ترتبط وجبة الفول والتميس بالنسبة لي وللكثير ، بالصباح وأحيانًا بالليل، ومنذ مدة وأنا أتذكر المرة الأخيرة التي تناولت فيها الفول صباحًا ، حيث لم أعد منذ أشهر أملك الوقت الكافي للجلوس على الأرض وتناوله بصحبه كوب شاي “بسكر زيادة” أو ممزوجاً بالحليب.
لم يتغير الفول منذ عرف نفسه وعرفه البشر، مازال له أماكنه البسيطة البعيدة عن بهرجة الأضواء وديكورات المكان أو تغيير المسميات والإضافات التي تُخفي طعمه وأصالته، منذ أن اكتشفه المصريون في مقابر الفراعنة وانتقل مع الحجاج إلى الحجاز وارتبط بها وانتشر في بقاع هذا الوطن وأصبح له أناسه من شتّى شرائح المجتمع الذي يعرف كيف يجعل يومه جميلًا بصحن فول.
في المقابل، فإن معظم الوجبات التراثية التي تعني بتاريخ مناطق المملكة العربية السعودية ،خسرت أصالتها في الطعم وطريقة التقديم خصوصا وأنها بدأت مؤخرا بالانتشار بصورة كبيرة، حين صار جذب الزبائن بديكور المكان أهم من طعم الوجبة التي لا تعلم هل تأكل ماقمت بطلبه أو طلب زبون آخر، فلا وزن للملح أو قوام للأكل يمكنهما أن يشفعا للمال الذي تقوم بخسارته لأجل وجبه لم تكن بحجم ذائقة المكان، ليس هذا فحسب بل إن بعض الأسر المنتجة اتجهت لهذا المنحدر، حين بدأت بالاعتماد على العاملات في طبخ الوجبات الأصيلة دون مراقبة أو توجيه فصارت دون طعم أو بزيت لقمتان منها قد تسدّ شريانًا في القلب.
في بلادنا عماد الضيافة والكرم القول الحسن والترحيب بالإضافة إلى الأكل والقهوة في بداية المجلس، ولذلك حين نقوم بإكرام الضيف نختارأجودها وأحسنها في السوق، ليس لأجل نيل المدح والثناء أو أن نظهر بمظهر الكرماء، بل لأنه ضيف اختار منزلنا ليحل فيه، فمن واجب أصالتناالعربية أن نكرمه كما وأننا نكرم أنفسنا ولو كانت اقامته لساعات فقط، وهذا أمر لم يفهمه أصحاب مطاعم الوجبات التراثية التي صارت تتسابق في الانتشار، فما تلبث أن تغلق بخسائر فادحة لأصحابها وهذا ما يجعل مكان الفول ثابتاً لم يتزحزح رغم أنه تراث مكتسب لكنه بقي بسيطاً بنفس الطعم الصباحي الذي يعرفه أهله منذ القدم.
وهنا لا أخص المطاعم التراثية بالحديث فقط، فحتّى المطاعم من شتّى أنحاء العالم كلما زادت بهرجة المكان ،تغير الطعم وجودته، وكأنه ارتباط لا مناص منه في تجارة الطعام، ففي كل افتتاح نجد الكثير من الزوار الذين يبدأوا في التقلص حتى يعلن خسارته ويغلق أبوابه، ولهذا تبقى وجبة بعشرة ريالات في بداية اليوم على قائمة المزاج والطعم وبعيدًا عن الخسارة.
@i1_nuha
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
احذر وضع البوتوجاز في هذا المكان من المنزل.. خبيرة طاقة توضح السبب «فيديو»
حذرت سونيا الحبال، خبيرة علم الطاقة، من وضع المطبخ في الاتجاه الشمالي من باب الشقة، مشددة على أن يكون في الاتجاه الجنوبي فقط.
وقالت سونيا الحبال خلال لقائها مع الإعلامية دينا رامز وآية شعيب وشريف نور الدين ببرنامج «أنا وهو وهي» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن الاتجاه الشمالي للمطبخ في المنزل يسبب طاقة إجهاض لسيدة البيت، وخلافات بين الأبناء.
كما حذرت «الحبال»، من أن يكون موضع البوتوجاز في مقابل باب الشقة، وألا يكون هناك مرآة خلف البوتوجاز، أو أن يكون هناك شباك في خلفه، معقبةً: «تولد طاقة إيجابية وتسبب مشاكل بين الزوجين».
وأضافت خبيرة علم الطاقة: لمبات المطبخ يجب أن تكون إضاءتها بيضاء وليست صفراء، حيث إن الضوء الأبيض يقوي العلاقات، على عكس الإضاءة الصفراء في المطبخ.
اقرأ أيضاًمن المطبخ التركي.. تعرفي على طريقة عمل الكفتة بالمنزل
لعشاق المطبخ السويسري.. طريقة عمل الكوردن بلو
خطوات سهلة وبسيطة تساعدك في تنظيف المطبخ.. تعرفي عليها