كيف أضرت رسائل بكين المتضاربة باقتصاد الصين؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
سلطت صحيفة "الغارديان" الضوء على عراقيل تواجه القطاع الخاص عموما في الصين، موضحة أن مستوى الغموض المتزايد خلال العام الماضي فاقم الصعوبات أمام الشركات الصينية والأجنبية على حد سواء في بكين.
وتحدثت الصحيفة عن رسائل بكين المتضاربة، مشيرة إلى أنه رغم إصرارها على انفتاحها للأعمال التجارية والتزامها بدعم القطاع الخاص، فالتركيز المتجدد للصين على الأمن القومي، إلى جانب التوترات الجيوسياسية المتزايدة، أصبح يضر بالثقة والتعاملات مع شركات القطاع الخاص.
وذكرت الصحيفة أن شركة سينغينتا، عملاق التكنولوجيا الزراعية السويسرية، تعتبر المثال الأبرز على ما تواجهه الشركات العاملة في الصين، لما واجهته من عراقيل مستمرة حتى اليوم.
وأوضحت أنه في يوليو 2021، تقدمت الشركة بطلب لإدراج أسهم بقيمة 10 مليارات دولار في سوق ستار في شنغهاي، وهي بورصة تركز على التكنولوجيا.
واستعدت الأسواق الصينية لضجة كبيرة بعد هذا الإعلان في ذلك الوقت، خاصة أنه من المفترض أن يكون ذلك مربحاً للجانبين.
وقالت شركة سينغينتا إنها ستستثمر مبالغ ضخمة في التكنولوجيا الزراعية، ووعدت بضخ أموال في هذا القطاع المهم. لكن بعد مرور أكثر من عامين، لم يتم إدراج شركة سينغينتا بعد، بحسب الصحيفة.
وترى الصحيفة أن حالة شركة سينغينتا تعتبر مثالا نموذجيا للصعوبات المتزايدة التي تواجه الشركات الصينية والأجنبية على حد سواء في الصين. وبعد الخلاف مع سوق ستار لأسباب لا تزال غير واضحة، حصلت الشركة على موافقة في يونيو من بورصة شنغهاي. ورغم أن البنوك الدولية، بما في ذلك UBS وHSBC وJP Morgan، تتنافس للعمل على الصفقة التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، إلا أن الضغوط الجيوسياسية هددت بإخراج عملية الإدراج عن مسارها.
ونقلت الصحيفة عن المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، فالديس دومبروفسكيس، حديثه في بكين، الأسبوع الماضي، والذي قال فيه إن الشركات الأوروبية "تتساءل عن مكانتها" في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في سبتمبر، نشرت غرف التجارة في الاتحاد الأوروبي وأميركا تقارير قاتمة حول حالة الأعمال في الصين. ومن بين الشركات التي شملها الاستطلاع الذي أجرته الغرفة الأميركية، قال 52 في المئة إنهم متفائلون بشأن السنوات الخمس المقبلة، وهو مستوى منخفض قياسي. وانتقد تقرير الغرفة الأوروبية "الرسائل المختلطة" التي ترسلها بكين، والتي قال إنها تؤدي إلى تآكل الثقة.
وقال ينس إسكيلوند، رئيس الغرفة الأوروبية، لـ"غارديان": "لقد أصبح مستوى الغموض أكثر وضوحاً خلال العام الماضي".
وتحدثت الصحيفة عن عدد من العراقيل التي تضعها الصين مؤخرا على الشركات الصينية نفسها، منها ما حدث في بداية العام الجاري، عندما قدمت لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية (CSRC) نظام "إشارة المرور" لعمليات الإدراج لتوجيه التمويل إلى المجالات الاستراتيجية، مع حظر الشركات المحلية في بعض الصناعات مثل اختبار فيروس كورونا والكحول من أسواق الأسهم الرئيسية في الصين.
وفي الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن الشركات الصينية الراغبة في الإدراج في الخارج تواجه أيضا المزيد من العقبات. وفي مارس، أصدرت لجنة تنظيم الأوراق المالية والبورصة مجموعة جديدة من القواعد التي تحكم الاكتتابات العامة الدولية. ومن بين اللوائح الـ 25 كانت هناك مادة تنص على أنه لا يجوز للشركات "تشويه أو الانتقاص من القوانين والسياسات الوطنية وبيئة الأعمال والوضع القضائي".
وهذا يضع الشركات في موقف صعب، بمعنى أنه إذا لم تمتثل الشركات للقواعد الصينية، فلن تتمكن من الحصول على الموافقة على الإدراج في الخارج، لكن إذا اتبعوا القواعد الصينية، فقد تتم مقاضاتهم من قبل البورصات الأجنبية والمساهمين بتهمة التزييف.
وفي يونيو، أصدرت بكين قانوناً لمكافحة التجسس، ينص على أن الحصول غير المصرح به على "الوثائق والبيانات والمواد" يمكن أن يشكل جريمة تجسس. وأثارت الصياغة الغامضة للقانون قلق العديد من رجال الأعمال لأنه لا يوجد تعريف واضح لأسرار الدولة.
هل ينوى الاتحاد الأوروبي فك الارتباط مع الصين؟وخلال زيارته للصين سعيا إلى إقامة علاقات اقتصادية أكثر توازنا مع الاتحاد الأوروبي، قال مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، فالديس دومبروفسكيس، في 23 سبتمبر الماضي، إن التكتل ليست لديه نية لفك الارتباط مع الصين لكنه يحتاج إلى حماية نفسه في المواقف التي يساء فيها استخدام انفتاحه، وفقا لوكالة "رويترز".
وجاء ذلك في الوقت الذي يتطلع فيه الجانبان إلى تهدئة التوترات المتزايدة بشأن الجغرافيا السياسية والتجارة.
وتوترت العلاقات بسبب تعاملات بكين مع موسكو بعد اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا ومساعي الاتحاد الأوروبي لتقليل الاعتماد على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ووصل دومبروفسكيس إلى الصين بعد أسبوع تقريبا من إعلان المفوضية الأوروبية أنها ستحقق فيما إذا كانت ستفرض تعريفات عقابية لحماية المنتجين الأوروبيين من واردات السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة التي تقول إنها تستفيد من الدعم الحكومي.
وتهدف الزيارة إلى تجديد الحوار مع الصين بعد جائحة كوفيد-19 حيث يسعى الجانبان إلى تهدئة التوترات بشأن قضايا تتراوح من الاستثمار الأجنبي والتجارة والجغرافيا السياسية إلى الانتقادات الغربية لعلاقات بكين الوثيقة مع موسكو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.
وقال دومبروفسكيس "إنشاء سوق مفتوحة بين الدول الأعضاء كان أحد المبادئ التأسيسية للاتحاد الأوروبي. نحن ملتزمون أيضا بتجارة عالمية حرة وعادلة. وعادلة هي الكلمة الأساسية هنا".
وأضاف "الاتحاد الأوروبي يحتاج أيضا إلى حماية نفسه في المواقف التي يساء فيها استخدام انفتاحه"، مستشهدا بالعجز التجاري في الاتحاد الأوروبي كمثال.
وتابع "يعني هذا تقليل اعتمادنا الاستراتيجي على عدد مختار من المنتجات الاستراتيجية"، لكن الاستراتيجية الاقتصادية للاتحاد الأوروبي تركز على الحد من المخاطر وليس على فك الارتباط.
وأضاف "الاتحاد الأوروبي ليس لديه نية لفك الارتباط مع الصين".
ويقول الاتحاد الأوروبي إن القيود الصينية على الشركات الأوروبية من بين أسباب عجزه التجاري البالغ 400 مليار يورو.
وقالت صحيفة "جلوبال تايمز" القومية الصينية، في سبتمبر، إن الحوار الاقتصادي والتجاري الذي عقد بين دومبروفسكيس ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني، خه لي فنغ، وهو الحوار العاشر من نوعه منذ عام 2008، بمثابة "اختبار حاسم" للجانبين.
وقال دومبروفسكيس لـ"رويترز" على هامش القمة إن "عملا فنيا أساسيا" سبق تحقيقا يجريه الاتحاد الأوروبي في السيارات الكهربائية صينية الصنع وإنهم يتطلعون إلى إشراك السلطات الصينية وقطاع تصنيع السيارات الصيني في التحقيق.
وأردف "نحن منفتحون على المنافسة بما في ذلك المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية لكن المنافسة يجب أن تكون عادلة". وانتقدت الصين التحقيق ووصفته بأنه يهدف إلى حماية صناعات الاتحاد الأوروبي، بينما قالت غرفة التجارة الصينية لدى التكتل إن الميزة التي يتمتع بها القطاع ليست بفضل الدعم الحكومي.
ولدى سؤاله عما إذا كان الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى قطاعات أخرى، أجاب دومبروفسكيس "ثمة عدة مجالات نبحث فيها عن حواجز تجارية محتملة، وفي الواقع هذا أحد الموضوعات التي سأثيرها مع نظرائي الصينيين... من ناحية، يجب أن نناقش كيفية توطيد علاقتنا، لكننا أيضا بحاجة إلى أن نكون قادرين على مناقشة ما إذا كانت هناك بعض المشكلات أو الحواجز التجارية التي ينبغي معالجتها".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الشرکات الصینیة فی الصین مع الصین إلى أن
إقرأ أيضاً:
وثيقة مسربة تكشف علم مسؤولي الاتحاد الأوروبي بجرائم الحرب الإسرائيلية في غزة
نشر موقع "ذي انترسبت" تقريرا للصحفي آرثر نيسلين قال فيه إن وثيقة داخلية للاتحاد الأوروبي قد تحرم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من "الإنكار المعقول" لعلمهم بجرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، بحسب خبراء.
فقد رفض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي دعوة لإنهاء مبيعات الأسلحة لـ"إسرائيل" الشهر الماضي، على الرغم من الأدلة المتزايدة على جرائم الحرب - وربما الإبادة الجماعية - التي قدمت لهم في تقييم داخلي حصل عليه موقع "إنترسبت".
ووفقا لمحامين وخبراء وزعماء سياسيين، فإن محتويات التقييم المكون من 35 صفحة والذي لم يكن معروفا من قبل قد تؤثر على محاكمات جرائم الحرب المستقبلية لسياسيين من الاتحاد الأوروبي بتهمة التواطؤ في هجوم "إسرائيل" على غزة.
وقد كتب التقييم الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان أولوف سكوغ وأرسله إلى وزراء الاتحاد الأوروبي قبل اجتماع المجلس في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، كجزء من اقتراح قدمه رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بتعليق الحوار السياسي مع "إسرائيل". وقد رفض مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الاقتراح.
وقد عرض تحليل سكوغ أدلة من مصادر الأمم المتحدة على جرائم الحرب التي ارتكبتها "إسرائيل" وحماس وحزب الله منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وتقدر الأمم المتحدة أن حوالي 45 ألف شخص لقوا حتفهم في غزة منذ ذلك الحين، ويُقدر أن أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
ورغم أن التقييم لم يوفّر حماس وحزب الله، إلا أن الكثير من أقوى لغته كانت مخصصة للقوات الإسرائيلية.
ويقول التقرير الداخلي: "للحرب قواعد. ونظرا للمستوى المرتفع من الضحايا المدنيين والمعاناة الإنسانية، تركز الادعاءات بشكل أساسي على كيفية فشل الجهات المسؤولة، بما في ذلك قوات الدفاع الإسرائيلية، على ما يبدو في التمييز بين المدنيين والمقاتلين واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين والأهداف المدنية من آثار الهجمات، في انتهاك للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي".
ويشير سكوغ إلى زيادة استخدام "اللغة التي تنزع صفة الإنسانية [تجاه الفلسطينيين]" من قبل القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، والتي قد "تساهم في إثبات النية" لارتكاب الإبادة الجماعية.
ويقول التقرير: "إن التحريض على التمييز أو العداء أو العنف - مثل ما ورد في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين - يشكل انتهاكا خطيرا لقانون حقوق الإنسان الدولي وقد يرقى إلى الجريمة الدولية المتمثلة في التحريض على الإبادة الجماعية".
ولم يغفل يانيس فاروفاكيس، وزير المالية اليوناني السابق والأمين العام لحركة الديمقراطية في أوروبا 2025، عن العواقب المترتبة على كبار المسؤولين من الدول المصدرة للأسلحة إلى "إسرائيل" مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
وقال فاروفاكيس لموقع "إنترسبت" إنه إذا وجدت المحكمة الجنائية الدولية مسؤولين إسرائيليين مذنبين بارتكاب جرائم حرب، فإن توزيع التقرير على وزراء الاتحاد الأوروبي يحمل أهمية كبيرة لأن الأوروبيين لن يتمكنوا من التذرع بالجهل.
وقال فاروفاكيس: "لا يمكنهم أن ينكروا بشكل معقول أنهم كانوا مطلعين على الحقائق بالنظر إلى محتويات تقرير الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي الذي كان عليهم واجب أخذه بعين الاعتبار. والآن يعرف العالم أنهم كانوا يعلمون أنهم انتهكوا القانون الدولي لأن الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان أخبرهم بذلك صراحة. وسوف يحكم عليهم التاريخ بقسوة. وربما تفعل المحكمة الجنائية الدولية نفس الشيء".
نشأت الورقة من طلب تقدمت به إسبانيا وأيرلندا في شباط/ فبراير لتقييم ما إذا كانت حرب "إسرائيل" في غزة تنتهك مواد حقوق الإنسان في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل"، والتي مكنت، من بين أمور أخرى، من إتمام تبادل تجاري بقيمة 46.8 مليار يورو في عام 2022.
لو كانت المفوضية الأوروبية قد حددت خرقا، لكانت قد وضعت تعليق الاتفاقية على جدول الأعمال. ومع ذلك، رفضت رئيسة المفوضية المؤيدة لـ"إسرائيل" أورسولا فون دير لاين التصرف.
ونتيجة لذلك، تم تكليف سكوغ من قبل الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وهي خدمة العمل الخارجي الأوروبية، للتحقيق. وقد قدم تقييما أوليا في تموز/ يوليو. وحصل موقع "انترسبت"على نسخة من التقييم تم تحديثها في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقد نوقشت الوثيقة، التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، داخليا كجزء من اقتراح الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي بتعليق "الحوار السياسي" مع "إسرائيل"، وهو الجانب الوحيد من العلاقة الذي تتمتع الخدمة الخارجية للاتحاد بالسلطة عليه. وقد دعمت ورقة سكوغ فعليا خطة تجميدها. ومع ذلك، رفض وزراء الاتحاد الأوروبي الاقتراح، إلى جانب توصية بحظر تصدير الأسلحة إلى "إسرائيل".
وخلص التقرير إلى أنه نظرا لأن عدد القتلى في غزة يتوافق مع التقسيم الديموغرافي للسكان المدنيين في المنطقة، فإن نمط القتل يشير إلى "هجمات عشوائية" يمكن أن تشكل جرائم حرب.
وأضاف التقييم: "عندما تُرتكب كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد السكان المدنيين، فقد تنطوي أيضا على جرائم ضد الإنسانية".
ودعا سكوغ دول الاتحاد الأوروبي إلى "رفض ترخيص التصدير" - للأسلحة - "إذا كان هناك خطر واضح من أن التكنولوجيا أو المعدات العسكرية التي سيتم تصديرها قد تُستخدم في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي".
وفي أعقاب هذا التقييم، سوف يكون بعض الساسة في الاتحاد الأوروبي معرضين لخطر التواطؤ إذا ثبت أن "إسرائيل" ارتكبت جرائم حرب، كما قال طيب علي، الشريك في شركة المحاماة البريطانية "Bindmans"، التي رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية بسبب صادراتها من الأسلحة إلى "إسرائيل".
وقال علي لموقع "انترسبت": "يراقب المحامون في جميع أنحاء أوروبا هذا الأمر عن كثب، ومن المرجح أن يبادروا إلى إنشاء آليات مساءلة محلية ودولية. إن المصالح الاقتصادية ليست دفاعا عن التواطؤ في جرائم الحرب. من المدهش أنه بعد محتويات هذا التقرير، قد تفكر دول مثل فرنسا وألمانيا حتى عن بعد في إثارة قضايا الحصانة لحماية مجرمي الحرب المطلوبين مثل نتنياهو وغالانت".
وأشارت ديانا بوتو، المستشارة القانونية السابقة والمفاوضة للسلطة الفلسطينية، إلى أن رفض الدول الأعضاء لتحليل الاتحاد الأوروبي كان سياسيا.
وقالت بوتو: "من الناحية القانونية، نحن نعرف أين يجب أن تسقط أحجار الدومينو. لقد كان السؤال هو ما إذا كانت السياسة ستتوافق مع القانون، وللأسف لم يحدث ذلك".
لم يتردد تقرير سكوغ في التعامل مع الفظائع التي ارتكبتها حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث وصف احتجاز الرهائن، على سبيل المثال، بأنه "انتهاك للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب".
وقال إن الهجمات الصاروخية التي شنتها حماس وحزب الله كانت "عشوائية بطبيعتها ... وقد تشكل جريمة حرب".
كما أشار التحقيق إلى أن استخدام الأنفاق في المناطق المدنية يعادل استخدام الدروع البشرية، وهو ما يشكل أيضا جريمة حرب. ومع ذلك، لم يقدم الجيش الإسرائيلي "أدلة جوهرية" لدعم هذا الادعاء، والذي حتى لو ثبت، لن يبرر الهجمات العشوائية أو غير المتناسبة على المناطق المدنية.
ودحض التقرير دفاعا إسرائيليا رئيسيا ضد مزاعم جرائم الحرب بشأن استهداف المستشفيات في قطاع غزة. ويزعم تقييم سكوغ أن "الاستهداف المتعمد للمستشفيات ... قد يرقى إلى مستوى جرائم الحرب"، بغض النظر عن أي نشاط لحماس هناك.
ويقول سكوغ في تقييمه إن القانون الدولي يسمح لـ"إسرائيل" "بالحق والواجب في حماية سكانها"، ولكن هذا لا يمكن ممارسته إلا ردا على هجوم مسلح أو هجوم وشيك ويجب أن يكون متناسبا. ولأنها قوة احتلال، يقول التقييم، فإن "إسرائيل" ملزمة أيضا بضمان سلامة وصحة أولئك الذين يعيشون تحت الاحتلال.
وقالت أنييس بيرتراند سانز، الخبيرة الإنسانية في منظمة "أوكسفام"، إن التقييم "يعزز الدعوى القائلة بأن حكومات الاتحاد الأوروبي كانت تتصرف بتواطؤ مع جرائم إسرائيل في غزة".
وقالت: "حتى عندما قدمت لهم الحقائق، رفضوا التصرف. أولئك الذين استمروا في تصدير الأسلحة إلى إسرائيل في تحد لنصيحة التقرير الواضحة، متورطون في حالة صارخة من التواطؤ الإجرامي".