السودان.. رقعة الاشتباكات تتمدد
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
البلاد – وكالات
دخل الجيش السوداني أمس (الأحد) المناطق الخلافية في الخرطوم بحري، وتمكن من طرد عناصر الدعم السريع، بينما شهدت منطقتا المربعات والفتيحاب جنوب مدينة أم درمان اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتصاعدت أعمدة الدخان عقب قصف مدفعي للجيش في منطقة تقع شمال مناطق الاشتباكات وإلى الشمال من سلاح المهندسين، بينما قال “سودان تربيون”: إن 11 مدنياً على الأقل قتلوا في غارات جوية وقصف مدفعي متبادل بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بولاية الخرطوم.
يأتي ذلك فيما تواصل بعض الأسر النزوح من منطقة المربعات إلى أماكن أكثر أماناً، بعد تعرضهم للضرب ونهب منازلهم من قوات ترتدي زي قوات الدعم السريع، في حين سجلت المنطقة عدداً من حالات الاغتصاب، اتهمت بها قوات الدعم السريع. وانزلق السودان إلى حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الجانبين.
وتمضي وتيرة النزاع في السودان من سيئ إلى أسوأ؛ إذ اندلعت معارك عنيفة، أمس بولاية شمال كردفان، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات ونزوح آلاف المواطنين ونهب محال تجارية وأسواق.
وقال شهود عيان وفقاً لـ”العين الإخبارية”: إن الاشتباكات اندلعت بمنطقة “ود عشانا”، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات ونزوح آلاف المواطنين من منازلهم.
وأوضح الشهود أن قوات الدعم السريع شنت هجوماً على منطقة ود عشانا، التي يرتكز بها الجيش في تمام الساعة الثالثة من صباح الأحد، من 3 محاور من الجهة الجنوبية من مدينة شركيلا ومن الجهة الشمالية الشرقية ومن الجهة الغربية.
ومع تطاول أمد الحرب تعرض طوف شريان الحياة، الذي يحمل المواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الحياة والإغاثة لكل إقليم دارفور لإطلاق نار في منطقة الكومة بشمال دارفور من بعض المتفلتين.
وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”: ” نترحم على الأموات، وعاجل الشفاء للجرحى، ونعبر عن بالغ أسفنا، وعميق حزننا على هذا الحادث المؤسف غير المقصود”.
وأضاف: “بعد سماعي للخبر، ظللت متابعاً للأمر وشرعت في تكوين لجنة من كل الأطراف؛ القوة المشتركة وأهلنا الزيادية لإزالة اللبس، حتى نصل إلى الحقائق ونلتمس من جميع الأطراف الالتزام بضبط النفس والهدوء والعقلانية رغم مرارة الفقد وآلام الجراح، ومن جانبنا نتحمل كحكومة لإقليم دارفور مسؤولية الضحايا من الطرفين، ونكرر حار التعازي للأهل والمجتمع والأسر، ونعدكم بحسم هذا الأمر في أقرب سانحة مع الجهات المختلفة”.
وشهدت ولايات دارفور منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، منتصف أبريل الماضي، اشتباكات مسلحة خاصة في مدن نيالا، والجنينة، وزالنجي وكاس وأم دافوق وكتم، ما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين. وفي 2003م، اندلع في إقليم دارفور نزاع مسلح بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة حوالي 300 ألف، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: السودان قوات الدعم السریع بین الجیش
إقرأ أيضاً:
الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
كشف مصدران يمنيان مطلعان أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية، محمد حمدان دقلو، زار اليمن بالتنسيق مع دولة الإمارات أثناء مشاركة قوات الجيش السوداني ضمن عمليات التحالف العربي الذي قادتها السعودية ضد الحوثيين منذ 2015.
وقال المصدران أحدهما عسكري لـ"عربي21" إن "حميدتي" وصل إلى منطقة الساحل الغربي اليمني القريب من مضيق باب المندب حيث ممر الملاحة الدولية عام 2017، في ذروة العمليات القتالية التي كانت تدور رحاها بين القوات اليمنية المدعومة من الإمارات والسعودية ومسلحي جماعة الحوثيين إلى الغرب من محافظة تعز، وفي المناطق الجنوبية من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.
وأشار المصدر العسكري إلى أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية الذي يقود تمردا على مجلس السيادة الانتقالي المعترف به دوليا في السودان، التقى باللواء، هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع اليمني الأسبق، أحد القيادات العسكرية الانفصالية المدعومة من أبوظبي والذي كان يقود لواءين في الساحل الغربي. في حين كانت "الدعم السريع" تشارك في العمليات القتالية ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح وقتئذ، ضمن القوات التي تشرف عليها أبوظبي شريك الرياض في التحالف العسكري الذي بدء عملياته في مارس/ آذار 2015.
وتابع المصدر ذاته والذي كان حاضرا خلال زيارة "حميدتي" أن قائد قوات "الدعم السريع" مكث في الساحل الغربي اليمني أيام، قبل أن يغادر على متن طائرة خاصة إلى دولة الإمارات".
وحسب المصدرين فإن أبوظبي أنشأت معسكرات حشد وتجنيد السودانيين ضمن قوات "الدعم السريع" في الأراضي الإماراتية وفي جزيرة عصب الإرتيرية، حيث كانت تقوم بذلك تحت لافتة القوات السودانية المشاركة ضمن الائتلاف العسكري الذي تقوده الرياض لدعم السلطة الشرعية اليمنية وإنهاء انقلاب جماعة الحوثيين.
وأكدا أن "حميدتي" ضمن قيادات عسكرية سودانية أجروا زيارات إلى اليمن، بعد أن استقدمتهم دولة الإمارات تحت غطاء " إيفاد القوات إلى اليمن وفي إطار نظام الرئيس السابق، عمر البشير"، فيما كانت عمليات التحشيد والتجنيد للسودانيين ضمن قوات الدعم السريع لغايات أخرى، اتضحت مؤخرا في السودان.
وأوضح المصدران أن الضباط الإماراتيين ومخابرات الدولة الخليجية كانت تنشط بكثافة بين السودانيين الذين يتم استقدامهم إلى الساحل الغربي وكانت تقوم بتشكيلهم في وحدات عسكرية وتقوم بتعيين قيادات لتلك الوحدات ضمنت ولاءها.
كما أن الإماراتيين حولوا اليمن إلى منطقة تأطير لقوات "الدعم السريع" بقيادة حميدتي لتنفيذ أجنداتها في السودان، ونظمت خطوط التواصل وضباط الارتباط بينهما، والأدوار والمهام المنوطة بكل قيادي عسكري قبل أن يعودوا إلى معسكرات التجنيد الداخلية التي أنشأتها في البلد العربي الأفريقي، مستغلة علاقتها الجيدة مع عمر البشير قبل أعوام من الإطاحة به عام 2019.
وأفاد أحد المصدرين المطلعين أن حكومة أبوظبي كانت تقوم بحشد وطلب القوات المسماة بـ"الدعم السريع" وتقوم بتدريبها وتحمل تكاليف إعدادها وتسلحيها، ومن بوابة "اليمن" كانت تعد لمعركة السودان الحالية، مؤكدا أن الدولة الخليجية دخلت إلى الواقع السوداني عبر اليمن إذا قامت باستقدام قوات "الدعم السريع" كوحدات تابعة للجيش السوداني وبالتنسيق مع النظام الرسمي في الخرطوم قبل أن تعود هذه القوات كجيش موازي يقود حربا على الدولة السودانية".
فيما قال مصدر عسكري ثالث لـ"عربي21" إن مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن كانت فاعلة بالنظر إلى الغزارة العددية التي ضمت "الألاف من السودانيين" والخبرة القتالية والحوافز الأخرى المادية والعقدية ووفرة أسلحة المشاة وتنوعها. فيما ذكر أحد المصدرين أن حجم التنسيق والعمل كان أكبر من المشاركة في حرب اليمن بل الإعداد لمعركة السودان الجارية منذ عامين تقريبا.
وتابع المصدر العسكري الثالث أن مشاركة السودان في عمليات التحالف القتالية بقيادة السعودية تمثلت في صنفين من القوات الأول بقوات ما تسمى "الدعم السريع" التي يقودها حميدتي ولعبت دور قتالي في الساحل الغربي.
أما الصنف الآخر، فكان عبارة عن "بعثات تدريبية من الجيش السوداني لتعزيز التدريب في صفوف القوات الموالية للحكومة الشرعية، حيث لعبت دورا كبيرا في تدريب قوات "العمالقة" (ألوية سلفية مدعومة من الإمارات والسعودية) وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله قبل تشكيله أوساط 2017.
ولفت المصدر إلى أن هذه البعثات تابعة لوزارة الدفاع السودانية ولازال جزءا من هذه البعثات موجودة وبالتنسيق بين الحكومة اليمنية والسودانية، مؤكدا أن هناك قوات سودانية من الجيش النظامي موجودة أيضا، في الحدود الجنوبية من المملكة مع اليمن وتشرف عليها الرياض، ومن أبرزها وحدات مدفعية.