يمثل معرض «إكسبو 2023 الدوحة» للبستنة الدولي المقرر انطلاقه اليوم الإثنين منصة لقيادة التغيير ورفع الوعي لدى المجتمع الدولي بأهمية السعي نحو إيجاد حلول ناجعة لمشاكل التصحر والتغير المناخي وتحديات الاستدامة.
ويعمل هذا الحدث الدولي الكبير على الدمج بين التقاليد والتكنولوجيا الحديثة، من أجل الاستخدام المتوازن للموارد، وخلق نقطة تلاق بين الأشخاص والأفكار لتسريع وتيرة الابتكار والإبداع والبحث والتقدم العلمي في مجال الزراعة الحديثة لإنتاج غذاء آمن ومستدام لسكان العالم.

والمعرض الذي يقام للمرة الأولى في تاريخه بمنطقة ذات مناخ صحراوي، يعد بمثابة تحد وفرصة لبحث حلول مبتكرة تعالج نقص المياه ومشاكل التصحر وكذلك التعامل مع متغيرات الطقس.
ويقام المعرض بالتعاون مع المكتب الدولي للمعارض والجمعية الدولية لمنتجي البستنة، وذلك بمشاركة أكثر من 80 دولة ومنظمة غير حكومية فيما من المتوقع أن يجذب أكثر من 3 ملايين زائر.
وأكد سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية ورئيس اللجنة الوطنية لاستضافة معرض «إكسبو 2023 الدوحة» للبستنة، أن دولة قطر أتمت استعداداتها لاستقبال الوفود والزوار وتقديم نسخة استثنائية من هذا الحدث العالمي الكبير تليق بمكانتها وقدرتها على تنظيم الأحداث الكبرى.. مشيرا إلى أنها كما أبهرت العالم في تنظيم بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، فستبهر العالم أيضا في «إكسبو 2023 الدوحة».
وأوضح سعادته في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا» أن شعار معرض إكسبو 2023 الدوحة «صحراء خضراء.. بيئة أفضل»، يعكس الهدف في تشجيع الجمهور وإلهامه واطلاعه على الحلول المبتكرة الرامية إلى الحد من ظاهرة التصحر، وأن يكون منصة دولية للمشاركين وأصحاب المصلحة وصناع القرار والمنظمات غير الحكومية والخبراء من أجل التصدي لمشاكل البيئة وتحديات الاستدامة.
وأضاف سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي أن التحديات الكبرى للمناخ تتطلب تكاتف المجتمع الدولي ومبادرات عالمية، لذلك، سيعمل إكسبو 2023 الدوحة على إشراك المجتمع الدولي وتوحيد صفوفه وتقديم مساهمات فاعلة من أجل تحقيق مستقبل مستدام.. لافتا إلى أن دولة قطر تسعى من خلال هذا التنظيم إلى تعزيز مفهوم المدن الخضراء في منطقة الشرق الأوسط، وتشجيع الابتكار في مجال البستنة مع التركيز على عناصر المناخ والمياه والتربة بدولة قطر.
وتابع سعادته أن إكسبو 2023 الدوحة للبستنة سيكون محفزا للاستثمارات الدولية وإطلاق المبادرات المعنية بوضع حلول ومخرجات بيئية مفيدة كإرث للبشرية وفرصة لتسليط الضوء على أهمية التكامل بين الطبيعة الخضراء والرياضة وصحة الإنسان ورفاهيته.
من جهة أخرى، نوه سعادة وزير البلدية بأن بطولة آسيا لكرة القدم ستتزامن مع فعاليات المعرض.
وعن جهود الدولة في توسيع الرقعة الخضراء، أكد سعادته أن الحدائق والمتنزهات والمساحات الخضراء تضاعفت في قطر أكثر من 10 مرات منذ عام 2010 وحتى الآن، حيث ارتفع عدد الحدائق العامة من (56) حديقة في عام 2010، ليصبح (143) حديقة في عام 2023، بنسبة زيادة بلغت (164 بالمائة)، وارتفعت حصة الفرد من المساحة الخضراء من (1) متر مربع في عام 2010 إلى (16.5) متر مربع في عام 2023، بمعدل زيادة بلغ 16 ضعفا، كما تضاعفت أعداد المزارع وحصيلة منتجاتها عدة مرات اعتمادا على تكنولوجيا الزراعة وأبحاث النباتات وبأقصى درجات الاستدامة، إضافة إلى تطوير مبادرة /زراعة مليون شجرة/ لتكون 10 ملايين شجرة بحلول 2030.
وأكد سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية ورئيس اللجنة الوطنية لاستضافة معرض «إكسبو 2023 بالدوحة» للبستنة في ختام تصريحاته لـ»قنا»، أن المعرض سيكون نقطة تحول كبيرة في مواجهة التحديات الزراعية والبيئية العالمية، كما سيمثل فرصة لتنامي الأعمال المتعلقة بهذا الشأن في قطر وإظهار الثقافة القطرية والإسلامية والتقاليد العربية الأصيلة أمام الزائرين من مختلف دول العالم.

الحدث في قلب الدوحة 
وخصصت الدولة حديقة البدع، لاستضافة «إكسبو 2023 الدوحة» للبستنة، ويتميز موقعها بوجوده على الكورنيش وسط العاصمة الدوحة وقرب ميناء الدوحة ومركز الأعمال، كما تتوفر بها 4 أماكن لمواقف السيارات لخدمة العارضين والزوار، وتستوعب أكثر من 1500 مركبة، إضافة إلى المواقف الخارجية التي يمكن الاستفادة منها.
ويتكون المعرض من 3 مناطق رئيسية: المنطقة الثقافية وتقام على مساحة حوالي 500 ألف متر مربع، والمنطقة العائلية وتبلغ مساحتها 500 ألف متر مربع، والمنطقة الدولية ومساحتها 700 ألف متر مربع.
وتتضمن مناطق المعرض الرئيسية التي تقام على مساحة 1.7 مليون متر مربع مرافق متعددة منها: ساحة المدرج الكبيرة التي تستوعب 5000 شخص، وتستضيف فنانين عالميين وإقليميين مشهورين طوال فترة المعرض، ومركز المؤتمرات الذي تعقد فيه جميع المؤتمرات والمنتديات وورش العمل والتدريب، ومركز المعارض الذي يتيح مساحات العرض الرئيسية بخيارات متعددة، ومدرج الأسرة الذي ينظم عروضا وأنشطة تعليمية وترفيهية متنوعة للعائلات والأطفال، والقباب الداخلية التي تتضمن مناطق مغلقة لتوفر مناخا ودرجات حرارة تناسب المزروعات والزهور التي تتطلب بيئة وإضاءة ودرجات حرارة خاصة.
كما تشتمل مناطق المعرض الرئيسية على: البازار الثقافي الذي يضم أسواقا للمنتجات الحرفية التقليدية واليدوية من مختلف البلدان المشاركة، وسوق المزارعين وهو مساحة يمكن للمزارعين والأجنحة الدولية فيها عرض منتجاتهم للجمهور والتعريف بنشاطاتها، وأكشاك الطعام وهي فرصة تقدم من خلالها البلدان المشاركة أطباقها التقليدية ومشروباتها ومأكولاتها، ومنطقة الرعاة وهي مساحة مخصصة للشركات الراعية لعرض خدماتها وأنشطتها وتوعية الجمهور بأفكار وأهداف المعرض، ومركز البيئة ومتحف التنوع البيولوجي وهو مساحة لعرض العلوم البيئية وتقنيات الطاقة المتجددة ومعلومات تغير المناخ وكذلك معلومات عن التنوع البيولوجي والحياة النباتية والحيوانية والبحرية المتنوعة في المنطقة.

4 محاور رئيسية 
ويناقش «إكسبو 2023 الدوحة» للبستنة على مدى 179 يوما 4 محاور رئيسية، الأول: يتناول «الزراعة الحديثة» ويضم 4 موضوعات هي: تحسين دور المزارعين ومد جسور التواصل بين المعرفة والتكنولوجيا، وضمان الحلول المنسقة، وتعزيز الزراعة المستدامة، وتهدف جميعها إلى إضفاء معنى وجوهر لحلول مكافحة التصحر وتعزيزها وتنفيذها، ودمج موارد المعرفة الأكاديمية والتقنيات الصناعية معا، وإيجاد حلول مبتكرة للاستخدام الفعال للموارد في الزراعة، إضافة إلى تبادل المعلومات بين الجهات المعنية الرئيسية في الزراعة الحديثة واستخدام أساليب جديدة للتنسيق والتعاون ودمج الابتكار على جميع المستويات، بداية من النطاق الصناعي وصولا إلى النطاق المنزلي.
أما المحور الثاني فهو معني بـ»التكنولوجيا والابتكار» وهما الدافع الرئيسي في تطوير الحلول وتحقيق التوازن بين الإنتاجية الزراعية، والاستدامة البيئية وإيجاد حلول ناجعة للقضاء على التلوث الصناعي الحضري وطرح بدائل للزراعة التي تعتمد على استخدام الكيماويات بكثافة، ويركز محور «التكنولوجيا والابتكار» على «الخبرة العملية، وتجميع مياه الأمطار، وحلول الطاقة البديلة، والمساحات الخضراء في المناطق الحضرية والزراعة الحضرية» وهي موضوعات الهدف منها توفير الوسائل التكنولوجية للمزارعين، والحصول على أفضل النتائج من المياه الطبيعية، وتوجيه مياه الأمطار لتعزيز مستوى المياه الجوفية وزيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية، إضافة إلى تبني الأنظمة الجديدة، في الطاقة والري، والسيطرة على تلوث الهواء، والحد من البصمة الكربونية، بالاستخدام الفعال للمساحة والطاقة والمياه.
ويغطي المحور الثالث، «الوعي البيئي» والعمل على رفعه بمختلف دول العالم لتعزيز المواقف والسلوكيات تجاه البيئة من خلال التركيز على 3 مجالات تشمل «الانتماء إلى جانب التعليم، والبصمة الغذائية، والبستنة المستدامة» بهدف خلق التعاطف مع قضايا البيئة والمناخ وتمكين التربويين والمؤثرين من التفاعل مع قضايا البيئة والوصول الآمن إلى الغذاء الصحي والسياسات الغذائية، والتشديد على الحد من هدر الطعام والتشجيع على تناول الطعام الصحي ودعم الزراعة المستدامة، وإعادة ترسيخ ارتباط الإنسان بالطبيعة، مع المساهمة في التحكم في عوامل التعرية البيئية وإعادة التدوير.
وبالنسبة للمحور الرابع فهو يتطرق إلى «الاستدامة» من خلال الحفاظ على أسلوب حياة عصري متوافق مع التنوع البيولوجي والتوازن البيئي واستخدام المعرفة والتحضر للحفاظ على الأسلوب الحديث في الحياة وهناك ثلاث ركائز لمحور الاستدامة ضمن شعار /إكسبو 2023 الدوحة/ للبستنة وهي الاقتصادية: الاستثمار في التقنيات الزراعية المبتكرة، والاجتماعية: ترسيخ الارتباط بين الإنسان والطبيعة لزيادة الوعي، والبيئية: تحويل الأراضي الجافة والقاحلة إلى مناطق زراعية وغابات.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة التغير المناخي تحديات الاستدامة وزير البلدية إکسبو 2023 الدوحة وزیر البلدیة إضافة إلى متر مربع أکثر من فی عام

إقرأ أيضاً:

«حماة الوطن»: على الحكومة استشراف المستقبل والاهتمام بالقطاعات الإنتاجية

طالب أحمد العطيفي الأمين العام المساعد وأمين تنظيم الجمهورية لحزب حماة الوطن، الحكومة بالاستماع لصوت المواطن وجعل أولوياته ضمن أولويات أجندة عملها، وأن يكون على رأس أولوياتها أيضاً استشراف المستقبل والتنبؤ المسبق للأزمات.

الاهتمام بالقطاعات الإنتاجية 

ودعا «العطيفي» إلى ضرورة الاهتمام بمختلف الفئات وعلى رأسها تلك الفئات ذات الصلة بالقطاعات الإنتاجية، ومنها الفلاحين والمزارعين والصيادين وأصحاب الثروة الحيوانيّة، من أجل الوصول للمرجو في تحقيق الأمن الغذاء المصري، وهو ما يأتي في سياق الاهتمام باستكمال خطة القيادة السياسية لتحقيق الأمن الغذائي للدولة المصرية، الأمر الذي يستتبعه الانتباه لما يحدث بلمف التغير المناخي، الذي يستلزم خريطة زراعية جديدة، توضع طبقا للأولويات الداخلية وكذلك تحديد المرتقب في ملف المحاصيل التصديرية.

كما أكد ضرورة الاهتمام بملفي التعليم والثقافة فهما أحد العناصر الرئيسية للقوى الناعمة المصرية، مشيراً إلى أهمية وضع استراتيجيات قابلة للتطبيق على أرض الواقع لربط المخرجات التعليمية بسوق العمل، داعيا إلى تحديد أعداد القبول بالكليات بحسب سوق العمل، والتسويق الجيد للكليات التي لها مستقبل بسوق العمل بالداخل والخارج؟، فمن المهم النظر لهذا التساؤل بعين الاعتبار.

مواجهة التحديات الاقتصادية 

وأوضح أنَّه من المهم الاهتمام بالعمالة المصرية وتأهيلها لتتمكن من مواجهة التحديات الاقتصادية القائمة، بتعدد مهارات العامل وتوفير اللازم لتأهيله من خلال مؤسسات الدولة المعنية به وعلى رأسها وزارة العمل، مؤكّدًا أن الحزب يرى أهمية النظر بعين الاعتبار للتوصيات النيابية بشأن بعض الملفات، وكذلك مخرجات الحوار الوطني التي تشمل حلولاً سياسية وعلمية.

مقالات مشابهة

  • «الجبلي» يطالب الحكومة بإعداد خريطة زراعية جديدة وتشجيع الاستثمارات
  • هاني أبوزيد: التعديل الوزاري الجديد يضم كفاءات قادرة على مواجهة التحديات
  • «أبوزيد»: الحكومة الجديدة بها كفاءات قادرة على مواجهة التحديات
  • عضو بـ الشيوخ: الحكومة الجديدة قادرة على مواجهة التحديات
  • فريق عمل لدراسة ومراجعة لائحة الإعلانات
  • وزير التعليم: رؤيتنا ترتكز على مواجهة التحديات المزمنة والتطوير التكنولوجي والقضاء على الكثافة الطلابية
  • برلماني: الحكومة الجديدة عليها مسؤولية كبيرة في مواجهة التحديات وتنفيذ رؤية الرئيس
  • الحركة الوطنية: بيان 3 يوليو نقطة تحول تاريخية لانتصار إرادة الشعب
  • «حماة الوطن»: على الحكومة استشراف المستقبل والاهتمام بالقطاعات الإنتاجية
  • ملفات مهمة أمام وزير الزراعة.. أبرزها مواجهة تغير المناخ وتوفير الأسمدة