البلاد – جدة
احتفل محمد طه محمد القرهدي بزفافه، على كريمة أحمد مبارك القرني، وذلك بإحدى قاعات الأفراح والمناسبات بجدة، وسط حضور جمع كبير من رجال المال والأعمال والفن والإعلام ولفيف من الأهل والأصدقاء الذين استمتعوا بالأهازيج الشعبية والطرب الأصيل.
وعبر العريس ووالده عن شكرهما الجزيل لكل من حضر وشاركهما الفرحة متمنيين للجميع دوام الفرح والسعادة.
وقد اعربت أسرتا القرهدي والقرني عن شكرهما وتقديرهما لجميع الحضور على تلبية دعوته وحضور الحفل سائلين الله للجميع دوام الأفراح والليال الملاح.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
يوم جديد متعب
ما عاد فى القلب متسع للحزن.. النشرات الاخبارية تطاردنى منذ الصباح الباكر.. تلاحقنى كأذرع العنكبوت الأسود.. كالشاهد الصنم.. أسجل بقلم أحمر غامق فى مفكرة بجوار مقعدى القابع أمام شاشة التلفاز أعطيتها عنوان «يوميات من التعاسة والألم».. فى الصفحة الربعمائة بعدد أيام الحرب على قطاع غزة كتبت عبارة مختصرة ولكنها نزفت من عقلى وأعصابى طوال الليل بدأتها هكذا حتى لا أنسى ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلى 3798 مجزرة، أسفرت عن استشهاد 43 ألفا و552 فلسطينيا بينهم أكثر من 17 ألف طفل ونحو 12 ألف امرأة، بالإضافة إلى إصابة 102 ألف و765 آخرين.
كما ألقت قوات الاحتلال أكثر من 86 ألف طن من المتفجرات على القطاع، دمرت خلالها 159 ألف وحدة سكنية كليا، وأكثر من 200 ألف وحدة جزئيا، وأخرجت 34 مستشفى من الخدمة.
وسط هذا الترقب العاجز لما يجرى فى قطاع غزة والاجتياح الإسرائيلى لجنوب لبنان، وفوز «ترامب» برئاسة جديدة لأمريكا، يأتى صباح جديد متعب بخبر غياب الشاعر المصرى الكبير «محمد إبراهيم أبوسنة»، فيكون الحزن عليه مغايرا واستثنائيا كما عاش، هو إنسان رقيق رومانسى مرتبط بالطبيعة والخيال أكثر من الواقع وعذاباته اليومية، أيضاً فقده لوالدته فى سن صغيرة لا تتجاوز الخمس سنوات، جعله يرى المرأة كائنا مقدسا لا يجب الاقتراب منه إلا بحذر والتحدث اليه عبر وسيط الشعر بصوت خفيض يقترب إلى الهمس.
هل كان يعرف أن العالم لم يعد صالحا لنقائه ورقته وانسانيته، ربما أدرك ذلك مثل الآف الحالمين فى عالمنا العربى بسماء صافية يحلق فيها أسراب من الحمام، وأنهار دجلة والفرات والأردن تجرى فى الحقول والمدن، وخير يصنع بأيدى هؤلاء الطيبين العرب يحصده اولادهم ومائة جيل من بعدهم، وأخيراً سكون وطمأنينة يلفان العالم العربى مؤذنتين بنهاية الحروب والأطماع على أرضه.
يقول فى قصيدته « مفتتح»:
«وكأنى ما عشت حياتى
لقد حلقت فوقها
كما يحوم طائر فوق غابة تحترق
و ها هو المساء يوشك..»!
أما الأحساس بالغربة والوحشة فقد لازم الشاعر الكبير «محمد ابراهيم أبوسنة» طوال حياته، فقد كان رقيق الاحساس والتماهى، مع تبدل الأمكنة والمدن التى يسكنها، وهناك قصيدة مؤثرة تحمل عنوان «غريبُ من قِنا» وهى قصيدة عن عامل بناء مجهول واحد من هؤلاء الذين يبنون المدن ويسكنون القبور، يقول فيها:
وتسأل سيدة فى الطريق:
ومن ذا القتيل؟
ويهمس صوت جليل:
غريب أتى من قنا
ويعمل بين رجال البناء
هوت رِجله ثم زلت وحم القضاء
فى حوار أجرى معه على صفحات مجلة الأقلام عام 1987، يقول الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة عن حضور المرأة فى شعره: «احتلت المرأة موقعا بارزا فى شعرى بسبب الفقد المبكر لأمى وتطلعى إلى التماس الحنان لدى المصدر الأول للرقة والجمال والذى تمثله المرأة.
ويكمل: وربما تكون الدوافع العميقة التى تحركها حاجتى إلى المرأة قد اوقعتنى فى رسم صورة مثالية أو خيالية. فقد رأيت فى المرأة الحبيبة نوعًا من الخلاص المطلق لأحزان حياتى كما توهمت لفترة طويلة أن المرأة كائن فوق الإنسان ودون الملاك بفارق بسيط فهى فى خيالى الأول، الجمال المطلق الذى يشع بالخير والحنان والرقة».
وتعد قصيدة «رسائل إلى حبيبة غائبة» قصيدة مشحونة بالشجن والحنين يبدأها قائلًا:
بالأمس يا حبيبتى خرجتُ للطريق
لأقرأ الهموم فى العيون
همومَهم، أولئك الذين يعبرون
فى شارع المدينة الحزين
لعل هم وحدتى يهون.
إشارة حمراء قف
إشارة خضراء من هنا انصرف
وفجأة توقف الترام
وطوق الزحام جثة لطفلة تنام فى الدماء
ما زالت الحياة فى الأعضاء
ووجهها حمامة تموت فى الشفق
نوارة من الحقول تحترق
وشقت الزحام صيحة: صغيرتى
وكانت العجوز ترتجف
وتمتم الجميع بالأسف
تكسرت دوائر الزحام
وتابع الجميع سيرهم
ما أعجز الكلام
سوى إشارة حمراء قف
إشارة خضراء من هنا انصرف
والموت موغل ولا يكف
الموت يا حبيبتى لا يعرف الإشارة الحمراء
يلوح ثم يختفى
الموت والحياة يا حبيبتى
زجاجة تضاء
ثم تنطفى.
سلاماً على روحك الطاهرة شاعرنا الكبير «محمد إبراهيم أبوسنة».. وكأنك طلبت من الرحمن الرحيم أن ترحل أيها الطائر المحلق قبل أن يسقط درعك الشعرى فى غابتك المحرقة.