يكرس منتدى الإعلام العربي موقعه بوصفه أبرز فعالية إعلامية عربية عاماً بعد عام، من خلال قدرته على رصد التطورات والمستجدات على الصعيد الإعلامي، وتوصيفها، وتحليلها من جانب، واستشراف مستقبلها من جانب آخر.وتمثل علاقة المنتدى بالمستقبل مثالاً لما يجب أن تكون عليه فكرة المستقبل في أي مجتمع رشيد.
إذ يُنظر إلى مستقبل صناعة الإعلام من قبل القائمين على التنظيم بوصفه "ميداناً قابلاً للتصنيع، وساحة متاحة للتشكيل"، وليس باعتباره "تغيرات حتمية لا يمكن التأثير في مساراتها".لقد بات منتدى الإعلام العربي منصة تفكير إعلامية مستدامة منذ انطلق في عام 2001، مكرساً نفسه كآلية دورية لتشخيص الهموم والمشكلات الإعلامية، ومناقشتها من مختلف جوانبها، واقتراح سبل تجاوزها، في إطار يجمع بين الرصانة العلمية من جانب، والحيوية والمرونة من جانب آخر.وإضافة إلى ذلك، فإن المنتدى يلعب دوراً مهماً ونادراً في البيئة الإعلامية العربية، عبر جائزة الصحافة السنوية، التي يمنحها لأكثر الموضوعات الصحفية والإعلامية تميزاً، من خلال منافسة تتوافر لها أفضل قواعد النزاهة؛ وهو أمر يكرس قيم العمل الصحفي الرشيد، عبر مكافأة أنماط الأداء الجادة والمعيارية.
ويجتهد القائمون على المنتدى عاماً بعد عام لإلقاء الضوء على أبرز القضايا التي تتفاعل في الإطار الإعلامي العربي، ويحرصون على اختيار الشخصيات الأقدر على مقاربة تلك القضايا، ضمن سياقها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وبشكل يعالج اهتمامات معظم بلدان العالم العربي، كما يلقي الضوء على أبرز التطورات العالمية في القطاع، ويخضعها للبحث والدرس.وفي الدورة الـ 21 للمنتدى، التي شهدتها دبي في الأسبوع الماضي، تمت مناقشة عدد من أبرز القضايا الإعلامية العربية والعالمية، تحت عنوان "مستقبل الإعلام العربي"؛ حيث هيمن الحس الاستشرافي على معظم المداخلات، انطلاقاً من بيانات مُدققة وتوقعات مبرهنة، حرصت عليها نخبة مميزة من المتحدثين، الذين توزعوا على مختلف أطر العمل الإعلامي.
وهيمنت الأنباء المتواترة عن تطورات الذكاء الاصطناعي، و"الميتافيرس"، و"الويب 3"، على النقاشات والمداخلات، وبدا أن قطاع الإعلام في العالم العربي مدرك ومنخرط ومتفاعل تماماً مع تلك التطورات، كما ظهر أن عدداً غير قليل من الأقنية الإعلامية العربية بدأ بالفعل في استخدام تلك التجليات التكنولوجية، كما بدأت القدرات التنظيرية في التصدي لمحاولة تفسيرها وتمييز الإيجابي عن السلبي فيها.ولم تقتصر مقاربات المنتدى، التي شارك في تقديمها مئات من الخبراء والمتخصصين من دول عربية شتى، على بحث أثر التطورات التقنية الحديثة في قطاع الإعلام الإخباري فقط، لكنها اتسعت لتشمل أيضاً جوانب الترفيه، وخصوصاً الإنتاج الدرامي، الذي بدا أنه قابل أيضاً لاستخدام تلك التجليات، بشكل ربما يغير آليات عمله وقواعده.
وقد خلصت المناقشات الثرية التي جرت في أروقة المنتدى هذا العام إلى عدد من التوافقات التي برز منها ضرورة التعامل مع التطورات التقنية التي طرأت على القطاع باعتبارها واقعاً يجب التعامل معه مهما كانت التحذيرات والتقييمات السلبية بشأنها.لكن معظم هذه النقاشات رأت ضرورة للحذر في التجاوب مع تلك التطورات، خصوصاً ما يتعلق منها بالذكاء الاصطناعي، بحيث يجري حساب دقيق لمميزاتها مقابل سلبياتها، وأن تجتهد أطر التنظيم والممارسة في تعظيم تلك المميزات والحد من تلك المثالب، بالشكل الذي يعظم المردود الإعلامي ويحسن أثره.
ورغم تركيز المنتدى، عبر جلساته المتنوعة والثرية، على بحث قضايا قطاع الإعلام بشكل متخصص وتفصيلي، فإنه لم يغفل السياق الذي يعمل فيه الإعلام، سواء كان هذا السياق إقليمياً أو عالمياً.وفي هذا الصدد، خصص المنتدى جزءاً من نقاشاته وجلساته لمقاربة الأوضاع العالمية التي يعمل خلالها الإعلام، وبحث أثر التحولات السياسية الكبرى في العالم على عمل القطاع ومستقبله.
يقدم المنتدى في كل دورة من دوراته السنوية خريطة طريق واضحة وأمينة للعاملين في الإعلام العربي، وهي خريطة يمكن أن تساعدهم على تحديد مسارات عملهم، وأن تشخص لهم أهم المزايا والفرص في القطاع، كما تنبه إلى المثالب والمخاطر، وهو أمر يصب مباشرة في مصلحة الإعلام العربي ويخدم جمهوره.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإعلام العربی من جانب
إقرأ أيضاً:
«دبي للصحافة»: فتح باب التسجيل لحضور «قمة الإعلام العربي 2025» حتى 25 مايو المقبل
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعلن نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة لـ«قمة الإعلام العربي»، والتي تقام فعالياتها برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن فتح باب التسجيل لحضور فعاليات القمة في نسختها المقبلة، والمُقرر عقدها خلال الفترة من 26 - 28 مايو 2025، في مركز دبي التجاري العالمي، حيث تواصل القمة رسالتها في استشراف مستقبل القطاع من خلال استعراض أهم المستجدات المؤثرة في مختلف مساراته، في محاولة للوقوف على متطلبات التطوير خلال المرحلة المقبلة، وبما يرقى إلى مستوى توقعات المتلقي العربي.
وأكدت مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة بالإنابة، أن التسجيل المسبق شرط أساسي لحضور الحدث الذي يستقطب سنوياً آلاف الإعلاميين من داخل دولة الإمارات ومختلف أنحاء المنطقة والعالم، مشيرة إلى أن التسجيل سيكون متاحاً اعتباراً من يوم (28 أبريل) وحتى 25 مايو 2025، بينما لن يكون هناك أي فرصة للتسجيل مع انطلاق أعمال القمة، لافتةً إلى أنه يمكن التسجيل خلال الفترة المُعلنة عبر موقع نادي دبي للصحافة، على شبكة الإنترنت.
وأوضحت الملا أن التجهيزات للقمة دخلت مراحلها النهائية في ضوء توجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، بتوفير كافة الممكنات اللازمة لإنجاح اللقاء السنوي، الأكبر من نوعه عربياً، أسوة بدوراته السابقة، وبمتابعة سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيس اللجنة المنظّمة لقمة الإعلام العربي، لضمان اكتمال كافة العناصر اللازمة لإنجاح الدورة المقبلة.
وذكرت أنه يتم حالياً وضع اللمسات الأخيرة على أجندة «المنتدى الإعلامي العربي للشباب» المقامة نسخته الثالثة في 26 مايو المقبل، و«منتدى الإعلام العربي» والذي تستمر أعمال دورته الثالثة والعشرين على مدار يومي 27 و28 مايو، واللذين تعقد أعمالهما تحت مظلة القمة، بمشاركة نخبة من أهم الرموز والشخصيات السياسية والقيادات الإعلامية العربية، وأبرز رموز الفكر والكُتاب ورؤساء تحرير الصحف الكبرى، وصُناع المحتوى والمؤثرين، فيما يتم كذلك الاستعداد لتكريم الفائزين في كل من «جائزة الإعلام العربي»، المنصة الأبرز لتكريم المبدعين في المجال الإعلامي عربياً، إضافة إلى كلٍ من قمة وجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب، والتي تعد من أبرز الجوائز المحفّزة على التميز في مجال الإعلام الجديد في المنطقة العربية، إضافة إلى تكريم الفائزين ضمن فئات جائزة الإعلام للشباب العربي (إبداع).