صحيفة الاتحاد:
2025-02-24@13:26:34 GMT

شيخة الجابري تكتب: حَرفٌ وأثر

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

ننشدُ السكينة، نكرهُ الضوضاء الفارغة، نُحب الآخرين ليس كلّهم إنما أولئك الذين تعلو البشاشة وجوههم، وتملأ الطيبة أرواحهم، الذين لا تغادر وجوههم الابتسامة، ولا يُشكّلون أذىً للآخرين، أولئك الذين يؤمنون بالأحلام ويحققونها حتى داخل الحلم نفسه، هم المنتمون للحب، للدفء، للأمان، للحياة الفارهة أماناً وبساطة.

 
إننا نفقد الكثير من خواصنا كبشر، حين ننسلخ عن براءتنا ورهافة مشاعرنا، وطيبة قلوبنا، حينما نتصنّع شعوراً آخر لا ينتمي لنا، أو يعكس دواخلنا النّديّة والحالة التي نعيشها كمن يرتدي قناعاً يخفي خلفه روحاً ثانية، تعرف كيف لها أن تنجوَ من لحظة زيفٍ أو ضعف، التمثيل مهنة مجنونة، محفوفة بالمخاطر، ونحن في داخل كلّ واحد منّا ممثل فاشل بكل أسف يسقط حالاته على دواخلنا، يجرّدنا منّا ومعهُ نصلُ إلى مرحلة نهرب فيها من لحظاتنا الحلوة، كأن هذه الحالة تتكرر في سيناريو تستحدثه دوامة الحياة الراكضة بنا نحو طرقٍ بعضها شديد الوعورة في زمن التحديات الإنسانية الكبيرة.
الشعور بالفراغ امتلاء، كالاحتواء حين يقاسمنا رغيف اللحظة، وينام قرير الطهر كملاك، يتوسد أحلامه لتطير، كأنها لم تهيأ له، كأنها ترسم خدعة من وهمٍ تدور، وتدور حولنا، وحوله، لنصحو على صمت العتمة وامتداد البياض، ندنو منها تتماهى كسراب، بكَ تحيط تنبّرُ في الروح كنصلٍ أجوف أولهُ وجعٌ، وآخرهُ جفاء.
حينما تباغتني اللحظة، وأدنو منك إلي، حينها أشعر أن هذا الكون يتلون بألوان الحياة، ويتعطر بروح الورد ويتنفس الحب، وعندما يصبح الحب حالة خاصة تغدو الحياة أكثر رحابة وألقاً.
تبدو المسافات أكثر مقدرة على صنع الحواجز، وأكثر الطرق جمالاً تلك التي لم نقطعها بعد ولم نكتشف لغتها الخاصة العابرة نحو المسافات الأكثر دفئاً، وارتباطاً بما تنأى عنه من حكايات وأمنيات.
العطر الذي يعيد إلينا أنفسنا هو ذاك الذي لم نتنفّسه بعد، ولم تعلق رائحته بنا، ولم نسبر سرَّه الخاص، ولم نكتشف سحره المخضب بأريج الياسمين، ونفح الورد.
أتعطش دوماً للحظات تورق معها الدنيا وتزهر، وتتمازج فيها أنغام الخطوة الأولى، والنظرة الأولى، واللهفة التي على حين لقاء كانت ضيف قلب.
أشعر أن اليأس نهاية المطاف لكل فعل جميل، نحن نقتل انتصاراتنا باليأس والاستسلام والخنوع إلى الظرف والوقت والفعل السلبي، هل نيأس لضياع حلم أم نستعد لعبور درب جديد، نحو حلم أجمل، أحسبُ أن الثاني هو التحدي الحقيقي.

أخبار ذات صلة اتحاد كُتَّاب وأدباء الإمارات يعلن استراتيجيّته الجديدة شيخة الجابري تكتب: متحورات الحياة الجديدة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أحوال شيخة الجابري

إقرأ أيضاً:

وطن

 

خولة بنت خلفان المزروعية

 

تعلمنا بالفطرة أنه لا مكان في هذه الحياة ولا على وجه الأرض أعز من الوطن؛ فالوطن هو الحب والألفة والسلام والأمان والاستقرار، وحُب الوطن هو ذلك الإحساس الخفي الذي ينمو بداخلنا ويزيد تعلقنا به أكثر فأكثر، فإذا تكلمنا عن رمز الهوية، ننطق "وطن".

وإذا تكلمنا عن التاريخ والحضارة ننطق "وطن"، وإذا تكلمنا عن الكرامة أيضًا ننطق "وطن"؛ فحُب الأوطان بالأفعال لا الأقوال أو الشعارات فقط.

حين أكتب كلمة أفعال أخص الأفعال التي تدل على الانتماء الحقيقي المبنية على الاحترام والحب والظهور للمجتمعات بصورة لائقة؛ فهذا أقل ما نقدمه للوطن.

وحين يخالط الحب دفء الأرض ينتج العطاء؛ فعُمان أسكنت في قلبها الجميع، فصاروا لها الأبناء وأصبحت لهم الأم.

وهل يوجد أغلى من الأم عُمان؟

فإذا سألت عن عُمان، فكأنك بحرت عبر الزمان، لأنها وطن الإسلام، وأرض الأمان، وهي الحضارة العريقة، وهي الإنسانية.

وكيف لي لا أعشق وطن السلام؟!

دمتي عُمان أبيةً ودام قائدها الحكيم وشعبها الوفي.

مقالات مشابهة

  • هند عصام تكتب: الملكة نبت تاوي
  • اختلاف الحُب بين الشعوب
  • إلهام أبو الفتح تكتب: رمضان كريم
  • وطن
  • ⛔ أخطر ما قاله دقلو عندما سألته المذيعة عن الذين تضرروا، أنه قسّمهم إلى فئتين
  • صناع الأمل.. قصص إنسانية وأثر لا يمحى من حياة وذاكرة الملايين
  • «صناع الأمل».. قصص إنسانية وأثر خالد في ذاكرة ملايين البشر
  • بن شيخة يقود مودرن لتعادل مثير أمام فالكو في الدوري المصري
  • بن شيخة يقود مودرن للتعادل في أول خرجة له في الدوري المصري
  • أندرييفا تكتب التاريخ في «دبي للتنس»