بري ينتظر نتائج الحراك الخارجي ولا معلومات مؤكدة عن عودة لودريان
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
ينسحب الاستعصاء الداخلي في مقاربة الملف الرئاسي اللبناني، وبخاصة بعد المعلومات عن تعثر مسار الحوار بين «التيار الوطني الحر» وحزب الله، على المساعي الخارجية. فهي وان تبدو ناشطة على الخط الفرنسي- القطري، الا انها في الواقع تُختصر بكونها حتى تلساعة تراوح مكانها.
وكتبت" الديار": ينتظر الجميع عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، والتي لم يُحدد موعدها بعد، لاعادة تحريك المياه الرئاسية الراكدة، اذ لم يرشح حتى الساعة اي شيء عن اجتماعه بوزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان.
وتعتبر المصادر ان «الامور تعقدت اكثر بعد الموقف الفرنسي، لجهة ان حزب الله لم يستسغ ما حصل، وقرر بدوره رفع «فيتو» مضاد بوجه قائد الجيش العماد جوزيف عون، لعلمه بأن أزعور ورقة احترقت منذ مدة طويلة، بينما عون هو الورقة الفعلية التي تحظى بشبه اجماع غربي- خليجي وحماسة قوى المعارضة اللبنانية لها».
وتشير المصادر الى انه «من المرتقب ان يؤخر لودريان قدر المستطاع زيارته الى بيروت آملا في تبلور معطيات جديدة ، لان لا شيء في جَعبته سيطرحه الا اجتماعات ثنائية وثلاثية ، كانت قوى المعارضة عبّرت عن امكان ان تشارك فيها كبديل عن الحوار الوطني الموسع. لكن هذا الطرح ايضا قد لا يكون ميسرا ايضا في ظل اصرار «القوات» و«الكتائب» على عدم الجلوس مع حزب الله للحوار حول الرئاسة».
وتضيف المصادر: «اما الدور القطري فسيتبلور فعليا بعد اعلان انتهاء الدور الفرنسي وفشله، باعتبار ان كل ما فعله الموفد القطري هو لملمة اسماء قد تحظى بتوافق وجمعها في لائحة، من دون ان تكون لديه اي آلية للدفع بأحدها قدما باتجاه قصر بعبدا».
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التنسيق بين قوى الممانعة لم يتوقف يوما في الملف الرئاسي وإن الخيار الثالث لا يزال غير مكتمل الصورة بالنسبة لها، وأشارت إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعلن تعليقه الدعوة إلى الحوار لن يُقدم على أي مسعى جديد وهو في انتظار الحراك الجاري في الوقت الراهن.
وأوضحت المصادر نفسها إلى أن المعارضة في الوقت نفسه لم تقترب إلى الاتفاق على أي خيار جديد لأن في اعتقادها أن الأساس يبقى العمل على الدعوة لجلسات انتخاب متتالية ، مؤكدة أن الجهد لإزالة مسألة التحفظات التي يملكها كل فريق متروك للمسعى الجديد والإمكانات المتوافرة في هذا الشأن، ولذلك من المرتقب أن تتوسع دائرة الأسماء المرشحة والتي تدخل ضمن الخيار الثالث الجديد، إلا أن الإشكالية تبقى في السير به من قبل القوى السياسية.
واشارت مصادر ذات صلة الى ان مسار ازمة الانتخابات الرئاسية، مايزال يدور في حلقة مفرغة بسبب استمرار الخلاف الداخلي بين طرفي الازمة على حاله ، وتعثر المساعي والجهود الاقليمية والدولية في احداث خرق بجدار الازمة،بفعل تضارب المصالح بين دول اللجنة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر التي تتولى مهام الوساطة لمساعدة لبنان على تجاوز ازمته،مع ايران التي تعطل كل الجهود المبذولة بواسطة حليفها حزب الله، لتبقي ملف الانتخابات الرئاسية ورقة بيدها للمقايضة بالمفاوضات مع الولايات المتحدة والغرب عموما،ما يبقي الازمة تراوح في دوامة طرح الحوار كشرط مسبق لاجراء الانتخابات الرئاسية ، او بالابقاء على مرشح الحزب سليمان فرنجية ، او طرح مواصفات تعجيزية لأي مرشح للرئاسة؟ ما يُبقي الازمة تراوح مكانها،بل وتستفحل ضررا وخرابا على كل المستويات.
وتنفي المصادر السياسية علمها بموعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي إيف لودريان الى لبنان مجددا، وقالت ان اي مسؤول لم يتبلغ موعد هذه العودة بعد ، بالرغم من كل ما تردد عن احتمال عودته في غضون ايام معدودة. ولكنها شددت على ان ما رشح من معلومات شحيحة عن اجتماع الرياض الذي جمع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع لودريان مؤخرا، وتم خلاله بحث نتائج المهمة التي يقوم بها الموفد الرئاسي حتى الان ، تصب في خانة تجديد الثقة بالموفد الرئاسي الفرنسي واعطائه مهلة اضافية لكي يتمكن من انجاز مهمته .
واعتبرت المصادر ان الموفد الرئاسي الفرنسي،يعمل ما بوسعه لجوجلة الافكار والطروحات التي تكونت لديه منذ تكليفه بهذه المهمة، وبالتنسيق مع الموفد القطري الذي يجول على القيادات والمسؤولين اللبنانيين في هذا الوقت بالذات للبناء عليها، والانطلاق منها بالمرحلة المقبلة، لكي يستطيع تحقيق الاختراق المقبول في جدار الازمة المعقدة، لئلا تكون زيارته المقبلة عديمة الجدوى وكسائر الزيارات السابقة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الموفد الرئاسی
إقرأ أيضاً:
بعد تصريحات مسؤوليها.. ما حقيقة المخطط الخارجي لاحتلال مناطق في بيلاروسيا؟
موسكو- تحدث ألكسندر فولفوفيتش، وزير الدولة لشؤون مجلس الأمن في بيلاروسيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، عن مخاطر جديدة على الأمن القومي والأوضاع الداخلية في بلاده. وهذه المرة من جانب جماعات وصفها بالمتطرفة وتتمركز في الخارج.
وقال المسؤول البيلاروسي، في مقابلة صحفية، إن "تشكيلات من المتطرفين البيلاروس في الخارج تخطط للاستيلاء على مناطق حدودية في بيلاروسيا".
ووفقا له، فإن "المعارضة المتطرفة والقوى المدمرة الأخرى التي غادرت الجمهورية تتلقى دعما في الغرب من أجل تنفيذ خطة للإطاحة بالسلطات في بيلاروسيا بالقوة".
وتابع بأنه "وفقا للبيانات المتاحة، يتم النظر في إمكانية استخدام هذه التشكيلات المتطرفة في عملية مسلحة للاستيلاء على منطقة حدودية واحدة أو أكثر في بيلاروسيا، وإعلان هذه المنطقة حرة وإدخال قوات حفظ سلام غربية إلى هناك".
وأشار إلى أنه من أجل قيادة عمليات تدريب هؤلاء المسلحين، تم إنشاء مركز "الكومنولث البولندي الليتواني" للقيادة والتنسيق، متهما أوكرانيا كذلك بأنها تحولت إلى "منطقة رمادية" يستخدمها الغرب لشن حرب بالوكالة مع روسيا وبيلاروسيا.
وقال في هذا السياق إن "هؤلاء المسلحين يشاركون في عمليات القوات الأوكرانية ضد القوات الروسية، ويكتسبون هناك خبرة قتالية".
خريطة بيلاروسيا (الجزيرة) على صفيح ساخنوتمر العلاقات البيلاروسية مع الغرب بمرحلة توتر شديد ارتفع منسوبها بشكل حاد بسبب ما ترى فيه بروكسل دعما من مينسك لموسكو في الحرب مع أوكرانيا، بالإضافة إلى التجاذبات بخصوص أوضاع حقوق الإنسان في بيلاروسيا، حيث تتهم بروكسل مينسك بانتهاكها بشكل منهجي، بما في ذلك تزوير الانتخابات الرئاسية في عام 2022.
إعلانوعلى ضوء ذلك، رفضت أوكرانيا، على غرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الاعتراف بألكسندر لوكاشينكو رئيسا منتخبا شرعيا.
وتدهورت علاقات بيلاروسيا مع أوكرانيا والغرب بشكل دراماتيكي كذلك بسبب حادثة هبوط طائرة أيرلندية من طراز بوينغ 737 في مينسك في 23 مايو/أيار 2021، بعد 3 دقائق من مغادرتها الأجواء البيلاروسية، عندما تلقى الطيارون رسالة من مراقب الحركة الجوية المحلي تفيد بأنه وفقًا للمعلومات الواردة فقد تم تلغيم الطائرة.
بعد هبوط الطائرة في مطار مينسك، اعتقل عناصر من المخابرات البيلاروسية اثنين من الركاب وهما المعارض البيلاروسي رومان بروتاسيفيتش وصديقته المواطنة الروسية صوفيا سابيغا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها توجيه اتهامات للغرب بمساندة جماعات بيلاروسية معارضة موجودة خارج البلاد؛ ففي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، عرضت قناة "أو إن تي" البيلاروسية تحقيقا صحفيا ذكرت فيه بأن المعارضة والغرب يستعدان منذ عدة سنوات لشن هجوم على 4 مناطق في جنوب غرب بيلاروسيا لمحاولة فتح جبهة ثانية في البلاد، يكون هدفها الانقلاب على الرئيس ألكسندر لوكاشينكو وإنشاء معقل جديد مناهض لروسيا.
وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه، أعلن الرئيس البيلاروسي أن المعارضة في الخارج تخطط لشن هجوم مسلح على بلاده وطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر منظومة صواريخ "أوريشنيك" على أراضي بيلاروسيا. بينما قال بوتين إن ذلك سيكون ممكنا في النصف الثاني من عام 2025.
تجربة قتاليةوبينما لم يذكر وزير الدولة لشؤون مجلس الأمن القومي البيلاروسي في حديثه أسماء وأماكن وجود هذه المجموعات، فإن شواهد كثيرة تشير إلى أن الحديث يدور عن المتطوعين البيلاروس الذين يقاتلون إلى جانب أوكرانيا في الحرب مع روسيا، والذين ينضوي أغلبهم في فوج "قسطنطين كالينوفسكي"، العامل ضمن ما يسمى بالفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا.
إعلانوهذا الفوج عبارة عن مشاة من المتطوعين (كان في السابق كتيبة)، تم تشكيله في فبراير/شباط 2022 بهدف الدفاع عن أوكرانيا وخصوصا العاصمة كييف ضد الغزو الروسي، كما يقول على موقعه الإلكتروني.
وأغلبية المتطوعين فيه هم مواطنون من بيلاروسيا لكنه يضم كذلك مواطنين ليتوانيين. وقد تمت تسميته بهذا الاسم تكريما لزعيم الانتفاضة البولندية ضد الإمبراطورية الروسية في عامي 1863-1864 قسطنطين كالينوفسكي.
وجدير بالذكر أن المتطوعين البيلاروس شاركوا في العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا منذ ربيع عام 2014، كما شاركوا في معركة بيسكي بالقرب من مطار دونيتسك في يوليو/تموز 2014.
وفي يونيو/حزيران 2015، تأسست المجموعة التكتيكية "بيلاروسيا" والتي شاركت إلى جانب القوات الأوكرانية في معارك أفدييفكا، وبيسكي، وفولنوفاخا، وماريينكا.
بعد انطلاق الحرب بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022، أعلن المتطوعون البيلاروس توحيدهم في تشكيل واحد هو فوج "قسطنطين كالينوسكي". ووفق تقارير إعلامية بيلاروسية، تضم الكتيبة أكثر من ألف شخص، وأن عدة مئات آخرين مستعدون للانضمام إلى الفوج بعد تلقيهم تدريبات في بولندا.
وحظي إنشاء الفوج بدعم زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي قالت إن "المزيد والمزيد من الناس من بيلاروسيا ينضمون لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن بلادهم".
وكانت بيلاروسيا عززت قواتها حول مدينتي غوميل وموزير بعد تدمير طائرات دون طيار أوكرانية في أجوائهما. واتهمت مينسك كييف بانتهاك المجال الجوي لبيلاروسيا وحذرت من أن "أي استفزازات لن تمر دون رد".
من جانبه، أعلن المتحدث باسم هيئة الحدود الحكومية الأوكرانية أندريه ديمشينكو في أوائل يناير/كانون الثاني الجاري عن بناء تحصينات على الحدود مع بيلاروسيا، مضيفًا أن هذا ضروري لكي "تتاح لجنودنا الموجودين على الحدود (مع بيلاروسيا) كل الفرص لمواجهة أي تهديد".
إعلانوترتبط بيلاروسيا مع أوكرانيا بحدود مشتركة تبلغ 1084 كيلومترا. والمناطق الحدودية البيلاروسية التي يمكن أن تكون هدفًا لعملية استيلاء من قبل المسلحين المناهضين للسلطات في مينسك تعد بالمئات، لكن أبرزها: كوفالي، وبارانتسي، وبيكي، وتريخوفكا، وكذلك نوفايا، وغوتا، ولوييف، فضلا عن مناطق شيتسي، وخميليشي، ودروشيفا.