مركز الزيتونة للدراسات الدكتور محسن صالح أن تيار "ما بعد الصهيونية" ظهر في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وظهر بشكل واضح كتيار له فكره في عام 1993 مع اتفاق أوسلو، ومن رواده المؤرخان إيلان بابيه وآفي شلايم وغيرهما.

وهو تيار يجمع ما بين "المؤرخين الجدد" و"علماء الاجتماع التقدميين".

ويركز "المؤرخون الجدد" على فكرة إنشاء الكيان الإسرائيلي، وقدموا رواية مختلفة عن الرواية الإسرائيلية المُعتمدة، اقتربت كثيرا من الرواية الفلسطينية، واعترفوا -بحسب ما يوضح الدكتور محسن- بأن الشعب الفلسطيني تعرض للكثير من المعاناة والقهر والمذابح والتهجير.

وفي نظر "المؤرخين الجدد"، فقد حققت الصهيونية مرادها بإنشاء الكيان الإسرائيلي عام 1948، ويفترض بعد ذلك أن تدخل إسرائيل في مرحلة "ما بعد الصهيونية".

غير أن هذا التيار -يواصل الدكتور صالح- شهد انشقاقا في صفوفه مع رفض البعض أن تكون هناك حقوق متساوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورجع كثير منهم إلى صهيونيتهم.

وفي تفكيكه لمصطلح "ما بعد الصهيونية"، يوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى أن هناك جانبين لهذا المصطلح، جانب تاريخي وينطلق من أن الصهيونية كحركة انتهى دورها مع إقامة ما تسمى بدولة إسرائيل.

وفي المقابل هناك جانب تحليلي قاده بالأساس "المؤرخون الجدد" وهو جزء من التفكير لـ"ما بعد الصهيونية"، وتقول هذه الفكرة إن "ما بعد الصهيونية" هو واقع وإطار تحليلي لفهم التحولات التي يمر بها المجتمع الإسرائيلي، ومنها فشل فكرة بناء الهوية الصهيونية التي حلم بها "مؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن غوريون.

ويلفت إلى ظهور تيار مهم في إسرائيل إلى جانب "ما بعد الصهيونية"، وهو "الصهيونية الجديدة"، وهو تيار يحاول أن يبعث المشروع الصهيوني من جديد، وقد انتصر مع صعود اليمين المتطرف في إسرائيل، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي.

ويشير الدكتو مصطفى إلى وجود صراع داخل إسرائيل حول مفهومي الصهيونية واليهودية، ولكن الصراع المهم خلال السنوات الأخيرة يدور حول مفهوم الهوية اليهودية، بمعنى: هل تكون إسرائيل دولة أكثر دينية أم دولة بالمفهم القومي والثقافي؟

تفكيك الصهيونية

وعن إمكانية تحوّل إسرائيل إلى دولة ديمقراطية ليبرالية غير صهيونية، يرى الدكتور مصطفى أن تحقيق ذلك يتطلب تفكيك أيديولوجية الصهيونية، والديمقراطية بالنسبة لإسرائيل في الوضع الحالي هي أداة لإدارة المشروع الصهيوني.

ويشير إلى ما أسماه عطبا في جوهر النظام الديمقراطي الحقيقي، ويظهر ذلك في غياب المساواة بين كل المواطنين، فمثلا أعطى الاحتلال للفلسطينيين (مليون و600 ألف) مواطنة إسرائيلية، لكنهم لا يتمتعون بالمساواة التامة مع اليهود، لا فرديا ولا جماعيا.

ويستبعد مدير مركز الزيتونة للدراسات أن تزول النزعة الصهيونية، بل ستتصاعد -في نظره- وستبقى وستكرس "الصهيونية السياسية"، لأن "مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي قائم على فكرة الحفاظ على يهودية الدولة وأن يتم الوصول إلى ما يعرف بشرعية الدولة اليهودية في المنطقة، وهذا ما يعنيه المشروع الصهيوني".

كما أن الاحتلال سيحرص على أن يبقى قويا وقادرا على الهيمنة والبقاء في بيئة معادية بعد الضربة القاسية التي تلقاها في معركة "طوفان الأقصى"، مشيرا في هذا السياق إلى أن نظرية الردع الإسرائيلي ضربت في الصميم بسبب "طوفان الأقصى".

ويتحدث الدكتور صالح في هذا الإطار عن العقلية الإسرائيلية التي تقوم -حسب رأيه- على إلغاء الآخر من حيث التاريخ والمكان والجغرافيا والدين، وهذا ما يفسر سلوكهم مع الفلسطينيين ومن خلال الاستيطان والتهويد.

ولمشاهدة الحلقة كاملة، يرجى الضغط على هذا الرابط في منصة "الجزيرة 360".

18/9/2024المزيد من نفس البرنامجموازين ــ التكافل في زمن الكوارثplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 23 seconds 50:23موازين- الإباضية.. النشأة والأفكارplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 11 seconds 50:11موازين ـ منظومة القضاء في الإسلامplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 33 seconds 50:33موازين- التبشير.. جذوره ومخاطرهplay-arrowمدة الفيديو 51 minutes 41 seconds 51:41موازين- العلاقات السياسية في الإسلام بين الأحكام الشرعية والمتغيرات الدوليةplay-arrowمدة الفيديو 51 minutes 44 seconds 51:44موازين- تحديث قوانين الأحوال الشخصية.. حاجة فعلية أم ضغوط سياسية؟play-arrowمدة الفيديو 50 minutes 58 seconds 50:58الجانب الآخر- جمال بن عمر يتحدث عن مسيرته ودوره وسيطا في الأزمة اليمنيةplay-arrowمدة الفيديو 46 minutes 39 seconds 46:39من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • القسام: أوقعنا رتلا من الاليات الصهيونية بكمين مركب
  • القسام توقع رتلا من الآليات الصهيونية في كمين مركب
  • كيف اخترقت الهجمات السيبرانية الصهيونية أجهزة الاتصالات في لبنان؟
  • الهجمات السيبرانية الصهيونية لأجهزة الاتصالات في لبنان .. كاريكاتير
  • هل تنتقل إسرائيل إلى ما بعد الصهيونية؟
  • مجلس الشورى يدين العدوان السيبراني الذي نفذه الكيان الصهيوني على لبنان
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • الحركة الصهيونية.. وأبعادها الاستعمارية
  • المولد النبوي يوم أسود في تاريخ اليهود وأذناب اليهود
  • صراعات الأجنحة تدفع عبدالملك الحوثي لتجاهل التغييرات الجذرية .. خطاب الفشل الجذري