الثورة نت:
2025-04-01@20:37:53 GMT

السلام على أرضك

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

السلام على أرضك

 

ماريا الحبيشي
السلام على جراحك النازفة، وعلى ألحانك العازفةٌ، السلام على جبالك الخضراء وسهولك الممتلئة بالمياه الزرقاء، السلام على عصافيرك المحلقة في كبد السماء السلام على بيوتك العامرة بالعطف والحنان.
السلام على قلبك الحزين حتى يبرأ وأرضك الطاهرةٌ حتى تُشفى، السلام على شعبك الصامد وقلوبهم الصابرة، السلام على عينياك الحزينة وزهورك الذابلة.


أنا أعلم يا وطني الحبيب أن الخيبة تعانق جراحك لذا.

أخبرني:
كيف هو حال قلبك يا وطني بعد تلك الحروب التي أشتعلت في أعماقك، هل لا زالت المياه تجري في وديانك؟ وهل مازالت الفراشة ترقص فوق بساتينك؟ هل لازال الربيع يزين حقولك؟
أخبرني إن كان كل شيء على مايرام ،
فقد احترت من دمعة عينيك، وثغرك الباسم، وردائك الزاهي، وتلك البعثرات فوق سفوحك.
فاعذرني يا وطني الحبيب فقد أسهبتُ بالتحية من شدة الوجع، قبل أن أسألك عن حالك وحال شعبك الحكيم ؟!
فإني أراك تبتلع دموعك بصمت ،تحاول إخفاء جراحك لعلك تُراضى جميع الأطراف في ضلوعك، تخاف كسر أحدهم فتّتألم أنت، تحاول تلملم أجزاءك المشتتة لتجمعهم إلى أحضانك مرةٌ أخرى.

ولكنهم حدّث ولا حرج، يعيثون في تاريخك فساداً، وهل كان إخلاصهم لك صعباً لهذه الدرجة؟
سامحني إن عادت كلماتي لتفتح لك أبواب الأنين مجددًا، ولكني حاولت بكل جهدً أن أخفف عنك ولو قليلاً ممّا تعاني من تلك النيران المشتعلة فوق هامتك، فأنا أود رؤيتك مبتهجًاً مبتسمًا تلوح للحزن مودعًاً لهُ من فوق تلك التلال الخضراء المرتفعة ،فلا بأس بمرور أيام عجاف سنجتاز كل شيءً موجع معا، فقط كل ما احتاج منك هو أن تكون مبتسماً للغد متفائلاً ببزوغ الفجر من خلف تلك العتمتة.
فكن على ثقة يا وطني أن لديك رجالاً أبطالاً يدافعون ويحمون ويحرسون ويضحون من أجل رؤية السلام في عينيك الحزينة، ولا عليك مما مضى كانت أياماً قاسية تجرعنا فيها الحرب والجوع والمرض دفعةً واحدٌة، ولكننا قاومنا ونهضنا من تحت الدخان نرسم لوحة مملوءة بالحب والسلام.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

شاهد بالصورة والفيديو.. لحن في فيلم الممثل المصري إسماعيل يس تحول إلى أشهر نشيد وطني في السودان.. تعرف على القصة كاملة

عاد برعي محمد دفع الله إلى لحن أغنية “اظهر وبان عليك الأمان” بعد سنوات، لكن هذه المرة بكلمات سودانية خالصة كتبها الشاعر سيف الدين الدسوقي، لتصبح أغنية “أحب ّمكان وطني السودان”.

في مشهد غير متوقّع، تحوّل لحن وُلد في أستوديوهات السينما المصرية منتصف القرن الماضي إلى نشيد وطني هزّ وجدان السودانيين لعقود طويلة ولا يزال.

ووفقاً لما نقل محرر موقع النيلين, من تقرير لموقع “العربية مصر” تعود القصة المثيرة إلى العام 1958، عندما أبدع الموسيقار السوداني برعي محمد دفع الله لحناً لأغنية “اظهر وبان عليك الأمان”، من كلمات الشاعر المصري فتحي قورة، وأداها الفنان السوداني الكبير إبراهيم عوض ضمن فيلم “إسماعيل يس طرزان”. وقتها لم يكن أحد ليتخيّل أن هذا اللحن العابر في أحد أفلام إسماعيل يس الكوميدية سيعود لاحقاً ليأخذ مساراً مختلفاً تماماً، متحولاً إلى أحد أكثر الأناشيد الوطنية تأثيراً في السودان.

من السينما إلى المناسبات السياسية

ما حدث بعد ذلك أشبه بلغز موسيقي، إذ عاد برعي محمد دفع الله إلى اللحن ذاته بعد سنوات، لكن هذه المرة بكلمات سودانية خالصة كتبها الشاعر سيف الدين الدسوقي، لتصبح أغنية “أحب ّمكان وطني السودان”. لم تكن مجرد أغنية وطنية، بل تحوّلت إلى رمز وجداني ردّدته الأجيال السودانية في المناسبات الوطنية، واستُخدمت في الاحتفالات الرسمية، وغير الرسمية وحتى في لحظات الثورة والمقاومة، مما عزّز مكانتها في الوجدان الجمعي للسودانيين.

كيف أُعيد إحياء اللحن؟

وكشف الموسيقار كمال يوسف، الذي أعاد تسليط الضوء على القصة المُثيرة عبر فيسبوك، لـ”العربية.نت”، تفاصيل غير معروفة عن هذه الرحلة الموسيقية الغامضة، قائلاً: “أغنية (اظهر وبان)، التي لحّنها برعي محمد دفع الله وأداها إبراهيم عوض في فيلم (إسماعيل يس طرزان) عام 1958، تعدّ واحدة من عدة أغنيات قدّمها مطربون سودانيون في السينما المصرية خلال الخمسينيات. لاحقاً، أعاد برعي وإبراهيم عوض تقديم اللحن ذاته في أغنية (أحب مكان وطني السودان) بكلمات سيف الدين الدسوقي. ومع ذلك، لم يكن اللحن سودانياً مصرياً، بل كان سودانياً خالصاً مستنداً إلى السلم الخماسي، في حين تولّى موسيقيون مصريون توزيعه وتنفيذه”.

الموسيقار كمال يوسف

وأضاف يوسف: “ما حدث مع هذه الأغنية تكرّر سابقاً، حيث قدّم سيد خليفة (المامبو السوداني) في فيلم (تمر حنة) العام 1957، وغنّى أحمد المصطفى والمطربة اللبنانية صباح (رحماك يا ملاك) في فيلم (وهبتك حياتي) العام 1956. أما في العام 1952، فقد قدّم إسماعيل عبد المعين أغنية مع فريد الأطرش في فيلم (ما تقولش لحد). جميع هذه الأغنيات احتفظت بطابعها السوداني الخماسي، رغم أن الموزعين الموسيقيين سعوا لإبراز إيقاعها الإفريقي الراقص”.

وأكد يوسف لـ”العربية.نت”، أن اللحن لم يكن مقتبساً، كما أُشيع، مشيراً إلى أن برعي محمد دفع الله لم يتأثر بالموسيقى المصرية، بخلاف الفنان السوداني العاقب محمد حسن، الذي كان أكثر تأثراً بها. أما فيما يتعلق بإعادة استخدام اللحن في أغنية “أحب مكان وطني السودان”، فقد ظلّ كما هو، مع استبدال الكلمات المصرية بأخرى سودانية.

“موزارت أم درمان”

في قلب هذا التحوّل الموسيقي، يقف اسم الموسيقار السوداني برعي محمد دفع الله، الرجل الذي حوّل النغمات الموسيقية إلى أيقونات خالدة. وُلد برعي العام 1929 في حي الموردة بأم درمان، واشتهر بلقب “موزارت أم درمان”. بدأ رحلته الفنية متأثراً بالإنشاد الديني، قبل أن يشق طريقه كعازف ماهر على العود، ثم ملحناً استثنائياً ساهم في تشكيل ملامح الموسيقى السودانية الحديثة.

الموسيقار السوداني برعي محمد دفع الله

وبحسب ما نقل محرر موقع النيلين, فإن من أبرز محطاته تعاونه مع الفنان الكبير عبد العزيز محمد داؤود، حيث قدَّما معاً أعمالاً أصبحت علامات في تاريخ الغناء السوداني، مثل “أحلام الحب” و”عذارى الحي” و”أريج نسمات الشمال”. كما لحّن أعمالاً لكبار الفنانين، من بينهم الموسيقار محمد وردي والفنان الكبير إبراهيم عوض، وصاغ مقطوعات موسيقية استثنائية، مثل “مارش الحرية” و”فرحة شعب”.

ورغم وفاته في أبريل (نيسان) 1999، لا يزال اسم برعي محمد دفع الله محفوراً في ذاكرة السودان الموسيقية، إذ ترك خلفه أكثر من 350 عملاً موسيقياً، بينها 100 معزوفة سُجلت في إذاعات عالمية، وبقيت شاهدة على عبقرية رجل لم يكن مجرد ملحن، بل صانع وجدان وأيقونات وطنية.

مصادفة أم قدر موسيقي؟

قد يبدو أن تحوّل هذا اللحن من مشهد سينمائي إلى نشيد وطني مجرد مصادفة، لكن تأمل رحلة برعي محمد دفع الله يكشف أن موسيقاه لطالما حملت طابعاً ملحمياً. فهل كان يدرك منذ البداية أن هذه النغمات ستصبح جزءًا من هوية وطنية؟ أم أن الألحان تختار مصيرها بنفسها؟

ربما لم يكن برعي يدرك تماماً تأثير عمله في تلك اللحظة، لكن ما هو مؤكد أن “أحب مكان وطني السودان” لم تعد مجرد أغنية، بل صارت نشيداً غير رسمي محفوراً في ذاكرة السودان، يروي قصة وطنٍ صنع من ألحانه هوية لا تُنسى.

محمد عثمان _ الخرطومالنيلين إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تحاول عرقلة الجيش اللبناني.. هذا ما فعلته قرب عناصره في الجنوب
  • المفتي قبلان: المطلوب وحدة وطنية وانتقام وطني من إسرائيل
  • مظاهرات حول الكنيست.. والشرطة الإسرائيلية تحاول منع إغلاق شوارع بالقدس
  • الجيل: الاصطفاف خلف القيادة السياسية واجب وطني وموقف المصريين يؤكد رفضهم القاطع لتهجير الفلسطينيين
  • حزب صوت مصر: احتشاد المصريين بساحات العيد دعمًا لفلسطين يعكس وعيًا وطنيًا
  • كلاس: مشاركة الشباب في الانتخابات البلدية واجب وطني
  • دراسة تكشف عن “طريقة بسيطة” لحماية عينيك من الشاشات الرقمية
  • شاهد بالصورة والفيديو.. لحن في فيلم الممثل المصري إسماعيل يس تحول إلى أشهر نشيد وطني في السودان.. تعرف على القصة كاملة
  • الشرع: نعمل على بناء جيش وطني وتقوية العملة السورية
  • الشرع خلال تشكيل الحكومة: نعمل على بناء جيش سوري وطني يحمي البلاد