لماذا ذكر الله في آخر سورة الزمر حرف الواو في كلمة (فتحت أبوابها) عند ذكر أهل الجنة
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين قال بعض اهل العلم ذكر الواو في شأن فتح الأبواب لأهل الجنة يدل على التكريم والحفاوة وأنهم لا ينتظرون على أبوابها بل يجدونها مفتحة حاضرة لاستقبالهم والملائكة على أبوابها يستقبلونهم بالتحية والإكرام .
أما في شأن أهل النار فإنهم يقفون على أبواب جهنم زيادة في ذلهم ومهانتهم ورعبهم لما ينتظرهم من أهوال جسام حيث يسمعون صوتها وزفيرها فيتملكهم من الخوف من تطير له عقولهم وقلوبهم قبل أن يدخلوها .
وهذا المعنى أشار إليه بعض المفسرين عند ذكر هذه الآيات :
قال القرطبي في تفسيره : [ وقد قيل: إن زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله تعالى، والتقدير حتى إذا جاؤوها وأبوابها مفتحة، بدليل قوله: "جنات عدن مفتحة لهم الأبواب" ، وحذف الواو في قصة أهل النار لأنهم وقفوا على النار وفتحت بعد وقوفهم إذلالا وترويعا لهم. ذكره المهدوي وحكى معناه النحاس قبله. قال النحاس: فأما الحكمة في إثبات الواو في الثاني وحذفها من الأول، فقد تكلم فيه بعض أهل العلم بقول لا أعلم أنه سبقه إليه أحد، وهو أنه لما قال الله عز وجل في أهل النار: "حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها" دل بهذا على أنها كانت مغلقة ولما قال في أهل الجنة: "حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها" دل بهذا على أنها كانت مفتحة قبل أن يجيؤوها والله أعلم. ] اهـ.
وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط :
[ (فتحت أبوابها) ، ودل ذلك على أنه لا يفتح إلا إذا جاءت ; كسائر أبواب السجون ، فإنها لا تزال مغلقة حتى يأتي أصحاب الجرائم الذين يسجنون فيها فيفتح ثم يغلق عليهم ... ( وفتحت ) جملة حالية ، أي : وقد فتحت أبوابها لقوله : (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب). وناسب كونها حالا أن أبواب الأفراح تكون مفتحة لانتظار من يجيء إليها ، بخلاف أبواب السجون .] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فتحت أبوابها على أن
إقرأ أيضاً:
لماذا اختير الماء للعماد؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الماء يعد من أعظم وألطف العناصر التي يتكون منها العالم المرئي. قبل خلق الأيام الستة، ورد في الكتاب المقدس أن “روح الله كان يرف على وجه المياه” (تكوين 1: 2)، ما يبرز ارتباط الماء بالحياة الكونية منذ البداية. فكما كان الماء بداية لخلق العالم، كذلك كان نهر الأردن نقطة انطلاق بشارة الإنجيل المقدس.
عبر البحر الأحمر تم خلاص شعب إسرائيل من قبضة فرعون، وفي المسيحية، يتم خلاص البشرية من الخطيئة عبر غسل الماء بكلمة الله (أفسس 5: 26). هذا الماء، الذي يستخدم في المعمودية، يُعتبر أداة لبدء عهد جديد، كما قطع الله عهده مع نوح بعد الطوفان باستخدام الماء، وفي جبل سيناء أيضًا تم إبرام العهد بماء وصوف قرمزي وزوفا (عبرانيين 9: 19).
من جهة أخرى، عبر النبي إيليا نهر الأردن، ثم ارتفع إلى السماء في مركبة نارية. كما كان يُطلب من رئيس الكهنة أن يغتسل أولًا قبل تقديم البخور، حيث تطهر هرون بالماء ليصبح كاهنًا. وفي خيمة الاجتماع، كانت توجد مرحضة تشير إلى أهمية الماء في تطهير الشخص قبل تقديم العبادة.
تُظهر هذه الرموز والطقوس في الكتاب المقدس كيف أن الماء يحمل دلالات روحية عميقة، ويُعتبر وسيلة أساسية للمعمودية والاتصال بعهد الله، كما بيّن القديس كيرلس الأورشليمي.