هل من أممية جديدة؟
لو أخذنا القرن العشرين، وامتداده إلى العقود الثلاث الأولى من القرن الواحد والعشرين، أي إلى 2023، وما ساد من مشروع ثورة عالمية، لوجدنا العالم اليوم يفتقر لهذا المشروع، أو في الأدق، لوجدناه يفتقر إلى من يحملون مثل هذا المشروع. فما تفسير ذلك؟ أو ما هي القراءة للتجربة العالمية؟ أين أنتم؟
في المنتصف الثاني من القرن التاسع عشر، ومع البيان الشيوعي الذي وقعه كارل ماركس وفريدريك إنجلز، أعلن عن ولادة مشروع الأممية الأولى: الثورة العالمية ضد الرأسمالية، وقد أوكلاها للطبقة العاملة في أوروبا وأمريكا.
ولكن قبل أن تنتهي خمسينيات القرن العشرين، ولدت إلى جانب عالمية، أو أممية، المعسكر الاشتراكي، عالمية حركات التحرر الوطني لشعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقد ترجمت نفسها بداية من خلال مؤتمر باندونغ 1955، ثم حركة دول عدم الانحياز. وقد سارع الماركسيون إلى إلحاق ثورة التحرّر الوطني، كجزء من الثورة البروليتارية العالمية (الأوروبية- الأمريكية أساساً)، ولهذا طبعاً حديث آخر.
لم يعد هناك من مشروع أممي ثوري، كما طويت أعلام حركات التحرر الوطني، بما فيها أعلام حركة عدم الانحياز، وذلك بالرغم من وجود حركات يسارية في الغرب ولكن من دون مشروع لثورة عالمية، ولا حتى لذكر "أممية"
بالرغم من الانقسام الخطير الذي وقع في صفوف المعسكر الاشتراكي: الانقسام الحاد بين الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو من جهة، والصين من جهة أخرى، وتبعثر مواقف عدد من الدول بينهما كفيتنام وكمبوديا وكوريا الشمالية وكوبا، وذلك مع بداية الستينيات.
ولكن بقيت ثمة عالمية بخطوط عريضة ضد الرأسمالية والإمبريالية تشمل الدول الاشتراكية، كما تشمل تيارات عرفت باسم قيادات اليسار الجديد، في ستينيات القرن العشرين، وبعضها استمر حتى اليوم، وإن بصيغ أخرى غير تلك التي في الستينيات.
حدث زلزال كبير في العام 1991 قبل نهاية القرن العشرين، فقد انهار المعسكر الاشتراكي من خلال انقلابات رأسمالية مؤمركة. وكانت الصين أيضاً، بعد وفاة ماو تسي تونغ، وتسلم تينغ شياو بينغ قيادتها، قد سحبت من أجندتها مشروع محاربة الرأسمالية العالمية والإمبريالية، أو مشروع الثورة العالمية، وقرينها الآخر ثورة شعوب العالم الثالث، ولكن مع اعتبار النظام الصيني نظاماً اشتراكياً، وفقاً للخصوصية الصينية.
هذا الزلزال على الطرف الآخر، أعاد تشكيل النظام العالمي على أساس أحادية القطبية المتمثلة في أحادية الهيمنة الأمريكية عسكرياً واقتصادياً ومالياً وحضارياً وثقافياً، وطويت أعلام الماركسية- اللينينية السابقة. ولم يعد هناك من مشروع أممي ثوري، كما طويت أعلام حركات التحرر الوطني، بما فيها أعلام حركة عدم الانحياز، وذلك بالرغم من وجود حركات يسارية في الغرب ولكن من دون مشروع لثورة عالمية، ولا حتى لذكر "أممية".
صحيح أن فكرة نشوء دول كبرى متعدّدة بدأت إرهاصاتها تتحرك، بصورة مبكرة، في المنتصف الثاني من التسعينيات، وردّد صداها جزئياً كل من جاك شيراك (فرنسا) ويفغيني بريماكوف (رئيس وزراء روسيا 1998)، وأصوات خجولة من الصين.
على أن النظام العالمي أحاديّ القطبية الأمريكية بقي على عرشه بقليل من الإزعاج أو بكثير منه؛ من إيران وحركات إسلامية مقاوِمة.
المهم هنا لم تُفتح معركة عنوانها تغيير نظام أحاديّ القطبية الرأسمالي الإمبريالي العولمي الأمريكي، على المستوى الشعبي أو اليساري في الغرب، هذا إلى جانب جنوح عدد من الحركات اليسارية لتقاوم من مواقع البيئة، و"الأخضر" أو الخضر، ولكن أيضاً باهتزاز مع أول تجربة نجاح برلماني هنا وهناك. وذلك مع التحفظ من التعميم، إذ لا بد من أن يكون هناك مَن أو بعض من لا ينطبق عليه أو عليهم هذا التعميم.
إذا كان من المفهوم أن يتهاوى تبني "الاشتراكية العالمية" بعد الذي حدث للمعسكر الاشتراكي، ولعدد من الدول الاشتراكية، وبعدما أحدثته الصين من تمازج اشتراكي- رأسمالي في نظامها، وأدى بالكثيرين إلى اعتباره انحرافاً نحو الرأسمالية من دون أن يلفتهم قيادة حزب شيوعي ماركسي- لينيني- ماوي- بتطوير شيوعي صيني، لكن ما ليس مفهوماً، كيف يمكن أن يسقط النضال ضد النظام الرأسمالي الإمبريالي، وبتطوراته الجديدة في زيادة الهوّة الاجتماعية على المستويين الداخلي والعالمي
على أن السؤال المحيّر هنا، والموجّه إلى اليسار في الدول الرأسمالية الغربية، لماذا أسقط مشروع النضال ضد الرأسمالية الإمبريالية العالمية عموماً؟ ولماذا لم يلتفت إلى نشوء نظام عالمي أحاديّ القطبية الأمريكية، يبسط هيمنته المنفردة النهبية المتوحشة، حتى على البلدان الرأسمالية الأخرى، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً. طبعاً، فضلاً عن هيمنته على العالم كله عموماً.
إذا كان من المفهوم أن يتهاوى تبني "الاشتراكية العالمية" بعد الذي حدث للمعسكر الاشتراكي، ولعدد من الدول الاشتراكية، وبعدما أحدثته الصين من تمازج اشتراكي- رأسمالي في نظامها، وأدى بالكثيرين إلى اعتباره انحرافاً نحو الرأسمالية من دون أن يلفتهم قيادة حزب شيوعي ماركسي- لينيني- ماوي- بتطوير شيوعي صيني، لكن ما ليس مفهوماً، كيف يمكن أن يسقط النضال ضد النظام الرأسمالي الإمبريالي، وبتطوراته الجديدة في زيادة الهوّة الاجتماعية على المستويين الداخلي والعالمي. وقد أصبح في عهد الأحاديّة الأمريكية يحمل من النقد ما يزيد أضعافاً، مما وجّه في السابق للأنظمة الرأسمالية الإمبريالية الغربية.
هذا التساؤل يجب أن يواجه الأجيال القديمة- الجديدة، أو الجديدة- الجديدة من اليسار الغربي، لكي يُطرح مشروع جديد لعالمية- أممية يتصدّى لنظام عالمي أحاديّ القطبية الأمريكية. وقد أصبح في مصلحة كل شعوب العالم، إسقاطه في سبيل إقامة نظام عالمي جديد يشمل التعدّدية القطبية العالمية والإقليمية، وبمساواة مع كل شعوب العالم، ويكون أقرب للعدالة والمساواة والحرية، ويمنع استمرار الظلم العالمي الذي مارسته الرأسمالية الإمبريالية على شعوب العالم بمراحلها المختلفة، ولا سيما مرحلة أحاديّة القطبية التي استفردت دولة رأسمالية كبرى واحدة في اضطهاد كل دول العالم ونهبها، بما فيها الدول الرأسمالية الغربية، واليابان وعشرات الدول الأخرى.
إن الأحاديّة القطبية الأمريكية منذ 1991 حتى اليوم أخذت تشكل خطراً عسكرياً واقتصادياً ومالياً وبيئياً ومناخياً، وهي تدفع اليوم الحرب في أوكرانيا إلى حافة الحرب النووية، وذلك بغض النظر عن تفاصيل تلك الحرب، وكيف تقوّم.
اليسار العالمي، كما بالنسبة إلى قوى المقاومة والحركات الشعبية في العالم الثالث، يجب أن يدخلوا في حوارات معمقة لتشكل أممية عالمية جديدة، تطيح بأحاديّة القطبية الأمريكية، في سبيل عالم أكثر عدالة لشعوبه كافة، ولدوله كبيرها ومتوسطها وصغيرها. وذلك مع إبقاء النضال من أجل التحرّر الوطني، ومن أجل العدالة الاجتماعية، ومناهضة المظالم الاقتصادية والاجتماعية في صلب تلك الأممية
صحيح أن ما من دولة كبرى، إلّا وعليها الكثير، وكذلك أكثر دول العالم، ولكن لا يجوز وضعها جميعاً في بوتقة واحدة، أو المساواة فيما بينها. لذا لا مفر من خلال دراسة دقيقة للتناقضات في العالم أن يحدد التناقض الرئيس، وهو اليوم يتمثل بأحاديّة القطبية الأمريكية التي تفرض هيمنتها العالمية على كل الدول. وأدخلت العالم في مخاطر بعضها يمسّ الوجود الإنساني نفسه، مما يتوجب أن تتحدّ شعوب العالم، بما في ذلك فئات من الشعب الأمريكي ضد هذه الأحاديّة في سبيل نظام عالمي جديد تتساوى كل دوله في إدارته، ويقوم على أساس الالتزام بالقانون الدولي، وبمبادئ ميثاق هيئة الأمم المتحدة، مع تغيير هيكليتها الظالمة، وتغيير موقعها ليكون في بلد غير الولايات المتحدة.
بالنسبة إلى اليسار العالمي، كما بالنسبة إلى قوى المقاومة والحركات الشعبية في العالم الثالث، يجب أن يدخلوا في حوارات معمقة لتشكل أممية عالمية جديدة، تطيح بأحاديّة القطبية الأمريكية، في سبيل عالم أكثر عدالة لشعوبه كافة، ولدوله كبيرها ومتوسطها وصغيرها. وذلك مع إبقاء النضال من أجل التحرّر الوطني، ومن أجل العدالة الاجتماعية، ومناهضة المظالم الاقتصادية والاجتماعية في صلب تلك الأممية، فيما كل بلد يسعى للعدالة الاجتماعية، ومن أجل عالم أقل فروقاً في المعيش ومستوى الحياة، والخدمات الصحية والاجتماعية، والفرص التعليمية، عالم لا تحتكر قيادته دولة واحدة، ولا حتى قبضة دول.
إن الظاهرة الجديدة في عالمنا على المستوى الجيوسياسي- استراتيجي هو هيمنة أحاديّة القطبية الأمريكية، على النظام العالمي الراهن، وريث عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة ابتداءً من 1991. ولا يغيّر من هذه الظاهرة تحالف دول الناتو واليابان وغيرها معه، وذلك بالرغم من هيمنته عليها وتبعيتها له.
أما الظاهرة العالمية الثانية النابعة من الأولى، ومنبثقة عنها، فهو خضوع الرأسماليات العالمية الكبرى لأحاديّة الرأسمالية الأمريكية التي أخضعتها، وجعلت الدولار العملة المسيطرة الأولى في العالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليسار الهيمنة النظام العالمي امريكا اليسار تحالفات الهيمنة النظام العالمي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القرن العشرین ة الاجتماعیة شعوب العالم ة الأمریکیة نظام عالمی فی العالم بالرغم من ر الوطنی وذلک مع فی سبیل من أجل بما فی من دون
إقرأ أيضاً:
«مبادرات محمد بن راشد العالمية» تبدأ تنفيذ مشروع دعم استمرارية التعليم في لبنان
دبي: «الخليج»
بدأت مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، ممثلة بالمدرسة الرقمية، تنفيذ مشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان، حيث يستهدف المشروع في مرحلته الأولى 40 ألف مستفيد.
وجاء مشروع «استمرارية التعليم في لبنان 2024 – 2025»، تماشياً مع الحملة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» لدعم الشعب اللبناني الشقيق، حيث وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في 30 أكتوبر الماضي، بتوفير برامج لدعم استمرارية التعليم في لبنان عبر «المدرسة الرقمية» لمواجهة الظروف الصعبة التي يواجهها الأطفال والقطاع التعليمي بسبب الأحداث الراهنة التي تمر بها الجمهورية اللبنانية الشقيقة.
وباشرت مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، تنفيذ المشروع بالتعاون مع مجموعة من الشركاء والجهات المعنية لدعم استمرارية التعليم من خلال عدد من البرامج ضمن مسارين: الأول هو مسار حلول التعليم الرقمي والثاني هو مسار دعم استمرارية التعليم في مراكز النزوح في لبنان.
وضمن مسار التعليم الرقمي تم تجهيز موقع إلكتروني يتيح الوصول مجاناً لمختلف الدروس التعليمية وفق المنهج الرسمي اللبناني عبر الرابط: KeepLearningNow.org، وسيتم تسهيل الوصول للمحتوى عبر حلول تسهيل التعليم الرقمي من دون انترنت.
أما في مسار دعم استمرارية التعليم في مراكز النزوح، فقد بدأ التنفيذ في 25 مركز إيواء حيث يحصل الطلبة فيها على دروس وحصص تعليمية للمواد الأساسية، وتم تسجيل أكثر من 5600 طالب إضافة إلى 275 معلماً يتم إعدادهم وتدريبهم لدعم المشروع.
دعم متواصل
وأكد محمد بن عبد الله القرقاوي الأمين العام لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» أن دولة الإمارات مستمرة في دعم الشعب اللبناني الشقيق على مختلف الصعد تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بتوفير الاحتياجات الأساسية للأشقاء اللبنانيين وتمكين أبنائهم من البقاء على مقاعد الدراسة، وتسهيل حصولهم على المعرفة من خلال التعليم الرقمي، انطلاقاً من قناعة الإمارات بأن استمرار التعليم يمثل عاملاً حاسماً لتعافي المجتمعات وازدهارها.
القرقاوي: 25 مركز إيواء يحصل الطلبة فيها على دروس وحصص تعليمية
وقال القرقاوي: «يمثل البدء في تنفيذ برامج دعم استمرارية التعليم في لبنان، الذي تنفذه (المدرسة الرقمية) خطوة مهمة لمساعدة طلبة الجمهورية اللبنانية الشقيقة، على مواصلة رحلتهم التعليمية وتحقيق طموحاتهم وتعزيز ثقتهم بالمستقبل رغم الأوضاع الحالية»، منوهاً معاليه بالتنسيق بين مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، والجهات المعنية في الجمهورية اللبنانية لضمان استمرارية التعليم للأطفال المتأثرين بانقطاع التعليم، والتعاون المشترك لتجهيز البنية التعليمية المناسبة.
وفي إطار المشروع، يتم حالياً تجهيز عدد من القاعات لاستمرارية التعليم، وتزويدها بالأجهزة الرقمية والقرطاسية، والتدفئة وغيرها من الأساسيات.
ويجري العمل الآن في أربعة قطاعات هي البقاع (الشمالي والأوسط)، وجبل لبنان، وشمال لبنان، وتشمل هذه القطاعات تسع مناطق هي: عرسال، والقاع، ورأس بعلبك، والفاكهة، والجديدة، وبر الياس، والمرج، وعرمون، وقب الياس وضهور الشوير.
وسيستمر المشروع في حصر الاحتياجات وتطوير برامج دعم استمرارية التعليم في لبنان، كما سيتم التوسع في عدد المستفيدين والمناطق بشكل تدريجي.
تفاعل مجتمعي واسع
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد وجه في العاشر من أكتوبر الماضي بتقديم مساعدات غذائية عاجلة إلى الشعب اللبناني الشقيق، عن طريق مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، يستفيد منها 250 ألف شخص في لبنان، ويتم توزيعها على المستحقين بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
يذكر أن الحملة المجتمعية «الإمارات معك يا لبنان» انطلقت مطلع شهر أكتوبر الماضي بإشراف مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، وقد لاقت تفاعلاً مجتمعياً واسعاً بمشاركة مختلف الجنسيات والشرائح والفئات، يتقدمهم سمو الشيوخ وأصحاب المعالي والسعادة ورجال الأعمال الذين شاركوا في مختلف مراكز أنشطة تجميع سلال الإغاثة بأبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة، حيث نُظمت هذه الأنشطة بإدارة وتنسيق المؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية الإماراتية المانحة كافة، كما شهدت الحملة تسيير الطائرات والسفن محملة بالمواد الطبية الأساسية والطرود الغذائية ومستلزمات النساء والأطفال والمستلزمات الإيوائية المتعددة، دعماً للأشقاء اللبنانيين في ظل الأوضاع الحالية.
وتولي مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» أهميةً خاصةً لقطاع التعليم ونشر المعرفة بوصف التعليم المرتكز الأول والأخير في بناء أي مجتمع من خلال الاستثمار في أحد أهم موارده وهو العنصر البشري.
وانطلاقاً من رؤية المؤسسة بدور التعليم في تحسين جودة الحياة ودفع عجلة التنمية، فقد تم تخصيص عشرات البرامج والمشاريع والحملات المعنيّة بدعم العملية التربوية في البلدان النامية والمجتمعات التي تفتقر إلى بيئات تعليمية توفر الحدّ الأدنى من احتياجات الطلبة والمعلمين، مع التركيز على التعليم الأساسي لضمان مستقبل أفضل للأجيال الشابة، إلى جانب دعم برامج القضاء على الأمية، وتأهيل وتدريب الكوادر التعليمية، وبناء مؤسسات ومرافق تعليمية مزودة بأحدث المعدّات والتجهيزات، وتنفيذ مشاريع ومبادرات في التعليم المهني لمساعدة الطلبة في المناطق الفقيرة والمحرومة على تحسين شروط حياتهم وحياة أسرهم.
كذلك تعمل مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» ضمن محور نشر التعليم والمعرفة على تطوير برامج ومشاريع تنويرية في الوطن العربي تهدف إلى تعزيز قيمة الثقافة والمطالعة وبناء المعارف، خاصة وسط النشء، وتضع أسساً متينةً لبناء شباب واع مدرك للتحديات التي تواجه مجتمعه، ويتحلى بالقدرات المعرفية التي تمكنه من التعامل مع هذه التحديات بكفاءة.