لماذا يعتبر نتف الشعر هوس واضطراب نفسي؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
يشخص الأطباء عادة نتف الشعر بأنه هوس واضطراب نفسي يصيب صاحب العادة ويعرف باسم (اضطراب شد خصل الشعر)، وهو عبارة عن اضطراب نفسي يتضمن رغبة متكررة لا يمكن مقاومتها لشد الشعر من فروة الرأس، أو الحواجب أو مناطق أخرى من الجسم، بالرغم من محاولة التوقف عن هذا الأمر.
غالبًا ما يسبب شد الشعر من فروة الرأس ظهور بقع صلع غير مكتملة، الأمر الذي يسبب شعورًا كبيرًا بالضيق ويمكن أن يتداخل مع الوظائف الاجتماعية أو العمل وقد يلجأ الأشخاص الذين يعانون من هوس نتف الشعر إلى بذل جهد كبير لإخفاء فقدان الشعر.
قد يكون هوس نتف الشعر طفيفًا ويمكن التحكم فيه بشكل عام وبالنسبة لآخرين، تعد الرغبة القهرية لنتف الشعر ساحقة وساعدت بعض خيارات العلاج العديد من الأشخاص في الحد من الرغبة في نتف شعرهم أو التوقف عن ذلك تمامًا، والأعراض لهذا الهوس:
-نتف الشعر المتكرر، خصوصًا من فروة الرأس أو الحاجبين أو الرموش، وأحيانًا أخرى من مناطق أخرى من الجسم، وقد تختلف المواضع من وقت لآخر
-شعورًا متزايدًا بالتوتر قبل النتف، أو عند محاولة مقاومة النتف
-إحساسًا بالسعادة أو الراحة بعد نتف الشعر
فقدانًا ملحوظًا للشعر، مثل الشعر القصير أو مناطق ذات شعر خفيف أو صلعاء في فروة الرأس أو في مناطق أخرى من جسم المريض، ويشمل تناثر الحاجبين والرموش أو تساقطهما.
-تفضيل نوع معين من الشعر أو طقوس تقترن بنتف الشعر أو أنماط لنتف الشعر.
-عض الشعر المنتوف أو مضغة أو أكله
-اللعب بالشعر المنتوف أو فركه على الشفتين أو الوجه.
-تكرار محاولة التوقف عن نتف الشعر أو محاولة الحد منها ولكن دون جدوى في الغالب
-كربًا شديدًا أو مشاكل في العمل أو المدرسة أو في المواقف الاجتماعية ترتبط بنتف الشعر
-العديد من المصابين بهوس نتف الشعر يقضمون جلدهم أو أظافرهم أو شفاههم.
شقد يكون نتف الشعر من الحيوانات الأليفة أو من الدمى أو من الجمادات، مثل الملابس أو الأغطية، علامة أيضًا.
-معظم المصابين بهوس نتف الشعر يقومون بذلك في الخفاء وفي العادة يحاولون إخفاء الاضطراب من الآخرين.
-يمكن أن يكون نتف الشعر للمصابين بهوس نتف الشعر على بشكل مقصود للتخلص من التوتر أو الكرب مثل، نتف الشعر للتخلص من حاجة ملحة لنتف الشعر.
-يطور بعض الأشخاص طقوسًا دقيقة لنتف الشعر، مثل البحث عن شعرة معينة أو عض الشعر المنتوف.
-تلقائي ينتف بعض الأشخاص شعورهم دون إدراك القيام بذلك أصلاً، مثلا في حالة الشعور بالملل أو القراءة أو مشاهدة التليفزيون.
-قد يقوم نفس الشخص بفعل النوعين المركز والتلقائي لنتف الشعر، وذلك اعتمادًا على الوضع والحالة المزاجية.
-اسباب نتف الشعر:
-قد تحفز بعض الأوضاع والطقوس نتف الشعر، مثل وضع الرأس على اليد أو في أثناء تصفيف الشعر.
-قد يرتبط هوس نتف الشعر بالمشاعر كالمشاعر السلبية.
-للعديد من المصابين بهوس نتف الشعر، يعد نتف الشعر طريقة للتعامل مع المشاعر السلبية أو غير المريحة، مثل الضغط أو القلق أو التوتر أو الملل أو الوحدة أو التعب أو الإحباط.
-المشاعر الإيجابية يجد بعض المصابين بهوس نتف الشعر أن نتف الشعر يوفر شعورًا بالرضا وشكلًا من أشكال الراحة ونتيجة لهذا، فإنهم يستمرون في نتف شعورهم لاستمرار هذه المشاعر الإيجابية.
-هوس نتف الشعر هو اضطراب طويل المدى (مزمن) وقد تختلف حدة الأعراض من وقت لآخر في حالة عدم العلاج.
-تؤدي التغيرات الهرمونية للحيض في تفاقم الأعراض لدى النساء وقد تظهر الأعراض وتختفي لأسابيع أو شهور أو سنوات عند بعض الأشخاص في حالة عدم العلاج.
- قد ينتهي هوس نتف الشعر خلال سنوات من بدايته وذلك في حالات نادرة.
-لا يوجد سبب واضح للإصابة بهوس نتف الشعر. ولكن كما هو الحال بالنسبة للعديد من الاضطرابات المعقدة، من المحتمل أن تكون الإصابة بهوس نتف الشعر ناتجة عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية.
-العلاج:
يحتاج البعض لزيارة الطبيب إذا لم يستطع المريض التوقف عن نتف الشعر أو شعر بالحرج أو الخجل من مظهره كنتيجة لنتف الشعر.
هوس نتف الشعر ليس مجرد عادة سيئة ولكنه اضراب صحة عقلية، والذي لا يرجح تحسنه دون علاج.
تميل هذه العوامل إلى زيادة خطر الإصابة بهوس النتف كالتاريخ العائلي فقد تلعب الوراثة دورًا في الإصابة بهوس النتف، وقد يحدث الاضطراب لدى أولئك الذين لديهم قريب يعاني الاضطراب.
العمر.
عادة ما يظهر هوس النتف قبل أو خلال فترة المراهقة المبكرة وغالباً ما يتراوح عمره بين 10 و13 عامًا وهو غالباً ما يكون مشكلة مدى الحياة وقد يكون الرضع أيضًا عرضة للإصابة بهوس النتف، ولكن عادة ما يكون خفيفًا ويزول من تلقاء نفسه دون علاج.
قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب هوس النتف أيضًا اضطرابات أخرى مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب الوسواس القهري (OCD).
الضغط النفسي وقد تؤدي المواقف أو الأحداث المجهدة بشدة إلى الإصابة بهوس النتف لدى بعض الناس.
وعلى الرغم من أن عدد النساء اللاتي يتم علاجهن من هوس النتف أكثر بكثير من الرجال، فإن السبب قد يرجع في ذلك إلى أن النساء يطلبن على الأرجح الحصول على المشورة الطبية في مرحلة الطفولة المبكرة، يبدو أن الأولاد والبنات يتأثرون بنفس القدر.
-المضاعفات:
نتف الشعر قد يكون له تأثير سلبي كبير على حياتك، على الرغم من أن الأمر قد لا يبدو خطيرًا بشكل خاص قد تشمل المضاعفات الضغط العاطفي يبلغ كثير من الناس الذين يعانون من هوس نتف الشعر عن الشعور بالخجل والإهانة والإحراج.
قد يعانون من قلة احترام الذات والاكتئاب والقلق، وتعاطي الكحول أو استخدام العقاقير المنتشرة في الشوارع بسبب حالتهم.
مشاكل في العمل والمجتمع وقد يؤدي الشعور بالإحراج بسبب فقدان الشعر إلى تجنب الأنشطة الاجتماعية وفرص العمل. قد يقوم الأشخاص الذين يعانون من هوس نتف الشعر بارتداء الشعر المستعار أو وتصفيف شعرهم بطريقة تخفي البقع الصلعاء أو ارتداء رموش غير طبيعية. قد يتجنب بعض الناس العلاقة الحميمية خشية اكتشاف حالتهم.
تلف الشعر والبشرة قد يتسبب شد الشعر المستمر في حدوث ندبات وأضرار أخرى، بما في ذلك الالتهابات، ببشرة فروة رأسك أو المنطقة التي يتم شد الشعر منها، وقد يؤثر على نمو الشعر بشكل دائم.
كرات الشعر وقد يؤدي تناول شعرك إلى تكون كرة كبيرة متلبدة من الشعر داخل جهازك الهضمي.
قد تتسب كرة الشعر، على مدار سنوات، في فقدان الوزن، والتقيؤ، وانسداد الأمعاء وحتى الموت.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نتف الشعر فروة الرأس التوقف عن یعانون من الشعر من الشعر أو أخرى من قد یکون الشعر ا من هوس
إقرأ أيضاً:
نجم المرزم
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمين إياها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم المرزم، وهو ثالث نجم من حيث اللمعان في كوكبة الجبار، وهو يعتبر من الأنواء التي كانت العرب تستدل به في المواسم وعند ظهور هذا النجم فإنه يعتبر آخر فترة لشدة الحر في شبه الجزيرة العربية، وأما عن حضور هذا النجم في الثقافة العربية القديمة فقد ذكر الكاتب جواد علي في كتابه كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام أن «بعض قبائل ربيعة عبدوا «المرزم»
وقد أوضحت الدراسات الحديثة أن هذا النجم يبعد عن الأرض حوالي 240 سنة ضوئية، ويبلغ قطره نحو 5 أضعاف قطر الشمس، وتبلغ درجة حرارة سطحه حوالي 21,500 كلفن، مما يجعله أسخن بكثير من الشمس، كما أن ضوءه يفوق ضياء الشمس نحو 4000 مرة.
ولم يكن هذا النجم بمعزل عن الأشعار العمانية فنجد أن الملاح العماني أحمد بن ماجد قد ذكر هذا النجم في منظومته الفلكية فقال:
والـدَّبَرَانُ شـَامُ والمِـرزم يَمَـن
قاسـُوهُمَا مِن قبلِنا أُولو الفِطَن يَحســَبُهُم خــابِرُ هــذا الفــنِّ
كلاهمــــا إلاَّ بفــــردِ خَــــنِّ
كَمَثـلِ مـا المِـرزَمُ ثـمَّ النَّاجِد
قَـد كَنَفَـا الجوزاءَ في القَوَاعِد
وإذا أتينا إلى شاعر الفخر العماني سليمان النبهاني فنجده أورد هذا النجم في معرض فخره بنفسه فهو يقول إن همته تعلو على نجم المرزم فيقول:
وذكــري يطـوفُ بـأفقِ البلادِ
وفضــليَ يسـري إلـى النُّـوم
ولــي همَّـةٌ تنطـح النَّيَرْيـنِ
وتسـمو رُقيّـاً علـى المِـرزم
وأما في الشعر الجاهلي فلأنهم يسامرون النجوم ويستخدمونها دليلا لهم في رحلاتهم وتنقلاتهم في الصحراء فنجد الشاعر الجاهلي الجُمَيحُ الأَسَديُّ.
جُبْـهٍ إِذا ابْتَـدُّوا قَنـابِلَهُ
كَنَشـاصِ نَـوْءِ الْمِرْزَمِ السَّجْمِ
صـَجْرٍ يَغَـصُّ بِـهِ الْفَضـاءُ لَهُ
ســَلَفٌ يَمُــورُ عَجـاجُهُ فَخْـمِ
وإذا أتينا إلى الشعر الأموي فنجد الشاعر الكُمَيْتُ بنُ زيدٍ الأسدي يذكر هذا النجم وأنه هو الذي يجلب الرياح الحارة فيقول:
وَالْحِيَــاضَ الْمُمَلْآتِ مِـنَ الشـَّرْبِ
إِذَا الْمِرْزَمُ اسْتَهَبَّ الْحَرُورَا
ومن أشهر الشعراء في العصر الأموي الذين ذكروا هذا النجم في أشعارهم نجد الشاعر جرير يقول:
حَــيِّ الـدِيارَ بِعاقِـلٍ فَـالأَنعُمِ
كَـالوَحيِ في رَقِّ الكِتابِ المُعجَمِ
طَلَـلٌ تَجُـرُّ بِـهِ الرِياحُ سَوارِياً
وَالمُـدجِناتُ مِنَ السِماكِ المِرزَمِ
وأما الشاعر الأموي عمر بن لجأ التيمي فقد قرن هذا النجم بالجوزاء فيقول:
أَراقِــبُ مِـرزَمَ الجَـوزاءِ حَتّـى
تَضــَمَّنَهُ مِــن الأُفــقِ السـُجودُ
وَعــارضَ بَعــدَ مَســقَطِهِ سـُهَيلٌ
يَلـــوحُ كَــأَنَّهُ بِــدَمٍ طَريــدُ
ولو عرجنا على الشعر في العصر العباسي فنجد أبو هفان المهزمي يمدح أحدهم بنوء المرزم فيقول:
لو كنتَ نوءاً كنت نوء المِرزَمِ
أو كنتَ ماءً كنتَ ماءَ الزمزمِ
كما في ديوان «سقط الزند» للشاعر العباسي أبو العلاء المعري ذكر لهذا النجم فيقول:
وكيــف لا يَطْمَـعُ فـي مَغْنَـمٍ
مَـن الثرَيّـا بعـضُ ما يَغْنَم
وكيـف يَخفـى نَفَـلٌ بعضُه ال
مِرّيـخُ والجـوْزاءُ والمِـرْزَمُ
ومن الشعراء العباسيين المشهورين نرى الشريف الرضي يقرن هذا النجم بنجم السها فيقول:
فَعَلـى مـا يَطلُـبُ غـايَتي مُتَسَرِّعاً
غُلُـقُ الجَنـانِ أَقـولُ مـا لا يَفهَمِ
هَيهــاتَ أَقعَـدَكَ الحَضـيضُ مُـؤَخِّراً
عَنّـي وَجـاوَرَني السـُها وَالمِـرزَمُ