هل ستطبق فرنسا سيناريو “داعش” 2014 في غرب أفريقيا
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
يمانيون – متابعات
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع الفائت، سحب سفير بلاده من النيجر ومغادرة القوات الفرنسية البالغ قوامها 1500 جندي المتمركزين في البلاد بحلول نهاية العام، وعلى نقيضه حذر وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو مما وصفه بالانقلابات العسكرية التي شهدتها منطقة الساحل وجنوب الصحراء الأفريقية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر ستؤدي إلى “انهيار” منطقة الساحل الأفريقية في ظل تصاعد أنشطة الجماعات التكفيرية.
قبل 12 سنة، في منطقة الشرق الأوسط أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من العراق في ديسمبر 2011 في عهد الرئيس الديموقراطي الأسبق باراك أوباما، بعد أن احتلت البلاد لمدة سبع سنوات بذريعة “أسلحة الدمار الشامل” بسبب ضغط شعبي أمريكي طالب بالانسحاب من العراق بعد اكتشاف كذبة الأسلحة الكيميائية، بالإضافة ارتفاع فاتورة الاحتلال ماليا وبشريا، وكذلك انكشاف فضائع ارتكبها أمريكيون بحق العراقيين كفضيحة سجن أبو غريب.
وبعد ثلاث سنوات فقط من الانسحاب الأمريكي أفاق العلم على قيام دولة لـ”داعش” لتجتاح الجماعات التكفيرية محافظات ومساحات شاسعة من العراق وسوريا، حتى باتت على أبواب بغداد ودمشق، لتعود القوات الأمريكية مجددا إلى المنطقة وهذه المرة من بوابة محاربة “داعش”.
وفي منتصف يوليو 2014 أعلنت واشنطن بداية عملياته العسكرية وبتأييد دولي وداخلي أمريكي فقد رأى الجميع سكاكين “داعش” وهي تذبح مئات الآلاف أمام الكاميرات، علما أن “داعش” تحمل الفكر الوهابي وهو ذات الفكر الذي استخدمته الولايات المتحدة إبان حرب الاتحاد السوفيتي في أفغانستان ثمانينات القرن الماضي.
وعلى الرغم من الضربات الجوي والإعلان عن عمليات عسكرية لـ “التحالف الدولي” الذي تقوده أمريكا، إلا أن أوباما قال حينها أن بلاده تحتاج “30 عاما” لهزيمة “داعش”، وربما أكثر، فقد كان الوضع على الأرض مختلفا فالجماعات التكفيرية تواصل تمددها، وتشن هجماتها وتحصل على التمويل والسلاح بطرق سلسة وسهلة وبمساعدة “أجهزة استخبارات دولية”، باستثناء الإعلان عن مصرع قيادات لداعش، والذين تخرجوا من السجون الأمريكية، بغطاء إعلامي مكثف خلال فترات الانتخابات الأمريكية.
وبالعودة إلى النيجر، وبمقارنة الوضع في المنطقة العربية وفي غرب أفريقيا نجد تطابقا إلى حد كبير في كونهما مناطق غنية بالثروات المعدنية وكذلك حكوماتها وتحالفاتها موالية للغرب، غير أن أمريكا تهيمن على منطقة الشرق الأوسط كوريث لبريطانيا، فيما تهيمن فرنسا على غرب أفريقيا، وفقا لتقاسم قوى الغرب للعالم عقب الحرب العالمية الثانية.
ويرى محللون أن السيناريو الأمريكي في العراق وسوريا وانتشار الجماعات التكفيرية مرشحة بالعودة بقوة إلى غرب أفريقيا، كما ألمح وزير الدفاع الفرنسي اليوم، وبذلك سيتم إضعاف القوى الوطنية المناوئة للغرب وهز ثقة الشعوب الأفريقية بها، وكذلك وفتح الباب على مصراعيه لفرنسا وحلفاؤها للعودة إلى المنطقة بذريعة محاربة التكفيريين.
ولتجنب هذا السناريو على دول وشعوب أفريقيا الثائرة بداية التوحد في مواجهة الخطر التكفيري، والاستفادة من تجربة العراق وسوريا ومتابعة تمويل وتسليح الجماعات التكفيرية وضرب معاقلها، وليكون لها عبرة في الحشد الشعبي العراقي المحلي من أبناء العراق وبدعم من دولة إيران الجارة استطاع هزيمة داعش في ثلاث سنوات بعد أن كانت واشنطن وحلفاؤها طلبوا 30 سنة، وعلى الرغم أيضا من الغارات التي شنت عليها لصالح داعش، وكذلك في اليمن حيث استطاعت الحكومة في صنعاء المناهضة لأمريكا من القضاع على “داعش” و”القاعدة”، بإمكاناتها المحلية في حين تنتشر تلك الجماعات في مناطق الاحتلال جنوب وشرق البلاد الخاضع للهيمنة الأمريكية وحلفاؤها.
ونتذكر كيف تخبط قادة أمريكيا بعد هزيمة “داعش” في إيجاد عنوان بديل لتبرير وجود قوات بلادهم في المنطقة، فقد قال الرئيس الجمهوري الأسبق دونالد ترامب صراحة أن التواجد هو لحماية آبار النفط، قبل أن يعود عنوان محاربة “الإرهاب” مع مجيء الرئيس الديموقراطي الحالي جون بايدن في ظل تقارير إعلامية واستخباراتية تتحدث عن محاولات أمريكية لتدوير الجماعات التكفيرية، التي لا تظهر ولا تحارب إلا في أماكن الثروة في العالم وفي الأماكن الاستراتيجية التي تريد قوى الغرب أن تضع يدها عليها.
محمد الحاضري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الجماعات التکفیریة غرب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
القوات المسلحة تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” للمرة الثالثة
القوات المسلحة تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” للمرة الثالثة
الثورة نت/..
أعلنت القوات المسلحة أنها تمكنت خلال الساعات الماضية من استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري ترومان” شمالي البحر الأحمر بصاروخين مجنحين وطائرتين مسيرتين، واستهداف مدمرة أمريكية بصاروخ مجنح وأربع طائرات مسيرة.
وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها اليوم أن هذه العمليات تأتي رداً على استمرار العدوان الأمريكي الغاشمِ على اليمن وفي ذكرى غزوة بدر الكبرى وامتداداً لمسيرة الإسلام في مواجهة الطغيان والاستكبار.
وأشارت إلى أن هذا الاستهداف لحاملة الطائرات هو الثالث خلال الـ ٤٨ ساعة الماضية وقد أصيب العدو بحالة من الإرباك مما دفع بالعديد من قطعه الحربية إلى التراجع باتجاه منطقة شمال البحر الأحمر وتم إفشال هجوم جوي كان يُحضَّرُ له ضد بلدنا.
وأكدت أن المعتدي الأمريكي يتحمل كافة التداعيات جراء عسكرة البحر الأحمر وتوسيع دائرة المواجهة باستمراره في شن العدوان على اليمن وبما يؤثر سلباً على حركة الملاحة الدولية.
كما أكدت القوات المسلحة أنها لن تتوقف عن استهداف كافة الأهداف المعادية في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان على بلدنا، وأنها مستعدة بالتوكل على الله لمواجهة أي تصعيد أمريكي أو إسرائيلي خلال الساعات والأيام المقبلة.
وحيت كافة أبناء الشعب اليمني العظيم الذين خرجوا اليوم استجابة لدعوة السيد القائد عبدِالملك بدرِ الدين الحوثي في يوم الفرقان ذكرى غزوة بدر الكبرى للتأكيد على الموقف الإيماني الجهادي المساند للشعب الفلسطيني والرافض للعدوان الأمريكي على بلدنا.
كما حيت الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.. مؤكدة أنها مستمرة في حظر مرور السفن الإسرائيلية من منطقة العمليات المعلن عنها حتى رفع الحصار عن قطاع غزة.
وفيما يلي نص البيان:
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
قال تعالى: { فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَیۡكُمۡ فَٱعۡتَدُوا۟ عَلَیۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَیۡكُمۡۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ } صدق الله العظيم
رداً على استمرارِ العدوانِ الأمريكيِّ الغاشمِ على بلدِنا وفي ذكرى غزوةِ بدرٍ الكبرى وامتداداً لمسيرةِ الإسلامِ في مواجهةِ الطغيانِ والاستكبارِ تأتي هذه العملياتُ للقواتِ المسلحةِ اليمنيةِ..
تمكنتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ خلالَ الساعاتِ الماضيةِ من استهدافِ حاملةِ الطائراتِ الأمريكيةِ “يو أس أس هاري ترومان” شماليَّ البحرِ الأحمرِ وذلكَ بصاروخينِ مجنحينِ وطائرتينِ مسيرتينِ، واستهدافِ مدمرةٍ أمريكيةٍ بصاروخٍ مجنحٍ وأربعِ طائراتٍ مسيرة.
ويعدُّ الاستهدافُ لحاملةِ الطائراتِ هو الثالثُ خلالَ ٤٨ ساعةً الماضيةِ وقد أصيبَ العدوُّ بحالةٍ من الإرباكِ مما دفعَ بالعديدِ من قطعهِ الحربيةِ إلى التراجعِ باتجاهِ منطقةِ شمالِ البحرِ الأحمر وتم إفشالُ هجومٍ جويٍّ كان يُحضَّرُ له ضدَّ بلدِنا.
يتحملُ المعتدي الأمريكيُّ كافةَ التداعياتِ جراءَ عسكرةِ البحرِ الأحمرِ وتوسيعِ دائرةِ المواجهةِ باستمرارهِ في شنِّ العدوانِ على اليمنِ وبما يؤثرُ سلباً على حركةِ الملاحةِ الدولية.
تؤكدُ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ أنها لن تتوقفَ عنِ استهدافِ كافةِ الأهدافِ المعاديةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ حتى يتوقفَ العدوانُ على بلدِنا وأنها مستعدةٌ بالتوكلِ على اللهِ لمواجهةِ أيِّ تصعيدٍ أمريكيٍّ أو إسرائيليٍّ خلالَ الساعاتِ والأيامِ المقبلة.
تحيي القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ كافةَ أبناءِ شعبِنا اليمنيِّ العظيمِ الذين خرجوا اليومَ استجابةً لدعوةِ السيدِ القائدِ عبدِالملك بدرِ الدين الحوثي “يحفظه الله” في يومِ الفرقانِ ذكرى غزوةِ بدرٍ الكبرى للتأكيدِ على الموقفِ الإيمانيِّ الجهاديِّ المساندِ للشعبِ الفلسطينيِّ والرافضِ للعدوانِ الأمريكيِّ على بلدِنا.
تحيي القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ الشعبَ الفلسطينيَّ الصامدَ في قطاعِ غزةَ وتؤكدُ أنها مستمرةٌ في حظرِ مرورِ السفنِ الإسرائيليةِ من منطقةِ العملياتِ المعلنِ عنها حتى رفعِ الحصارِ عن قطاعِ غزة.
واللهُ حسبُنا ونعمَ الوكيل، نعمَ المولى ونعمَ النصير
عاشَ اليمنُ حراً عزيزاً مستقلاً
والنصرُ لليمنِ ولكلِّ أحرارِ الأمة
صنعاء 18 من رمضان 1446للهجرة
الموافق للـ 18 مارس 2025م
صادرٌ عنِ القواتِ المسلحةِ اليمنية