متاعب ترامب القانونية تثير الانقسامات بين المانحين الجمهوريين
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
قال تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن بعض كبار المانحين الجمهوريين المناهضين لدونالد ترامب يخشون من أن يكون الرئيس الأمريكي السابق في طور بناء تقدم منيع خلال الحملة التمهيدية، مع التفاف حزبه حوله في معركته ضد المدعين العامين الفيديراليين والمحليين.
ينقسم كبار المانحين من الحزب الجمهوري حول ما إذا كانوا سيدعمون ترامب
ويتقدم ترامب على أقرب منافسيه الحزبيين بنحو 30 نقطة في ولايات آيوا ونيو هامبشير وكارولاينا الجنوبية، وفق متوسط استطلاعات موقع "ريل كلير بوليتيكس".
توسع تقدم ترامب في استطلاعات الرأي الوطنية على منافسيه الجمهوريين منذ أواخر مارس (آذار)، حين أصبح أول رئيس أمريكي سابق توجه إليه اتهامات جنائية. قال قطب النفط الملياردير هارولد هام للصحيفة نفسها: "أعتقد أن الكثير من الناس يتساءلون حقاً عن مدى ظلم هذا الاندفاع الديمقراطي ضد دونالد ترامب. ما الذي أصبحت عليه أمريكا؟ هل نحن دولة من العالم الثالث؟"
ويُعتبر هام أحد المقربين السابقين من ترامب، وقد تبرع بأكثر من 1.2 مليون دولار لمجموعات "ماغا" (اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً)، في سنوات 2016 و2018 و2020، لكنه تبرع لمنافسيه في الحزب الجمهوري نيكي هايلي ورون ديسانتيس لانتخابات 2024. وقام مؤخراً بتنظيم مؤتمر للطاقة في مدينة أوكلاهوما، حضرته هايلي والمرشح دوغ بورغوم. وقال هام إن أرقام استطلاعات الرأي لترامب "أصبحت أقوى بكثير" بسبب مشاكله القانونية المتزايدة.
Some Republican donors worry legal troubles will win nomination for Donald Trump https://t.co/eVo8Vyiy6D
— Financial Times (@FT) October 1, 2023الليس خياري.. ولكن
يوافق رئيس شركة فارييتي هولسيلرز آرت پوپ، وهو من كبار المؤيدين للحملة الرئاسية لنائب الرئيس السابق مايك بنس، على أن المشاكل القانونية التي يواجهها ترامب تساعده في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، لكنه يؤكد أنه لا يستطيع الفوز في الانتخابات العامة. وقال پوپ الذي يدعم بنس جزئياً بسبب "شخصيته": "أعتقد أن ترامب يحظى بالكثير من الدعم المتعاطف، لأنه لُوحق بشكل غير عادل".
وأضاف: "ترامب ليس خياري كي يكون المرشح الجمهوري، لكنني أعتقد أن تلك الاتهامات غير عادلة أيضاً. أعتقد أن لوائح الاتهام قد أفادت بالفعل ترامب بين الناخبين الجمهوريين التمهيديين".
يواجه ترامب 4 قضايا جنائية. في مانهاتن، اتُهم بتزوير سجلات تجارية للتستر على رشاوى دفعها لنجمة إباحية قبل انتخابات 2016. كما اتهم المستشار الخاص لوزارة العدل جاك سميث الرئيس السابق بسوء التعامل مع وثائق سرية، من ضمنها بعض الوثائق المتعلقة ببرامج نووية أمريكية. وتزعم قضية اتحادية وأخرى في جورجيا أن ترامب تآمر لتقويض انتخابات 2020.
???????? Donald #Trump's legal troubles continue.
????️ A New York judge on Tuesday refused to dismiss a state lawsuit accusing Trump of illegally inflating his assets and net worth, and ruled Trump and the Trump Organization are liable for #fraud.@JJammine has more ???? pic.twitter.com/qxd625dlLj
تتشابك استراتيجيات ترامب القانونية والسياسية، حيث تنفق لجنة العمل السياسي المؤيدة لترامب ملايين الدولارات من أموال المتبرعين للدفاع عن الرئيس السابق في المحكمة. ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة الجنائية الفيديرالية لترامب بتهمة التآمر لقلب نتائج انتخابات 2020 في 4 مارس (آذار) 2024، أي قبل يوم من "الثلاثاء الكبير" الذي يتوجه خلاله الناخبون في أكثر من 12 ولاية إلى صناديق الاقتراع.
قال پوپ على سبيل المثال إنه لا يعرف ما إذا كان سيتبرع لترامب. وتساءل أحد المانحين الرئيسيين السابقين لترامب: "إلى متى سيكتب الناس شيكات لحملة ترامب من أجل دفع فواتيره القانونية". وأضاف: "أعتقد أن المانحين قرروا بعد 6 يناير (تاريخ الهجوم على الكابيتول سنة 2021) أننا بحاجة إلى السير في اتجاه مختلف... الفواتير القانونية ليست سوى جزءاً من القضية الجانبية".
يراقبونها تابع التقرير أن العديد من المانحين المليارديرات يقفون على الهامش، بالرغم من أن بعض كبار المتبرعين بدأوا يعجبون بنيكي هايلي. وقال كارل روف، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري، إن حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة "حظيت بزخم" بعد المناظرة الأولى، مشيراً إلى أنها تخطت الرئيس جو بايدن في بعض استطلاعات الرأي المبكرة.
وفي حديث للصحيفة، قال صاحب رأس المال الاستثماري في فلوريدا كيث رابوا، وهو من محبي ديسانتيس، إنه قدم مؤخراً "مساهمة كبيرة" لحملة هايلي، مضيفاً أنه "من غير المتصور" أنها قد تخسر في الانتخابات العامة سنة 2024. لكن آخرين أبقوا محفظتهم مغلقة.
"فظيع" في مقابل "ذكية" قال المستثمر ريتشارد شيلتون إن ترامب "نرجسي"، و"فظيع"، وإن هايلي "ذكية"، و"متعاطفة"، و"ذات صدقية". لكن حتى يوم الاثنين، كان شيلتون قد تبرع بنفس المبلغ – صفر – لكل حملة انتخابية رئاسية لسنة 2024.
قال شيلتون، مؤسس شركة شيلتون للاستثمار: "أنا لا أنفق المال فقط لمساعدة الحزب الجمهوري. أتعرف لماذا؟ لأن هناك الكثير من الناس يفعلون ذلك. أريد أن يكون لأموالي أثر. أفضل أن أعطي أموالي للأطفال المحرومين بدلاً من القيام بذلك". وأوضح: "أنا أعطي أموالي لإحداث فرق".
قالت فريدا ليفي التي تعمل في مجلس إدارة نادي النمو إنه في حين لا يحب بعض كبار المانحين سياسات ترامب المناهضة للتجارة والهجرة، فإن الدعم له يأتي من القاعدة الشعبية، ووفق رأيها، "لا يوجد مرشح للمانحين الكبار في الوقت الحالي".
وختمت: "ليس لدى المانحين رأي يذكر في ما يجري في الحزب الجمهوري اليوم".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة محاكمة ترامب الحزب الجمهوری أعتقد أن
إقرأ أيضاً:
زعيم الشيوعيين الأميركيين.. ترامب يروّج لأفكار استعمارية وخطيرة
في حوار مع الجزيرة نت، شنّ جو سيمز، الزعيم الوطني للحزب الشيوعي الأميركي، هجوما حادا على عدد من السياسات والمفاهيم السائدة في الساحة الأميركية، محذرا من تصاعد النزعات القومية المتطرفة، ومشددا على أن انتقاد إسرائيل لا يمكن مساواته بمعاداة السامية.
ووصف سيمز اعتبار أي انتقاد لسياسات إسرائيل "معاداة لليهود" بأنه "هراء مطلق"، معربا عن أسفه للاضطرار لاستخدام هذه المفردة، لكنه أكد أن المعادلة التي تروج لمثل هذا الربط "سخيفة"، موضحا أن اليهود الأميركيين أنفسهم يرفضون هذه الفرضية، ويرون فيها تعبيرا عن قومية متطرفة منفصلة عن القيم الإنسانية.
وعندما سُئل عن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن ضم كندا وغرينلاند واستعادة السيطرة على قناة بنما، عبّر سيمز عن قلقه العميق من هذا التوجه، واصفا الأمر بأنه "مضحك إن لم يكن خطيرا للغاية".
ولفت سيمز إلى أن الحديث عن استعادة قناة بنما، أو ضم أراض أجنبية، يمثل انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية للدول الأخرى، ويعبر عن منطق استعماري قديم يتناقض مع المبادئ الديمقراطية.
وأشار إلى أن العمال الأميركيين والبنميين الذين أسهموا في بناء القناة لم يحصلوا على حقوقهم، وأن الطبقة الرأسمالية المستغلة لا تملك الحق في الادعاء بالملكية أو السيطرة.
وأكد زعيم الحزب الشيوعي أن سياسات ترامب، التي تُظهر استخفافا بالسيادة الدولية، لا يمكن الاستهانة بها، داعيا إلى أخذ أقواله على محمل الجد، لا سيما مع تصريحاته حول إصدار عفو عن المشاركين في أحداث اقتحام الكونغرس، وتهديده بملاحقة الاشتراكيين واليساريين وطردهم.
وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، جدد سيمز موقف الحزب المعارض لتوسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والذي يرى فيه سببا رئيسيا للتصعيد العسكري.
إعلانومع ذلك، أكد رفضه لاستخدام روسيا لهذا التوسع ذريعة لغزو أوكرانيا، مشددا على حق أوكرانيا في الوجود كدولة مستقلة، مع الدعوة إلى وقف الحظر المفروض على الأحزاب الشيوعية واليسارية داخلها.
وأوضح أن الحزب الشيوعي الأميركي يطالب بوقف الحرب فورا، وانسحاب القوات الروسية، إلى جانب وقف الدعم العسكري الأميركي للحكومة الأوكرانية، معتبرا أن التدخلات العسكرية الغربية ترتبط عادة بأجندات إمبريالية تضر بالشعوب.
ورغم التلاقي الظاهري مع ترامب وبعض الجمهوريين في الدعوة لإنهاء الحرب، رفض سيمز اعتبار ذلك تحالفا أو تقاطعا في المواقف، مشددا على أن الدوافع تختلف جذريا، فبينما يتحرك الحزب الشيوعي من منطلق مناهضة الحروب الإمبريالية، يسعى ترامب لتعزيز نفوذ اليمين المتطرف واستغلال موارد المنطقة.
وفي ختام حديثه، أوضح سيمز أن الحزب الشيوعي الأميركي يرى أن تعزيز أممية الطبقة العاملة هو الطريق الأمثل لحماية السيادة الوطنية ومصالح الشعوب، وأن القومية المتطرفة لا تجلب سوى العزلة والانقسام، في حين أن حل مشكلات مثل البيئة والصحة العالمية يتطلب تعاونا دوليا يقوم على المصالح المشتركة والعدالة، لا على الهيمنة والاستغلال.