بكفاءة رئة 21%.. «هايدي» تتحدى الإعاقة وتحقق أحلامها بالدراسة وتأليف الروايات
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
بغرفة الولادة استقبلت الأم طفلتها بعد شوق 9 أشهر، غير أن حالة من الارتباك سيطرت على الأطباء من حولها بعد ولادة صغيرتها، بعد أن تبين أن الطفلة الصغيرة مولودة بمشاكل صحية وعيب خلقي بالوجه والجسم، لتواجه الصغيرة منذ طفولتها حياة صعبة ورحلة شاقة بين أروقة المستشفيات بمحافظة الشرقية، أجرت خلالها العديد من العمليات الجراحية حتى تصل إلى صورة أقرب للفتاة الطبيعية.
دعم كبير تلقته هايدي من والديها وشقيقتها ومعلميها، خاصة بعد تعرضها لموجات قاسية من التنمر بعد التحاقها بالمدرسة، لم تتمكن هايدي وقتها من تحمل الضغوط لتقرر ترك الدراسة، وسط ضيق كبير من الأهل والمعلمين الذي حاولوا كثيرا إثناءها عن القرار «هما بيقولوا كده خايفين على مصلحتي ومستقبلي بس محدش منهم شاف التنمر اللي بتعرضله ولا يقدر يتحمله، كانوا بيقلدوا طريقتي بالمشي وبيسخروا أن عيني مكانها تحت مقارنة بعيني الثانية»، بحسبما قالته هايدي، في تصريحات لـ«الوطن».
مرض والدتها نقطة تحول في حياة هايدي6 سنوات قضتها هايدي تلعب وتلهو لتعوض أوقات الفراغ التي خلفها تسريبها من التعليم، لم يعد يشغل بالها الخوف على مستقبلها ولا يوجد لديها أي رغبة في تحقيق أحلامها، لكن مرض والدتها المفاجئ أربك حساباتها، وشعرت بوحدة وخوف شديد جعلها تعاهد الله تعالى على تغيير حياتها كليا إذا شفيت والدتها وعادت من المستشفى لبيتها مرة أخرى «كنت بلعب بس حتى مش منتظمة في الصلاة ومش بعرف حتى أقرا، لكن مرض ماما أكتر حد بحبه في حياتي خوفني ودعيت ربنا بكل صدق أني هتغير، عشان ماما ترجع وسطينا من تاني، وأنا عارفة أن ربنا مش هيسيبني».
عودة للدراسةعودة مرة أخرى لصفوف الدراسة بالصف السادس الابتدائي جعلها تلتقي بمشرفة بالمدرسة اقترحت عليها المشاركة بمسابقة للكتابة، صارحتها هايدي بأن لديها مشكلة بالقراءة والكتابة بعد تركها المدرسة منذ سنوات، غير أن دعما كبيرا من المعلمة جعلها تعتكف للقراءة وتعلم الكتابة، وبالفعل شاركت بالمسابقة لتحصد المركز الأول.
النجاح بالثانوية العامة والالتحاق بدراسة الإعلامالثانوية العامة كانت المرحلة التي أسعدت والديها بوصولها لها، أضيف إليه حماس هايدي للنجاح خاصة بعد سخرية صديق والدها من إمكانية التحاقها بـ الثانوية العامة وسط دفاع والدها ووالدتها وإخوتها، لتضع هايدي أمام أعينها هدف الالتحاق بكلية الإعلام بعد أن جذبها حب الكتابة، وبالفعل تمكنت هايدي من اجتياز ثانوية عامة والتحقت بدراسة الإعلام بمنحة أمريكية للمعاقين، وأكملت دراستها رغم المشكلات الصحية، كما قامت بتأليف أول رواية لها تبرز خلالها أهمية الحصول على العلم رغم الصعوبات والظروف، باسم شغف العلم في متاهة الجن «الرئة عندي بكفاءة 21 %، وعندى انحناء في العمود الفقري داخل في الرئتين دا محجم الرئتين عندى مخليني أنى مش أقدر امشي كتير أو اعمل مجهود كبير أو أنى أتخن و عامل تأثير على طولي، والمفروض اعمل عملية لما حالتي تتحسن شوية عشان اقدر استحمل ساعات العملية الطويلة، والمنحة والجامعة وفروا لي تمريضا ملازم ليه، وسكن قريب وكرسي متحرك وأنا تحقق حلمي وأكمل دراستي».
أحلام كبيرة تسعى هايدي لتحقيقها بالدراسة بالخارج وكتابة الرواياتأحلام كبيرة تسعى هايدي لتحقيقها أبرزها الحصول على تدريب بإحدى المؤسسات الصحفية والإعلامية لكي تتمكن من الحصول على منحة أمريكية لاستكمال دراستها بالخارج، «نفسي إحدى فرص للتدريب في مؤسسة صحفية أو أي قناة تليفزيونية عشان أحقق شرط المنحة وأكمل دراستي بأمريكا ونفسي أكمل كتابة ويبقى عندي روايات كثير».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مرض الثانوية العامة روايات رواية
إقرأ أيضاً:
منّاوي هو الأميز، والأقرب لأن يكون نجم المرحلة القادمة
عقّار ومنّاوي، ضمن آخرين، متمدّدين بانتظام لملء الفراغ التركه حميدتي، كما تقتضي سنة الحياة؛
منّاوي هو الأميز، والأقرب لأن يكون نجم المرحلة القادمة؛
أداؤه متوازن، وقادر يكسب ود واحترام الناس من خلال صفحته دي، في حدود مشاهدتي.
أولياء الميليشيا طبعاً، ضمن أجندتهم، بيخوّفوا الناس من الميليشيات القادمة؛
لكن ما كلّ التخوّف جايي منّهم؛
مثلاً؛
– منّاوي هو حميدتي قبل ١٣ سنة!
هكذا قرأت مرّة في تعليق لأخونا Mustafa Sarour، أو كما قال؛
وهو واقف في جانب الجيش، في حدود انطباعي؛
وافتكر المتوجّسين غيره كثيرين.
ههنا ممكن نقيف عشان ناخد درس مهم جدّا في الحياة؛
نستخلصه من نفس عبارة مصطفى المقتضبة دي؛
العبرة كلّها تكمن في “١٣ سنة” دي؛
عندك ١٣ سنة كاملة عشان تغيّر مجرى التاريخ، وتعالج الأخطاء الحصلت، مش تنتظر و\أو تعيد نفس الأخطاء؛
أنا لا أعتقد إنّه التاريخ بتكرّر، ولا شايف مناوي بشبه حميدتي؛
لكن فليكن؛
أفرض رجعنا ١٣ سنة، ورجعنا لحميدتي ذاته مش واحد بشبهه؛
ح تكون فرصة لينا نكون واعين أكتر، ما نسمح بتضخّم نفوذه بالصورة الحصلت دي؛
وحتكون فرصة ليه برضو يغيّر مساره ويمشي بي طريق أسلم، لا ينتهي بـ #حميدتي_انتهى!
الكلام دا، زي ما قلت، درس في الحياة كلّها، مش بس في الحرب وللا الوضع الراهن؛
لمن تتولد بتكون بتشبه والديك؛
دا لا يعني إنّه نمشي نتخلّص من أولاد مجرم عشان شفنا فيهم أبوهم قبل ٤٠ سنة؛
ولا معناه نحتفي بأولاد صالح لسبب مناظر؛
ديل وديل، الاتنين، قدّامهم عمر كامل عشان يكونوا شخص جديد، بخيره وشرّه؛
ودا جوهر الحياة!
Abdalla Gafar