#سواليف
بحسب #دراسة_جديدة موسعة، فإن أسعد العمال في #العالم لا يتواجدون في المكاتب أو يعالجون الأرقام؛ بل يعملون في الهواء الطلق.
ويتمتع #عمال البناء بأعلى مستويات #السعادة المعلنة ذاتيًا مقارنة بأي فئة صناعية رئيسية، وفقًا لتحليل جديد أجرته شركة BambooHR.
وقامت منصة برمجيات الموارد البشرية بتحليل البيانات من أكثر من 57 ألف موظف في أكثر من 1600 شركة حول العالم بين يناير (كانون الثاني) 2020 ويونيو (حزيران) 2023.
ويشير التقرير إلى أنه في حين تقلبت سعادة الموظفين بشكل عام على مدى السنوات الثلاث الماضية، ظلت درجات سعادة عمال البناء مرتفعة باستمرار، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع الأجور وفرص العمل الوفيرة.
وبحسب متوسط درجات رضا الموظفين في ٨ صناعات أميركية، يشير التقرير إلى أن تصدر عمال البناء بنسبة ٤٩ درجة، ثم قطاع التكنولوجيا ٤١ درجة، ثم المالية ٣٧ درجة، ثم المؤسسات غير الربحية ٣٥ درجة، والمطاعم والمأكولات والمشروبات ٣٥ درجة، والسفر والضيافة 35 درجة، والتعليم 34 درجة، ثم الرعاية الصحية 31 درجة.
وارتفعت الأجور بالساعة لعمال البناء إلى أعلى مستوى لها منذ 40 عامًا في عام 2022، وفقًا لتقارير اتحاد المقاولين العامين الأميركيين، وهي واحدة من أكبر جمعيات تجارة البناء في الولايات المتحدة.
وفقًا لـ Payscale، يبلغ متوسط الأجر في الساعة لعامل البناء 17.70 دولار- ولكن يمكن أن تصل الأجور إلى 28.83 دولار.
علاوة على ذلك، حفزت جائحة كوفيد-19 الطلب الجديد على بناء المنازل وتجديدها. وارتفع الإنفاق على البناء في الولايات المتحدة باستمرار منذ عام 2020، حيث تجاوز 1.9 مليار دولار في يوليو 2023، وفقًا لمكتب الإحصاء الأميركي.
ويشير سوق العمل الضيقة وخطة البنية التحتية الفيدرالية القوية، التي تضخ 550 مليار دولار في مشاريع البناء، إلى زيادة الطلب المستقبلي على عمال البناء.
وهناك عنصر شخصي في الوظيفة يحفز رضا عمال البناء أيضًا، كما تقول جين ليم، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات التنظيمية Deliverying Happiness، لـ CNBC Make It.
حيث أن أعمال البناء معروفة على نطاق واسع بتعزيز الروابط القوية بين الموظفين في الموقع. وتضيف أن عمال البناء لديهم أيضًا إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من المنظمات المهنية التي تساعدهم في التدريب على المهارات والتدريب المهني للتقدم في حياتهم المهنية.
واكتشفت إحدى أطول الدراسات حول السعادة، وهي دراسة هارفارد لتنمية البالغين، أن الموظفين يكونون أكثر سعادة في الوظائف التي تتطلب تفاعلًا بشريًا، وتوفر فرصًا لبناء علاقات هادفة مع زملاء العمل.
وتوضح ليم قائلة: “عندما تقوم ببناء شيء ما، يمكنك رؤية ثمار عملك، والأثر الإيجابي لعملك على الآخرين، في الوقت الفعلي. هناك شيء ملموس ومثير يأتي من العمل الشاق الذي تقوم به يومًا بعد يوم.”
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف دراسة جديدة العالم عمال السعادة عمال البناء
إقرأ أيضاً:
انتهت وظيفة السلاح اللاشرعي
«حزب الله» في مكان آخر... ما زال يعيش زمن ما قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023! هذه الخلاصة هي ما يستوقف المراقب لدى متابعة الحوار المتلفز للشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لـ«الحزب»، الذي قال: «لن نوقف المقاومة مهما فعلتم»، وإن من يتكلم بمنطق «حروب الآخرين، فلا منطق له»، وإن «حصرية السلاح تتعلق بالداخل اللبناني، لكن المقاومة شأن آخر»... حتى يصل الشيخ نعيم إلى تعمد مخاطبة الدولة بفوقية: «فَرْجُونَا شُو بِيِطْلَعْ منكم»، وتجاهله سقوط «الحزب» في امتحان حرب «المشاغلة» عندما تسبب في استدراج الاحتلال... فقد حمل الحوار إشارات تمرد على القرارات الدولية واتفاق وقف النار الذي فاوض عليه «الحزب» وأعلن التزامه به، تمثلت في إهمال الإشارة إلى أن تفكيك البنية العسكرية لـ«الحزب» جنوب الليطاني يأتي انسجاماً مع اتفاق وقف النار ، كما أن مراقبين وجدوا في الطروحات إشارات متممة لأخطر حملة ابتزاز تسوقها أبواق محوره، مفادها بأن «البيئة اللصيقة» ستحول حياة اللبنانيين إلى جحيم إن لم ينطلق فوراً إعمار ما تهدم، وبأنه لا أمن للمواطنين ولا مدارس ولا مستشفيات قبل إعادة بناء مثيلاتها في المناطق المدمرة... فماذا وراء هذا الغرور والتشاوف؟!
واضح أن «حزب الله» يعيش غربة حيال ما آل إليه الوضع، ويعيش حالة إفلاس سياسي ومكابرة. لقد فاته انكسار مشروع إيران الكبرى وأبعاد التراجع إلى داخل الجغرافيا الإيرانية. وغابت عنه النهاية الدراماتيكية لمشروع «وحدة الساحات» وعجزه عن الدفاع عن النظام الإيراني. وربما يمر بحالة إنكار أمام مشهد ذوبان «فيلق القدس». وقد يكون الأخطر عدم التسليم بأن لبنان عاد يتنفس بشكل طبيعي ويواصل استرداد الدولة المخطوفة ويبسط تباعاً سيادة الشرعية من دون شريك. وقد يمر بعض الوقت ليأخذ علماً بأن الدولة باتت صاحبة قرار الحرب والسلم، رغم التهديدات الصوتية التي يظن مُطلقها أن قدرته على الابتزاز وتهديده الاستقرار لم تتراجع. صحيح أن هناك دوماً إمكانات لتخريب معين، لكن ما هو مسلّم به أن زمن المراهقة السياسية طُويَ إلى غير رجعة؛ لأن في الأمر مخاطر جدية على من يلجأ إليها.
أخطر ما يمكن أن يواجهه البلد الآن هو عدم التصدي لسياسة الكيل بمكيالين. وواضح أن التغاضي شجع على التمادي في سرديات مقلقة يوزعها «ثنائي (حزب الله) و(أمل)» شمالاً ويميناً للتنصل من اتفاق وقف النار. لقد آن أوان فضح مرامي وأبعاد التشاطر بشأن التنفيذ الكامل للقرار الدولي «1701»، بعدما أكد لبنان، عبر خطاب القَسَم والبيان الوزاري، أن التزام تطبيق القرارات الدولية قرار وطني يصب في مصلحة شعبه، وليس خياراً بين خيارات أخرى! والقرار الوطني يفترض خطوات على الأرض؛ لأن الدولة الساعية إلى إعادة الإعمار والتعافي لا تملك ترف الوقت لجهة البطء في تطبيق القرار «1701» على كامل التراب اللبناني؛ بدءاً من الجنوب إلى العاصمة والمطار الدولي وأقصى الشمال والشرق وكامل الحدود مع سوريا؛ إذ «لم يعد مسموحاً لغير الدولة بحماية الأرض» وفق ما أكد عليه الرئيس جوزيف عون.
لا مجال لتكرار الخطأ... لقد استدرجت حربُ «الإسناد» احتلالَ الأرض التي كلف تحريرها الكثير. وجليّ اليوم أن محاولات إسرائيل فرض حزام أمني على طول الحدود لا يمكن أن تواجَه عسكرياً مع الخلل الكبير في موازين القوى بين إسرائيل وكل بلدان الطوق، فكيف بلبنان؟ وتالياً لا سبيل آخر غير تصليب الموقف السياسي الداخلي، ومواصلة خوض مواجهة دبلوماسية عنوانها استعادة الأرض والعودة إلى اتفاق الهدنة الموقع بين البلدين، الذي يستند إلى حدود مرسّمة معترف بها دولياً، ويمنع أي عمل عسكري من لبنان ضد إسرائيل، وكل منحى آخر لن يؤدي إلا إلى تدفيع البلد ثمناً لا قدرة له على تحمله.
ما ينبغي التسليم به هو أن إعادة الإعمار التزام؛ كما يؤكد دوماً رئيس الحكومة نواف سلام، لكن عناصر إطلاق هذه المهمة، وأولها الموجبات المالية، تتطلب الكثير. إن أرقام البنك الدولي لتكلفة إعادة الإعمار ارتفعت إلى 14 مليار دولار، أي نحو 60 في المائة من إجمالي الناتج القومي، مما يعني أن لبنان أمام عملية طويلة لن تتأمن موجبات بدئها قبل التخلي الكامل عن السلاح اللاشرعي وتسليمه للدولة.
طبعاً ليس ذلك بسيطاً؛ لأن استجابة «حزب الله» التلقائية لن تكون فورية، بل تحتم على السلطة، التي تمتلك الشرعية الكاملة وسلاح الموقف، اتخاذ خطوات تؤكد أن استخدام السلاح الفئوي لم يعد ممكناً. وما من دليل أكبر على ذلك مما يعيشه البلد، خصوصاً الجنوب، فالعدو منذ اتفاق وقف النار لم يوقف تعدياته، ويتحرك بحرية مطلقة على امتداد الحدود، وتتركز ذرائعه الكاذبة على بقاء السلاح اللاشرعي؛ ليغطي أهدافه السياسية، ويدرك «حزب الله» استحالة المواجهة، ويعرف تمام المعرفة أن إطلاقه، ولو قذيفة واحدة، سيورط البلد وكل أهله في أخطر مغامرة... لذا؛ يطرح السؤال نفسه: ما الوظيفة الداخلية لهذه اللغة وللسلاح الذي يتمسك به «الحزب»؟ لقد آن أوان سحب الذرائع عبر مواقف حاسمة تستند إلى «انتهاء زمن المقاومة المسلحة وزمن المحاور وزمن لبنان الساحة».