قراءة سورة الإخلاص 11 مرة وهبة ثوابها للأموات.. فضل عظيم يغفله الكثيرون
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
يغفل الكثيرون عن فضل قراءة سورة الإخلاص 11 مرة، ثم هبة ثوابها للـأموات، حيث ورد في الحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرَّم وجهه في شأن فضل قراءة سورة الإخلاص 11 مرة وهبة ثوابها للأموات حديث عظيم الشأن يجعلك من الحريصين عليها.
فمما جاء في فضل قراءة سورة الإخلاص 11 مرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ مَرَّ عَلَى الْمَقَابِرِ وَقَرَأَ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ وَهْبَ أَجْرَهُ لِلْأَمْوَاتِ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ الْأَمْوَاتِ» خرَّجه الخلَّال في "القراءة على القبور" والسمرقندي في "فضائل ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾" والسِّلَفِي.
واستدلت دار الإفتاء المصرية خلال حديثها عن فضل قراءة القرآن للأموات على المقابر، بعدة أحاديث منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ دَخَلَ الْمَقَابِرَ ثُمَّ قَرَأَ ﴿فَاتِحَةَ الْكِتَابِ﴾ وَ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، وَ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾. ثُمَّ قَالَ: إِنِّي جَعَلْتُ ثَوَابَ مَا قَرَأْتُ مِنْ كَلَامِكَ لِأَهْلِ الْمَقَابِرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، كَانُوا شُفَعَاءَ لَهُ إِلَى اللهِ تَعَالَى» خرَّجه أبو القاسم الزنجاني في "فوائده".
ومنها أيضا حديث أنس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ دَخَلَ الْمَقَابِرَ فَقَرَأَ سُورَةَ يس خَفَّفَ اللهُ عَنْهُمْ، وَكَانَ لَهُ بِعَدَدِ مَنْ فِيهَا حَسَنَاتٌ» خرَّجه عبد العزيز صاحب الخلَّال.
قال الحافظ شمس الدين بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي في "جزئه" الذي ألَّفه في هذه المسألة فيما نقله عنه الحافظ السيوطي في "شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور" (ص: 311، ط. دار المدني1372هـ- 1952م): [وهي -أي: هذه الأحاديث- وإن كانت ضعيفة، فمجموعها يدلّ على أنّ لذلك أصلًا، وأن المسلمين ما زالوا في كل مصرٍ وعصرٍ يجتمعون ويقرأون لموتاهم مِن غير نكير؛ فكان إجماعًا] اهـ.
احذر| فعل يقع فيه الكثير عند قراءة القرآن.. الشعراوي يكشف عنه هل يجوز قطع قراءة القرآن للصلاة على النبي؟ دار الإفتاء تجيب قراءة سورة يس على المتوفىوقد جاءت السنة بقراءة سورة "يس" على الموتى، في حديث معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم واللفظ لأبي داود.
قال الإمام القرطبي في "التذكرة" (1/ 286-287، ط. مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع): [وهذا يحتمل أن تكون هذه القراءة عند الميت في حال موته، ويحتمل أن تكون عند قبره] اهـ.
قال الحافظ السيوطي في "شرح الصدور" (ص: 312): [وبالأول قال الجمهور كما تقدم في أول الكتاب، وبالثاني قال ابن عبد الواحد المقدسي في الجزء الذي تقدمت الإشارة إليه، وبالتعميم في الحالتين قال المحب الطبري مِن متأخِّري أصحابنا] اهـ.
وقال العلامة ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى الفقهية الكبرى" (2/ 27، ط. المكتبة الإسلامية): [أخذ ابن الرفعة وغيره بظاهر الخبر، وتَبِعَ هؤلاء الزركشيُّ فقال: لا يَبْعُدُ –على القول باستعمال اللفظ في حقيقته ومجازه– أنه يُنْدَبُ قراءتها في الموضعين] اهـ.
قراءة سورة الفاتحة على المتوفىكما جاء الشرع الشريف بقراءة سورة الفاتحة على المتوفى؛ وذلك لأن فيها مِن الخصوصية في نفع الميت وطلب الرحمة والمغفرة له ما ليس في غيرها؛ كما في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أُمُّ الْقُرْآنِ عِوَضٌ مِنْ غَيْرِهَا وَلَيْسَ غَيْرُهَا مِنْهَا عِوَضٌ» رواه الدارقطني، وصححه الحاكم، وبَوَّب لذلك الإمام البخاري في "صحيحه" بقوله: (باب قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى الْجنَازَةِ)، وهذا أعَمُّ مِن أن يكون في صلاة الجنازة أو خارجها: فمِن الأحاديث ما يدل على أنها تُقرأ في صلاة الجنازة، ومنها ما يدل على أنها تُقرأ عند الدفن أو بعده؛ كحديث ابن عمر السابق عند الطبراني وغيره، ومنها ما يدلُّ بإطلاقه على القراءة على المتوفى في كل حال؛ كحـديث أم عفيف النهدية رضي الله عنها قالت: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين بايع النساء؛ فأخذ عليهن أن لا تُحَدِّثْنَ الرَّجُل إلا مَحْرَمًا، وأَمَرَنَا أن نقرأ على مَيِّتِنا بفاتحةِ الكتاب" رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وحديث أم شريك رضي الله عنها قالت: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ نَقْرَأَ عَلَى الْجِنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" رواه ابن ماجه.
كما استدل العلماء على قراءة القرآن عند القبر أيضًا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ». ثُمَّ قَالَ: «بَلَى؛ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ». قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُودًا رَطْبًا فَكَسَرَهُ بِاثْنَتَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى قَبْرٍ، ثُمَّ قَالَ: «لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا. متفقٌ عليه.
قال الإمام الخطَّابي فيما أورده عنه الحافظ العيني في "عمدة القاري" (3/ 118، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه دليل على استحباب تلاوة الكتاب العزيز على القبور؛ لأنه إذا كان يُرْجَى عن الميت التخفيفُ بتسبيح الشجر، فتلاوة القرآن العظيم أكبرُ رجاءً وبركة] اهـ.
وقال الإمام القرطبي في "التذكرة" (1/ 275-279): [وقد استدل بعض علمائنا على قراءة القرآن على القبر بحديث العسيب الرطب الذي شقَّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم باثنين.. قالوا: ويُستفاد من هذا غرس الأشجار وقراءة القرآن على القبور، وإذا خُفِّفَ عنهم بالأشجار فكيف بقراءة الرجل المؤمن القرآن".. قال: ولهذا استحب العلماء زيارة القبور؛ لأنَّ القراءةَ تُحْفَةُ الميت مِن زائره] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سورة الإخلاص رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم قراءة القرآن رضی الله عنه ال م ق اب ر فضل قراءة
إقرأ أيضاً:
ما صوت الحيوان الوحيد المذكور في القرآن الكريم؟.. جاء في موضعين
ذكر الله سبحانه وتعالى 27 اسمًا للحيوانات في القرآن الكريم، من فصيلة «الطيور والثدييات والجوارح والحشرات والزواحف والأسماك والبرمائيات»، وبين جميع الحيوانات ذُكر صوت حيوان واحد في القرآن الكريم، فما هو وما القصة التي دارت حوله؟.
خلال السطور التالية تجيب «الوطن» ما صوت الحيوان الوحيد المذكور في القرآن الكريم؟، وفقًا لـ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال برنامج مصر أرض الأنبياء المذاع على شاشة التليفزيون المصري.
ما صوت الحيوان الوحيد المذكور في القرآن الكريم؟من بين الحيوانات التي ذُكرت في المصحف الشريف البقر، وسُميت أول وأعظم سور القرآن باسم «سورة البقرة»، والأسد والكلب والذئب والقرد والخنزير والبغال والخيل والحمير، والفيل الذي سُميت سورة من سور القرآن باسمه، وهي سورة الفيل، والحشرات منها «الذباب والبعوض، والعنكبوت» وسُميت باسمه سورة في كتاب الله وهي سورة «العنكبوت»، وكذلك ذُكر في القرآن الذئب، وطيور مثل الغراب والهدهد، والنحل وسميت سورة باسمه «النحل»، والأسماك والزواحف «الثعابين والحية».
ومن بين جميع الحيوانات جاء صوت البقر، وبالتحديد بقول الله تعالى: «حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ» سورة طه 88 - 87، وكذلك في سورة الأعراف حيث قال تعالى: «وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ، وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ».
وتعود قصة السامري والعجل إلى أمنية بني إسرائيل التي أبدوها لسيدنا موسى عليه السلام يوم نجاتهم وهلاك «فرعون» عندما مروا بقوم يعكفون على أصنامهم، وقالوا: «يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ»، الأعراف: 138، وعندما ذهب سيدنا موسى لتلقي الألواح وتم الميقات 40 ليلة، كان موسى عليه السلام، قد استخلف على قومه «هارون عليه السلام»، وأثناء غياب سيدنا موسى عليه السلام، عمد رجل من بني إسرائيل اسمه «موسى السامري» فتنة بني إسرائيل فصاغ عجلًا من حلي، وقال لهم: «هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ»، سورة طه 88؛ فعبدوه من دون الله.
ورأى جبريل عليه السلام يوم انفلاق البحر وهو على فرسه فعرفه، وكانت الفرس كلما وطأة بحافرها على مكان تدب فيه الحياة، فأحذ قبضة من التراب الحي لاستغلاله في أغراضه السحرية، ثم انطلق كالريح فلحق ببني إسرائيل، وحينها انتهز فرصة غياب سيدنا موسى عليه السلام عن بني إسرائيل وتأخره عن موعده، فقال إلى بني إسرائيل «إنما أخلف موسى ميعادكم لما معكم من الحلي المسروقة من المصريين، فهي حرام عليكم؛ لأنكم حصلتم عليها بطريقة غير مشروعة، وطالبهم بالتخلص منها بإلقائه، وفقًا»، لحديث الدكتور علي جمعة.
كيف صنع السامري العجل؟وبالفعل جمعوا الحلي وألقوها بالنار فصنع السامري من السبيكة عجلًا جسدًا، وألقى قبضة التراب الحي في فم العجل، فخار خوار البقر واستذلهم الشيطان وغلبتهم طبيعة الوثنية التي أشربوها في قلوبهم، وقالوا «هذا إلهنا نسيه موسى هنا وخرج للقائه على الجبل، فعبدوه ورقصوا حوله»، فنهاهم هارون عليه السلام وقال الله تعالى: «يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي» وكان ردهم؛ «قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى» طه91، ولما أنكر هارون عليهم عبادتهم للعجل أشبعوه ضربًا حتى كادوا يقتلوه.
وقبل عودة سيدنا موسى عليه السلام إليهم، كان الله قد أخبره بعبادة قومه للعجل، قال تعالي: «قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ» سورة طه 85، وعاد سيدنا موسى إلى قومه وهو غضبًا أسفًا بعد أن تلقى الألواح ورآهم على بعد وهم يعكفون على عجل يعبدونه ويرقصون حوله، فتملكه غضب شديد، وثار وألقى الألواح من يده على الأرض في غضب فانكسرت.