هكذا يمنع الاحتلال الماء عن الفلسطينيين.. حصة المستوطن 10 أضعاف
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مر السنين، سياسة ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم بطرق وأساليب مختلفة أبرزها حرمانهم من المياه، بما يمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.
وصباح الخميس الماضي، اقتحمت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة "وادي اجحيش" التي تقع ما بين قرية "سوسيا" شرق مدينة يطا بمحافظة الخليل و"السموع"، وقامت بقطع خط أنابيب لنقل المياه وتدمير شبكة المياه الواصلة لـ "سوسيا" ومصادرة الأنابيب.
لا ماء للفلسطينيين
وعن تفاصيل الجريمة الإسرائيلية الجديدة وحرمان السكان من الماء، قال رئيس مجلس قروي "سوسيا"، جهاد النواجعة: "بشكل مفاجئ اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة، وقامت بتقطيع خط أنابيب ناقل للمياه من شركة "ميكوروت" الإسرائيلية، رغم تأكيدنا لهم أنه خط قانوني رسمي، وقاموا بمصادرة الأنابيب".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "خط المياه هذا يمتد من منطقة "العبارة" ويصل حتى "وادي اجحيش" ومنطقة "وادي الرخيم"، وهذه المناطق تعاني من مشكلة كبيرة في المياه، وما يتوفر لها هي آبار جمع مياه الأمطار، والأمطار في الأعوام الماضية قليلة جدا، ويتم نقل المياه عبر الصهاريج، ما يتسبب بتكلفة عالية لسعر الكوب الواحد الذي يصل لنحو 25-30 شيكل، وهذا سعر مرتفع جدا.
ونبه النواجعة، بأن "سلطات الاحتلال لا تسمح لنا بحفر آبار مياه ارتوازية ولا حتى عمل آبار جمع، ولا تسمح لنا بالبناء في المنطقة"، لافتا إلى أن "الاحتلال يضرب بكافة القوانين والمؤسسات الدولية وحتى دو العالم بعرض الحائط، ولا يرد على أحد".
وأضاف: "أمريكا تدعم الاحتلال الذي ينتهك حقوقنا الأساسية، وقطعان المستوطنين يواصلون بدعم الحكومة الإسرائيلية المتطرفة عربدتهم ضد المواطنين الفلسطينيين في كل مكان"، مبينا أن "الاحتلال يسعى لإجبار الفلسطينيين على الرحيل وترك أراضيهم، مما يتيح له توسيع المستوطنات على حساب شعبنا".
وأكد رئيس مجلس قروي "سوسيا"، أن "الاحتلال لن ينجح في ترحيل المواطن الفلسطيني من أرضه ووطنه، ونحن في أرضنا صامدين، رغم أننا نعيش في خيام منذ أكثر من 40 عاما، والاحتلال منذ التسعينات وهو يوزع إخطارات هدم لتلك الخيام، وتجدد باستمرار".
وذكر أن "حصة المستوطن الإسرائيلي من المياه تصل لنحو 200 لتر، مقابل 20 لتر وأقل للمواطن الفلسطيني صاحب الأرض".
قطع المياه جريمة حرب
وعن دلالات وتداعيات هذا النهج الإسرائيلي المعتمد في التعامل مع المواطنين الفلسطينيين وخاصة في بعض المناطق التي تتميز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، أكد السياسي والنائب العربي السابق في "الكنيست" الإسرائيلي، جمال زحالقة، أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول السيطرة على المياه ومصادرها في كافة أنحاء الضفة الغربية وخصوصا في منطقة الخليل".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "كمية المياه التي يحصل عليها المستوطنون هي 10 أضعاف من الكميات التي يستطيع المواطن الفلسطيني الحصول عليها".
وذكر زحالقة، أن "جيش الاحتلال يلجأ إلى كافة الوسائل لمحاصرة الوجود الفلسطيني وبالأخص في الخليل"، مشددا على ضرورة "التصدي لهذه الفعلة، بحسب القانون الدولي، قطع المياه هي من الجرائم الكبرى، لأنها ببساطة تمثل عقوبة جماعية، وفي حالة الاحتلال تعتبر جريمة حرب، وعلينا طرح هذا الموضوع".
وأشار إلى أن "محكمة الجنايات الدولية فتحت موقعا على الانترنت، يمكن من خلاله تقديم الشكاوى الموثقة لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ومراكمة الشكوى فلسطينية تقدم لهذه المحكمة، من أجل محاكمة مجرمي الحرب".
ونبه السياسي الفلسطيني البارز والمقيم في الداخل المحتل، أن "قيام الاحتلال بحرمان الفلسطينيين من المياه، يستهدف ترحليهم، الاحتلال يريد أن يجعل حياة الناس مستحيلة، فلا أحد يستطيع أن يعيش دون الماء، فما يجري ليس فقط قطع المياه عن الفلسطينيين بلا هي محاولة ترحيل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الفلسطينيين المياه الخليل الضفة الاحتلال الخليل المياه الضفة الفلسطينيين سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
من غزة إلى جنين.. صورة واحدة للصمود الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي
بين أطلال المنازل والركام المنتشر في كل مكان، ووسط مشاهد الدمار الهائل التي خلّفتها حرب الإبادة الإسرائيلية يحاول سكان قطاع غزة التشبث بالأمل بحثا عن الاستقرار والأمن الذي غاب عن القطاع طيلة أشهر عديدة، ورغم المعاناة الشديدة بعد أن تحوّلت منازلهم المدمرة إلى ملجأ مؤقت يقيهم التشرد يصرون على البقاء فيها متمسكين بأرضهم وبحقهم في الحياة.
وعرض برنامج «من مصر»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرا بعنوان «من غزة إلى جنين.. صورة واحدة للصمود الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي».
عادوا من خيام إلى العراء ومنازل تحولت إلى ركام وأنقاض، لكنها كانت العودة التي أفشلت كل مخططات التهجير القسري وأحبطت أهداف الاحتلال في التطهير العرقي والإبادة الجماعية في القطاع، فسجلت مشاهد العائدين لحظة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني لترسخ من جديد لحق العودة والتمسك بالأرض مهما بلغت التضحيات.
على الجانب الآخر من الأرض الفلسطينية وفي الضفة الغربية المحتلة، يتكرر نفس سيناريو التدمير والتهجير، ففي جنين وطولكرم وطوباس وبالتزامن يمضي الاحتلال الإسرائيلي في حربه العدوانية على شمال الضفة الغربية مستخدما تكتيكات أكثر صرامة على غرار ما أحدثه في غزة، وفق مخطط يعمل على إيقاع أكبر قدْر ممكن من الخراب والدمار والقتل، وتحويل مخيمات اللجوء فيها إلى مناطق غير صالحة للحياة وإجبار سكانها على النزوح.
ما فشلت في تحقيقه في غزة، تحاول حكومة نتنياهو وبدعم من الإدارة الأمريكية تعويضه في الضفة المحتلة سعيا إلى استعادة الهيبة الإسرائيلية المفقودة أمام الفلسطينيين ومنعهم من التصدي لمخططات الضم والتهويد والتهجير القسري، وبينما يسابق جيش الاحتلال الزمن لفرض واقع جديد على الأرض يبقى الرهان على الصمود الفلسطيني الذي لا يعرف مستحيلا، فكما أحبط كل مخططات الاحتلال في غزة فهو قادر أيضا على إفشالها في الضفة المحتلة.