الموت المريب لسجناء العراق.. ماسر وفاة المحكومين بالاعدام دون غيرهم؟
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
بغداد اليوم -بغداد
تثير تكرار حالات الوفيات داخل السجون، في العراق، ولاسيما الوفيات التي تطال المحكومين بالاعدام، جملة تساؤلات، فبين الحين والاخر، تتسرب معلومات عن وفاة نزيل محكوم بالاعدام ولاسيما في سجن الحوت في الناصرية، وبينما تعتبر حالات الوفاة أمرًا طبيعيًا وسط اعداد كبيرة من السجناء تقدر بـ60 الف سجين في العراق، الا ان وقوع هذه الحالات وتكرارها في صفوف اشخاص محكومين بالاعدام حصرًا دون غيرهم، يجعل الاعتقاد يذهب إلى كون هذه الوفيات قد تكون "غير عشوائية" بل مخطط لها ربما.
وخلال الاشهر الخمسة الاولى، توفي 24 محكومًا معظمهم بالاعدام في سجن الحوت بمحافظة ذي قار، بحسب تقارير، فيما ترى الجهات الحكومية والبرلمانية ان هذه الوفيات تحدث نتيجة امراض السل الرئوي والتدرن نتيجة الاكتظاظ الشديد، وغيرها من الامراض المزمنة، واسباب اخرى غير معروفة.
لاتعذيب في سجون العدل.. ولكن!
وتنفي وزارة العدل وجود حالات تعذيب داخل سجونها، فيما يرى مختصون أن التعذيب لاجدوى منه في السجون الاصلاحية التابعة لوزارة العدل لأن السجين يكون حينها محكومًا وقضيته منتهية، فيما يتركز التعذيب في سجون التوقيف التابعة للقوات الامنية عندما يتم اعتقال اي مشتبه به ومحاولة الحصول على اعترافات.
الا ان المختصين يرون أن التعذيب في سجون وزارة العدل يتمثل بطرق أخرى، من قبيل عدم الاهتمام بالرعاية الصحية للنزلاء وكذلك الاكتظاظ الكبير بالاضافة الى محاولات الابتزاز التي يتعرض لها المحكومون وذوو المحكومين ايضا، من قبيل تقاضي اموال كبيرة مقابل توفير احتياجات السجين او حتى السماح لذويه بمقابلته.
وفي مطلع العام الحالي اضطرت وزارة العدل لاعفاء مدير سجن التاجي ومعاونيه، ومسؤول شؤون الداخلية والأمن، ومسؤول التصاريح الأمنية من مناصبهم.
وجاءت هذه الخطوة على خلفية تسرب فيديو فضح الممارسات داخل سجن التاجي، حيث اتهم النزلاء السلطات المختصة داخل السجن، باجبارهم على تعاطي المخدرات وكذلك بيع اجهزة الموبايل بمبالغ "خيالية"، فيما يؤشر مختصون تكرار هذه الحالات في معظم السجون التابعة لوزارة العدل التي يقضي فيها النزلاء محكوميتهم.
تقارير الوفاة "مبهمة" وبعضها "مخفية"
عضو مفوضية حقوق الانسان في العراق سابقاً علي البياتي، أكد اليوم الأحد (1 تشرين الاول 2023)، وجود تصاعد في حالات الوفاة داخل السجون، الا انه يشير الى ان تقارير حالات الوفاة بعضها يكون مبهم وغير واضح ولايتم الاطلاع عليه.
وفي حديثه لـ"بغداد اليوم"، اكد البياني ان "هناك ارتفاعا ملحوظا في معدل الوفيات للسجناء داخل السجون، وهذا الامر يعود لأسباب عدة ابرزها الاكتظاظ الكبير داخل السجون وسوء الظروف الصحية والتغذية، فهذه أسباب رئيسية لارتفاع حالات الوفاة وهذا الامر مؤشر لدينا ولدى الجمعيات الحقوقية المختصة".
وبين ان "بعض تقارير حالات الوفاة في السجون تكون مبهمة وغير واضحة، وحتى بعضها لا يتم الاطلاع عليها، وهذا ما يجعلنا لا نصل الى حقيقة سبب وفاة بعض السجناء، لكنه نرى من المهم والضرورة تشريع قانون مناهضة التعذيب"، معتبرا ان "هذا الامر يخص السجون بشكل كبير ويمنع أي معاملة سيئة وكذلك الاهتمام بالوضع الصحي والتغذية للسجناء".
وتقدر وزارة العدل نسبة الاكتظاظ في السجون بنسبة 300%، حيث تقدر الطاقة الاستيعابية للسجون 25 الف سجين، فيما يتواجد 60 ألف سجين فيها.
وبينما تذهب الاعتقادات الى ان اسباب الوفاة غالبا ماتكون بسبب الاكتظاظ والامراض، الا ان مراقبين يرون انه "لايوجد تفسير لماذا هذه الامراض تطال المحكومين بالاعدام حصرًا دون غيرهم؟".
ومن بين 20 الف مدان بقضايا ارهاب، هنالك قرابة 8 الاف محكوم بالاعدام ومنذ 2015 وحتى 2021، بلغ عدد المنفذ بهم حكم الاعدام اكثر من 300 محكوم فقط، وهو رقم قليل مقارنة بعدد المحكومين، وهذا الأمر أدى لطرح تساؤلات عما اذا كانت حالات الوفاة للمحكومين بالاعدام حصرا هي محاولات "تصفية وانتقام"، نتيجة لتأخر تنفيذ الاعدام، ولاسيما ان المحكومين بالاعدام غالبا مايكونون محكومين بقضايا تتعلق بتفجيرات وعمليات ارهابية معروفة، وفيها الكثير من الضحايا، الذين يكسبون تعاطف الكثير من الاوساط الشعبية او القوات الامنية وعناصرها التي ربما قد تتكفل بعملية "الانتقام" بهذه الطريقة، اعتراضا على تأخير تنفيذ الاعدام، بحسبما يرى مراقبون.
المصدر: بغداد اليوم+ تقارير حكومية
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: حالات الوفاة داخل السجون وزارة العدل الا ان
إقرأ أيضاً:
الشيخ خميس الخنجر.. للمقربين منكم ضلع فيما وصلت اليه الاحوال
نوفمبر 15, 2024آخر تحديث: نوفمبر 15, 2024
حامد شهاب
اطلع الكثيرون على مجريات ما دار في اجتماع ائتلاف إدارة الدولة قبل إجراء عملية انتخاب الرئيس الجديد لمجلس النواب العراقي، من خلال المواقع الإخبارية، واللغة المريرة والقاسية التي عبر بها الشيخ خميس الخنجر عن عدم التزام حكومة الإطار وقواها السياسية بما تعهدت به في ائتلاف إدارة الدولة، وانقلابها عليهم ، حيث لم يتحقق أي من التعهدات التي تعهدوا بها خلال فترة تشكيل الحكومة، مما دعاكم الى مغادرة اجتماعهم وأنتم في غاية القلق والغضب على ما آل اليه مصير تعاملكم مع تلك القوى من نكران الجميل.
وكان الرأي العام العراقي، يدرك تداعيات تلك الأحداث المريرة، وعواقبها، وما آلت اليه الأمور من خروجكم من حزب السيادة، بعد اتخاذ قوى الإطار ذريعة لقرارات مجحفة للاقتصاص منكم ومن مواقفكم التي أكدتموها خلال ذلك الاجتماع، وتعد لحظة غضب لم يعد بالإمكان تحمل أعبائها طيلة تلك السنوات التي ذهب بها مصير المكون السني الى المجهول، وهو يواجه مصيرا بائسا لا يحسد عليه.
وليس القوى السياسية التي ناصبتكم العداء كانت هي من أوصلت الأمور الى نتائجها الكارثية الأخيرة ، بل أني أحمل حتى من كانوا معك في تلك المسيرة من نوابكم من أنهم لم يكونوا على مستوى الآمال التي تنتظرون أو تتوقعون أن ترتقي بعملها الى ما يطمح اليه الشيخ الخنجر، في وقت لم يبخل عليهم الرجل من وسائل الدعم المختفة ، وتحمل من أجلهم الكثير، لكن بعض نوابه وبعض من مسؤولي حزب السيادة ربما يتحملون جزءا لا يستهان به مما أصابكم من حسرات ومن لحظات حزن مريرة ، لانهم لم يرتقوا الى مستوى تطلعاتكم كرجال يفترض فيهم أن يكونوا على درجة عالية من المسؤولية لكي لا يتركوا أية فرصة إلا وتتم الاستفادة منها لصالح إنجاح مهامكم ، وما كنتم تخططون له من أمان وتطلعات مشروعة.
وبرغم أنني لم أكن من حزبكم ولا من حزب آخر ولم نلتق بكم في عمل سياسي، إلا أنني كلفت بعض نوابكم أو من المقربين اليكم بأن أوصل اليكم (أمانة).. و(الأمانة) حملها الإنسان ولم تتحملها الجبال ، وهي دراسة مهمة للغاية تتعلق بمستقبل جمهور تم تغييبه وهو يعيش أقسى محن الحياة والتهجير والتغيب القسري ، ورجوتهم كباحث إعلامي لفترة أشهر مضت أن يوصلوا تلك الأمانة اليكم دون جدوى، حتى بينهم فرعكم في اليرموك لمرتين، ولم أعرف مصير الدراسة التي قدمتها الى مكتبكم في اليرموك منذ 27 تموز 2024 وفي المرة الثانية 19 ايلول 2024 من خلال مطالعة أخرى بشأن مصيرها مدعمة بالهواتف ، وقبلها بأشهر مع نوابكم دون أن أعرف حتى هذه اللحظة أين وصل مصير تلك الدراسة التي تعد من أهم الدراسات التي أعدت خلال أعوام مضت.
ما أردت التوصل اليه في خاتمة هذا المقال أنه حتى المقربين اليكم لم يكونوا بمستوى الجمهور العراقي من خارجكم ، ومن نخبه التي تضع للقيادات العليا خرائط طريق ، للمشكلات العاصفة التي اكتوى منها المكون السني، لأن من منحتموهم تلك الثقة ، لم يرتقوا ، كما ذكرت، الى مستوى آمالكم، وخيبوا ظن حتى من أراد أن يكون قريبا منكم في التعاطف السياسي والاخلاقي ، لما يتعرض له هذا المكون من خيبات امل مريرة ، في وقت أظهر من عرفناهم من مقربيكم أنهم كانوا لا يعلمون إلا لمصالحهم الشخصية ، أما دعم المكون ورفعة مكانته، فتأتي في مراحل لاحقة من الاهتمام، للأسف الشديد.