بغداد اليوم -بغداد

تثير تكرار حالات الوفيات داخل السجون، في العراق، ولاسيما الوفيات التي تطال المحكومين بالاعدام، جملة تساؤلات، فبين الحين والاخر، تتسرب معلومات عن وفاة نزيل محكوم بالاعدام ولاسيما في سجن الحوت في الناصرية، وبينما تعتبر حالات الوفاة أمرًا طبيعيًا وسط اعداد كبيرة من السجناء تقدر بـ60 الف سجين في العراق، الا ان وقوع هذه الحالات وتكرارها في صفوف اشخاص محكومين بالاعدام حصرًا دون غيرهم، يجعل الاعتقاد يذهب إلى كون هذه الوفيات قد تكون "غير عشوائية" بل مخطط لها ربما.

وخلال الاشهر الخمسة الاولى، توفي 24 محكومًا معظمهم بالاعدام في سجن الحوت بمحافظة ذي قار، بحسب تقارير، فيما ترى الجهات الحكومية والبرلمانية ان هذه الوفيات تحدث نتيجة امراض السل الرئوي والتدرن نتيجة الاكتظاظ الشديد، وغيرها من الامراض المزمنة، واسباب اخرى غير معروفة.


لاتعذيب في سجون العدل.. ولكن!

وتنفي وزارة العدل وجود حالات تعذيب داخل سجونها، فيما يرى مختصون أن التعذيب لاجدوى منه في السجون الاصلاحية التابعة لوزارة العدل لأن السجين يكون حينها محكومًا وقضيته منتهية، فيما يتركز التعذيب في سجون التوقيف التابعة للقوات الامنية عندما يتم اعتقال اي مشتبه به ومحاولة الحصول على اعترافات.

الا ان المختصين يرون أن التعذيب في سجون وزارة العدل يتمثل بطرق أخرى، من قبيل عدم الاهتمام بالرعاية الصحية للنزلاء وكذلك الاكتظاظ الكبير بالاضافة الى محاولات الابتزاز التي يتعرض لها المحكومون وذوو المحكومين ايضا، من قبيل تقاضي اموال كبيرة مقابل توفير احتياجات السجين او حتى السماح لذويه بمقابلته.

وفي مطلع العام الحالي اضطرت وزارة العدل لاعفاء مدير سجن التاجي ومعاونيه، ومسؤول شؤون الداخلية والأمن، ومسؤول التصاريح الأمنية من مناصبهم.

وجاءت هذه الخطوة على خلفية تسرب فيديو فضح الممارسات داخل سجن التاجي، حيث اتهم النزلاء السلطات المختصة داخل السجن، باجبارهم على تعاطي المخدرات وكذلك بيع اجهزة الموبايل بمبالغ "خيالية"، فيما يؤشر مختصون تكرار هذه الحالات في معظم السجون التابعة لوزارة العدل التي يقضي فيها النزلاء محكوميتهم.


تقارير الوفاة "مبهمة" وبعضها "مخفية"

عضو مفوضية حقوق الانسان في العراق سابقاً علي البياتي، أكد اليوم الأحد (1 تشرين الاول 2023)، وجود تصاعد في حالات الوفاة داخل السجون، الا انه يشير الى ان تقارير حالات الوفاة بعضها يكون مبهم وغير واضح ولايتم الاطلاع عليه.

وفي حديثه لـ"بغداد اليوم"، اكد البياني ان "هناك ارتفاعا ملحوظا في معدل الوفيات للسجناء داخل السجون، وهذا الامر يعود لأسباب عدة ابرزها الاكتظاظ الكبير داخل السجون وسوء الظروف الصحية والتغذية، فهذه أسباب رئيسية لارتفاع حالات الوفاة وهذا الامر مؤشر لدينا ولدى الجمعيات الحقوقية المختصة".

وبين ان "بعض تقارير حالات الوفاة في السجون تكون مبهمة وغير واضحة، وحتى بعضها لا يتم الاطلاع عليها، وهذا ما يجعلنا لا نصل الى حقيقة سبب وفاة بعض السجناء، لكنه نرى من المهم والضرورة تشريع قانون مناهضة التعذيب"، معتبرا ان "هذا الامر يخص السجون بشكل كبير ويمنع أي معاملة سيئة وكذلك الاهتمام بالوضع الصحي والتغذية للسجناء".

وتقدر وزارة العدل نسبة الاكتظاظ في السجون بنسبة 300%، حيث تقدر الطاقة الاستيعابية للسجون 25 الف سجين، فيما يتواجد 60 ألف سجين فيها.

وبينما تذهب الاعتقادات الى ان اسباب الوفاة غالبا ماتكون بسبب الاكتظاظ والامراض، الا ان مراقبين يرون انه "لايوجد تفسير لماذا هذه الامراض تطال المحكومين بالاعدام حصرًا دون غيرهم؟".

ومن بين 20 الف مدان بقضايا ارهاب، هنالك قرابة 8 الاف محكوم بالاعدام ومنذ 2015 وجتى 2021، بلغ عدد المنفذ بهم حكم الاعدام اكثر من 300 محكوم فقط، وهو رقم قليل مقارنة بعدد المحكومين، وهذا الأمر أدى لطرح تساؤلات عما اذا كانت حالات الوفاة للمحكومين بالاعدام حصرا هي محاولات "تصفية وانتقام"، نتيجة لتأخر تنفيذ الاعدام، ولاسيما ان المحكومين بالاعدام غالبا مايكونون محكومين بقضايا تتعلق بتفجيرات وعمليات ارهابية معروفة، وفيها الكثير من الضحايا، الذين يكسبون تعاطف الكثير من الاوساط الشعبية او القوات الامنية وعناصرها التي ربما قد تتكفل بعملية "الانتقام" بهذه الطريقة، اعتراضا على تأخير تنفيذ الاعدام، بحسبما يرى مراقبون. 

المصدر: بغداد اليوم

المصدر: بغداد اليوم+ تقارير حكومية



المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: حالات الوفاة داخل السجون بغداد الیوم وزارة العدل الا ان

إقرأ أيضاً:

تقف وراء 65% من الوفيات.. أكثر 10 أسباب حصدًا لأرواح العراقيين سنويًا

السومرية نيوز-محليات

تتعدد الأسباب المؤدية للموت بشكل كبير، وتختلف ربما من بلد لاخر حسب طبيعة السكان او الأجواء والامراض المتوطنة، وفي العراق هناك 10 أسباب هي المسؤولة عن النسبة الأكبر بالوفيات التي يتم تسجيلها سنويًا. وفق بيانات وتقارير حكومية، راجعتها السومرية نيوز، فأن العراق يسجل سنويًا قرابة 200 الف حالة وفاة، مقابل مليون ولادة سنوية جديدة، فيما تسيطر أعلى 10 أسباب للوفاة في العراق، على مسؤولية 65% من الوفيات المسجلة سنويا في العراق، أي ان هذه الأسباب العشرة تقف وراء اكثر من 65% من الوفيات المسجلة سنويًا.

تتصدر امراض القلب، وتعد السبب الأول للوفيات في العراق، حيث ان هذا السبب مسؤول عن 11% من الوفيات السنوية، فيما تأتي امراض ارتفاع ضغط الدم بالمرتبة الثانية ومسؤولة عن 9% من الوفيات، وتأتي الامراض والجلطات الدماغية ثالثا ومسؤولة عن 9% من الوفيات، اما المرتبة الرابعة فتأتي اشكال أخرى من امراض القلب ومسؤولة عن 9% من الوفيات أيضا، وفي المرتبة الخامسة والبالغة 8% من اجمالي الوفيات تأتي أسباب مجهولة وغير محددة، وفي المرتبة السادسة يأتي السكري والمسؤول عن 7% من الوفيات، ومن ثم الفشل الكلوي سابعا ومسؤول عن 6% من الوفيات.

وتأتي الاضطرابات النفسية والقلبية والوعائية بفترات ماحول الولادة لدى النساء بالمرتبة الثامنة، حيث انها مسؤولة عن 4% من الوفيات، وفي المرتبة التاسعة تأتي الامراض الجرثومية والمسؤولة عن 4% من الوفيات، فيما تأتي أخيرا بالمرتبة العاشرة اورام الأعضاء الهضمية والمسؤولة عن 2% من الوفيات.

مقالات مشابهة

  • صرخات خلف القضبان: مأساة السجون العراقية تتفاقم
  • الإنسان النيابية تثمن مبادرة وزير العدل بوضع “صناديق شكاوى” في السجون لضمان حقوقهم
  • يضعون أسرارهم بـالصناديق.. سجناء العراق لهم حق الشكوى والبرلمان يعلّق
  • يضعون أسرارهم بـالصناديق.. سجناء العراق لهم حق الشكوى والبرلمان يعلّق- عاجل
  • وفاة أردني بحادث تدهور في لواء الشوبك
  • تقف وراء 65% من الوفيات.. أكثر 10 أسباب حصدًا لأرواح العراقيين سنويًا
  • وزير العدل يوجه بوضع صناديق شكاوى داخل القاعات السجنية لضمان توفير قناة آمنة للنزلاء للتعبير عن مشاكلهم دون اية قيود ،
  • وزير العدل يوجه بوضع صناديق شكاوى داخل القاعات السجنية
  • ارتفاع عدد حالات الوفاة في حادث أتوبيس مطروح ليصل إلى 5
  • عاجل - كيف يتصدرسعيد جليلي على بزشكيان النتائج الأولية داخل الانتخابات الرئاسية الإيرانية 2024؟