ماريا الحبيشي
السلام على جراحك النازفة، وعلى ألحانك العازفةٌ، السلام على جبالك الخضراء وسهولك الممتلئة بالمياه الزرقاء، السلام على عصافيرك المحلقة في كبد السماء السلام على بيوتك العامرة بالعطف والحنان.
السلام على قلبك الحزين حتى يبرأ وأرضك الطاهرةٌ حتى تُشفى، السلام على شعبك الصامد وقلوبهم الصابرة، السلام على عينياك الحزينة وزهورك الذابلة.
أنا أعلم يا وطني الحبيب أن الخيبة تعانق جراحك لذا.
أخبرني:
كيف هو حال قلبك يا وطني بعد تلك الحروب التي أشتعلت في أعماقك، هل لا زالت المياه تجري في وديانك؟ وهل مازالت الفراشة ترقص فوق بساتينك؟ هل لازال الربيع يزين حقولك؟
أخبرني إن كان كل شيء على مايرام ،
فقد احترت من دمعة عينيك، وثغرك الباسم، وردائك الزاهي، وتلك البعثرات فوق سفوحك.
فاعذرني يا وطني الحبيب فقد أسهبتُ بالتحية من شدة الوجع، قبل أن أسألك عن حالك وحال شعبك الحكيم ؟!
فإني أراك تبتلع دموعك بصمت ،تحاول إخفاء جراحك لعلك تُراضى جميع الأطراف في ضلوعك، تخاف كسر أحدهم فتّتألم أنت، تحاول تلملم أجزاءك المشتتة لتجمعهم إلى أحضانك مرةٌ أخرى.
ولكنهم حدّث ولا حرج، يعيثون في تاريخك فساداً، وهل كان إخلاصهم لك صعباً لهذه الدرجة؟
سامحني إن عادت كلماتي لتفتح لك أبواب الأنين مجددًا، ولكني حاولت بكل جهدً أن أخفف عنك ولو قليلاً ممّا تعاني من تلك النيران المشتعلة فوق هامتك، فأنا أود رؤيتك مبتهجًاً مبتسمًا تلوح للحزن مودعًاً لهُ من فوق تلك التلال الخضراء المرتفعة ،فلا بأس بمرور أيام عجاف سنجتاز كل شيءً موجع معا، فقط كل ما احتاج منك هو أن تكون مبتسماً للغد متفائلاً ببزوغ الفجر من خلف تلك العتمتة.
فكن على ثقة يا وطني أن لديك رجالاً أبطالاً يدافعون ويحمون ويحرسون ويضحون من أجل رؤية السلام في عينيك الحزينة، ولا عليك مما مضى كانت أياماً قاسية تجرعنا فيها الحرب والجوع والمرض دفعةً واحدٌة، ولكننا قاومنا ونهضنا من تحت الدخان نرسم لوحة مملوءة بالحب والسلام.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
برلمانية: دعم ذوي الهمم لم يعد خيارًا.. بل واجب وطني
قالت النائبة نجلاء العسيلي، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن ما أعلنه الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، حول دعم الدولة المصرية لذوي الاحتياجات الخاصة، يعكس التوجه الحقيقي للدولة نحو بناء نظام تعليمي شامل لا يُقصي أحدًا، ويضمن تكافؤ الفرص لكل طفل مهما كانت قدراته أو تحدياته.
وأضافت العسيلي أن زيارة الوزير لمركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، برفقة وفد التعليم من طوكيو، تعكس اهتمامًا غير مسبوق بهذا الملف، مشيرة إلى أن المركز يُعد نموذجًا يُحتذى به في تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية والتعليمية لأبنائنا من أصحاب الهمم.
وأشادت العسيلي بما وصفته بـ"التحول النوعي" في رؤية الدولة تجاه دمج ذوي الاحتياجات الخاصة داخل منظومة التعليم، مؤكدة أن الدمج الحقيقي لا يكون فقط بإلحاق الطلاب داخل الفصول، بل بتوفير بيئة داعمة، كوادر مدربة، ومحتوى تعليمي مناسب لاحتياجاتهم.
وأكدت أن لجنة التعليم في البرلمان ستتابع مع الوزارة خطوات دعم هذا الملف، خاصة فيما يتعلق بتوسيع نطاق المراكز المتخصصة مثل مركز ريادة، وتدريب المعلمين على التعامل مع الطلاب المدمجين، مع ضمان تيسير المناهج وتوفير وسائل تكنولوجية مساعدة.
وطالبت العسيلي بتضمين ملف ذوي الاحتياجات الخاصة في الخطط التنفيذية للتعليم الفني والتكنولوجي، لإتاحة مسارات متخصصة تؤهلهم لسوق العمل، مضيفة: "نحن أمام مسؤولية مشتركة لبناء جيل لا يُستثنى منه أحد".
من جانبه أكد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
جاء ذلك خلال قيام وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، بزيارة تفقدية لمركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة العاشر من رمضان، برفقة وفد رفيع المستوى من مجلس التعليم بمحافظة طوكيو باليابان.
وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني : أن مركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة يعد من أكبر المراكز التي تقدم خدمات علاجية وتأهيلية للطلاب المدمجين وذوي الاحتياجات الخاصة أفريقيا وعربيا، مشيرا إلى أن ملف ذوي الاحتياجات الخاصة على رأس أولويات القيادة السياسية.
وشدد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، على أهمية الشراكة الدولية في نقل وتوطين التجارب الناجحة.
وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز أواصر التعاون التعليمي والتربوي بين جمهورية مصر العربية واليابان، وامتدادًا للنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها زيارة السيد الوزير محمد عبد اللطيف إلى طوكيو، وأيضا في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال دعم وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، بما يعكس التزام الجانبين بتطوير منظومة التعليم الدامج وتحقيق التكافؤ في الفرص التعليمية.
وخلال الجولة التفقدية، قام الوزير محمد عبد اللطيف والوفد الياباني بزيارة منطقة العلاج المائي ضمن المركز المتكامل لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، كما اطلع الوفد المرافق على البنية اللوجستية للمركز، والنماذج التخطيطية (الماكيت) التي توضح تصميم المرافق، بالإضافة إلى غرف التأهيل والمعامل، والدور الفندقي المُخصص لاستقبال أولياء الأمور خلال جلسات العلاج.
وشملت الجولة التفقدية أيضًا قسم العيادات، والذي يبدأ بغرف حفظ المعلومات وتسجيل الأطفال، مرورًا بعيادات اختبارات السمع الأساسية وقياس كفاءة السماعات.
كما تضمنت الجولة التفقدية منطقة انتظار التقييمات، وقاعات العلاج الوظيفي التي تُعنى بتأهيل الأطفال للتفاعل الطبيعي من خلال تمارين التوازن والتنسيق الحركي ، حيث اطلعوا على غرف العلاج الحسي، وتأهيل وظائف الحركة، وغرف الإرشاد الأسري، والعلاج السلوكي المعرفي.
وشملت الجولة أيضًا غرف اللعب والتخاطب، واختبارات النطق، والتأهيل لتحسين مخارج الحروف والتعرف على الأصوات، بالإضافة إلى غرف متخصصة لإجراء عمليات التأهيل، ووحدات لبرامج تنمية المهارات، والتعامل مع الأطفال في حالات نوبات الغضب والانفعالات.