داليا عبد الرحيم: 4 دول لاذت بها جماعة الإخوان الإرهابية في شرق أوروبا
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
قالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة نيوز»، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إن جماعة الإخوان الإرهابية كثفت من تواجدها داخل مناطق معينة مثل البوسنة والهرسك، وتخطط في الوقت الراهن لتوفير ملاذات آمنة لعناصرها وأنشطتها داخل دول شرق أوروبا بسبب الملاحقات والحصار الأمني المفروض عليها داخل ملاذاتها التقليدية.
وجاوبت الإعلامية داليا عبدالرحيم، خلال تقديمها برنامج «الضفة الأخرى»، المذاع عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، عن سؤال مفاده "هل تنجح الجماعة الإرهابية في تحقيق أهدافها في شرق أوروبا؟ كاشفة عن كيفية عمل جماعة الإخوان الإرهابية في عدد من دول أوروبا الشرقية، ومدى تأثير الكيانات الإخوانية المتواجدة هناك على الوضع في الشرق الأوسط خصوصا سوريا ومصر.
واستشهدت الإعلامية داليا عبد الرحيم بـ 4 دول تواجدت بهم جماعة الإخوان الإرهابية بشكل كثيف في منطقة شرق أوروبا، وأولهم رومانيا والتي تمركز وجود الجماعة الإرهابية بها في عدة كيانات، أولها الرابطة الإسلامية والثقافية في رومانيا، والتي تأسست في 30 مارس 1990 تحت مسمى "جمعية الطلاب المسلمين في رومانيا وبمبادرة من بعض الطلبة والوافدين العرب، وتتولى الرابطة إقامة النشاطات الثقافية والإنسانية والاجتماعية وترميم المساجد المهدمة والقديمة، فضلا عن تنظيم حملات تبرع وإعانة للأسر المسلمة، والعمل على النهوض بأبناء الجالية سواء بين الرومان والمقيمين الأجانب، وكان يقع المقر الرئيسي للرابطة في بوخارست، ولها مكاتب في المدن الجامعية الرئيسية في جميع أنحاء البلاد ( كلوج، كرايوفا، كونستانتا، ياش، تيميشوارا)، ويقود الرابطة الإسلامية والثقافية في رومانيا حاليا الدكتور أبو العلا ناجي الغيثي، وهو يمني الجنسية ودرس الطب البشري وتخصص في رومانيا، التي يقيم فيها منذ حوالي ثلاثين عاماً، وهو يشغل أيضاً منصب رئيس مؤسسة طيبة الخيرية، وساهم الغيثي في دعم جماعة الإخوان الإرهابية إبان سقوط حكمهم في مصر، حيث كان يُشرف شخصيًا على تنظيم المسيرات المناهضة للرئيس السيسي؛ كما تُشير بعض المعلومات إلى أنه اضطلع بدور كبير في "انحراف" بوصلة المعارضة السورية الموجودة في رومانيا، سواء من خلال إقصاء المعارضين العلمانيين عن المشهد، أو عبر تنظيم حملات التبرع لـ"المجاهدين" في سوريا ودعمهم إعلاميًا وماديًا، وصولاً إلى إصدار الفتاوى التحريضية ضد السوريين المخالفين لأفكاره والتي تحض على مقاطعتهم ووقف التعاملات التجارية معهم.
وتابعت: “ثاني كيان لتمثيل الجماعة الإرهابية في رومانيا هي "مؤسسة الوقف الأوروبي"، والتي يُديرها الدكتور فريز عبد المجيد اللقطة ”أبو إسلام"، وهو طبيب أطفال من مواليد غزة ويُدير أيضًا "مدرسة القدس" في بوخارست، ويُعد الزعيم الفعلي لجماعة الإخوان الإرهابية في رومانيا، نظرًا لدوره الكبير في دعم الجماعة الإرهابية وتبني رؤية حركة حماس حيال القضية الفلسطينية، وأسهم "اللقطة" في تقوية تيارات معينة محسوبة على المعارضة السورية في رومانيا ومنحها نوعًا من الشرعية من خلال عقود مبرمة مع مدرسة "القدس" تتعلق بالتعاون في مجال التعليم ورعاية شؤون أطفال اللاجئين السوريين، كما كان له دورًا فعالًا ومؤثرًا في تحييد وإقصاء بعض المعارضين السوريين المختلفين معه في التوجه.
وأوضحت: “كما يتواجد في رومانيا ما يُسمى جمعية ”الأخوات المسلمات"، والتي تأسست عام 2006 بمبادرة من عدد من المسلمات المقيمات في العاصمة بوخارست، ويُديرها المدعو "جمال الدين" وهو شيخ روماني من أصول تتارية شارك بفعالية في تنظيم المهرجانات والمسيرات المناهضة لنظام الرئيس السيسي في مصر، وتعتمد الجمعية في تأطير عضواتها على فتاوى وقرارات المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث التابع للتنظيم الدولي للإخوان الإرهابي، وتتابع أنشطته وتقوم بمشاركتها على موقعها الإلكتروني وعلى حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وترتبط الجمعية بعلاقات وثيقة مع الرابطة الإسلامية والثقافية في رومانيا، ومؤسسة طيبة الإسلامية، والاثنتان مقربتان من دوائر الإخوان في أوروبا، حيث تقيم العديد من فعالياتها الاجتماعية والفكرية بالتعاون والتنسيق معهما، وتعتبر الجمعية من أكثر المؤسسات التي تحصل على مساعدات من الدولة الرومانية ومن المواطنين، لأنها تزعم أنها تُعنى بالمرأة، وتكافح العنف ضدها، ويقوم عليها عدد من السيدات المعروفات بقربهن من تنظيم الإخوان.
وأكدت أن ثاني دولة تواجدت بها جماعة الإخوان الإرهابية بشكل كثيف في منطقة شرق أوروبا هي بولندا، ويُمثل الجماعة في بولندا "الرابطة الإسلامية" التي تأسست في أبريل 2001 بمبادرة من المسلمين الأجانب والمتحولين إلى الإسلام، وسُجلت رسميًا في يناير 2004 في إدارة الأديان والأقليات القومية بوزارة الداخلية وتعتبر بـ"رابطة الطلاب المسلمين": وهي تنظيم شبابي للطلبة الإخوان نشأ في بولندا أوائل التسعينيات، هي النواة التي تشكلت من خلالها "الرابطة الإسلامية"، وخلال سنوات نشاطها أنشأت الرابطة الإسلامية فروعًا في جميع المدن الرئيسية بما في ذلك وارسو، ولودز، وكراكوف، وكاتوفيتشي، وبوزنان، ولوبلين، وفي عام 2010 بدأت الرابطة في بناء أكبر مسجد في البلاد "المركز الثقافي الإسلامي" في منطقة ويلانوما في وارسو، وفي هذا المشروع قررت الرابطة الإسلامية الاعتماد على المانحين الأجانب بدلاً من التمويل الحكومي المال جاء حينها من جهات سعودية وقطرية وفق العديد من المراجع، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة في الشارع البولندي، وشغل الداعية الفلسطيني المحسوب على حركة "فتح" نضال أبو طبق منصب "مفتي الرابطة حتى وفاته أواخر العام 2020 متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا؛ بينما يترأس الرابطة منذ سنوات طويلة سامر إسماعيل، وهو طبيب أطفال فلسطيني جاء من الكويت إلى بولندا للدراسة عام 1986، ويشغل أيضاً منصب رئيس قسم الأطفال في مستشفى بوفيات.
ونوهت بأن ثالث دولة يتنشر بها الجماعة الإرهابية هي مقدونيا، والتي تتجسد في منظمة “المؤتمر الإسلامي للشباب”، وهي منظمة مقدونية مرتبطة بشبكة الإخوان الإرهابية، وهي عضو في منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية الأوروبية (FEMYSO) ومقرها في تيتوفو، وقد حضر ممثلوها أحداث ومؤتمرات "منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية الأوروبية" وانتخبوا أعضاء في فريق قيادته، وتوصف منظمة "المؤتمر الإسلامي للشباب" FRI بأنها منظمة شبابية غير حكومية، تأسست عام 2000 نتيجة لنشاط وإرادة الشباب، وتتمتع المنظمة بحضور على الإنترنت عبر موقع إلكتروني وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك قناة على YouTube وصفحة Facebook مع أكثر من 5000 متابع وInstagram مع 100 متابع كما تتحكم FRI أيضا في مجال ويب قديم لا يتم استخدامه حالياً ولا يمكن الوصول إليه، وتدور أنشطة FRI بشكل أساسي حول التعليم والمساعدات الإنسانية، كما يتضح من مخرجاتها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وتركز على جمع الأموال للأغذية ومنتجات النظافة للأسر المحتاجة في جميع أنحاء مقدونيا الشمالية؛ لكن لا توجد معلومات متاحة تحت علامة التبويب "النشاط" على موقعها على الإنترنت فيما يتعلق بمعالجة الموضوعات السياسية.
واختتمت بولاية القوقاز، التي تُعد فرعًا تابعًا لتنظيم الدولة "داعش"، والذي نشط في شمال القوقاز التابع لروسيا، وأُصدر بيانا رسميا في 23 يونيو 2015 من قبل تنظيم الدولة بتأسيس ولاية تابعة لها في القوقاز وتعيين رستم أسيلداروف قائداً لها، وفي بداية شهر نوفمبر 2014 بدأ بعض قادة وأفراد من إمارة القوقاز الإسلامية إرسال بيعاتهم لأمير داعش أبو بكر البغدادي، وترك قائد إمارة القوقاز “علي شكيب كيبيكوف” متابعين البغدادي وتنظيمه بعد إعلان بعث الخلافة من جديد في نفس العام، وبحلول فبراير 2015 انشق عدد لا يُستهان به من أفراد وقادة إمارة القوقاز في كل من قسميها الشيشاني والداغستاني وانضم لداعش، وتبنت المجموعة مسؤوليتها عن الهجوم على قاعدة عسكرية روسية في جنوب داغستان بتاريخ 2 سبتمبر 2015، وصدر فيديو جديد في سبتمبر يظهر فيه أسيلداروف وهو يدعو أنصار داعش في القوقاز للانضمام إلى القتال هناك بدلا من السفر إلى العراق وسوريا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البوسنة والهرسك جماعة الاخوان الارهابية الجماعة الإرهابية جماعة الإخوان الإرهابیة الجماعة الإرهابیة الإرهابیة فی فی رومانیا شرق أوروبا
إقرأ أيضاً:
اتجاهات مستقبلية
echo adrotate_group(3);
اتجاهات مستقبلية
خطر الانفصالية “الإخوانية” على قيم التعايش في أوروبا
نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، هذا الأسبوع، حوارًا فكريًا مهمًا في قلب العاصمة الفرنسية، باريس، بالتعاون مع مجلس الشيوخ الفرنسي، بقاعة مونوري التاريخية في قصر لوكسمبورغ، بمشاركة نخبة من أعضاء مجلس الشيوخ والباحثين والخبراء من “تريندز” وفرنسا، وذلك في إطار جولته الأوروبية الأخيرة حول موضوع “تعارض الانفصالية الإخوانية مع قيم التعايش”، وهو الحوار الفكري الذي تمت مناقشة موضوعات فرعية عدة ضمن أعماله؛ مثل النزعة الانفصالية ومواقع نشر التطرف، وكيفية مكافحة النزعة الانفصالية في التجارب الراهنة، والصراع الإبستمولوجي ضد الإخوان المسلمين، والتسامح والتعايش ونموذج اتفاقية الألزاس- موزيل، وأخيرًا نفوذ الإخوان المسلمين في الجامعات. وقد تبادل المتحاورون مجموعة من الرؤى والمقترحات؛ لمواجهة خطر الانفصالية الإخوانية وحماية قيم التعايش.
تأتي أهمية الحوار وموضوعه من أن قضية التعايش والتطرف من القضايا الملحة، التي تشغل بال صنّاع القرار والمفكرين في مختلف أنحاء العالم، فضلًا عن أن مواجهة الفكر المتطرف، والتصدي للأيديولوجيات الهدَّامة عمل جماعي عالمي؛ وعليه فإن الحوار بين المؤسسات البحثية والمجتمعات الدولية يسعى إلى إيجاد فهم أعمق للتحديات التي يفرضها الفكر الانفصالي على المجتمعات المعاصرة، وتسليط الضوء على أهمية التعايش السلمي كركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والازدهار.
كذلك، تأتي أهمية عقد مثل هذا الحوار الفكري المهم في باريس، في ضوء ما تعبر عنه الجمهورية الفرنسية من قيم التعايش والانفتاح، وما تواجهه من تحديات بسبب الانعزال الاجتماعي، والتأثيرات الأيديولوجية المتطرفة لبعض التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم الإخوان. أيضًا، يُنظر لهذا النقاش بوصفه جزءًا أصيلًا للجهود المستمرة للتصدّي للانفصالية والتطرف الديني في أوروبا عامة، وفرنسا خاصة، بما يُعزّز قيم الجمهورية الفرنسية، وينال من محاولات التنظيمات المتطرفة والإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان، توسيعَ نفوذها الأيديولوجي في أوروبا عبر شبكات ومنظمات متعددة. ولعل ملف التمويل الخارجي للجمعيات الدينية، وتعزيز الرقابة على التعليم الخاص والتجمعات الدينية إحدى أدوات مكافحة القيم الانفصالية في أوروبا.
إعمالًا لذلك؛ تنتهج فرنسا استراتيجية متعددة الأبعاد لمكافحة الانفصالية وتعزيز قيم الجمهورية، تتضمن بُعدًا تشريعيًا، وآخرَ رقابيًا، وثالثًا تعليميًا، ورابعًا توعويًا. فتشريعيًا، أصدرت فرنسا، عام 2021، قانونَ “تعزيز مبادئ الجمهورية”، الذي يشمل تدابير تهدف إلى محاربة الأيديولوجيات الانفصالية. يفرض القانون رقابة مشددة على الجمعيات الدينية؛ لضمان التزامها بالقيم الجمهورية، ومنع تأثير الأفكار المتطرفة في المجتمع. ورقابيًا، تسعى السلطات الفرنسية إلى منع التدفق غير المشروع للتمويل الأجنبي إلى الجمعيات الدينية والمؤسسات الثقافية، بما يهدف إلى تقليل التأثير الخارجي، الذي قد يعزز التطرف أو الانعزالية في المجتمع الفرنسي. وتعليميًا، وضعت فرنسا قيودًا على التعليم المنزلي؛ لضمان تلقِّي جميع الأطفال تعليمًا متماشيًا مع القيم العلمانية للجمهورية، وهو الإجراء الذي يستهدف المدارس أو المراكز التعليمية غير الرسمية، التي قد تنشر أيديولوجيات متطرفة. أما توعويًا، فيأتي عبر التركيز على منع استخدام الأماكن العامة؛ لترويج الأفكار الانفصالية، أو الأيديولوجيات التي تتعارض مع مبادئ الجمهورية، ويشمل ذلك مراقبة الخطابات الدينية والأنشطة داخل المساجد أو التجمعات المجتمعية.
لقد أوضحت النقاشات في مجلس الشيوخ الفرنسي القلق بشأن أيديولوجية الإخوان المسلمين وخطرها الفكري والسلوكي على قيم التعايش في فرنسا وعبر العالم، وأكدت ضرورة كشف خطورة هذه الأفكار والممارسات، والتصدّي لها، بما يضمن الحفاظ على قيم التعايش الإنساني التي تتعرض للتهديد من هذا الفكر والسلوك الإخواني.