أميركا على موعد مع إضراب لموظفي شركة كبرى في مجال الرعاية الصحية
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
فيما يمكن أن يكون أكبر إضراب في مجال الرعاية الصحية في تاريخ الولايات المتحدة، والذي سيكون له آثار مباشرة على آلاف المرضى، يستعد أكثر من 75 ألف عامل في مجال الرعاية الصحية من شركة "كايزر بيرماننتي" Kaiser Permanente لترك وظائفهم في غضون أيام، إذ لا تزال المفاوضات بين الموظفين والإدارة متعثرة بسبب مشاكل الأجور والاستعانة بمصادر خارجية والتوظيف.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، كان ائتلاف من النقابات التي تمثل عمال كايزر قد أخطرت الشركة سابقًا بأن إضرابًا لمدة ثلاثة أيام سيبدأ، الأربعاء، في كاليفورنيا وأوريغون وكولورادو وفيرجينيا وولاية واشنطن ومقاطعة كولومبيا.
لكن الصحيفة أوضحت، الأحد، أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق ومنع حدوث ذلك، لكن يبدو أن الإضراب محتمل بشكل متزايد، حيث كان من المقرر أن ينتهي عقد العمل الحالي لهؤلاء الموظفين بعد السبت.
وأشارت إلى أنه لا تزال المحادثات مثيرة للجدل، حيث تتهم النقابة الشركة بالمساومة بسوء نية، وتحث الشركة العمال على عدم المشاركة في أي إضراب من شأنه أن يهدد جودة رعاية المرضى.
ويأتي النزاع على خلفية إعادة تنشيط الحراك العمالي في الولايات المتحدة، مع تأكيد النقابات وجودها وسط ارتفاع التضخم ونقص العمالة بعد وباء "كوفيد-19"، إذ بدأ اتحاد عمال السيارات مؤخرًا إضرابًا عن العمل في شركات صناعة السيارات الثلاث الكبرى في الولايات المتحدة، في حين انتهى مؤخرًا إضراب كتاب هوليوود الذي استمر خمسة أشهر، بحسب الصحيفة.
لكن الصحيفة ترى أن الأمر قد يستغرق أسابيع أو حتى أشهر حتى يشعر المستهلكون بتأثير التوقف عن العمل في قطاعي التصنيع والترفيه. ومن ناحية أخرى، فإن النقص في العاملين في قطاعات معينة، مثل الرعاية الصحية يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على رعاية المرضى.
ونقلت الصحيفة عن كايزر قولها إنها لا تزال تأمل في تجنب الإضراب قبل الأربعاء، وهي مستعدة للحفاظ على تشغيل منشآتها في حالة حدوث توقف.
وقال متحدث باسم كايزر إنه من المرجح أن تشهد منطقة العاصمة تأثيرًا أقل من الولايات الأخرى، حيث يضم أعضاء فرجينيا والعاصمة 400 صيدلاني وأخصائي بصريات فقط يخططون للإضراب لمدة 24 ساعة فقط. ولن يضرب أي موظف في ولاية ماريلاند، وفقا للصحيفة.
وفي بيان صدر في وقت متأخر من السبت، قالت كايزر إن الشركة والنقابة "يواصلان إحراز تقدم في القضايا الرئيسية"، مستشهداً بخطة تقاسم الأداء المعاد تصميمها والاتفاقيات المبدئية بشأن التعليم، واستخدام العمال المؤقتين، وتتبع الوظائف الشاغرة وحل النزاعات. وقالت الشركة: "ستستمر العمليات كالمعتاد صباح الأحد، وسنواصل احترام جميع أحكام العقد الحالي".
وأضاف البيان: "في حالة بدء الإضراب في 4 أكتوبر، لدينا خطط طوارئ لضمان استمرار الأعضاء في الحصول على رعاية آمنة وعالية الجودة طوال مدة الإضراب"، متابعا أن "المستشفيات ومراكز الطوارئ ستبقى مفتوحة."
ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أنه من المرجح أن يشهد المرضى فترات انتظار أطول وتوافرًا أقل لخدمات العيادات الخارجية في حالة حدوث الإضراب.
وأشارت إلى أنه في حالة حدوث إضراب، فمن المحتمل أن يظل المرضى قادرين على رؤية الأطباء والممرضات، لكن قد يكون هناك تدهور في الخدمات مثل الصيدليات والمعامل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة فی حالة
إقرأ أيضاً:
أثر الكلمات على المرضى: أهمية التواصل الرحيم في الرعاية الطبية
نوفمبر 11, 2024آخر تحديث: نوفمبر 11, 2024
المستقلة /- كشفت دراسة حديثة أن العبارات التي يستخدمها الأطباء أثناء تواصلهم مع المرضى، خصوصاً أولئك المصابين بأمراض خطيرة، يمكن أن تترك أثراً كبيراً على حالاتهم العاطفية واتخاذهم للقرارات العلاجية. وبحسب الباحثين، فإن بعض العبارات قد تؤدي إلى تعزيز مشاعر القلق والعجز لدى المرضى، مما يؤثر سلباً على القدرة على اتخاذ قرارات علاجية مشتركة وفعالة.
تأثير الكلمات على المرضى
من المعروف أن العلاج الطبي لا يتوقف عند تقديم الأدوية والعلاجات، بل يمتد إلى كيفية تواصل الطبيب مع المريض. ففي بعض الأحيان، قد تؤدي بعض العبارات التي يستخدمها الأطباء إلى زيادة الضغط النفسي على المرضى، ما يعرقل مسار العلاج. على سبيل المثال، عبارات مثل “لا يوجد شيء آخر يمكننا القيام به” أو “لن تتحسن” يمكن أن تثير اليأس وتزيد من مشاعر العجز. مثل هذه التصريحات قد تترك المريض في حالة من القلق المستمر، مما يعرقل قدرته على اتخاذ قرارات علاجية فعالة.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور ليونارد بيري، أستاذ التسويق بجامعة “تكساس إيه آند إم”، أن رغم التقدم الكبير في علاج الأمراض الخطيرة مثل السرطان أو أمراض القلب المتقدمة، إلا أن مشاعر مثل الخوف والقلق تظل جزءاً من تجربة المريض. ولذلك، يكمن التحدي في كيفية التعامل مع هذه المشاعر بطريقة تحفز الثقة والاطمئنان، وتخفف من حدة القلق.
أهمية التواصل الرحيم
تعتبر “التواصل الرحيم” إحدى الاستراتيجيات التي أشار إليها الباحثون كجزء أساسي من عملية العلاج. فبدلاً من استخدام كلمات قد تثير مشاعر القلق، يُنصح الأطباء بتبني أسلوب أكثر حساسية واحتواءً. على سبيل المثال، بدلاً من القول “إيقاف العلاج الداعم”، يمكن للأطباء استخدام عبارة مثل “لنواصل البحث عن أفضل الخيارات المتاحة” أو “سنواجه هذا التحدي معاً”.
الباحثون شددوا على ضرورة تجنب بعض العبارات التي قد تحط من قيمة مخاوف المرضى أو تقليل من أهميتها، مثل “أنت محظوظ، إنها المرحلة الثانية فقط”، أو “لا داعي للقلق بشأن ذلك الآن”. فهذه العبارات يمكن أن تُشعر المريض بأن مخاوفه ليست محل اهتمام، ما قد يؤثر سلباً على العلاقة بين الطبيب والمريض.
نحو حوار بناء
لتعزيز الثقة بين الطبيب والمريض، يمكن تبني أساليب مختلفة في التواصل. على سبيل المثال، بدلاً من السؤال التقليدي “هل لديك أي أسئلة؟”، يمكن للطبيب طرح سؤال مثل: “ما هي أسئلتك لي؟”، مما يعزز من انفتاح المريض في التعبير عن مشاعره ومخاوفه.
أيضاً، عندما يتحدث الأطباء عن “القتال” أو “المعركة” ضد المرض، يُفضل أن يعبّر الطبيب عن دعم مشترك بعبارات مثل: “سنواجه هذا التحدي معاً”، وهذا يعزز من الشعور بالأمان والدعم المتبادل بين المريض والطبيب.
دور الخبرة والتوجيه
أشار الباحثون إلى أن توجيه الأطباء ذوي الخبرة يلعب دوراً مهماً في تحسين مهارات التواصل مع المرضى. فالأطباء المخضرمون يمكنهم تقديم النصائح ومشاركة تجاربهم حول الكلمات والعبارات التي ينبغي تجنبها، مما يساهم في تطوير مهارات الأطباء الجدد في هذا المجال.