مدير «البيئة والتنمية»: المنظومة المائية تشهد طفرة بفضل مشروعات المعالجة والتحلية (حوار)
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
قال الدكتور خالد أبوزيد، المدير الإقليمي للموارد المائية بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا، إن الدولة شهدت طفرة غير مسبوقة للنهوض بقطاع الري والموارد المائية من خلال الكثير من المشروعات والاستثمارات التي تهدف إلى معالجة المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي وتحلية مياه البحر للتخفيف من الاعتماد الكلي على نهر النيل.
وأكد «أبوزيد»، فى حواره لـ«الوطن»، أن المشروعات التى دشّنتها الدولة لمعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحى أسهمت فى تحقيق المطلوب، للحفاظ على الأمن المائى، ومواجهة التحديات، فى ظل ما يشهده العالم من تحديات تتعلق بتغيّر المناخ.
ما أهم الإنجازات التى شهدها قطاع الرى فى عهد الرئيس السيسى؟
- من أهم المشروعات التى تم إنجازها تلك المتعلقة بإعادة استخدام المياه عن طريق أكبر 3 محطات، سواء بإعادة استخدام مياه الزراعة، وهو دور محطات المحسمة وبحر البقر والدلتا الجديدة، فكل مياه الصرف الزراعى التى كان يتم إلقاؤها فى البحر يجرى العمل على معالجتها وإعادة استخدامها من جديد للحفاظ على الأمن المائى والغذائى، بجانب المشروعات المتعلقة بتقليل الفواقد وإعادة تأهيل الترع والقنوات التى تُسهم فى تحسين منظومة توصيل المياه إلى الترع وتقليل الفواصل المائية، وهى من ضمن المشروعات المهمة التى تعمل على تحقيق جزء من الأمن المائى، إضافة إلى المشروعات المتعلقة بإنشاء قناطر جديدة تساعد فى تنظيم المياه، ومشروعات إعادة معالجة مياه الصرف الصحى، التى تُشكل أهمية كبيرة على الصعيد البيئى والصحى لاستخدامها مرة أخرى فى عمليات الزراعة حسب درجة المعالجة، فقد حققت هذه المشروعات استثماراً عاد بالنفع فى قطاع الرى والموارد المائية، بالإضافة إلى استثمارات الدولة فى مشروعات تحلية مياه البحر، التى تسهم فى توفير مياه عذبة للمدن والمنشآت السياحية والمدن الساحلية الجديدة، كالعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة، وتوفير مياه عذبة للاستخدامات المنزلية والتخفّف من عبء استخدامات مياه النيل، لاستخدامها فى المناطق البعيدة عن السواحل، ومشروعات تحديث نُظم الرى وأساليبه لتقليل الفواقد، وكل هذه المشروعات تمثل طفرة.
وماذا عن موارد المياه غير التقليدية التى تمتلكها مصر؟ وما مدى أهميتها؟
- موارد المياه غير التقليدية تتمثّل فى إعادة استخدام مياه الصرف الصحى وتحلية مياه البحار والمياه الجوفية، التى لا يتم استخدامها على نطاق واسع، ومياه الصرف الزراعى والأمطار، إضافة إلى الاستفادة من السيول فى تخزين الخزانات الجوفية وتكوين خزانات مياه سطحية للاستفادة من كل قطرة، وكل هذه الموارد توفّر موارد مائية إضافية لمصر.
كيف ترى دور المياه فى تحقيق التنمية الشاملة؟
- تشكّل المياه أهمية قصوى فى مصر، فهى المحدّد الرئيسى للتنمية، ورغم الزيادة السكانية، فإن موارد المياه محدودة ولا تزيد، وحصة مصر والسودان محسوبة فى المياه على أساس ما كان يأتى قبل بناء السد العالى، وتلك الكميات كانت تُحسب على أساس كمية الأمطار، إما عالية وإما متوسطة، فنحن نمتلك حصة مياه محدّدة وغير قابلة للزيادة، ومن الضرورى الحفاظ عليها، إضافة إلى أنها تدخل فى مشروعات التنمية العمرانية والصناعية والزراعية لتتلاءم مع معدلات الزيادة السكانية المتزايدة، ودون المياه لا نستطيع التوسّع فى كل هذه المجالات.
التغيرات المناخية من التحديات التى تواجهها مصر.. و55.5 مليار متر مكعب حصتنا من المياه العذبة ولا تتناسب مع الزيادة السكانيةوما أبرز التحديات التى نواجهها لتحقيق الاكتفاء من الموارد المائية؟
- تواجه مصر عدداً من التحديات فى هذا الصدد، منها محدودية موارد المياه العذبة، فحصتنا منها تشكل 55.5 مليار متر مكعب فى العام، رغم الاحتياجات المتزايدة لمواكبة الزيادة السكانية، ومن ضمن التحديات أيضاً التغيّرات المناخية المعرّضة لها مصر، فمن الممكن أن تقل الأمطار التى تسقط على مياه النيل، فبالتالى تقل نسبة الموارد المائية، والتحدى الأكبر يكمن فى الموارد المائية العذبة التى تعتمد عليها مصر كلياً، بنسبة 97%، إذ تأتى من خارج حدود مصر، لأن النيل نهر مشترك عابر للحدود وحوض النيل تتشارك فيه 11 دولة وتأتى مصر فى المرتبة الأخيرة من المصب، وهذا يشكل تهديداً لبلادنا، لا سيما فى ظل ما تقوم بعض دول المنبع من تشييد سدود على النهر، إضافة إلى أن تلوث المياه من التحديات التى نواجهها أيضاً.
«أبوزيد»: التوسّع فى الاعتماد على الموارد البحرية والجوفية المالحة ضرورة للاستفادة من كل قطرة مياهكيف يمكن مواجهة التحديات للحفاظ على مواردنا؟
- عبر التوسّع فى استخدام المياه وإعادة استخدام ومعالجة مياه الصرف والتوسّع فى تحلية المياه المالحة، سواء مياه البحر أو الجوفية المالحة فى بعض الصحارى، والعمل على خلق موارد مائية غير تقليدية جديدة، والتعاون مع دول حوض النيل فى حماية حقوقنا ونصيبنا الإنمائى وتنمية موارد مائية جديدة داخله.
المشروعات.. والأمن المائىلكى تحقّق الدولة اكتفاءً ذاتياً فى الموارد المائية للأمن المائى، يجب أن يكون نصيب الفرد من حصة المياه 1000 متر مكعب فى العام لتلبية الاحتياجات المائية للفرد، سواء فى الشرب أو الزراعة أو الصناعة أو الرى وغيرها من الاحتياجات، ولكن نصيب الفرد فى الواقع 550 متراً مكعباً، لذلك نعانى فجوة مائية كبيرة، ولكن كل هذه المشروعات التى جرى إنجازها تُسهم فى سد هذه الفجوة المائية وتحقيق الأمن المائى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السيسي الزیادة السکانیة الموارد المائیة استخدام میاه موارد المیاه من التحدیات میاه الصرف إضافة إلى التى ت کل هذه
إقرأ أيضاً:
نائب وزير الإسكان يتفقد مشروعات الصرف الصحي المتكامل بمحافظة المنوفية برفقة بعثة من البنك الدولي
قام الدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أمس بزيارة إلى محافظة المنوفية، لمتابعة موقف تنفيذ مشروعات الصرف الصحي المتكامل ضمن برنامج خدمات الصرف الصحي المستدامة بالمناطق الريفية، يرافقه بعثة البنك الدولي برئاسة السيد/ مايكل هاني، والمهندس رشدي عمر، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية، وممثلي وحدة إدارة المشروعات بوزارة الإسكان PMU، وشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية، ومسئولى المشروعات، وذلك في إطار متابعة المشروعات الجاري تنفيذها بقطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحي بوزارة الإسكان.
وخلال الزيارة ناقش نائب وزير الإسكان، مع رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية، موقف تنفيذ المشروعات الاستراتيجية للصرف الصحي والمياه والمبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بالمحافظة، واستعدادات الشركة لفصل الشتاء، وموقف خدمات مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة.
كما استعرض الدكتور سيد إسماعيل، موقف تنفيذ مشروعات الصرف الصحي المتكامل الجاري تنفيذها ضمن برنامج خدمات الصرف الصحي المستدامة بالمناطق الريفية والقائم على النتائج بالمحافظة.
وأوضح رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية، أن البرنامج يستهدف إنشاء مشروعات الصرف الصحي المتكامل بداية من الوصلات المنزلية للمواطنين، مرورًا بشبكات التجميع الفرعية والرئيسية ومحطات الرفع وخطوط الطرد وإنشاء محطات المعالجة وانتهاءً بخطوط السيب النهائي لتلك المحطات، ويتضمن نطاق العمل بالمحافظة عدد ٣٣ قرية وتابعا لخدمة نحو ٤٨ ألف وحدة سكنية، من خلال العمل علي تنفيذ ١٥ مشروعا، وتصل نسبة التنفيذ العامة بالمحافظة إلى ٩٣٪.
واستمع نائب وزير الإسكان، لشرحٍ تفصيلي من الشركة المنفذة لمحطة معالجة صفط جدام (شركة ايتوس) حول سير العمل بمحطة معالجة صفط جدام، والتي تبلغ طاقتها التصميمية ٦ آلاف م٣/يوم، وتخدم ٦ قرى (جدام، صفط جدام، شبراتوش، ميت الكرام، كفر الشرفا الغربي، كفر علوى) بإجمالي عدد سكان نحو ٤٦ ألف نسمة.
وأوضح ممثلو الشركة أن النسبة الحالية للتنفيذ بالمحطة للأعمال المدنية والكهروميكانيكية وصلت إلى نحو ٨٩٪، وأن أعمال التنفيذ متفقة مع البرنامج الزمني لتنفيذ الأعمال، ومتوقع الانتهاء من أعمال التنفيذ للمحطة بنهاية مارس ٢٠٢٥، تمهيدًا لتسليمها لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية.
وكَّلف نائب وزير الإسكان، وحدة إدارة المشروعاتPMU واستشاري البرنامج وشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية، بدراسة تنفيذ الأعمال المتبقية للوصول للطاقة التصميمية للمحطة، مؤكدًا أنه تم عمل الدراسة التصميمية في بداية البرنامج بناءً على تغطية خدمات الصرف الصحي لأكبر قدر ممكن من القرى والتوابع.
وخلال زيارته للمحطة، التقي نائب وزير الاسكان، مجموعة من أعضاء اللجان المجتمعية من أهالي القرى، وتبادل الحوار معهم حول المشروعات التي تم وجارٍ تنفيذها، مشيدًا بالدور الذي تقوم به تلك اللجان من قبل بدء أعمال التنفيذ من خلال تنسيق عملية التبرع بقطع الأراضي لخدمة القرى والتوابع، الأمر الذي يتطلب الحرص على التوعية المجتمعية للمحافظة على تلك المشروعات وترشيد استهلاك المياه لاكتمال أركان المنظومة والاستعمال الجيد للأصول للحفاظ عليها.
وتجول الدكتور سيد إسماعيل، ومرافقوه بمكونات المحطة، بداية من غرفة المدخل وأحواض إزالة الزيوت والشحوم والرمال، وخزانات الموازنة وأحواض المعالجة البيولوجية، وأحواض الترسيب والتركيز والتجفيف، وتم التأكيد على ضرورة المتابعة المستمرة، وكذا ضرورة الانتهاء من تنفيذ جميع أعمال الموقع العام وفقًا للبرنامج الزمني المحدد.
وعرض مسئولو شركة ايتوس مجهودات المصنع التابع للشركة في تصنيع المكونات الكهروميكانيكية محليًا، والتي يتم استخدامها في تنفيذ مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي.
وناقش الدكتور سيد إسماعيل وممثلو بعثة البنك مع مسئولي شركة ايتوس مكونات محطة المعالجة التي يتم تصنيعها محليًا في الوقت الحالي، والتي يستفيد منها شركة ايتوس وعدد من الشركات الأخرى التي تقوم بتنفيذ المشروعات بقطاع المرافق.
وأشاد نائب وزير الإسكان ورئيس بعثة البنك الدولي، بجهود التصنيع المحلي من الشركة والتي تتفق مع منهجية ورؤية الدولة حاليًا في توطين مختلف الصناعات.
كما تفقد نائب وزير الإسكان، والوفد المرافق له، محطة رفع صفط جدام وما تشتمل عليه من مكونات كهروميكانيكية، وناقش مع ممثلي بعثة البنك الدولي، جودة تنفيذ الأعمال بالبرنامج، وأهمية الحفاظ على الاستثمارات والأصول وتحسين النظم التشغيلية، وأداء مقدمي الخدمة، وذلك من خلال رفع كفاءة وبناء قدرات العاملين بشركات مياه الشرب والصرف الصحي المعنية بالبرنامج.
وأوضح الدكتور سيد إسماعيل، أن برنامج خدمات الصرف الصحي المستدامة بالمناطق الريفية يتميز بتطوير أنظمة التشغيل والصيانة المختلفة، بدءًا من تنفيذ المشروعات، من خلال إلزام الشركات المنفذة بتطبيق أنظمة التحكم والمراقبة المختلفة والمتطورة، ومتابعة التشغيل والصيانة القياسية لتلك الأصول من خلال جهاز تنظيم مياه الشرب والصرف الصحي وحماية المستهلك.
واختتم نائب وزير الإسكان وبعثة البنك الدولي، الجولة التفقدية، بتقديم الشكر لجميع العاملين في تنفيذ محطة المعالجة ومحطة الرفع بصفط جدام، مؤكدين ضرورة الحفاظ على جودة الأعمال والتشغيل والصيانة القياسية.
جدير بالذكر أن برنامج خدمات الصرف الصحي المستدامة بالمناطق الريفية يُعد نموذجًا يحتذى به في كل مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي على مستوى الجمهورية، حيث يتم تنفيذه بآلية ربط التمويل بالنتائج، والتى تتميز بضمان التركيز على الأهداف والنتائج المطلوب تحقيقها، بجانب تخفيف الأعباء المالية عن الحكومة المصرية، حيث يتم ربط التمويل بتحقيق النتائج طبقًا للمؤشرات، ودعم اللامركزية وتعزيز العلاقة بين الشركات والمواطنين، استنادًا إلى معايير المصلحة العامة والمساءلة والشفافية والمشاركة.